2017-03-01

مخلفات الإحتفالات الوطنية .. وأقنعتكم المزيفة ؟

احتفل وطني بعيده الوطني وعيد التحرير يوم 25 - 26 من شهر فبراير كل عام والحمدلله الذي أكرمنا وأنعم وتفضل علينا بنعم لا تعد ولا تحصى وإنا له شاكرون حامدون ولحكمه سبحانه خاضعون طائعون ... لكن هناك من يتعمد ولأحسن الظن وسأقول أنه لم يتمالك نفسه وبدأ الكثيرون يطلقون سيل من الإنتقادات والإتهامات التي وصلت إلى حد الشتائم ... نعم شتائم على المحتفلين أو على بعض المحتفلين وعلى سلوكهم السيئ والمؤسف ... إلى أن وصل إلي فيديو لتقول إمرأة كويتية : هذا ليس احتفال وطني هذا احتفال القذارة !!! وبالتأكيد هذه المرأة تحمل من قلة الأدب والوقاحة والرعونة ما يكفي أن يضعها في خانة السفهاء ... فوطننا لا يحتفل بقذارة لكن هناك من يحمل قذارة داخل عقله ... ويجهل الكثيرين أو يلبسون قناع المثالية مصورين أنهم يعيشون في المدينة الفاضلة التي كانت من أحلام الفيلسوف أفلاطون ... متناسين عن قصد أو عن جهل الفرق بين المبادئ والواقع ؟ 

المبدأ : هو الأصل والأساس والأمر الذي لا يوجد فيه تناقض ولا من المفترض أن يختلف عليه إثنان مثل أهم أسس المبادئ : حق الإنسان في العيش والمأكل والمشرب والملبس والعلاج والتعليم والأمن واحترام الأديان والمعتقدات وحقوق الإنسان وما يندرج تحت تلك الحقوق من مبادئ ومعاني سامية كثيرة ... ومن فرعيات المبادئ تأتي النظافة هي من ضمن المبادئ الإنسانية المتفق عليها ولا يختلف عليها أحد ... لكن كم من مبادئ تصطدم وتتحطم على صخرة الواقع ؟ ... بمعنى وأكثر تفصيلا تعالوا لنرى أصحاب صرخات النظافة وما هو واقعهم وحقيقتهم وأين يكمن دور الحكومة وما هو موقف القانون ؟ 

حضراتكم يا أهل النظافة ممكن أحد يعلمنا يوم زوارتكم أو جمعة الأهل في كل يوم جمعة ماذا يحدث في منزلكم وكيف يتحول شكله ؟ أليس الفوضى تدب في بيوتكم وأبنائكم وأحفادكم يقلبون المنزل رأسا على عقب ؟ أليس خدمكم يكرهون يوم جمعتكم من هول فوضى بيوتكم ومخلفاتكم حتى يرمى في آخر اليوم ما لا يقل عن 3 أكياس قمامة وأنتم أسرة فقط ولستم شعب ... أم حضراتكم في يوم جمعتكم تجلسون كطلبة المحاضرات تتحدثون همسا ولا تتحركون من مكانكم !!! ثم لم تفترض بيئتك وإن كانت بيئة صالحة مؤدبة تمتلك الأخلاق وتريد فرضها أو تعتقد أن الكل مثلك ومثل بيئتك وأهلك ؟ ... كلا يا سادة فالبيوت أسرار وكل منزل يعتبر بيئة وكل أسرة تعتبر نواة حتى يتشكل المجتمع ... فإن كنت نظيفا فهناك قذرا وإن كنت مؤدبا فهناك وقحا وإن كنت ورعا فهناك فاجرا ؟
هي هكذا الحياة وهكذا هم كل شعوب الأرض قاطبة ولا استثناء لأي دولة ولا أي شعب إلا اليابان لماذا ؟ لأنها وباختصار منذ عام 1946م أدخلت مادة الأخلاق في التعليم ومناهجها الدراسية فأنتجت جيلين كاملين وأكثر ( الجيل 30 سنة وفق علم الأحياء ) أي أكثر من 70 سنة من بعد الحرب العالمية الثانية وهي تصنع شعب وأجيال تعرف الأخلاق ويندرج تحت بند الأخلاق النظافــــــة العامة والخاصة وهي مادة دراسية أساسية رئيسية تحدد مستقبل الطالب ... فهل حضراتكم يا كويتيين يا عرب يا مسلمين يا غرب يا يا يا مثل اليابان ؟ هل تعليمكم أصلا يحتوي مادة الأخلاق ؟ كفاكم أقنعة المثالية فقد سئمنا دجلكم وكذبكم وكأن الله ما خلق أحد غيركم ؟

موقف الحكومة والقانون
في مسألة النظافة العامة الحكومة تمتلك 3 أسلحة نافذة بقوة القانون  
الأول : إدارة النظافة في بلدية الكويت التي تجيز لموظف البلدية المختص أو حتى المكلف تسجيل مخالفة مباشرة بحق كائن من يكون في الأماكن العامة في حال رمي المواطن أو المقيم أي مخلفات ولو كان عقب سجائر .
الثاني : شرطة البيئة التي تمتلك كل الصلاحيات لضبط العبث بالماء والفوم ورمي العلب والمخلفات .
الثالث : الأمن والذين يملكون سلطة منع المحتفلين من الإعتداء على أي مركبة ولو برش الماء لأنه ووفق مفهوم القانون كل ما يمس المركبة بشكل متعمد يعتبر اعتداء ولو كان طفلا أو حدثا أو بالغا .
ثلاث أدوات لو استخدمتها الحكومة لأدخلت في خزينتها أكثر من 100 مليون دينار في يومين من الإحتفالات بسبب ملايين المخالفات على الصغير والكبير ... فسهل ضبط الصغير وتسليمه لأقرب نقطة أمنية ويتصل بأحد والديه ويجلب بطاقته المدنية وتسجل على الطفل مخالفة يترتب عليها غرامة مالية تصل من 30 إلى 50 دينار ويذهب تلقائيا مع أحد والديه ... والبالغ يتم ضبطه وتحرير مخالفة بحقه وهكذا حتى تخرج الحكومة فرحتكم من أنوفكم وفي نفس اليوم تبدأ حملة غضب شعبية في مواقع التواصل الإجتماعية لم يسبق لها مثيلا من سيل الإتهامات والإحتجاجات ... التي تلقائيا سيتلقفها أعضاء مجلس الأمة الذين سيوظفون حملة الغضب الشعبي لصالحهم وتتحول المناسبات الوطنية إلى معارك سياسية ... فإن تركوكم غضبتم وإن ضبطوا فرحتكم غضبتم فاتفقوا على رأي واحد وبعدها سيكون ما تريدون هذا إن اتفقتم أصلا ؟
حثالة الإعلام وأفلام عمال النظافة
يا سادة كل ما هو مطلوب منكم هو أن تحركوا عقولكم قليلا وتستخدموها بشكل أكثر ذكاء ... فمن صور لكم صور المخلفات كان قاصدا متعمدا أن يسيء لوطنكم أولا قبل أن يسيء لكم ... فهل تعلمون أن بعد انتهاء الإحتفالات الوطنية وتحديدا وبأكثر دقة في صباح وفجر يوم 27 فبراير وفي تمام الساعة الـ 5 فجرا نزلت إلى الشوارع ضعف كمية وأعداد عمال النظافة وقاموا بكامل التنظيف لكل مواقع الإحتفالات وانتهوا تحديدا في تمام الساعة 8 صباحا ... فهل من صور لكم المخلفات عاد وصور لكم عمال النظافة وكيف المشهد والصورة قبل وبعد وفي وقت قياسي ؟ ... كلا طبعا هو لا يريد ذلك لأن الهدف هو شحنكم وإظهار العيوب لا الإصلاح وكأنه الحقد والكراهية بعينه + عمال النظافة 365 يوم في السنة وهم يتلقون منكم صدقاتكم بمئات آلاف لدنانير وأنتم تعلمون علم اليقين أنهم نصــــــــابين لا يقومون بعملهم على أكمل وجه يستغلون عاطفة الدين التي ولله الحمد تلف الكويت وأهلها فماذا سيحدث لو ضاعفت عليهم العمل في يومين فقط ؟ ... وأنتم لا تعلمون لكني أعلم علم اليقين أن ما يحصلونه وفق عملهم دوام واحد فقط شفت واحد يوميا من تبرعاتكم تتقاسمها عصابات مسؤلي النظافة في الشركة فكل منطقة لها عمال وكل عمال عليهم مسؤل وكل مسؤل فوقه مسؤل المحافظة ومسؤل المحافظة فوقه كبير مسؤل العمال في الشركة ... جميعهم عصابات يتقاسمون تبرعاتكم التي لو جمعت لأخرجت من في السجون ولأعانت المحتاجين ؟
يا سادة اخلعوا أقنعة المثالية الكاذبة فلا أحد يريد تطبيق القانون لأننا أصلا لا نملك الأخلاق في تعليمنا وحتى في بيوتنا ... إلا من رحم ربي ... تبي أطبق القانون قسما بالله أخليك تعد الخرفان فوق راسك




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم