2011-12-01

الكويت تتـلاشى 1



سوف أبدأ من بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي إلى اليوم محللا الأوضاع الداخلية ونظرتي المتواضعة إلى مستقبل الكويت نظاما وحكومة وبرلمانا وشعبا بشكل سريع ومختصر ... والله يستر ؟


تحرير الكويت :

من بعد تحرير الكويت الآمال والتطلعات كانت في قمتها بنظرة تفاؤل لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكويت وشعبها من إعادة إعمار وترتيب بيت الحكم وتضميد الجراح ومحاسبة المتسببين عن الغزو العراقي والقفز في الكويت لمسار الدول المتقدمة وووو إلخ ؟


لكن لم يحدث شيئا من هذا كله وكل ما رأيناه ووجدنا ومثبت وموثق على أرض الواقع أن النظام آنذاك جلس جلسة القرفصاء مرتعبا من وجود النظام البعثي العراقي والكويت توقف فيها كل شيء تقريبا ... لا تطور ولا تنمية ولا إعمار وحلسوا ينتظرون زوال صدام حسين وانتو بكرامة ... وفوق هذا كله تم طمطمة الحقائق عن الشعب بما يخص المتسبب في مسألة الغزو العراقي وفوق هذا خرجت أزمة المديونيات الصعبة وتم دفع المليارات من احتياطي الأجيال القادمة في صفقة سياسية شديدة الخطورة ... ودخل المواطنون في دوامة الاقتراض وشبح الديون وبمخالفات قانونية واضحة وكبيرة وسط أنظار البنك المركزي الجهة الرقابية للبنوك ... فتاهت الكويت ( كالعادة ) ودخل المواطنين في دوامة طحنهم بديونهم وهم الخارجون من أزمة الغزو وكلنا أهات وجراح ... وبدأ القانون يقتص منهم الواحد تلو الأخر والأسرة تلو الأسرة حتى ضاع الأبناء وتشتت الأسر وضاع المعيل وسجن الكثيرون لفترات تجاوزت ال10 سنوات خلف أسوار السجن ... فضاعت الأماني والأحلام وفوقها تم حبس الآلاف ؟

هل كان بالإمكان إيجاد مخرج لهم ؟

نعم كان بالإمكان أن تشتري الدولة تعويضات المواطنين من الغزو العراقي وتصرفها لهم فورا ومن ثم تعود هذه التعويضات من الأمم المتحدة إلى خزينة الدولة + أن قانون الشيك بدون رصيد كان بالإمكان تغييره إلى جنحة بدلا من جناية لكن تم تغييره بعد أن هلك ثلث الشعب آنذاك ... لكن يظهر أن هناك كان مخطط خبيث من أجل طحن المواطن الكويتي وإلهاؤه بمشاكله وديونه كي لا ينتبه لفساد الأفراد والحكومة والمجلس ؟



مهازل المجلس والحكومة :

استمرت الكويت في مهزلتها منقطعة النظير وسط ضحك دول الخارج علينا والشماتة فينا وما بين قهر وظلم وحسرة شرفاء الوطن بما يحدث ولما آلت إليه الأمور ؟ فمجلس الأمة الكويتي والحكومة أضاعوا سنين في جدال الأطفال على مواضيع في غاية التفاهة والسخف وعلى سبيل المثال .... هل يجوز للمرأة قيادة مركبتها وهي منقبة أم لا يجوز ؟ هل صاحب وانيت النقل يجوز له أن يحمل ركاب في الطريق أم لا يجوز ؟ هل يجوز الاختلاط في الجامعة أم لا يجوز ؟ هل يجوز إقامة الفرعيات بين أبناء القبائل أم لا يجوز ؟ وصراع على كرسي الرئاسة بين أحمد السعدون وجاسم الخرافي ... وغيرها من القضايا التي حتى الأطفال والمجانين يترفعون عنها ... مما يدل أن اختيار الناس لممثليهم لم يكن في محله ولم يكن صائبا ومما يؤكد أن الحكومة لم يكن فيها رجال دولة بمعناها الحقيقي ؟ 

حتى وصلنا اليوم لهذا الوضع الذي نراى صراعاتهم وكأنهم أطفال يتخاصمون على كرسي من يجلس عليه أولا ؟؟؟  




ضاعت سنوات وسنوات من عمرنا ومن عمر الكويت والمجلس والحكومة يلعبون ويلهون بسخافاتهم فوق جروح وطن جريح وشعب ضعيف ... فلا تنمية رأينا ولا عمران شاهدنا ولا صناعة إنسان لمسنا ؟


في المقابل سبقنا العالم كله بنهضته وعمرانه ونحن إلى اليوم نشاهد الصراع على الكراسي وكأن المواطن والإنسان والكيان لا قيمة له ... هذا يبرر وهذا يتهم وهذا يلوم وهذا يحقق والكويتي البسيط أكلته الأمراض من الألم والحسرة على وطنه وخوفه على مستقبله وماذا يخبئ لنا الغد ؟



ولا ألومكم طالما لا يوجد مسؤول يضعكم في السجن ويجعلكم عبرة لمن لا يعتبر فلماذا تلتزمون ؟؟؟ 




يتبع .....



دمتم بود .....