قالوا ... البصمة البومترية انتهاك لخصوصيتنا وتمهيدا لاستعباد البشرية والسيطرة على السلوك البشري وتوجيهه وفق مخططات الماسونية العالمية ... تلك الحجج من الأقوال قيلت وقيل أكثر من ذلك في نسج مؤامرة لا أساس لها من الصحة مطلقا ... والأمر الذي سيق في فانتازيا المؤامرة لم يكن استثناء بل نسج الكثير من خيال المؤامرة في حالة من "الوسواس القهري" الذي يسلم ذاته طواعية لأي نظرية مؤامرة ... التي بطبيعة الحال تكشف عن نوعين من الأفراد نوع يسعى لتسجيل مواقف للشهرة وأنه المدافع عن الأمة والبشرية كافة كبطل استثنائي ونوع أخر ذوو شخصية هشة تتعاطى مع أي أمر يتوافق مع انطباعها الذاتي من الضعف والإستسلام ألا إرادي ... وبالمناسبة هناك شعوب كثيرة "خريش" تستمتع جدا بأي غيبيات وهرطقات وفانتازيا ... الأمر الذي يرمونه أمام العامة في مواقع التواصل الإجتماعية بثقة لا توصف من سرد الأدلة الكاذبة بأكبر قدر من تطابق ربط الأحداث بوصفها مؤامرة عالمية تجاه الجنس البشري كله !!! ... ومن يتند إلى تقارير الأمم المتحدة فهذا أحمق حقا ولا يعلم أن أدراج الأمم المتحدة تحتفظ بملايين التقارير السنوية منذ 70 سنة وبنسبة 97% اتضح أنها دراسات وتقارير لا أساس لها من الصحة ولم تكن سوى توثيق للسيرة الذاتية لكتابها حتى تعينهم على مواصلة مسيرتهم المهنية ... ولذلك من المهم أن أسرد التالي من حقائق لا تقبل الشك ومن المهم أن ألفت عنايتكم أني هنا لست لإقناعكم بل لكشف الحقائق لمن يبحث عن الحقيقة ؟
أولا ... الإنترنت
إن أول سيطرة على الجنس البشري تمت فعليا من خلال تصميم عالم الإنترنت بأكبر شبكة عرفها التاريخ البشري عن طريق "الكابلات البحرية" تحديدا حتى تتم السيطرة على كافة مستخدمي شبكة الإنترنت ... بمعنى أن الإنترنت في دولتك مصدره "كيبل انترنت بحري" وصل إليك عبر قنوات مصدرها الأول في الولايات المتحدة الأمريكية "راجع المدونة" ... ثم سنت قوانين وطورت بأن كل مستخدم لخط انترنت يجب أن يكون مسجلا باسمه وفق بياناته الرسمية في كل دولة ... وصراع قراصنة الإنترنت لا حدود له وهي كحالة صراع المهربين مع رجال الجمارك كلما تفتق ذهن رجال الجمارك لحيلة تهريب ابتكر المهربين حيلة جديدة في صراع قديم وله تاريخ مثير جدا ... وعلم الإنترنت يخبركم بمعلومة أمنية ثابتة راسخة لا تقبل الشك أو اليقين مطلقا وهي "لا يوجد جهاز كمبيوتر أو موبايل لا يمكن اختراقه" ... وأعقد الشبكات الأمنية في أجهزة المخابرات العالمية قد تم اختراقها وسرقة بياناتها والبنوك تم اختراقها وسرقة أموالها والبورصات العالمية تم اختراقها وسرقة أسهمها ... ووزارة الدفاع الأمريكية والبريطانية والروسية والصينية تم اختراقها والبيت الأبيض الأمريكي تم اختراقه والكمبيوتر الشخصي للرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" تم اختراقه ... فمن أنت ومن أنا ومن أنتم !!! ومن هي مواقع التواصل الإجتماعية التي لا يمكن اختراقها !!! ... لا يا عزيز ولا يا عزيزتي الإختراق لا شيء يمكن أن يقف أمامه بل وحتى هرطقات "الأمن السيبراني" الذي أصلا ليس له فصل واحد في علوم الإنترنت وهو علم ومصطلح استحدث مؤخرا قبل 10 سنوات ... لا يمكن أن يحميك بالمطلق لكنه بدلا من سرقة بياناتك فهناك نسخة احتياطية لبياناتك مع شيئا من الحماية التي في الغالب لا تصل إلى عنوان المخترق المحترف لأن الإختراق دائما ما يكون عبر "الإنترنت المظلم" ... وبالتالي من المهم أن تعرف ويعرف الجميع أن بيانات كل شعوب العالم تعرض بشكل طبيعي بمزادات في "dark web" ومن بينها بيانات أمريكا أم الإنترنت ومصدر الشبكة الأول في العالم ؟
ثانيا .. من أنت ؟
حقا من أنت حتى تتوجس على بياناتك وأسرارك ؟ لديك الشجاعة أن تتحدث بأسرارك عبر الرسائل الخاصة في مواقع التواصل أو عبر الواتساب أو التليجرام وغيرها وتتبادل الصور مع هذا وتلك وووووو ... فهل أنت مقتنع أنك لست تحت الرصد حقا !!! ... يا سادة الأجهزة الأمنية في كل دولة تعلم عنكم كل شيء وبكل بياناتكم وكل سجل هواتفكم وكل رسائلكم ... والأجهزة الأمنية لا تريدك أنت أو أنتي لأن مهمتهم تنحصر بالبحث عن الإرهابيين وشبكات الأزمات الداخلية في البلاد وما قد يهدد الأمن والسلم الأهلي ومن لديهم اتصالات خارجية قد تضر بمصلحة الدولة العليا وغيرهم من الأوغاد ... وأنا محدثكم أملك من الأدوات التي تجعلني متخفي ولا ابن أبيه يستطيع معرفتي ومعرفة أصلا أين مكاني ... لكن ومنذ سنوات كان قراري ثابتا ولا يزال وهو أني لست إرهابيا ولا عدوانيا ولا محرضا ولا لدي أي اتصالات لا داخلية ولا خارجية مع أي أوغاد مكشوف ومعروف وحسابي موثق ومتى يتم استدعائي سألبي النداء بكل رحابة صدر وسأجيب عن أي سؤال وتساؤل بكل أمانة وصدق وبأريحية مطلقة ... هذا الواقع مصدره الثقة بالنفس أولا ثم بسلوكي بشكل عام ثم احتراما وثقة بالأجهزة الأمنية والقضائية في البلاد خصوصا وأنا في الكويت دون سواها من الأوطان العربية ... وما عليكم إلا أن تبحثوا في هذه المدونة في كل ما يخص عالم الإنترنت المعلن والمظلم فقد أسهبت بالكتابة والشرح فيهم كثيرا ... وأعيد وأكرر جهازك موبايلك قابل للإختراق ولا أحد يكذب عليك ويقول لك أنك آمن ... بل ولا أنصح بوضع تفاصيل معاملاتك البنكية في موبايلك من خلال تطبيقات البنوك ويبقى الكمبيوتر هو الأكثر أمانا من الموبايل وأصحاب الإختراق يفهموا معنى حديثي هذا جيدا ... ومصدر عدم أمانك هو صراع وسباق ما بين الأجهزة الأمنية والسيبرانية مع الـ "Hacker" سواء المبتدئين أو المحترفين ... ومن المحترفين منهم أيضا أجهزة مخابرات عالمية دول تضرب دول بزعم الـ "Hacker" لتجري بعدها صفقات أمنية بل وحتى سياسية وطبيعي أن لا يعلن عنها ولا تكشف للعامة ولا حتى في الصحافة ؟
ثالثا .. البصمة البومترية واقع أمني
تحدثت عنها مطولا وهو توجه أمني سيطال كل دول العالم بما فيهم الدول الفقيرة والمتخلفة ... بل ستصل الأمور إلى منع دخول أي إنسان لدولتك ما لم تكن لديه قواعد "البصمة البومترية" مستقبلا ومنع ركوب الطائرات ... هذا التوجه العالمي يصنف على أنه توجه أمني صرف وبنسبة 100% لأنه تم اكتشاف أن المهربين والإرهابيين والمحتالين لديهم جوازات سفر عديدة مختلفة الأسماء للشخص الواحد ... راجع موضوع "بطاقة جواز السفر بديلاَ عالمياَ قادما للجواز الإلكتروني" على المدونة ... وكذب من قال أو يقول أن الأمر مرتبط بالماسونية وفانتازيا المؤامرة فالأمر كليا مرتبط أمنيا بدليل أن كل مواطن في وطنه يمتلك جواز سفر الكتروني وزارة الداخلية في وطنه تعلم عنه كافة تفاصيل حياته وبياناته من الألف إلى الياء ... وإن كنتم تريدون الصدمة الحقيقية فالبصمة البومترية أكثر من تضرر منها هم رجال المخابرات في كل الأجهزة العالمية ... لأنهم يسافرون بأسماء مستعارة ووجوه وبصمات مختلفة في عملياتهم الخارجية الأمر الذي سيجبرهم بالتعامل المباشر مع الدول الأخرى وينزلون في مطاراتهم العسكرية وليس المدنية بحكم أن قواعد البيانات في البومترية ستكشفهم تلقائيا ... وأيضا الهاربين من الأحكام القضائية مثل السرقة والقتل والإعتداء الجنسي إلخ ومن لديهم جوازات سفر متعددة والمطلوبين عبر الإنتربول الدولي ويستخدمون جوازات سفر مختلفة عن بلدانهم والمتهربين من دفع الضرائب ومن هم مسجلين في أوطانهم على أنهم متوفين وهم في الحقيقة أحياء ... والكثير الكثير من أساليب التحايل البشري التي سلك مسلكها الملايين من كل شعوب العالم ... والذكاء الصناعي في الصين حاليا يعتبر هو الأول من نوعه ومستواه وتقدمه وتطوره بلا منافس والذي تتزاحم دول على استيراده وتطبيقه المذهل الذي كشف ما تشيب له الولدان ... فأين حقوق الشعب الصيني والياباني وفي كوريا الجنوبية وأمريكا والإمارات وقطر ... وراقب الصراع القانوني القادم في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا أكثر الدول التي تحتضن المحتالين ... وفي السابق كانت البصمات تكشف عن هوية الشخص لكن مع البصمة البومترية أصبح الأمر يكشف خلال 30 ثانية فقط مع كافة البيانات الشخصية والوجه والهاتف والسكن وغيرها من التفاصيل ؟
رابعا .. اعرف حجمك ؟
الغريب في الأمر أن الذين يرفضون إجراء "البصمة البومترية" لم يلجؤوا إلى القضاء ولا للمحكمة الدستورية في الكويت وهو حقهم بالمناسبة ولا يتعارض كليا مع قرارهم ... وبالتالي وضعوا أنفسهم في دائرة الشبهة التي أثارت حفيظة الأمن الذي بدوره سيجد نفسه مضطرا لفتح ملفات جناسيهم للتدقيق والبحث فيها لتبيان صحتها من عدمها ... أما الادعاء بأن البصمة البومترية هو توجه عالمي للسيطرة على الشعوب فالشعوب أصلا مسيطر عليها منذ زمن طويل ... وها هي غزة أمامكم ماذا فعلت لهم الشعوب العربية سوى الدعاء والتبرع وصناعة جبهة إعلامية مضادة تكشف جرائم الكيان الصهيوني ... ولا ربط مطلقا ما بين "البصمة البومترية" وبين تطعيم لقاحات "كوفيد 19" فكلاهما أمران مختلفان متعارضان جملةََ وتفصيلاََ ... ولا يمكن الربط بينهما فكلاهما أمران مختلفات فكورونا كانت إجراءات استثنائية وقتية أما البصمة البومترية فهو إجراء بدأ تطبيقه منذ 2018 ... والأمر الأخر هو وجود "وحدة تحريات مالية" في كل دولة تراقب أموالك وتفرض قوانين لاستخدام الدفع الإلكتروني حصريا فلماذا لم نرى احتجاجا على انتهاك حقك القانوني والدستوري بصرف أموالك المشروعة كيفما تشاء وتريد !!! ... ومن الأخير لا توجد دولة في العالم تستطيع منحك ضمانة 100% بسرية معلوماتك الشخصية لأنك أنت أصلا عرضة للإختراق عبر موبايلك أو الكمبيوتر الشخصي في أي لحظة ... فكيف تطلب ضمانة في عالم هو أصلا لا يوجد لديه قواعد أمنية تضمن سلامتها بقدر ما تضمن حماية قواعد بياناتها من الإختراق في تضارب وصراع متوحش ما بين "الإنترنت المعلن والإنترنت المظلم" ؟... وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن اختراق موبايلك ومن ثم اختراق بياناتك عبر "تطبيق سهل" فهل الخرق الأمني تم من قبل التطبيق أو من قبلك ؟ من قبلك فما دخل التطبيق ؟ ... بعكس إن تم اختراق التطبيق من قبل جهات خارجية وبالتالي هناك قواعد وبروتوكولات أمنية حتما لا نعرفها من أجل سلامة كافة قواعد البيانات ومعرفة مصدر الإختراق وأين مكمن الثغرات وهذا يصنف على أنه "عمل دولة" لا "عمل أفراد" أي أنت غير مسؤل ولا مسائل في هذه الحالة ... في الختام تعايش مع واقع أكبر منك وأكبر من دولتك بمليون مرة أو استخدم موبايل "غير ذكي" من الأنظمة القديمة واصنع واقعك أو اخضع لقوانين دولتك ... وخدها مني : محد أحسن من أحد ولا أحد أكثر أمان من أحد الجميع تلقى صفعات ولا يزال وسوف يبقى الأمر هكذا في عالم نحن بإرادتنا دخلناه وبأموالنا اشترينا الهواتف الذكية حتى نستمتع جميعنا بما في عالم الإنترنت من إيجابيات وسلبيات ... خففوا من حبوب المؤامرة فلا أنت وزير ولا شخصية مهمة ولا شخصية عالمية ولا أنت شخصية إرهابية ولا تصنع من نفسك عظمة لا وجود لها واعرف حجمك جيداََ ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم