اتهام البعض والتشكيك بالذمم :
أستغرب صراحة كيف لعقليات البشر أن تصدق حديث دون دليل ؟
كيف تتهم دون برهان ؟
كيف تشكك بالذمم جهارا نهارا دون حكم نهائي من القضاء ؟؟؟
خرج بعض مراهقين المعارضة بصرعة جديدة كلا بل بمفسدة عظيمة وهي التشكيك واتهام الغير في ذممهم وهي مسألة وأمر في غاية الخطورة لا يعرف مؤيدوها المندفعون عواقبها وحجم كبائرها للأسف الشديد ... فهم كالمندفعين ولا يعرفون إلى أين ويناصرون ولم يتحققوا ويتهمون ولم يتأكدوا ؟؟؟
في أواخر شهر رمضان الفائت خرجت صحيفة القبس الكويتية بخبر أن هناك حسابات مالية قد تضخمت لأعضاء مجلس الأمة ولم تذكر الصحيفة أي أسماء لأي عضو في مجلس الأمة وقتها ... وبعدها أحالت بعض البنوك الكويتية أصحاب هذه الحسابات بأرصدتهم وأسمائهم إلى النيابة العامة للتحقيق فيها ... وبعدها أرسلت النيابة العامة كتابا إلى البنك المركزي الكويتي بحكم أنه مظلة البنوك والجهة الرقابية المطلقة عليهم للتحقق وكشف مصادر وحركة هذه الأموال والتي انتبه انتبه انتبه يمكن أن يتحقق البنك المركزي من حركة هذه الحسابات ويتأكد من صدقية ونظافة عملياتها أو العكس وبالتالي يرسل إلى النيابة العامة كتابا إما يؤكد شبهة هذه الحساب أو سلامة أموال هذا الحساب .... إذا كانت حركة هذه الأموال سليمة فإن النيابة ستحفظ البلاغ تلقائيا ... وإن كانت حركة الحساب مشبوهة فإن النيابة العامة ستطلب رفع الحصانة عن هذا النائب لسؤاله عن مصدر هذه الأموال وكل تفاصيلها وتحيله بعدها إلى القضاء ... وإلى كتابة هذه السطور لم توجه النيابة أي تهمة لأي عضو في مجلس الأمة ولم تطلب رفع الحصانة عن أي نائب بما يخص هذه القضية .... أي أنه لا يوجد إلى الآن أي متهم بل وحتى إن وجد المتهم لا يجب ولا يجوز الطعن فيه إلا بعد صدور حكم إدانة نهائي من المحكمة وهنا يحق لنا جميعا أن نقول أن هذا فاسد ويقتص منه المجتمع ولأن القاعدة القانونية التي يجب أن لا تغيب عن ذهننا تقول
( المتهم بريء حتى تثبت إدانته ) ؟
لكن خرج أحد أسياد المعارضة الذي إذا قال فإن قوله الحق
( والعياذ بالله )
فأخذ يكيل التهم ويطعن في الذمم ويقدم لمراهقين السياسة في عرض مضحك مصور على برنامج
( الوورد أو البوربوينت)
يشرح فيه حركة الأموال وحجم المبالغ لكن دون وثائق ولو مصورة ودون أسماء أصحابها وكأنه خائف من انتهاك قانون سرية البنوك والعملاء ؟؟؟
انتبه كل هذا يحدث في الشارع في الشارع ... وكأن هذا العضو اختزل في نفسه كل سلطات الدولة فأصبح هو البنك وهو النيابة العامة وهو القاضي وحكم على المتهم بأنه مرتشي وفاسد !!!!
والأغبياء يشيدون بهذا العضو ويهتفون له ويصفقون ولم يجرؤ أحد منهم على توجيه سؤال منطقي لسيدهم العضو : نعم أخبرتنا أن هذا فاسد فاكشف أنت عن ذمتك المالية من أول دخولك إلى مجلس الأمة إلى اليوم أنت وأقربائك من الدرجة الأولى ؟؟؟
ثم إن كنتم قد حكمتم على هؤلاء بالمرتشين فهذا يعني إقراركم بعدم نزاهة القضاء لدينا بل بالأساس لماذا كل هذه الإجراءات هاتوا المتهم واقطعوا رأسه طالما المسألة تتحركون بها حسب أمزجتكم ؟؟؟
بل السؤال الأهم :
لماذا لم تصرون وتطالبون بإحالة جريدة القبس من البداية إلى النيابة العامة لكشف معلوماتها ومدى صدقيتها ومدى ما لم تكشفه من أسرار ومعلومات ؟ بالتأكيد لا يستطيعون لأن ملاك صحيفة القبس خطوط حمراء أما الكويت فخطوط خضراء !!!
إن اتهام الناس بالباطل ودون حكم إدانة نهائي من القضاء لهو فتنة وللناس حرمات وأعراض وللمتهمين أهل وأبناء ومشاعر لا تحكمون قبل أن يصدر القضاء حكمة ويفصل في الأمر لأنه يفترض أن الكويت دولة قانون وليست دولة معزبكم ؟؟؟
أصبح المبدأ اليوم عند رعيان وصبيان المعارضة :
إذا كان هذا الأمر في مصلحتي وأهدافي فطز بالقانون ودولة المؤسسات المهم هو أن يتم مهما كان الثمن ... وإذا الأمر ليس في مصلحتي وليس على أجندة أهدافي فالأمر مختلف فيجب أن يسود القانون على الجميع ونحن في دولة المؤسسات والقانون ولسنا في غابة !!! أمراض نفسية ابتلينا بها ؟؟؟
اقتحام مجلس الأمة :
في هذه الفوضى العارمة وفي ظل هذا الصراع وهذا الهرج والمرج وتسلق البعض على السلطة وتسلق البعض على القانون حتى أصبح الأمر كن فيكون في عقليات الكثيرون وبعد جس النبض للسلطة في الكويت وللحكومة في كثير من التصريحات الاستفزازية الشديدة مثل :
( أرحل – كرت أصفر للأسرة الحاكمة – اقعد بيتك واكل الشيكولاته السويسرية – كذاب – سنحاسبك – ليك ساكت أبرك – ما تقدر – أنتحداك – كن رجلا )
وغيرها من المفردات التي كنت أراها جس النبض لما هو أخطر وقادم ... وفعلا تم ما كنت متخوفا منه ؟
تم اقتحام مجلس الأمة الكويتي ؟ اقتحام أهم مؤسسة من مؤسسات نظام الحكم في الكويت بشكل وصورة همجية وباستهتار منقطع النظير وبمعاونة ومساعدة وباعتراف من أقسموا بهذا القسم :
أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للوطن وللأمير ، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة ، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله ، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق .
هل باقتحام المجلس وقاعة عبدالله السالم إخلاصا للوطن وللأمير ؟
هل بالغوغائية والفوضى والرعونة فيه احتراما للدستور وقوانين الدولة ؟
هل بتسخيف ما حصل ومساعدة المتهمين ذود عن مصالح الشعب ومصالحة وأمواله ؟
هل سرقة بعض محتويات قاعة عبدالله السالم فيه من الأمانة والصدق ؟
الغريب في الأمر أنهم اليوم يسخفون ما حدث ولا كأن الأمر قد حصل بل يطالبون من مكتب المجلس ورئيسه أن يسحب الشكوى أو حفظ القضية وأن يقدم اعتذارا للشعب الكويتي وأسمو المتهمين في الاقتحام معتقلين !!! ؟؟؟ !!!
بربكم كيف تنظرون
بالله كيف تحكمون
بضمائركم كيف هان عليكم وطن بأكمله ؟؟؟
إن كنتم تبررون لمقتحمين المجلس وجريمتهم الشنعاء ووضعتم لهم الأعذار فأيضا من باب الأمانة برروا للسارق وللزاني ولتاجر المخدرات وللمرتشي لأن تبرير الخطأ أسهل ما يمكن أن نسطره فتصبح الدنيا فوضى والعقاب مرفوض ويصل الأمر إلى اقتحام بيتك وهتك عرض أهلك وحاضرين نضع لك عشرات التبريرات ما في مشكلة !!!!
نعم نعترف لقد أوجعتم قلوبنا لأننا نعرف قيمة الكويت وكيانها لكننا أيضا نعترف وأعلنها بأعلى الصوت :
الكويت قد انشقت إلى نصفين والكويتيين أصبحوا فريقين والنفوس مشحونة والانفجار قادم قادم قادم ... وبعد ما حصل وحدث من أحداث في غاية التنظيم والتكتيك لا أستبعد مطلقا أن يكون بعدها للسلاح كلمة ... فالأمور جدا مهيأة والأنفس مهيأة والله يستر من اللي ياينا .... مجرد وقت لا أكثر ؟؟؟
الكويت حكومة وشعبا ستدفع الثمن حتما وسيكون ثمنا باهظا .
يتبع الجزء الأخير ...
دمتم بود ....