إن في الفضاء والسماء أسرارا لا يعرفها الجنس البشري إلا ما نسبته 0.001% ... وعلى الأرض أسرارا لم يعرفها الإنسان إلا صدفة ووقف أمامها عاجزا عن تفسيرها وظل يسطر الإنسان النظريات تلو النظريات دون إثبات مادي قاطع الثبوت ... وهناك أسرارا على الأرض ظلت خافية لأن رب السموات والأرض أراد لها أن تكون خافية عن الأمم القادمة ... ولذلك في التاريخ البشري ظهرت أمما وبادت وانتهت ثم ظهرت أمما ثم انقطع نسلها وانتهت وصولا إلى أمتنا في زماننا هذا ... وأظن أن كل هذه الأسرار التي ظهر بعض منها وظل الأخر في طي الكتمان مصدرها الإنسان في صراعه وجبروته ووقاحته مع خالقه ... إن من نعم الخالق سبحانه علينا في زماننا هذا أن جعل لنا أعمارا قصيرة بمتوسط عمر 80 سنة إلى 100 سنة ومن يصل إلى 120 - 130 فهو مجرد استثناء ونادر ... بعكس الأمم التي مضت قبلنا منذ آلاف السنين فتخيل عمرك يصل إلى 300 و 500 و 800 سنة فكم ستكون حجم ذنوبك ... مع ملاحظة أن في الأم السابقة لم يكن لديهم عالم الإنترنت الذي هتك الأستار وكشف المحرمات ولم يكن لديهم سيارات وطائرات وثورة الاتصالات والتكنولوجيا ... لكن في موضوعنا هذا نحاول الوصول إلى المقارنة بين مستوى القوة الجسمانية بيننا وبين الأمم التي سبقتنا لفهم حقائق ظل العلم والعلماء في حيرة من أمرهم حتى يومنا هذا ؟
لو عدنا فقط لـ 300 سنة ماضية فمن السهل أن نكتشف أن قوة الرجل في ذاك الزمان = قوة 20 رجلا في زماننا هذا وقوة المرأة = 10 نساء ... وكلما عدت كلما ارتفعت فرق القوة بين رجال ونساء اليوم مقارنة مع رجال ونساء الأمس حتى تصل إلى القوة أن رجلا واحدا = قوة 70 رجلا وإمرأة واحدة = قوة 50 امرأة ... وقد خرجت نظريات بحسابات تنسف فكرة وجود عمالقة من الجنس البشري تصل أطوالهم ما بين 6 إلى 7.5 متر وأكثر بل وأطول من 15 مترا وقد عللت تلك النظريات أن طول الإنسان الخرافي هذا سيجعل من المستحيل أن يسير الإنسان إلا بمساعدة عكازة ... ونظريات أخرى ذهبت إلى أن طول الإنسان والذي يصل إلى 28 مترا ما هو إلا "فانتازيا" سينمائية يرفض العلم تصديقها أو قبولها وبالتأكيد أن كلها نظريات وقفت عاجزة عن الإثبات المادي ... لكن للتاريخ رأيا أخر وللأثار حقيقة ثابتة وللقرآن يقين ودليل بأن كل علماء الأرض المتخصصين في البحث والآثار والطب والكيمياء والفيزياء قد وقفوا عاجزين عن فهم حقيقة أصابت الجميع بالذهول والصدمة ... ولأن العلماء منذ عقود وقورون طويلة إذا ما فشلوا في أمر تلقائيا يلتزمون الصمت لا يعقبون ولا يبررون ولا حتى يعتذرون تلك سيرتهم منذ القدم وحتى يومنا هذا ... والحقيقة التي لها أدلة مادية ومعنوية حقيقية هي أن هناك عمالقة من الجنس البشري يتجاوز طول الفرد منهم أكثر من 7 أمتار ... وفي مقاييس اليوم فإنك لو وجدت رجلا بطول 2 متر فهو مقارنة مع من نتحدث عنهم فإن طوله لا يتجاوز حتى مستوى ركبة العمالقة في الزمان القديم أو الحقيقة لا يتجاوز طول اليوم عن ربع الساق من القدم لدى عمالقة الماضي ... أي طولك بطول ربع قدم الرجل الواحد منهم ولا يزيد طولك عنهم أما اليد الواحدة من عمالقة الماضي فكف اليد الواحدة منهم تأخذ مساحة تمتد من رأسك وحتى منطقة الحوضين وأكثر وأما اليدين فأظن أنها تحمل 20 رجلا من زماننا بطول مترين ؟
بالتأكيد ما سبق أمر صادم لكن نأتي الأن على الأدلة والتي نبدأها أولا بكتاب الله العزيز الحكيم ذوو اليقين جل جلاله في سورة الفجر { ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد } ... وقوم "إرم" هم من قوم عاد وينتسبون إلى سام بن نوح بن لامك بن متوشلخَ بن خنوخ وهو إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر أي هم الأحفاد العاشرة لأبونا آدم عليه السلام ... والدليل على أنهم متصلين بهذا النسب وفي تلك الحقبة التاريخية ترويها لنا سورة الأعراف وتحديدا في الآية 69 { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون } ... "وزادكم في الخلق بسطة" أي زادكم قوة وطولا وعافية أكثر وأطول من أبناء جنسكم البشري ... ووصف أخر لطولهم فقد وصفهم من خلقهم جل جلاله بأن طولهم كأشجار النخيل الطويلة كما ورد في سورة القمر { تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر } ... وفي سورة الحاقة { فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } وهذه مرتين يصف الحق سجانه طول قوم عاد وثمود بأن أطولهم كأطوال شجر النخل أي تأكيد المؤكد ... وقد قدّر العلماء أن طول شجر النخيل الطبيعي لا يقل عن 15 مترا ولا يزيد عن 40 مترا والبعض قال 30 مترا ... ومن هذا الدليل المادي قطعي الثبوت بتوصيف دقيق من خالق السموات والأرض وما فيهن وما بينهن ثبت لدينا أن هناك جنس بشري مثلنا لكنهم يحملون أطوالا استثنائية عمالقة لا يقل طول الفرد عنهم عن 15 مترا ولا يزيد عن 40 مترا أو أقل من ذلك ... وفوق طولهم هذا هم عراض ضخام البنية شداد القوة وقد روي ووصف أن بعضهم يتحدث مع الأخر من قرية إلى قرية بسبب طولهم التي تلقائيا يجب أن يكون لديهم أصوات شديدة القوة وبعيدة المدى ... وقيل أيضا أنه كان يأتي أحدهم على الصخرة العظيمة فيحملها ويلقيها على القرية فيهلك من فيها أي بسبب طولهم وقوتهم الجسمانية كانوا ذوو بأس شديد ... أما النبي الذي بعث فيهم وإليهم فكان سيدنا هود ابن سام ابن نوح عليهم السلام والذي تروي المرويات أنه لبث في قومه 760 عاما وقد عجز فيهم بدعوتهم ... وغرور عمالقة قوم عاد ذكرها ربنا جل جلاله تفصيليا في سورة هو والأعراف والأحقاف ونأخذ مما جاء في سورة هود { وإلى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ۚ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } ؟
قد تبادر إلى ذهني إلى أن عمالقة الأرض ماذا كانوا يركبون في سفرهم هل الخيول التي ثبت خلقها من قبل أكثر من 3.000 سنة قبل الميلاد أم ماذا ؟ ... وأظن بتقديري الشخصي أنهم ليسوا بحاجة لركوب الدواب لأن حجمهم العملاق يختصر عليهم الطرق والمسافات إذا ما حسبنا الطول بأكثر من 15 مترا هذا يعني أن الخطوة بـ 5 أمتار أي ألف متر "كيلو" = 200 خطوة فقط كمشي طبيعي ... ومثل هذه النظرية ترمينا أنهم بسهولة لو خرجوا في الصباح من الكويت فإنهم قبل المغرب يكونون في الرياض أو بغداد ... اما موقع قوم عاد العمالقة فقد ذكره ربنا سبحانه في سورة الأحقاف { واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف } ... وموقع الأحقاف حسب الباحثين فهو في الجزء الجنوبي من صحراء الربع الخالي في الجزيرة العربية ما بين "السعودية وحضرموت في اليمن وعُمان" ... وأما أسرار وصول العمالقة لمناطق مختلفة من خارج منطقتهم فتبقى من الأسرار التي لم يعرفها الباحثين وخبراء الأثار على الإطلاق ... بل هناك من ذهب بنظرية أن الأهرامات هي من بناء قوم عاد لأنهم كانوا أهل بناء ونقش حجارة ومن السهل عليهم أن يحملوا الحجارة الضخمة ... أما وصف قوتهم فقد فصّ علينا ربنا القوي الحكيم في سورة فصلت { فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون } ... ويبقى إنسان اليوم ضعيفا أمام الأمم الكثيرة التي سبقته فإنسان اليوم هو في ترف حتى وإن كان فقيرا أو معدما فهو أيضا في ترف لا يقارن بالمطلق مع من سبقوه ... وإن أراد الإنسان اليوم القوة ذهب للأندية الرياضية أو لممارسة المشي بعكس من سبقوه الذين كانوا يسافرون ويمشون طويلا وكثيرا ويحاربون ويقاتلون ... بمعنى اليوم أطول مشاجرة لا تتجاوز 10 دقائق إن كان أصحابها رياضيين أما في السابق فإن أقصر قتال في أي حرب كان لمدة لا تقل عن ساعة وهناك حروب امتدت لساعات متواصلة ... فأين أنت أيها المترف اليوم بقوم وأمم الأمس حتما لا توجد مقارنة وسبحان من يخلق ما نعلم وما لا نعلم عظيم الشأن بديع السموات والأرض ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم