كثيرا جدا جدا هي الشعارات والمصطلحات التي تحدثت وفسرت وصالت وجالت في الوطن والأوطان ... الوطن يعني الأرض والأرض تعني أنت وأسرتك وأسرتك تعني مجتمعك ومجتمعك تعني الأمة والأمة هي التاريخ والتاريخ جذورك ... والأوطان والأمم تدور وتتكاثر وتتناقص وتزيد وتتلاشى بحكم الظروف ودورة الحياة ... فهناك أمما وشعوبا تلاشت وانتهت دون أثر يذكر وهناك أمما وشعوبا تلاشت وانتهت وتركت أثرها لمن يكتشفها فيما بعد من خلال آثارها ... تلك حكمة الله في خلقه وعباده دامت منذ أكثر من 15 ألف سنة "بشرية" وحتى يومنا هذا وحتى ما بعدنا جميعا ... وسبحان الله في تدبير أموره فقد تطور السلوك البشري بأديانهم ومعتقداتهم وعاداتهم وتقاليديهم وافكارهم وحتى لباسهم كله تعرض للتغيير والتطور لا شيء ظل على حاله ؟
الوطن مرتبط بأمرين "الحاكم والشعب" والحاكم مرتبط بظروف وعوامل سياسية واقتصادية "داخلية وخارجية" والشعب مرتبط بعوامل "داخلية" حصريا ... تلك العوامل تعرضت للتغيير بشكل مهول ما بين الماضي والحاضر ولنمكث في الحاضر لأن جلب الماضي سيشيب له الولدان ... ففي الحاضر الإنسان والذي هو نواة وأساس كيان الدولة كما الأسرة هي نواة المجتمع فالإنسان حقه أن يجد "التعليم والصحة والعدل والأمان والعمل والمأكل والمشرب" ... فإن فقد أحد منها فقد الحاكم حق الرعية عليه بالطاعة والخضوع وإن فسد الحاكم فسدت الرعية وفي المفسدة حق بعزل الحاكم وعدم طاعته ... وإن دبت الفوضى بين الرعية والحاكم تكالبت عليك دول الخارج حتى تكون في أضعف حالاتك فينقضون عليك ويبتلعوا أرضك ووطنك ... إذن المركزية في المسألة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحاكم لا بالرعية فالرعية تُقـــاد ولا تَقـــود شرط أن توفر لها أساسياتها ... وما بعد الأساسيات تتمايل ما بين الحق والترف فالحق أن يبدي الإنسان رأيه وحقه في التفكير والسؤال والتفكر لأنها أصلا صفة البشرية منذ أبونا آدم وأمنا حواء أي منذ الأزل وحقه أن يجد كرامته وإنسانيته مصانة ... أما الترف فحدث ولا حرج تبدأ من مجالس اللهو وعدم العمل وصولا إلى التفكير بتوافه الأمور سواء أفكار أو ممارسات حتى تصبح معتقدات زائفة ... لكن إن فقد الوطن كل الأساسيات وإن وفرها فإنه يوفرها في أسوأ حالاتها ... وإن استبد الحاكم على رعيته وأفقر شعبه وأطلق عليهم كلاب سلطته يعيثون في الأرض فسادا ورشوة وسرقة وفسادا ... وإن وصل المواطن لدرجة نهب ماله من خلال القرارات الحكومية باللصوصية والجباية وفرض نهب الأموال بقوة القانون الظالم ... وإن وجد الجيش يستبد بالرعية والشرطة تمزق أبناء الوطن في معتقلاتها وسجونها وفسد القضاء حتى يكون الشريف منهم بينهم من الغرائب والعجائب ... وإن تفرعن أبناء الحاكم أو الأسرة الحاكمة فأصبحت تتعامل مع الرعية كأنهم من أملاكهم الشخصية ومن قطعان العبيد ... وإن كثر الخمر وانتشر الزنا وتنامت للرعية حوادث اغتصاب النساء من السلطة الغاشمة وإن رأيت الإعلام فاق "مسيلمة الكذاب" فجورا وكذبا ووقاحة وإن وإن ... هنا سقطت ولاية الحاكم وهنا وطنك لم يعد وطنك وهنا وطنك ضربه بنعالــــك هو التصرف الطبيعي والبديهي والصحيح وكل شعارات الوطنية الكاذبة لا يكون مكانها إلا تحت قدميك ... وهنا وجبت هجرتك من أرضك ووطنك للبحث عن وطن أخر وشعب ومجتمع أخر ... والوطن الظالم المتوحش ما هو سوى ذكريات بشرية عاطفية جدا سخيفة يقيدها جهل العقل وقصر النظر ... وهنا وجبت هجرتك من أرضك الظالمة كما أمرك ربك في كتابه الكريم في سورة النساء { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا } ... هاجر حتى لو تكون ممن يقع عليهم عقاب يوم القيامة "إلا لو كنت عاجزا فاقدا للحيلة" فأرض الله سبحانه واسعة وهذه هي فطرة البشرية منذ الأزل الهجرة البشرية في كل زمان ومكان ؟
الكــــويت
أقول ما سبق وأنا العارف بواطن الأمور في أغلب دول العالم وكلما نظرت باتجاه دولة أيقنت أكثر وأكثر بمدى تفضل الله علي بأني من هذا الوطن وهذه الأرض الطيبة وحكامها ... بل وأذهب لأكثر من ذلك وأخبر الجميع الذين يشاهدون ويراقبون الأوضاع في الكويت ... وهم في حالة من العجب والذهول والإعجاب والإشادة في نفس الوقت حتى ولو لم يخبروك صراحة ... وهم يشاهدون المواطن الكويتي ينتقد نقدا لاذعا وزير الداخلية أو الدفاع أو رئيس الحكومة بصفته وأي وزير وأي مسؤل في الدولة "باستثناء حاكم البلاد" ... هي ذات الحالة التي من المستحيلات أن يجرؤ ابن أبيه "داخل وطنه" أن ينتقد وزير داخليتهم أو وزير دفاعهم أو رئيس حكومتهم ولو كان على استحياء وأدب جم ... لكن ما لا يعرفونه الأخوة والأخوات المتابعين والمراقبين لأوضاعنا أن المسؤل ما أن يخرج من منصبه لا يمكنك أن تمسه بسوء احتراما لشخصه ولأسرته ... لكنه طالما يتقلد منصب المسؤلية ويتقاضى راتبا كموظف عام من الدولة فهو مباح لك انتقاده انتقادا موضوعيا معللا الأسباب وجيهة المبررات ولو كان نقدا لاذعا مزعجا شرط أن يكون خاليا من السباب والشتائم لأن هنا أنت خرجت من النقد المباح إلى السقوط الأخلاقي ... ونحن في الكويت حالنا كحال شعوب الأرض لدينا مشاكل هنا وهناك لكنها بالمطلق ونهائيا لا تقاس ولا حتى تقارن مع الأخرين ... وأنا كاتبكم أشهد بالله أني في خير ونعمة وفضلا لا حدود له من رب العالمين أولا ثم أولا ثم بفضل مما أنعم علينا ربنا سبحانه من خير وفير ثم بفضل حكام يا سبحان الله يملكون سعة صدر وحلم وصبر نحن رعيتهم لا نملكها ... وكذب ثم كذب من قال لك أن يوجد في كل الدول العربية حكاما يملكون سعة صدر وحلم وطولة بال مثل حكام الكويت ... وإن أردت الدليل فها هي مدونتي أمامكم شاهدة أني كاتبها لو كنت في غير الكويت لما استطعت أن أكتب 10% مما فيها من مواضيع وصلت خطورتها إلي شخصيا حتى أصبح إسمي مسجلا لدى كل الأجهزة الأمنية الخليجية والإيرانية وبعض الدول العربية ... الكويت وطن بما تحمله الكلمة من معنى وغضبنا أحيانا لأننا نملك قدرات مهولة من مال وعقول وطاقات شبابية خطيرة ونستحق الأفضل بل ومقارعة أرقى الدول المتطورة ... أما الفساد فتفصل صول وجول في كل ملفات الكويت فلن تجد فيها سوى شيئا من الفساد ولصوص هنا وهناك كحال كل دول العالم وحتى المتقدمة ... بعكس غيرك وغيرنا : خطف - اغتصاب - قتل - قضاء فاسد - أمن متوحش - رشوة مجتمع - حكومات مستبدة - حكام طغاة - أسر حاكمة مستعبدة الرعية - أسوأ سجل عالمي في مجالس حقوق الإنسان - وسائل تواصل اجتماعية موجهة مرصودة واقعة تحت القبضة الأمنية المستبدة - فقر - ضرائب - إلخ ... والحمد والفضل والشكر والمنة لله وحده لا شريك له والحمدلله على نعمة الكويت وحكامها ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم