2017-02-22

بوليوود & هوليوود & نيولوود × السينما العربية ؟

إن كان أبو علي الحسن بن الحسن ابن الهيثم 354 - 430هـ = 965 - 1040م هو المؤسس الأول لمبادئ علم البصريات فان ليوناردو دافنشي 1452- 1519م فإنه هو واضع مبادئ علم البصريات الحديث ... عالم السينما قد أهينه لو اختصرته لأنه فن خرج من فكر يفوق الخيال ومن عقول سبقت زمانها بعشرات السنين ... وبلا أدنى شك فإن السينما قد غيرت مفاهيم وطورت عقول وصنعت ثقافات وأوصلت رسالتها بل السينما أصبح سلاح فتاك لا يقهر ... وأصبحت صناعة السينما من العوامل الإقتصادية المرادفة والرئيسية لدخل بعض الدول مثل المعادن والنفط والصناعات المختلفة وتصديرها ... لكن مع الأسف الشديد الكل تقدم في هذه الصناعة إلا العرب وهذا التخلف يعود لأسباب كثيرة اقتصادية والتخلف الفكري الذي يتحكم في المجتمعات العربية دون أي استثناء ؟

بوليوود – هوليوود – نيولوود ... ما هذه الأسماء ؟
بوليوود : هي السينما الهندية التي تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث الإنتاج والتي بدأت بهذه الصناعة منذ عام 1931م ... حيث يتجاوز إنتاج السينما الهندية من الأفلام سنويا بأكثر من 1.250 فلم وتعرض عبر أكثر من 15 ألف سينما داخل الهند بمشاهدة يوميا ( تلفاز وسينما ) تتجاوز 40 مليون نسمة وتباع تذاكر السينما في الهند بأكثر من 5 مليار دولار وإيرادات السينما الهندية بشكل عام تجاوزت 27 مليار دولار سنويا ... ويعكف صناع السينما الهندية على الوصول إلى دخل وإيرادات 37 مليار دولار في حلول العام المقبل 2018  

هوليوود : هي السينما الأمريكية التي تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الإنتاج والتي بدأت هذه الصناعة منذ عام 1908م ... حيث يتجاوز إنتاج السينما الأمريكية من الأفلام سنويا بأكثر من 1.100 فيلم وتعرض عبر أكثر من 40 ألف و 700 دار عرض داخل الولايات المتحدة الأمريكية بمشاهدة يومية تتجاوز 15 مليون نسمة ( تلفاز وسينما ) وتباع تذاكر السينما في مختلف الولايات سنويا بأكثر من 18 مليار دولار وإيرادات السينما بشكل عام تجاوزت 120 مليار دولار سنويا ... ويعكف صناع السينما الأمريكية على الوصول إلى دخل وإيرادات 150 مليار دولار في حلول عام 2020 بعدما تفوقت الصين على أمريكا بعدد صالات العرض بأكثر من 41 ألف دار عرض وبدأت تغري شركات الإنتاج العالمية بالإستثمار فيها .

نيولوود : هي السينما النيجيرية التي تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث الإنتاج والتي بدأت بصناعة السينما بشكل متواضع في سنة 1960م ... حيث يتجاوز إنتاج السينما النيجيرية من الأفلام سنويا بأكثر من 1.800 فيلم وتعرض عبر أكثر من 200 دار عرض بمشاهدة يومية تتجاوز 5 ملايين نسمة ( تلفاز وسينما ) وتباع تذاكر السينما سنويا بأكثر من 600 مليون دولار وإيرادات السينما النيجيرية بشكل عام تجاوزت مليار دولار سنويا . 

بعدما سبق فإن يتضح جليا أن عالم السينما في الهند وأمريكا ونيجيريا يعتبر عالم عريق وذوو تاريخ ... وتدخل معهم في سباق المنافسة القادمة كل من الصين وكوريا الجنوبية ... لكن هناك أمرا يجب أن لا نغفله ألا وهي المغرب التي بدأت منذ 20 سنة تجذب وتستقطب شركات الإنتاج العالمية الغربية تحديدا من أجل التصوير داخل المغرب فوفرت لهم كل الإمكانيات وسهلت لهم جميع الإجراءات ... وتعتبر المغرب هي الدولة العربية رقم 1 في العالم العربي من حيث عشقها ودعمها لصناعة السينما حيث تقام فيها أكثر من 50 مهرجان سنويا ولا يقل عن 10 مهرجانات خاصة بالسينما المحلية والعالمية ... أما السينما المصرية فهي للأسف بالرغم من تاريخها العريق الذي يمتد لأكثر من 100 سنة إلا أنها فشلت بالإنتقال من المحلية إلى العالمية واكتفت بالإنتقال الإقليمي العربي تحديدا ... هذا بالإضافة إلى افتقارها للنصوص الدراما العريقة والقصة والحدث السياسي والشح بالإنتاج فاعتلى تجار السينما وسيطروا على الفكر فأصبح الفكر المصري فكرا هشا مترهلا لا ينظر إلى أبعد من أرنبة أنفه بعدما كان عريقا شامخا فأسقطوه الرعاع ... ولبنان وسوريا والعراق كلها دول عربية كان لها مستقبلا باهرا بصناعة السينما لكنها انتهت بسبب الحروب أو القهر والمنع السياسي ... وسينما تونس والجزائر والمغرب مع الأسف عيونها دائما وأبدا على القارة الأوروبية فلا عجب أن لا يكون لها صدا في العالم العربي ؟
السينما في دول الخليج
في دول الخليج فلا يوجد دولة تجرأت بصناعة السينما إلا الكويت فقط وحصريا التي دخلت السينما إليها في سنة 1939م عندما تم تصوير أول فيلم فيها كان بعنوان ( أبناء السندباد ) ... الذي قام بتصويره وإخراجه الرحالة الاسترالي الأصل آلان فييرز هو أول فيلم تسجيلي يصور في الكويت عن الغوص وصيد اللؤلؤ وبعض ملامح البيئة الاجتماعية في الكويت ... ثم في 1946م قامت شركة نفط الكويت بإنتاج ثاني فيلم عن نفط الكويت ... وبعد أن تم افتتاح أول سينما في الكويت سنة 1954م وهي سينما الشرقية التي كانت تستورد الأفلام من الخارج وتعرضها في الكويت ... وبعدها فتحت شهية السينما الكويتية بالإنتاج فأنتجت وعرضت العديد من الأعمال السينمائية الكويتية مثل : عرس الزين - بس يا بحر - العاصفة - الصمت - القرار - السدو - مذكرات بحار - الفجر الحزين - النداهة - القرار وغيرها الكثير ... وفتتح دور سينما متعددة مثل سينما الأندلس والحمرا والأحمدي وغيرها ... إلى أن أنتج فيلم كويتي جريء في سنة 1973م لمخرج لبناني بالإشتراك فنانين مصريين وكويتيين وكان فيلما جريئا للغاية صدم الجميع وبعدها صدر قرارا ( شفهيا ) بإيقاف إنتاج السينما الكويتية بالإضافة طبعا إلى منع وحظر وبيع وشراء هذا الفيلم الجريء ... وكل المحاولات الكويتية بصناعة الأفلام السينمائية لا تزال موضوعة أو توصف بالإجتهاد ولا ترتقي إلى كلمة أو معنى الصناعة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم