2015-11-20

من منكم إنســـــــــان ؟


ما هي الإنسانيــــة ؟
قيل أنه سمي الإنسان إنسانا لأنه ينسى ... لكن أول من أخرج كلمة أو مصطلح الإنسان أو الإنسانية هو المؤرخ الألماني والعالم اللغوي جورج فويت عام 1856 لوصف الحركة التي ازدهرت لإحياء التعلم الكلاسيكي خلال النهضة الإيطالية ... وقد لاقى هذا التعريف قبولاً واسعاً وحاولت الحركات الإنسانية أثناء فترة عصر النهضة في أوروبا الغربية إظهار فائدة اكتساب التعلم من مصادر كلاسيكية ... تعود لما قبل المسيحية لغايات العلمانية مثل العلوم السياسية والخطابة ... وكلمة إنساني Humanist مشتقة من المصطلح الإيطالي umanista العائد للقرن 15 أي سنة 1401 ميلادي ... وتعني المعلم أو الباحث العلمي في الأدب اليوناني واللاتيني الكلاسيكي والفلسفة الأخلاقية وراءهما ؟
 وأنا أرى الإنسانية : هي التجرد من أي فكر وأي معتقد وأي ديانة حتى تستطيع التعاطف ومساعدة أو نصرة أخيك الإنسان الذي نحن كلنا بمختلف كل شيء نعود في الأصل إلى أب واحد وهو أبونا آدم - عليه السلام - كمثال : شعب تعرض لمجاعة أو إلى زلزال مدمر أو إلى وباء قاتل أو غيرها ... من الطبيعي أن تنهض إنسانيتنا لتساعد وتنصر المنكوبين والمساكين دون النظر إلى تاريخهم أو ديانتهم أو لأي شيء آخر ؟ 

إن الإصرار والتعنت على الكبرياء الأعمى والنظرة الفوقية وأننا أعلى وأفضل من غيرنا لهي مهلكة للأنفس ومدمرة للأمم ... فقد سبقكم ملوك وحكام وأسرهم ما قبل الإسلام إلى يومنا هذا عاشوا في ترف وتنعموا نعيما لا يوصف منهم من كان عادلا ومنهم من كان طاغيا ... فكانت السنين قاهرة لهم والقبور شاهدة على نهايتهم فما بلك أنت أيها الإنسان الضعيف ؟   

إن العالم كله اليوم بأكثر من 7 مليار نسمة يتفق على أن من حق أي إنسان دون النظر لدينه أو معتقده أو فكره أو لونه أو شكله أو وضعه الإجتماعي أو الأسري ودون النظر لأي شيء كان ... يستحق 4 أمور أساسية هي من أبسط وأقل حقوقه وهي
1-      الأكل والشرب
2-      توفير الأمن 
3-      توفير التعليم
4-      توفير العلاج 

وبالتالي الدول والحكومات في كل العالم لا تتفضل على الإنسان بتقديم الخدمات الأساسية لأنها من أقل متطلبات عيش الإنسان الذي لا فرق بين الفقير والغني والغني والحاكم ... فجميعنا خلقنا على هيئة واحدة وبنفس أعضاء الجسم وبمختلف درجات الصحة ... وتبقى الثقافة والنظافة والمعتقد والإيمانيات ووو هي مسائل نسبية وليست أساسا ... بمعنى رجل شارف على الموت والهلاك هل تنقذه فورا أو تسأله أنت مسلم أم كافر ؟ بالتأكيد ستنقذه دون أي سؤال لأنه إنسان ومخلوق مثلك وروح والأقدار هي من وضعته في موقف الهلاك ووضعتك أنت في موقف المنقذ ؟

في كل حروب الأرض وفي كل التاريخ وقعت بنسبة 90% في قارة أوروبا و10% موزعة ما بين الدول العربية وأمريكا والإتحاد السوفييتي سابقا ودول شرق آسيا ... في أوروبا التي شهدت أكبر نسبة حروب وقتل وسفك دماء وفقر وجوع وتشرد ولجوء للخارج ... كان الدين السبب الأول لهذه الحروب والسبب الثاني كانت الأطماع التوسعية والتمتع بالمد الجغرافي وما يحتويه على منافذ برية وبحرية وبالتالي هيبة وسيطرة ... ثم بعد مئات السنين أدرك الأوروبيين أن هذه الحروب يجب أن يوضع لها حدا فما فائدة الأطفال ومستقبلهم مضمون بأنهم سيصبحون في يوم ما مجرد أموات قبل أوانهم ... وتم فصل الدين عن السياسة وإبعاد رجال الدين كليا عن التدخل في الشأن السياسي بشكل حاسم ... قم بعد أن نجحوا في ذلك دخلوا مرحلة إبعاد رجال الدين عن التدخل في حياة العامة بشكل نهائي فمن يريدكم سيأتي لكم بإرادته وليس بضغط أو بتغرير أو بخداعكم له ... والقاعدة الرئيسية في عالم السياسة هي : من الطبيعي جدا أن تكذب وهو حق مشروع ومباح في سبيل تحقيق مكاسب سياسية وقتية ... وفي كل الأديان الكذب محرم تحريم واضح وصريح لا يقبل الشك ولا اللبس بل ولا يقبل حتى أي أعذار ؟ 

ارتقوا بإنسانيتكم يصفوا لكم عالمكم ... لكنها أمنيات في عالم واقعي الإنسان يحطم أخيه الإنسان ... ومتى ما تجردتم من إنسانيتكم فانظروا لأقرب حيوان بجانبكم فسيكون هذا هو أخيكم الحقيقي


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم