2018-04-16

لعبــــة إدارة البـــــلاد 3


تقول هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة" الصفحة 324 : الأنظمة القضائية "العربية" غير حرة أو غير مستقلة ... كلمتها هذه صحيحة 100% لأنها امتداد للتاريخ العربي لأي امتداد لأكثر من 1.300 سنة ميلادية وأكثر من 1.400 سنة هجرية وإلا هل نكذب مئات الكتب التي كتبها من نتفق ومن نختلف معهم على حد سواء التي تتحدث عن طغيان الأمويين والعباسيين والعثمانيين ... وبالتالي يجب تسليط الضوء على القضاء والمحاكم في تلك الحقبات ومقارنتها مع قضاء اليوم في بعض أو معظم البلدان العربية والتي في أفضل حال لن تصل إلى نسبة العدالة وشفافيتها أكثر من 60% وهذه النسبة أعترف مسبقا أني بالغت فيها مسبقا ... ولذلك تتمحور لعبة البلاد وترتبط كليا مع القضاء في الدولة متزامنا مع القانون الدولي الأعور الذي لا يرى إلا بعين واحدة وبنفس دكتاتورية ... وأغلب مصائب العالم "الحالية" تكمن في الأمم المتحدة التي قراراتها أصبحت لا تختلف عن ورق الحمام "أجلكم الله" لأن إصدار القرار شيء وتنفيذه شيئا آخر مختلف كليا مثل الأحكام القضائية "مع فرق التشبيه" إصدارها شيئ وتنفيذها شيئا آخر ... وبموازاة ذلك يكمن هنا إخضاع القانون والعدالة للسياسة وألاعيبها فيتحول القانون والقضاء إلى قضاء وقانون مسيس ومتى ما سيس فإنه يفسد بالمطلق وفي أحيان كثيرة تتحول الديمقراطية إلى دكتاتورية ظاهرها الحرية وباطنا الطغيان مثلما يحدث في سوريا والعراق وإيران ومصر وغيرها من الأوطان ذات الديمقراطية القديمة والأحزاب العديدة التي احترفت صناعة الجهل بعدما كانت أمما عظيمة ذات حضارات عريقة خضعت لعلمها البشرية ... وعندما تكتمل صناعة "المثلث الفاسد" المتمثل في الحكومة ومجلس الشعب والقضاء فإنك هدمت وطنا وضربت شعبا في الصميم وهذا ما حدث ويحدث في غالبية الدول العربية أم القانون والقضاء سيكون أغلى وأهم من الدين والشريعة التي تم تسييسها منذ مئات السنين وإلى يومنا هذا ... مع الإنتباه أن هدم أسس المجتمع وإصلاحه وتطويره هي أصعب وأخطر مهمة على الإطلاق بينما إفساده وتمزيقه هي من أتفه وأسهل مما تتخيلون ؟   
برأيي إن ما يحدث اليوم وما سيحدث لن يكون هناك أملا في المستقبل "المنظور القريب" لأن صناعة أمم العبيد قد نجحت نجاحا باهرا عظيما بتغييب العقل العربي ... ولا يعلم السفهاء أن بتوظيفهم أو حتى بجهلهم بمناصرة الظالم وظلمه والطغاة وطغيانهم أنهم قد أعانوا على أهلهم قبل مجتمعهم وعلى دولتهم وخانوا الأمانة وفسدت الوطنية ... وأعجب كل العجب على من يتسابقون لإرضاء الكيان الصهيوني كيف يتساقطون الواحد تلو الآخر فهل إسرائيل ممسكة عليهم فضائح شخصية كارثية حتى تخضعهم بهذا الشكل الفاضح ؟... بل اسألوا مصر التي وقعت اتفاقية  "كامب ديفيد" في 1978م واسألوا الأردن الذي وقع اتفاقية "وادي عربة" في 1994م ماذا استفادوا من علاقاتهم بإسرائيل سياسيا واقتصاديا فعليا وعمليا وبالأدلة ؟ لا شيء ولن يكون هناك شيء ... فأمة اليهود والصهاينة الذين لا تتجاوز أعدادهم على وجه الأرض أكثر من 36 مليون نسمة أخضعوا حكومات أمة المسلمين والمسيحيين مجتمعين بأكثر من 3.8 مليار نسمة لا شك بأنها أمة شيطانية الصهاينة تحديدا وكل من تفرع منها من جمعيات أهلية يهودية صهيونية ... واسألوا الأغبياء ماذا طبقت ونفذت إسرائيل في اتفاقية "أوسلو" مع الفلسطينيين في 1993م والإتفاقية الملحقة في 1995م ؟ لا شيء ولن يكون هناك شيء ؟

لذلك وبعدما سبق يجب الإعتراف بحقيقة مرة ومؤلمة حقيقة عليها ألف دليل وملايين الشهود ولذلك ما سأقوله لا أشمل الجميع بالتأكيد لكن الأكيد أن بعضكم سيتفق مع ما سأقوله : نحن أمة فاشلون في السياسة الخارجية وفاسدون داخليا والبعض مستعبد تماما والبعض شبه مستعبد ... أمة جلبت على نفسها الويلات أمة تبتسم وتهلي وترحب بالذل والهوان أمة أقصى ما تحلم به أن لا يخصم من راتب الموظف فيها دينارا أو درهما أو ريالا أمة الشعراء والحسناوات وتفاخر الـ "iPhone & Galaxy" لن تعيد كرامتكم أمة يأكل بعضهم بعضا ويتآمر بعضهم على بعض لن تقوم لهم قائمة ... أمة ترتعب من التفكير وتخاف من الحقيقة وتتوجس من العلم أمة لا قيمة لها ... أمة ذاهبة إلى الحروب وهلاك وذل التقسيم لا تأسف عليها وشعوب تطبل للفاسد وتهيم حبا وعشقا بالطغاة لا تأمن لها ... أمة تحتضن جاهلية العرب بسباق وتفاخر وعنصرية القبلية والطائفية القذرة كما تحتضن الأم رضيعها لا تستبشر فيها خيرا ... أمة لم تنتصر في حرب واحدة منذ 300 سنة لا تضع أمالك عليها ... أمة القيل والقال وعشق المظاهر والثرثرة وتوافه الأمور انتظر هزائمها وذلها قريبا ... أمة تصنع إعلام الدجالين أقذر من إعلام النازية والفاشية والشيوعية وتصدقه وتصفق له فصلي عليهم صلاة الميت الغائب ؟
عن نفسي لا أثق بدولة عربية واحدة شقيقة أو صديقة فما لي سوى رب العالمين سبحانه ثم دولتي الصغيرة سأموت وأدفن فيها إن شاء رب العالمين ... ولن أحزن على أي دولة عربية تضرب أو تسقط أو تنهار لأنهم قوم لا يسمعون ولا يفقهون خطاب الفصل وسرد الأمانة ... ومن سرق أموال الرعية وصنع الفقر والجهل وطغى وتجبر وغرته المناصب والأموال في دولته وبين أمته فليستعد وليتهيأ ليوم القيامة لحساب يفوق عقله الصغير أو ليزور قبور أسلافه ويسألهم فهل هم ينطقون أم همسا يجيبون إن كان في الرأس فهم مما يحدث ويدركون ... فقط انتظروا وفي زمانكم هذا سترون عجب العجاب بأم أعينكم وستذكرون صدق مقالي هذا وسترون من يتغنى بالبطولات والمراجل كيف سيصمت ويختفي ويذوب بين الجمع كما يذوب الملح في الماء من شدة كذبه وخوفه وجبنه ... وإن كان الإسلام لعن مسيلمة الكذاب فإن في زمانكم ملايين الكذابين وإن كان رب العزة تب أبي لهب فلن تستطيعوا حصر من يستحقون التَــبَّ واللعنة في أيامكم هذه ؟ ... من لم يتعلم من أخطائه ومن لم يتعظ من تاريخه لا تأسف عليه فقد سبقتكم أمما تحدت رب العالمين وتطاولت وتجاوزت على ذاته سبحانه واستهزأ برسله وقتل أنبياؤه ولو كان بينكم رسول أو نبي في زمانكم هذا لفعل الكثيرون منكم أسوا مما عمل أسلافكم من أمم السفاهة والجهل ... لله الأمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل على غرور وطغيان وجهل وحماقة الإنسان ؟    





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم


   



2018-04-15

لعبــــة إدارة البـــــلاد 2


تجرأ الشيخ الراحل عبدالله السالم واتخذ قرارا مصيريا بتغيير شكل الكويت ومجتمعها تغييرا جذريا وتحديا لكل الطبقة الأرستقراطية والمشيخة في الكويت من نفوذ وقوى بعض أبناء الأسرة الحاكمة وتحالفهم مع بعض التجار ... وانتصر الشيخ عبدالله السالم على هذا الحلف وساعده في ذلك ثروة الكويت المليارية من النفط وعدم قدرة "بعض" تجار الكويت على استغلال القرار السياسي كما في السابق أبان حكم الشيخ مبارك الكبير جابر الثاني وسالم المبارك وأحمد الجابر + صناعة النهضة العمرانية في الكويت + أزمة عبدالكريم قاسم بمطالباته التافهة بضم الكويت كلها معطيات عززت من شعبية وقدرة وقوة قرار الشيخ عبدالله السالم على أن ينتقل ويتحول في الكويت ويأخذها من دولة العبد والسيد إلى دولة الحاكم والمحكومة وصناعة دولة المؤسسات والدستور ... ويعيب في قرار الشيخين عبدالله السالم وصباح السالم هؤلاء الإثنين تحديدا وحصريا أنهما غابت عنهما صناعة الإنسان الكويتي بصناعة ثقافة الديمقراطية وترسيخها وتعزيزها كمنهج تعليمي تربوي يتوازى مع عدالة تطبيق القانون واحترامه وصناعة جيل قادم يدافع عن القانون ويحرسه ويعززه ... بل ترك الأمر للزمن الذي للأسف كل الحكومات الكويتية وإلى يومنا هذا فشلت بصناعة الفكر الديمقراطي وفشلنا بصناعة الإنسان الذي يقدس القانون ويحترمه وسط انتهاكات صارخة للقانون وتجاوزات مهينة للمجتمع ولمؤسسات دولة الدستور من وزراء ومشرعين وقيادات الدولة ... فتحول القانون إلى مجرد ورق ومزاج وانتقائية تطبيق كل من بيده سلطة يستخدمه وفق مصالحه وظروفه التي يمكن أن تخدمه فتحولت الأوطان إلى شركات مقفلة والثراء أصبح مجانا كل حسب تقربه من مجلس الإدارة والفتات ثروة ؟
 
في أيامنا هذه وفي دول عربية متعددة الراصد والمراقب للأوضاع السياسية يسهل عليه ببساطة متناهية أن يرى تناقض وتغير سياسات العديد من الدول العربية وهذا التغيير يتزامن من تغير سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الذي ربما لم يدرك الكثيرين بعد أن سياستها قد تغيرت وأهدافها قد تطورت ... ولو بحثنا ما الذي يجعل تغير السياسات تتزامن مع بعضها البعض ؟ ... فسقوط بعض أنظمة الحكم العربية وتغير حكام بعضها بوفاة كبارها الراحلين واعتلاء "صغار العمر" سدة الحكم أو القرار السياسي + تغير حاكم البيت الأبيض كلها إشارات بالتزامن التي تتوافق بين الحاكم والمحكوم والحامي والرعية ... بمعنى أكثر تفصيلا أن كل الدول العربية كلها وبلا أي استثناء هم مجرد تابعين للقوى العظمى في العالم ويقعون تحت مظلتها وتحت حمايتها بنسبة 100% ولا توجد دولة عربية واحد غير خاضعة أو خارجة على الإطلاق ... فدول المغرب العربي تقع تحت مظلة فرنسا وإيطاليا ودول الخليج تقع تحت مظلة بريطانيا وأمريكا وإيران ومصر والعراق وسوريا واليمن يقعون تحت مظلة روسيا ... وهذه المظلة بالمناسبة هي تاريخية تعود لأكثر من 70 و 100 عام مضت وهنا توصيف وشكل آخر في لعبة إدارة البلاد ... فقرار دولنا ليس مستقل 100% بمعنى الإدارة الداخلية شبه مستقلة بنسبة 80% فقط أما السياسة الخارجية فهي غير مستقلة بنسبة 100% ولا شيء يجري في الخارج دون علم أو موافقة الدول التي أنت وأنا نقع تحت مظلتها ... وطالما أنت كحاكم كدولة كحكومة تحت مظلتنا وتسير في طريقنا ووفق ما هو مرسوم لك فسنتغاضى عن أي انتهاكات تمارسونها في دولكم مع شرط أن تشتروا بضائعنا ملابس أسلحة دواء غذاء تكنولوجيا سيارات قطارات إلخ ... ومن هنا ومن هذه النقطة ندخل الآن في قلب لعبة إدارة البلاد أي البلاد العربية بشكل أكثر تفصيلا ودورة المال بمعنى تعطونا نفط نعطيكم أموال ثم نعطيكم بضائع فتعود لنا الأموال ؟

إدارة البلاد العربية لا شك أنها اليوم تختلف كليا عن السابق فتحولت اليوم الدول القومية العربية إلى عميلة للصهيونية وتغيرت دول ذات سياسة "الستاتيكو" وهو مصطلح سياسي من أصل فرنسي يرمز إلى التعصب القومي المتطرف وتطور معنى المصطلح للدلالة على التعصب القومي الأعمى والعداء للأجانب ... تغيرت إلى سياسة الخاضعين إلى الأجانب وهذه المرة بتطور الخضوع والمهانة العلنية ورفع الغطاء عن أصل الأهداف فبات التغيير في كل شيء أمرا مباح فتغيرت فتاوى الحكام وعلماء السلطان فالمحرم أصبح محللا والصهيونية أصبحت صديقا مقربا وإسرائيل أصبحت دولة ذات كيان فاختل العقل والميزان وضربت أركان المبادئ القيم والإسلام ... فظهر في الأوطان رؤوس الطغيان فاستباحوا أموال شعوبهم أمام العيان وتحت أعين الإعلام فكبت كبا على أسياد الحماية والأمان هذا ما حدث يا سادة يا كرام ... تلك هي لعبة البلاد فأصبح التاريخ يسطر فيه المهازل وعدم الحياء فالرئيس الأمريكي على سبيل المثال يمتدح ولي عهد السعودية ويبتزه علنا أمام شعبه والملايين بهدف نهب الأموال ويثني على حاكم قطر ويسطر محاسن صداقتهم لكنه أيضا يبتزه علنا أمام شعبه والملايين بهدف نهب الأموال ... فقبل أشهر ترامب صنع العداء بين الأشقاء ولما حصل على أكثر من 700 مليار دولار من دول الأزمة الخليجية في أقل من سنة عاد يضغط من أجل إنهائها وعلنا أمام العيان فأي هوان هذا الذي نعيش فيه !!! ... ومصر حلبت أموال الخليج بأكثر من 100 مليار دولار في أقل من 4 سنوات باسم كذبة العروبة وابتزاز الإنهيار ... ومولت السعودية وقطر والإمارات الحرب الأهلية السورية بأكثر من 150 مليار دولار باعتراف علني مسجل من وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ... وحرب اليمن استهلكت من السعودية والإمارات أكثر من 400 مليار دولار كأقل تقدير ... وأسأل ونسأل ويسأل الكثيرون 1.3 تريليون دولار هي مجموع أموال ما أنفق + العقود التي وقعت والإلتزامات على بعض دول الخليج ماذا استفدتم فعليا ؟ وماذا جنيتم ؟ وإلى أي تهلكة أنتم لها ذاهبون ؟ أم لا يعي أحد ماذا يعني 1.350 مليار دولار وكيف كانت يمكن أن تغير أوطانهم وتغير مواطنيهم وتصنع نهضة وتعليم وصناعة إنسان وسحق كلمة فقراء من قاموسهم ؟ في أيامنا هذا زمن اللأعيب السياسية أخطر ما يمكن أن يحدث هو أن يعتلي مراكز القرار صغار العمر لأن لا خبرة لديهم ولا فهم ولا إدراك حقيقي بالقواعد السياسية ... وإن أخطر وأسرع من يسقط الأنظمة والأوطان هم المنافقون والدجالون فهم حطب كل زمان ومكان ومتى ما رأيتهم يكثرون ويطفون على السطح ووصلوا إلى مرحلة قلب الباطل إلى حق هنا ضع توقيت للإنهيار والسقوط ... واااا أسفــــــاه ويا عيبــــــاه ؟
 
منذ أكثر من 50 سنة وحتى يومنا هذا والدول العربية والخليجية لا تفقه شيئا في دورة المال نعم حقيقة لا يفقهون شيئا بالرغم من كل شهادات المتخصصين وطلاقة لسان السياسيين ... إلا أن الواقع والأدلة تؤكد تأكيد قاطع أن أصحاب القرار لا يفقهون شيئا في دورة المال فما يستخرج من النفط من باطن أراضينا يذهب للغرب وتأتينا أموالهم ثم نعيد أموالهم إليهم ... لعبة سخيفة جعلتنا أضحوكة ومطية يأخذون نفطنا وغازنا ومعادنا بمقابل مالي ثم بنفس هذا المقابل المالي نرسله إليهم بمقابل بضائعهم وصناعاتهم ابتداء من السلاح والطائرات وانتهاء بالدواء والغذاء ... وما يتبقى يتم توزيعه كرواتب للموظفين عبيد الحكومة التي تتجبر عليهم في زيادة الرواتب وتحسبها عليهم بالمسطرة والقلم ... وأمام الغرب يتحول البخيل إلى حاتم الطائي لا يتحدث معهم إلا بالمليارات ويغدق غدقا باذخا حتى أصبح هارون الرشيد بجلال سلطانه في زمانه كأنه صبيا يقف بجانبه !!!... ألم تتحرك عقولكم وتقول لكم ابحثوا وادرسوا واعملوا واصنعوا وازرعوا وحاولوا شيئا فشيئا أن تكتفوا ذاتيا ؟ ألا يعلم أحد منكم أن ولا دولة عربية واحدة صنعت عجلة أو العجلة "القاري" تخيل حتى بهذا فاشلين وعاجزين ؟ إن كانت الأمة العربية تستورد سحاب البنطلون والجاكيت ولم تستطع أن تصنعه فلا تأسف على إهانتها بل استغرب كيف أنها إلى الآن لم تحتل ولم تقسّم وما الذي يؤخر الغرب حتى يفتكوا بنا ؟ ربما ينتظرون إفلاس الدول الغنية ثم انهيار اقتصادياتها وقتها تقسيمها يأتي بمكالمة هاتفية واحدة ... ولا تزال اسطوانة وكذبة خائن عميل شغالة والسواد الأعظم من الأمن العربي يعمل من أجل حماية العروش لا من أجل الأوطان وحماية شعوبها من دسائس ومؤامرات الخارج ... ومسرحية الوطنية لا تزال تعرض وسط تصفيق عارم من الشعب النائم الخامل الجاهل الذي يفرح براتبه في أول يوم ويصمت صمت القبور 29 يوم ؟  


يتبع الجزء الثالث والأخير



دمتم بود ...



وسعوا صدوركم




2018-04-14

لعبــــة إدارة البـــــلاد 1


ملاحظة : أجزاء هذا الموضوع تعتبر بحث تحليلي ومحاولة فهم السياسة القديمة والحالية والمستقبلية وانعكاسها على المواطن والشعب بشكل عام في الوطن العربي ومنطقة الخليج مع بدأ تغير خريطة منطقة الشرق الأوسط وتغيير قواعد تحالفاتها السياسية والسقوط القادم لأنظمة حكم وانتهاء وجود الدول العربية الكبيرى .
 
الموضــــــوع
عندما تولى الشيخ الراحل عبدالله السالم الصباح مقاليد الحكم في الكويت في 25-2-1950م تغيرت الكويت تغيرا صادما لكل دول الجوار وصاعقا للمجتمع الكويتي ... فالمجتمع الكويتي كان يعيش في الماضي على مبدأ العبد والسيد والمشيخة المطلقة ومركزية القرار واستفراد الحكم في كل قرارات الدولة والشعب ... نتيجة لذلك وقعت عمليات سرقات للأراضي من "بعض" الشيوخ وتحديدا من بعد اكتشاف النفط في 1938م على أمل أن الإستيلاء على الأراضي كما أطلق عليها "وضع اليد" بمصطلح الفاسدين لكن الحقيقة هي كانت سرقة حقيقية بنسبة مليار% ... وأن سرقة أراضي الدولة كان ظنا وأمل أن يكتشف نفط في الأماكن المسروقة فيحصل مالك الأرض الرسمي "السارق" لها على تعويض مقابل ترك الأرض للدولة والبعض كان يستولي على الأراضي بهدف بيعها بأسعار مضاعفة مستقبلا ... فاستبيحت أراضي الدولة بسرقات مرعبة مهولة لا مثيل لها في التاريخ الكويتي على الإطلاق فالأرض أرض الدولة سرقها شيخ مجانا وسجلوها بإسمه مجانا ثم يصبح مليونيرا من ورائها مجانا وسط غياب دولة القانون وضعف السلطة وتواطؤ "بعض" تجار الكويت آنذاك فالتقت المصالح ولو كان الوطن هو الضحية ... ولما حكم الشيخ عبدالله السالم بدأ بحربه ضد "سرّاق" تلك الأراضي من "بعض" أبناء الأسرة الحاكمة وأعادها منهم واسترجعها إلى الدولة ومن الطبيعي أن يكرهونه سواء من بعض الشيوخ وبعض التجار لأنهم قطع أرزاقهم التي لا شأن لها في الحلال شيئا ... والثابت والمعروف أن 99% من أبناء الأسرة الحاكمة في الكويت وفي دول الخليج الدول الثرية هم فاشلون في عمل التجارة وأي نجاح لأحد منهم تدور حوله شبهات الفساد لاستناده أو استغلاله وضعه الإجتماعي كأحد أفراد الأسرة الحاكمة ... ولذلك ما أقدم عليه الشيخ الراحل عبدالله السالم يعتبر من أجرأ وأقوى القرارات التاريخية المصيرية في تاريخ الكويت لكنها أيضا كانت لها سلبيات وهذه النقطة سأتحدث عنها في الجزء الثاني بإذن الله ... أقول ما سبق في هذه الفقرة تمهيدا لشرح وتحليل صورة أكبر وأعمق لمعرفة حقيقة ما يجري من تناقضات صارخة وفاضحة ومعيبة في حق الأوطان العربية والتي "ربما" نزعت ثوب الحياء وأصبحت عارية تماما ولا تجد أي عيب في ذلك ؟ 

إدارة البلاد في أي دولة عربية تحديدا وحصريا هي بمثابة لعبة سياسية لها قواعدها الدولية وفق مرجعية تاريخية شديدة الألم والحزن وقاتمة المنظر لسوء التاريخ العربي الحديث ... وأتفق ونتفق جميعا أن إدارة البلاد تختلف عن إدارة وزارة أو شركة أو أسرة فالإدارة فن واحتراف وحكمة وبصيرة واقتدار ومخافة الله في السر والعلن لأنه لا أحدا مخلدا في الأرض ... وبالتالي من الحماقة أن يأتي رب أسرة أي حاكم منزله وأسرته ويسقط قناعاته بفرض أن تتبع الدولة قناعاته وسياسة إدارته في منزله على لدولة فعلا إنها الحماقة ... ومن سفاهة العقل أن يظن ويعتقد أي صاحب شركة صغيرة أو عملاقة أن بنجاح إدارته لشركته أو مؤسسته بأن وصل وبلغ من دهاء الإدارة ما لم يصل إليه أحدا من قبل دون أن يكلف نفسه حتى أن يرى من هي أعظم شركات العالم التي سبقته براعة ونجاح وتقدم ... ولذلك يبقى حكم البلاد هي من أخطر تجارب الحياة التي يخوضها أي إنسان على وجه الأرض على الإطلاق فعلا إنها مغامرة محفوفة بالمخاطر بنسبة 100% ربما تنجح وربما تفشل ربما تستمر ربما تسقط ربما يحبك شعبك ربما يكرهك ربما يتم اغتيالك وربما يتوفاك الله ... لكن من وجهة الكثيرين أنها مغامرة تستحق الخوض والدخول فيها لعظائم المكاسب التي لا يملكها سوى بضعة أفراد على كوكب الأرض "الحكام" هذا بالإضافة إلى ما سيملكونه من ثروات البلاد والمليارات مرعبة الأرقام ... وهنا تكمن لعبة البلاد جملة وتفصيلا ففي حكم البلاد هلاك للخصوم وانتصارا على الأعداء وإعدام لكل من أعاق الطريق للحكم أو للفائز في سباق صراع العروش ... وتلك تعتبر لعبة بكل المقاييس نعم لعبة أن تكون مصائر البشر لعبة تتقاذفها أهواء الحاكم ومزاجيته بنسبة 100% ولا أبعد مما أقول دليلا أكثر من التاريخ العربي ... فما فعلوه الأمويين وهم قوم سيدنا عثمان ابن عفان الذين ارتكبوا الجرائم والفظائع بحق أمتهم آنذاك وتفننوا بشتى أنواع الإنتقام ... ثم انقلب عليهم العباسيين وأخذوا بثأرهم بطريقة وحشية وحتى قبور الأمويين نبشت ولم يبقى أمويا إلا وأذاقوه الذل والهوان ... ثم استولى العثمانيين على حكم العباسيين وأسقطوهم ومارس العثمانيين أبشع ممارسات التعذيب لدرجة لم يسبقهم إليها بشرا لا قبلهم ولا بعدهم ... كل ذلك حدث ويحدث وسيحدث بسبب حكم الفرد الواحد والسلطة المطلقة والقرار الفردي في ظل غياب كامل ومطلق من أي سلطة معارضة أو سلطة رقابية تراقب وتحاسب ... وعلى هذا الأساس تكمن لعبة إدارة البلاد التي تبدأ من اللهو واللعب والتسلية والغرق في ملذات أجساد أجمل النساء العاريات الراقصات ونكاح ما تشاء منهن وصرف أموال الرعية بسفاهة وبذخ وجنون بلا حسيب ولا رقيب ولا حتى ناصح أمين وانتهاء بالسجن والتعذيب والقتل والدفن المجهول ؟

في تسعينات القرن الماضي روى لي أحد الأصدقاء الراحلين المتوفين وكان يعمل في مركز دولي رفيع وحساس هذه الرواية الحقيقية فيقول : ذهب رئيس مخابرات باكستان "المقال" إلى رئيس دولة عربية متمنيا على رئيس الدول الدولة العربية أن يتوسط له لدى رئيسة الوزراء الباكستانية "بنظير بوتو" أن يعيده إلى منصبه السابق كرئيس للمخابرات العامة فوعده الرئيس العربي بالخير وتلبية طلبه ... فاتصل رئيس الدولة العربية برئيسة حكومة دولته وطلب منها أن تعيد الرجل إلى منصبه السابق ... فقالت له : هل أنت متأكد أنك تريد أن أعيده إلى منصبه السابق ؟ فأجاب : نعم وأرجو ذلك ... فقالت له : حسنا سأرسل لك شريط فيديو اليوم بمبعوث خاص مني شاهده وبعدها سأسألك مرة أخرى عن طلبك ... فقال : حسنا بانتظار رسولك ... فأرسلت له شريط فيديو فقال المرسول للرئيس العربي : سيدي رسالتي لك أن تشاهد هذا الفيديو وأنت لوحدك ولا تجعل حتى أقرب المقربين لك يشاهدونه وبعد أن تشاهده لك الحق أن تبقي الفيديو أو تحرقه أو تدمره ... فشاهد الرئيس العربي الفيديو لوحده وإذا به وهو نفسه في إحدى زياراته الخارجية للسياحة وهو جالس في حوض حمام السباحة عاريا تماما ومعه أكثر من 10 عاريات معه في نفس الوضع وهم في ضحك وسرور فصعق وصدم الرئيس العربي من هول ما شاهد وأين حرسه وحمايته وكيف تم تصويره وأسئلة كثيرة عصفت بعقل الرئيس الراحل ... فاتصلت به رئيسة الوزراء الراحلة : هل لا زلت تريدني أن أعيده إلى منصبه السابق بعدما هو من صورك بهذا الوضع ؟ فقال : لا تعيديه لعنة الله عليه ... وهذه الرواية أنقلها فقط من باب معرفة أن ما يحدث في زماننا هو نفس ما حدث في أزمان سالفة وربما أكثر فجورا وفظاعة وأكثر من اشتهر بتلك الممارسات هم العباسيين والعثمانيين تحديدا ؟


يتبع الجزء الثاني




دمتم بود ...



     وسعوا صدوركم      




2018-04-06

القبيضة والفاسدين وتعمد تظليل الرأي العام الكويتي ؟


القبيضة تعني من قبض المال والفاسد من أفسد الشيء الصالح ... ليست ذات أهمية تعريف أو تصحيح فهم المصطلحات بقدر ما هو مهم إصلاح العقول ومحاربة جهلها ... وبما أننا أمة العرب لا نعرف الصلاح والإصلاح في حياتنا السياسية والإجتماعية والإقتصادية فإننا وكالعادة وفي الغالب لا نعرف كيف نستخدم الصالح ... وحتى يتحول حديثي إلى أفعال والأفعال هنا القصد هي الأدلة فعندما تولى سمو الأمير صباح الأحمد الصباح مقاليد الحكم في 2006 فتح أبواب الحريات فحدث أكبر منح تراخيص في تاريخ الكويت صحف ومجلات يومية وأسبوعية وشهرية وتراخيص قنوات فضائية وتراخيص إذاعات خاصة ... كلها كان إعلام في إعلام وحريات في حريات من تلك التراخيص من بدأ فعليا ومنهم من لم يبدأ وظل الترخيص ساريا حتى تم إلغائه من وزارة الإعلام بأن لا تكون هناك رخصة إعلام دون مقر أو عمل فقط ورقة فتم انتهاء الترخيص محدد المدة تلقائيا ولم يجدد ... ولم يكن وقتها بـ 5 و 7 سنوات أي قانون للإعلام الإلكتروني فكان الوضع وضع حريات لكن ببرواز جميل والصورة فاضحة كجسد رجل وإمرأة عاريين تماما ؟

ماذا فعلتم بالحريات ؟
فتحت أبواب الحريات على أمل واعتقاد بأن الرقابة الذاتية والحرص الوطني هو من سيكون الرقيب على الكويتيين أو معظمهم حتى لا نعمم ... أهين المسؤلين وشتمت قيادات الدولة فوصل الأمور إلى الطعن في الأعراض وانتهاك شرف القبائل والعوائل وتمت صناعة حملات الكذب والإفتراء وتشويه سمعة هذا وهذه ... شكك بالأمن وشكك في القضاء وشتم أعضاء مجلس الأمة واستهزأ بالوزراء وطعن رئيس الحكومة في ذمته وشرفه وسمعته حتى وصلت الأمور إلى القفز على أكبر رأس في الدولة فتطاولوا على سمو أمير البلاد وشتموه وسخروا منه صراحة وهمزا ولمزا ... فاكتشف الكويتيين أنهم قوم لا يستحقون تلك الحريات لأنهم لم ينضجوا بعد فكريا واتضح أن هناك ليس له ولاء أصلا للكويت وقلبه معلق مع دولا خارجية ... وحقيقة وفعلا وعن نفسي وأقولها وعلنا : نحن أمة لا تستحق الحريات لأن السواد الأعظم من الكويتيين لم ينضجوا بعد لا فكريا ولا ديمقراطيا ولا سياسيا ولا بطيخ إلا ما نــــدر ... فكل حملات الشتم والتشويه كانت كلام في كلام لا أدلة ولا وثائق ولا اتهام رسمي ولا بلاغات حقيقية بل ألاعيب أداروها الكبار في صراع التجار والشيوخ واشتروا سفلة القوم ورعاعهم ليكون هؤلاء حطبهم ولسانهم البذيء ... لقد فجروا في الخصومة أشد الفجر ولم يألوا جهدا وضيعا بأي اعتبار أن من شنوا عليهم حملات الجاهلية أن لهم أبناء وبنات وأسر وأحفاد وعوائل وقبائل كريمة ... والمبدأ السائد كان اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك وافجر في الخصومة ولو كان الثمن انهيار المجتمع الكويتي ومؤسساته فكمن يريد أن يحرق البلد فقط ليفوز هو فقط ... فكانت النتيجة سجن العشرات وهروب العشرات وانتظار صدور الأحكام على الكثيرين ... والحرية لا تعني أن لك حق اتهام كائن من يكون دون سند ودليل وإن ملك السند والدليل فحق الوطن عليك أن تذهب وتضع تلك الأدلة على مكاتب النائب العام وهيئة مكافحة الفساد وغيرها من الجهات المسؤلة في الدولة ... وليس كسب المتابعين على مواقع التواصل الإجتماعي وتسطير بطولات كاذبة والإيحاء بعظمة وقدرة غير موجودة فهذه خسة ؟

القبيضة والعقل السياسي الغبي ؟
القبيضة قضية سياسية اتهم فيها عدد من أعضاء مجلس 2009 وعددهم 13 نائبا حققت فيها النيابة العامة سنة كاملة واستدعى كل من وردت أسمائهم في بيان الإتهام وحفظت القضية التي كانت تعرف بـ "الإيداعات المليونية" في سنة 2012 لعدم وجود شبهة جنائية ... وكدليل أن من قادوا حملة التشهير أنهم لا يفقهون في الفهم والإدراك السياسي شيئا هم أنفسهم من صمتوا على قضية الشيك الصادر من الشيخ ناصر المحمد إلى ناصر الدويلة عندما كان عضو مجلس أمة وتزعم هذه القضية النائب السابق فيصل المسلم ... والإجراء الصحيح والعمل السياسي المحترف وقتها كان لا بد ولزاما وبأسرع وقت أن يتم التصويت على مشروع طرح الثقة مباشرة برئيس الحكومة آنذاك الشيخ ناصر المحمد الصباح ... فكيف رئيس حكومة يعطي أموالا لعضو مجلس أمة وكلاهما في السلطة وفي المناصب وحتى لو كان السبب كما ذكر مساعدة الفقراء لعضو مجلس الأمة وليد الطبطبائي بـ 50 ألف دينار وناصر الدويلة بـ 200 ألف دينار ... وهنا لا بد أن يعرف الجميع أن تلك تعتبر مسؤلية سياسية بنسبة مليار% وليست جنائية وهذا اللغط وسوء الفهم الذي وقع به غالبية الكويتيين ... فقضية القبيضة لا توجد فيها مسؤلية جنائية لأن مصدر الأموال معروف وموثوق وليس مجهول وأيضا الأموال التي قبضها ناصر الدويلة ووليد الطبطبائي أموال لا تشكل جريمة جنائية لأنها أيضا أموال معروفة المصدر ... لقد كان المصدر واحدا وهو سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس الحكومة السابق فالمسؤلية كانت سياسية بامتياز وإسقاطه سياسيا كان أمرا مستحقا لكن الغباء السياسي لخصومه أفلته من تلك المسائلة ... والجريمة الجنائية في قضايا الأموال أن تكون الأموال مجهولة المصدر أو تشكك بالمصدر أو تتحايل وتتهرب من ذكر المصدر وأي إيداع بنكي يأتي بشيك فإنه يعتبر معلوم المصدر وليس مجهول المصدر ... أنا فلان أعطيت فلانه مليون دينار أنا فلان أعطيت فلان 5 ملايين دينار بشيكات بنكية مصدقة أي مصدر الأموال معروف وصارف الأموال معروف وبشكل رسمي وعلني ... سبب تلك الأموال ؟ ليس من حقك أن تسألني عن السبب مالي وأنا حر فيه أصرفه كيفما أشاء وأنفقه فيما أشاء هذا حقي المطلق وهذه العملية الغبي والمغفل من يعتبرها غسيل أموال ... فكيف غسيل أموال والملائة المالية لصاحب الشيك تشهد بقوة ومتانة ملائته المالية هذا بالضبط ما حدث في قضايا الشيخ ناصر المحمد الصباح أن القضية سياسية بامتياز ولم ولن تكون قضية جنائية بدليل أن النيابة العامة حفظت القضية ولم تحيلها أصلا إلى المحكمة وسقط من سقط بغبائه السياسي وفلت الشيخ من القصاص السياسي ؟
 
وماذا يجري اليوم ؟
شوية مغفلين وجهلة قانون وأغبياء سياسة لا يزالون يطنطنون في قضية الإيداعات المليونية التي لا تشكل جريمة جنائية ... لكن الحق أن كل من وردت أسمائهم في لائحة الإتهام احترقوا سياسيا فكيف تأخذون أموالا من رئيس الحكومة وكلاكما كنتم في كراسي السلطة والتشريع وكلاكما أقسمتم على الأمانة ؟ ... هي تلك السقطة السياسية التي لن تمحيها الأيام وسجلها التاريخ كفساد سياسي فاضح لا يقبل الشك أبدا ... وكيف "بعض" الكويتيين عادوا وأوصلوا لمن اتهموا بـ "القبيضة" مرة أخرى إلى كراسي البرلمان وسلطة التشريع ؟ ... وسجلوها علي لو أخرجوا ألف وثيقة لن تكون هناك مسائلة جنائية لكل المتهمين في قضية الإيداعات المليونية ما لم تخرج أدلة ووثائق جديدة تثبت أن هناك قصد جنائي في الأمر مثل الرشوة قاطعة الثبوت كمستند أو تسجيل صوتي أو شهادة شهود إدانة ... بمعنى صوّت على المشروع في التصويت ولك مليون دينار أو لا تصوّت ولك 500 ألف دينار أي أن الأمر مرتبط كليا بدليل مادي حاسم على أثره يمكن أن تفتح القضية من جديد أو يقدم بلاغ جديد مستقل معزز الأدلة الثابتة التي ظهرت من جديد ... وما غير ذلك فإن كل جعجعة "تويتر" تعتبر حديث السفهاء وهرطقة الأغبياء ولا تستبعدون أنه يجري في الخفاء ابتزاز سياسي ومال فاسد عبر مرتزقة أبدا لا أحد يستبعد ؟       

التحويلات المالية ؟
قضية التحويلات المالية تختلف كليا عن قضية الإيداعات المليونية ... وهي قضية أنا شخصيا أعتبر الكشف عنها أو حتى التلميح فيها هي خيانة وطنية ... فكل دولة في العالم ترصد مبلغا ماليا يعتبر بندا سريا لحماية الأمن القومي للدولة تصرفه القيادة السياسية وفق ما تراه مناسبا وصالحا في بحر السياسة الدولية العالمية ... وهذا الأمر ليس حصرا ولا حكرا على الكويت بل كل دول العالم تمارس هذه السياسة لكن الفرق أن هناك دولا تستخدم أموالها لتوظيف الشر وسفك الدماء وشراء ذمم الفاسدين وصناعة تحالف إعلامي ساقط لمصلحة الدولة ... وهناك دول تستخدم تلك الأموال وتوظفه بطريقة جدا عقلانية كمساعدة سفير دولة ما أو علاج وزير دولة ما على نفقتها وتفك أزمة رئيس صحيفة صاحب مبدأ وتمنع إفلاس دولة ما وتساعد مدير مصرف ما وما غير ذاك وكل تلك الأمور تجري بسرية مطلقة ... وبالمناسبة يستطيع الجميع أن يبحث ويقرأ في وثائق وتسريبات "ويكيليكس" للتأكد من صدق ما أقول وكيف دول عربية وخليجية ودولية تستخدم مال "الأمن القومي" بأسوأ وأقذر استخدام ... وفي الغالب فإن قنوات الصرف لتلك الأموال دائما تأتي بأمر القيادة السياسية في أي دولة وفي بعض الدولة تأتي الأوامر بتفويض من وزير ما أو وكالة أمنية أو دبلوماسية ما ... إذن الأمر ليس فساد كما أشاعوا وليس سرقة كما افتروا وعندما يخرج مسؤل ما من منصبه تسحب منه تلك الأموال أو يلغى اعتماد توقيعه من حساب تلك الأموال وأي خلل أو فساد أو سرقة لتلك الأموال فإن القائمين على هذا الحساب يخطرون القيادة السياسية فورا والأمر ليس لعبة كما يظن الكثيرين ... وقد أكدت محكمة الوزراء والنيابة العامة والبنك المركزي ببرائة الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس الحكومة السابق من أي فساد أو عبث أو حتى استيلاء على أموال التحويلات ... كما أكدت المحكمة نصا بعدم وجود جريمة في بلاغ المحامي نواف الفزيع ضد رئيس الحكومة السابق مشيرة لعدم وجود ملاحظات من ديوان المحاسبة على مصروفات وعدم تحقق وقائع رشوة أو اختلاس أو استيلاء على المال العام ... كما أكدت لجنة محاكمة الوزراء بحفظ بلاغ التحويلات المالية بأنه لا توجد أدلة إدانة والمسؤلين أكدوا سلامة الإجراءات وأنها معتادة ؟
يعني ماكو فاسدين في الكويت ؟
لا توجد دولة على وجه الأرض لا يوجد فيها فساد ... فساد شعوب وفساد حكومات وفساد حكام وفساد قضاء وفساد أمن وهذه هي الطبيعة البشرية وغريزة الطمع والخوف من المستقبل ... لكن الفساد يا سادة نسبي أي تختلف درجاته من دولة إلى دولة الأكثر فالأقل ... وقبل أن تتحدثون عن الفساد والمفسدين يجب عليكم أن تقفوا أمام الحقيقة وهي أن العرب المسلمين هم أفسد أمة على وجه الأرض وهم أكثر من يخالفون تعاليم وشرائع دينهم السماوي "إلا من رحم ربي" وصدق الحق سبحانه القائل في كتابه الكريم { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال } الرعد ... قبل أن تحاسبوا الحكومة التي هي أصلا رب الفساد ولب الفساد ولا توجد لديها خطة لمكافحة الفساد ولن تكون ... حاسبوا أنفسكم وراجعوا ذاتكم واجلدوا ضمائركم فمن أوصل الفاسدين إلى كراسي مجلس الأمة ؟ أنتم ... ومن سكت عن فساد المسؤل هذا أو ذاك ؟ أنتم ... ومن يتراعد خوفا من المسؤل هذا والشيخ ذاك والتاجر هذا ؟ أنتم ... ومن ينافق المسؤلين ومن يستقبل الفاسدين في دواوينه ومن يلتقط السيلفي مع الفاسدين ؟ أنتم ... إلا من رحم ربي منكم ؟
 
ابتلينا بمراهقين سياسة وأغبياء قانون بسببهم فلت ولا يزال يفلت الفاسدين من العقاب وهذه الحقيقة وهذا فصل الخطاب





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم




2018-04-04

تحب إيران ولا السعودية ... حدد موقفك ؟


تحب إيران ولا السعودية لازم تختار ؟ تكره إيران ولا السعودية لازم تختار ؟ غير مقبول أنك لا تنتمي إلى إيران أو السعودية ؟... منطق يصف لك قمة جهل العقول وأسوأ أنفس بشرية بأن يجب أن تنتمي إلى معسكر أحد ما وتؤيد وتدافع عن أحدهما !!! ... لا تنتمي إلى وطنك ولا تدافع عن وطنك فقط اقفز إلى الخارج وانتمى إلى الخارج ودافع عن الخارج باسم المذهبية التي صنعها البشر وباسم الطائفية التي صنعها الغرب وبلع طعمها المسلمين كعادتهم ؟ 

أيها السادة احسموا أمركم وواجهوا حقيقتكم فمذاهبكم ليست كتب سماوية ولا أصلا لها مكان في دينكم بل هي بدع ما أنزل الله بها من سلطان ... فلم يكن رسولكم ولا آل بيته سنيا أو شيعيا أو صوفيا أو يزيديا أو أو  ولم يكن في أصل الإسلام أي مذهب على الإطلاق ... ولم تكن هناك إيران ولا السعودية بل كانت أرض الجزيرة العربية وبلاد فارس ... وفي أيامنا هذه من الجهل أن تتعصب لأمر ليس من الدين في شيء ولم يكتب منه حرفا واحدا في قرآنكم ... فإن كنت مؤيدا للسعودية فأنت المرضي عنك وإن كنت مؤيدا لإيران فأنت المغضوب عليك والعكس !!! ... ومن يرضى ويغضب عليك ؟ لا أحد سوى شرذمة من عقول فاسدة وكائنات حسبت علينا أنها بشرية ومنطق سفيه لعبت به السياسة لعب الأطفال ؟
 
عن نفسي فإني أنتمي لأسرة تضرب جذورها عمق التاريخ العربي وأعرف إسمي من أبونا آدم إلى يومنا هذا بـ 65 إسما مفصلا وأهلي وأسرتي ينتمون إلى الطائفة السنية من المذهب الحنبلي ... لكن أنا شخصيا لا أنتمي لأي مذهب فأنا مسلم وكفى لا أفرض فكري أو توجهي أو قناعاتي على أحد وفي نفس الوقت لن ينفعني أحد عندما ألقى ربي ولن يسألني ربي سبحانه ما هو مذهبك وما هي طائفتك ومن هو مرجعك ومن هو شيخك وما هي الفتاوى التي عملت بها ... كلها أوهام وخزعبلات لا أساس لها من الصحة في شيء وعليه أتحدى كائن من يكون ومن أكبر المتخصصين في علوم الشريعة أن يكذبوني أو يثبتوا لي عكس ما أقول ... أحترم ما تعتقدونه ولا أطعن بهذا ولا أسفه ذاك لكن لا أحد يستطيع إرغامي على اعتقاد ما ليس أنا به مقتنع ... ولا السعودية تمثل لي مرجعا وليس إيران ذات أهمية لدي بل أنتم من صنعتم تلك القدسية من أوهامكم ومن تعصبكم وطائفيتكم وليس لأحد أي حق بأن يفرض على المسلمين توجههم أو اعتقادهم أو حتى طريقة عبادتهم ... كل شيء ثابت وراسخ في القرآن الكريم وزمن الرسل والأنبياء والمعجزات انتهى وليس لأحد منكم حجة على الله ولا عذر لأحد ... ولم يعطي رب العالمين أحدا صكوك الولاء والفداء بأن تكون السعودية قبلة السنة وإيران قبلة الشيعة بل هي صناعة سياسية مليار% استغل الناس فيها أسوأ استغلال وما كان هذا الإستغلال ليكون لولا كم الجهل الذي تغرق فيه الأمة ؟
 
لدي دين سماوي أنا مقتنع به تماما ولدي وطن أنا أنتمي له فلا أخرج عن ديني ولا أحيد عنه حتى الممات ولا أخون وطني ولو وضعت أسلحة الأرض فوق رأسي ... فلا أنت ستنزل معي في قبري ولا أنت ستدافع عني يوم ألقى ربي وتوقفوا عن استعباد الناس بجاهليتكم التي استحضرتموها بسبب كم أحقاد طائفيتكم العفنة ... وارحموا أمة لم يبقى وضيع ولا سافل إلا ووطأ فوقها واستغلها أقصى وأبشع استغلال ... وافهموا أن السياسة لعبت بدينكم لعبا واستغلالا ومكرا وخبثا وسترون بأم أعينكم كل سياسي فاسد وضيع يوم القيامة ماذا سيفعل به ربكم ... ولا تحسبوا أنكم مخلدون في الأرض حتى تمارسوا طغيان أبو لهب وإجرام الحجاج الثقفي وظلم بنو أمية واستعباد العباسيين وفجور العثمانيين ... فهل بقي أحد منهم ذهبوا ودفنوا وغالبيتهم العظمى حتى قبورهم لا أحد يعلم مكانها على الإطلاق ... فإن لم تقرؤا تاريخكم وإن لم تتعظوا منه فما وجودكم سوى مثل عدمكم وما أيامكم سوى أرقام وأعداد لا عمل ولا فهم ولا حتى بصمة في الحياة مجرد أرقام تسجل في الولادة وأرقام تسجل في الوفاة ؟
 
لو راحت السعودية أو إيران نحن من سيذهب بعدهم ؟
تلك هي نفس أسطوانة العرب وأكاذيبهم التي لا تعرف نهاية و "البعبع" الذي يخوفونكم فيه منذ 60 سنة وأكثر ... سقطت الأنظمة ومات الحكام والدول وشعوبها بقيت ... يا ريت تبحثوا عن أكاذيب جديدة تناسب غبائكم الذي لم تبقى أمة من أمم الأرض إلا وضحكوا عليكم من سفاهة عقولكم ؟
 
كونوا مع أنفسكم وكونوا مع أوطانكم واتركوا أوطان غيركم ولا أحد يستعرض علينا شرف بطولاته الكاذبة بالحرمين الشريفين ... فوالله وأضعها في رقبتي وذمتي وأحاسب عليها يوم القيامة لو ضربت الكعبة واحتلت المدينة المنورة في هذا الزمان وهذا الوقت فلن يتحرك أحد ... أنتم قوم شجب واستنكار ومظاهرات صبيانية ثم تعودون إلى فراشكم ونسائكم ومطاعمكم وكأن شيئا لم يكن ... فإن هان عليكم قدسكم ستهون عليكم كعبتكم فأنتم أمة أقوال لا أفعال لست أنا من أقول بل تاريخكم الحديث هو من يقول ذلك فلا تندمجوا في أفلامكم التي عشتم فيها أدوار البطولة الزائفة ... وابحثوا في تاريخكم جيدا فماذا فعل العرب عندما أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة ؟ ومن سرق الحجر الأسود وانتزعه من جسد الكعبة وكم سنة ظل حتى تم استرداده ؟ ومن ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق وهدم أجزاء منها وأعيد ترميمها ؟
 
لا أنا مع السعودية ولا مع إيران ... الكويت ثم الكويت





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم



  

2018-04-01

نبش قبور الصحافة ؟


يسجل للصحافة الكويتية في فترة السبعينات إلى 1995م تقريبا + لو وضعت فلتر الرقيب في فترة ما بين 1987م إلى 1990م أي ما بعد تعليق الدستور وحل مجلس الأمة في 1985م ... فأنا هنا أتحدث عن 17 سنة من أعنف وأشرس صراع حدث بين السلطة المتمثلة بالحكومة وبين سلطة وقوة الصحافة الكويتية ... وسبب كتابتي لهذا الموضوع هو بعد مشاهدة الفلم الأكثر من رائع "The Post" والذي احتوت جملة في غاية الإثارة والأهمية عندما انتصرت المحكمة الدستورية العليا للصحافة وحرية الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1971م في منطوق الحكم : الصحافة تعمل في خدمة المحكومين وليس الحكام ... مشاهدة الفلم بالرابط أدناه
 
اليوم يا أعزائي القراء لا توجد صحافة في الكويت ولا حتى إعلام حقيقي جميعهم ماتوا وقبروا في مقابر العظماء ... وما تشاهدونه اليوم سواء في الكويت أو غيرها ما هو سوى مجرد ديكور برعاية المصالح الشخصية بقذارة المال السياسي الذي استطاع تطويع الفكر الصحفي ومبادئه إلى أو كتبت شهادة وفاته ... يقول غالبيتهم ويصدقون كذبة أنهم "إعلاميون" ويصفون أنفسهم بأنهم محترفين لكن في حقيقة الأمر هم لا يمثلون الإعلام الحقيقي ولا يملكون ولا حتى جزء من حرية الصحافة لأن مبادئهم انعدمت في زمن المصالح والمكاسب الشخصية ... لأنهم هزموا هزيمة مهينة ومذلة في مواجهة الحكومة وليس بالضرورة أن كل من عارض لحكومة يعني أنه معارض حقيقي فكل حكومة تتفق معها في شيء وتختلف معها في شيء آخر ... وليس مطلوب مني أن أقدس وأركع وأسجد للحكومة ووزرائها ولا يجب أن نساير ونطبل وننافق مجلس الأمة برئيسه وأعضائه لأنهم منتخبين وليسوا معينين ولا يوجد تعيين أو انتخاب مفتوح المدة وإلا أصبحنا في دولة دكتاتورية وطغيان مستبد ... والأعضاء والوزراء يعملون بمقابل أجر وليس بالمجان وبالتالي هم كالأجير الذي يتقاضى مالا مقابل عمل ما باتفاق ما لفترة محددة ما بمسؤليات محددة الإختصاص ... لذلك الطبيعي أن تتفق هنا وتختلف هناك تؤيد في موضوع وتعارض في موضوع آخر تنتصر لوطني أقف معك تسطو على مالي باسم القانون أعارضك ... والغير طبيعي أن أعارضك في كل أمر أو أؤيدك في كل قرار فيستحيل أن تكون صائبا في كل شيء أو مخطأ في كل شيء مثل هذه المدونة هناك من القراء من يتفق مع ما أكتبه وهناك من يختلف مع ما أنشره هذا هو الطبيعي لأننا بشر خلقنا مختلفين في الأفرع متفقين في الأصل ؟

الصحافة يا سادة يا كرام هي حقك في المعلومة نعم حقك كإنسان أن تعلم ماذا يكتب وماذا ينشر وفي أي تحليل ترسم الصورة السياسية أو الإجتماعية والإقتصادية والفنية وغيرها ... هو حقك وحتى إن كانت أسرار في قلب نظام الحكم وفي صميم الحكومة ولو كانت حتى أسرار عسكرية ... نحن كعامة لسنا مسؤلين عن سريتكم بل أنتم كدول كحكومات كشخصيات سياسية اجتماعية السرية هي مسؤليتكم أنتم فقط من يتحمل نتائج فضحها أو تسريبها وليس العامة ... بمعنى لا يخرج أمر سري في جهاز حساس إلا إن كان مخترقا ولا يخرج تسريب سياسي إلا إذا كانت الإدارة مخترقة وضعيفة أي عالج نفسك قبل أن تضع اللوم على غيرك ... ولذلك عندما تم دفن الصحافة الحرة تعلل الجبناء بمسألة الأمن القومي أسرار الدولة العليا ظروف المنطقة الوضع الإقليمي هي نفس الإسطوانة القديمة الكاذبة التي صدقناها بسذاجتنا ... ومع الأسف الشديد والمحزن أن حتى القضاء الكويتي لم ينتصر لحرية الرأي والتعبير وحق الخبر بالوصول إلى العامة نعم فلو سردنا الأحكام القضائية سنرى عجب العجاب وكأننا دولة لا يوجد فيها حرية رأي ولا دستور واسع الحريات ... فاتفق "ضمنيا شكليا حقيقة خيال" صفوها كيفما شئتم أن سلطات البلاد الثلاث "القضائية والتنفيذية والتشريعية" أجهزوا وقضوا على حرية الصحافة والكلمة والرأي والفكر ... وعللوا ذلك بأسباب ليس لها أي منطق ولا يقبلها أي عقل حكيم سوى أن الحكومة تريد اكتساح الساحة السياسية تقصي هذا وتصنع ذاك تنتقم من هذا وتوفر الغطاء لذاك ... وحتى لو كانت الحكومة تصنع إنجازات واقعية فهذا أصلا عملها المعتاد ولا يمنع على الإطلاق انتقادها وكشف فسادها ومحاسبتها بل وحتى تمزيقها على طاولة الحرية الإعلامية ... نعم أمزقك بأشد الإنتقاد إن علمت أنك فاسد أو أنك متنفذ لصالح تحقيق مكاسب شخصية مخالفة للقانون ... ونعيب بكل أسف على هيئة مكافحة الفساد "نزاهة" التي لا تقوم بدورها إلا ما دون أقل من 10% فهي تجلس ولا تراقب ما يكتب وينشر ولا تستدعي ولا تقوم بواجبها المنوط بها وصلاحياتها الواسعة التي تملكها واكتفت بمبدأ : طالما لا توجد أي شكوى فالأمر لا يستدعي أي تحرك ولا حتى تحقق !!!

هل تقول أن في الكويت لا توجد حرية إعلامية ؟
لو كنت أنانيا وعاشق للشخصانية لقلت كلا وأبدا نحن دولة الحريات المطلقة بدليل مدونتي وما أكتب فيها من مواضيع "استثنائية" وقد قلتها وكتبت هذه النقطة ... لكن وماذا عن غيري ؟ !!! ؟ ... أليس من باب الأمانة أن أسأل أين غيري من يكتب بجرأة ويقتحم المحظور الذي أنا أراه أنه أمر عادي وطبيعي ... نعم طبيعي أن أدخل بتحليل كل شيء وكل أمر فإن كنت صالحا فإن جبال الأرض لن تستطيع أن تهزمك وإن كنت فاسدا فإن أقل همزه وغمزه سترعبك ... ولذلك أقولها حقيقة وصدقا نعم لا توجد في الكويت صحافة لقد ماتت وانتهت ... وانتبهوا عالم الإنترنت والصحف الإلكترونية لا دخل ولا شأن لها بالصحافة فالصحفي صحفي يبدع سواء صحافة ورقية أو الكترونية لا يوجد مبرر لأي تافه أو فاشل أو فاسد أو حتى صالح أن يعلل عجزه على شماعة التحول الرقمي ؟ 

محزن ومؤسف ومخجل بل و عــــــــــار أن نجد الصحف الأوربية والأمريكية تتقدم وتتقدم وتجرؤ وتتجرأ وتخوض في المحظور ... وتقتحم كل أسوار المحظور للسياسيين وصفقاتهم الفاسدة وتحركاتهم المشبوهة ومخططاتهم الشيطانية ... ودلالة على قوة الصحافة الغربية والأمريكية أن لا يوجد مسؤل عربي واحد يجــــرؤ أن يواجهها لأنه يعلم مسبقا ويقينا وفعليا وحقيقة أن القضاء يقف قلبا وقالبا مع الحريات ولن يقف مع سياسة الدولة أو سياسة الحاكم وحكومته ... لكن المسؤلين العرب تطول شواربهم فجأة وتنشط هرمونات الرجولة على أي كاتب صحفي مغرد عربي في وطن عربي يكتب ضده أو ضد دولته ... على الشعوب العربية أن تقدسنا تقديس لأننا نحن أسيادهم ولا عيب نحن المسؤلين إن مسحوا بكراماتنا أرض ومساحة قارة أوروبا فنحن نتفهم طبيعة مجتمعاتهم ومستوى سقف الحريات لديهم ... هذه هي الحقيقة يتكبرون في أوطانهم ويتواضعون في أوطان الغرب فقتلوا الصحافة الحرة وكل مبادئها بأن تكون صوت الشعب فأصبحت الصحافة اليوم هي صوت المسؤل ويتسول من يسمون أنفسهم بالصحفيين على أبواب المسؤلين فانقلبت الآية فبدلا من أن يرتعب منهم كل مسؤل فاسد أصبحوا هم من يرتعبون منه ... الأمر بسيط للغاية فعندما تبيع نفسك فلا تستحق سوى أن يطلق عليك لقب "الإنسان الكلب" نظير وفائك وإخلاصك لسيدك والسادة متغيرين فمن يدفع أكثر يستحق الوفاء الأكثر ؟
 
الله يرحم الصحافة ويرحم مبادئ رميت في سلة المهملات





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم