منذ أيام سيدنا نوح – عليه السلام – خرجت الأديان والاعتقاد فيها ... هذا يعبد الحجر وهذا يعبد البقر وهذا يعبد الشمس وهذا يعبد النار وهذا يعبد وهذا يعبد ... ومن ثم انتقلت المسألة إلى مسألة الإيمان والعقيدة الراسخة فهذا يؤمن بالله الواحد الأحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا شريك له ... وهذا يؤمن بمحمد – صلى الله عليه وسلم – وهذا يؤمن بسيدنا عيسى ابن مريم – عليه السلام – وهذا يؤمن بسيدنا سليمان وهذا يؤمن بسيدنا داوود ... إلى يومنا هذا فوجدنا آباؤنا يؤمنون ما نؤمن به بالله الواحد جل جلاله وعظم سلطانة وبرسوله أشرف الخلق وأطهرهم سيد الخلق محمد بن عبدالله – صلى الله عليه وسلم – واحترام وتقدير وتوقير وتعظيم آل بيته الكرام والتي يستحيل أن تكتمل صلواتنا إلا بالتحية والسلام عليهم ... فاعتقدنا وتأكدنا من اعتقادنا ويقينا من إيماننا وعقيدتنا ما حينا ؟
لكن ؟
هناك المتطرفون المتشددون الذين غيبوا عقولهم عن عمدا كي لا يرو حقيقة الأمور وواقع الواقع ... هؤلاء لطالما كانوا مشاريع أزمات كادت تعصف في بلدانهم والبعض بالفعل نجحوا في مخططاتهم الشيطانية بأخذ أوطانهم إلى الحروب الطائفية والتي لم يستفد منها أحد قط ؟
الشيعة
إني أتحدث الآن عن المسلمون الموحدون بالله سبحانه والذين يعرفون حقيقة من هو محمد – صلى الله عليه وسلم - لكنهم أمة متفرقة ما بين مذاهب وأفكار وفرق كل يرى أنه على حق وصواب ؟
أما مسألة السنة والشيعة فهي قد أخذت أكبر من حجمها ووضعها وتناقلتها مئات الأجيال منهم من كان متطرفا ومنهم من كان متزنا وعاقلا وفاهما ومتبصرا ... وإلى يومنا هذا لا يزال هناك السفهاء من الطرفين وهم المتشددون الذي لا يعيرون الأمة أي اهتمام بل كل همهم بأن هم من يصل إلى الشهرة التي بالتالي تعزز مكانتهم وقوة نفوذهم وبالتالي ضمان تدفق المال وملايينه إلى أن يصبحون مؤثرون على سلطة القرار في بلدانهم ... ولا ضير أبدا بأن يمزقون أوطانهم ويفرقون بين أبناء الوطن الواحد في سبيل مصالحهم التافهة ؟
أنا أعرف الكثير من أصدقائي الشيعة وأحترم ما يعتقدون فيه ولعبنا في صغرنا وندخل بيوتهم ويدخلون بيوتنا ونذهب في مناسباتهم مباركين إن كانت أفراح ومعزين إن كانت أحزان ... ولم أجد ما يثير الشك أو البغضاء بيننا فهم موحدون ويشهدون بأن لا إلاه إلا الله وأن محمدا رسول الله وموالون لآل البيت – رضوان الله عليهم – فنسافر معا ونأكل معا ودرسنا معا ... وهناك الكثيرون سنة تزوجوا شيعة وشيعة تزوجوا سنة وأنجبوا الأبناء وكبروا وأصبحوا رجالا ونساء والحياة تسير ولا تتوقف ؟
لكن ليس من حقك أن تكفر هذا وتشتم ذاك على أنك سني أو شيعي لأنك بالأساس لم تضمن الجنة ... ثم من أنت ومن أنتم حتى تصفون فئة من أبناء الوطن بأنهم أنجاس وأنهم مشركون وصولا إلى الكفر ؟؟؟ وبعدين من ضحك عليكم وقالكم إن الخميني ولا خامنئي ولا السستاني هم من صنعوا الشيعة أو أوجدوهم ؟؟؟ الشيعة موجودون من قبل أكثر من 1000 عام ... ومسألة تحجيمهم أو إقصاؤهم أنا شخصيا أرفضها وبشدة ... لأنهم جزء لا يتجزأ من تاريخ الكويت وما أكثر اليوم الجهلة بتاريخ الكويت وأهلها وأصولهم وأنسابهم ؟
أيها الناس اتقوا ربكم في أوطانكم وفي ذممكم وفي أهلكم وأعراضكم وكونوا قدوة لأخلاق من تعشقونه – عليه الصلاة والسلام – وانظروا وشاهدوا واقرؤوا من سبقكم بأن فتنتكم لم توصلهم إلى شيء بل قتلتهم وأفنتهم ودمرت أوطانهم وشتت شملهم ولن يستفيد منها أحد إلا أعداء الإسلام ... أم أنكم أنتم الأعداء وأنتم لا تشعرون ؟؟؟
احترموا العقائد والمذاهب طالما أنكم لا تتفقون معها واحترموا أهلها مثلما إذا ذهبتم إلى بلاد الغرب للعلاج أو للدراسة أو للسياحة تحترمونهم وتحترمون علمهم وقوانينهم ... فما بالكم بمن يشهدوا بما شهدتم ؟
أنا شخصيا لا أحترم المتطرفون في أفكارهم أو عقائدهم ولا أسمعهم ولا أشاهدهم ولا أسمح لنفسي بمتابعتهم لأنهم باختصار مضيعة للوقت وتحقير للعقول ... هؤلاء مجرد ألسنة شياطين لكن قلوبهم أجبن مما تتخيلون ولو سلط عليهم سلطان جائر ظالم لوجدتموهم في حال ووضع وربي لتضحكون عليهم ولتكتشفون حقيقتهم ؟
فاجؤنا باختراع أفرحونا بمشروع أسعدونا باتفاق اجتمعوا على الخير والبركة اعملوا معا وفوتوا الفرص على من يريد بالكويت السوء ... طيح الله حظكم ما نشوف إلا يهال ويتهاوشون وعقول قواطي انتهت صلاحيتها من زمان وجنه الكويت ملك أبوكم ولا ملك اللي خلفوكم ؟
من أجل أوطانكم وأمانة مواطنتكم وصدق ولاؤكم لا تلتفتوا إلى من يشق الوحدة الوطنية ولا تحترموا من يتحدث بسنة وشيعة ولا تفتحوا مجال للسفهاء من هذا الفريق أو ذاك الفريق ... ففي تجاهلهم تحقير لهم وهذا أقل ما يستحقون المتطرفون الذين يعيشون بيننا وكأنهم علماء حقيقيون أو كأن بفضلهم البشرية أصبحت بألف خير ؟
للعلم مثلما توجد خزعبلات مضحكة من هنا أيضا توجد فتاوى مضحكة من هناك ومحدش أحسن من حد !!!
أنا واحد ممن لا يتفق مع ما يقولونه علماء الشيعة في كثير من الأمور وأرفضها لكن هذا لا يعني أني أبغضهم أو أكرههم بل أحترمهم وأجل وأقدر الكبير منهم قبل الصغير لأن المسألة قبل أي شيء هي مسألة أخلاق وتربية ... وفي عالم التكنولوجيا المتطورة لست بحاجة أن تنصح أحد غريب فالنصيحة متوفرة وبأعداد مهولة في عالم الإنترنت ابحث وبعدها أنت حر فأنا لست من خلقك ومن خلقك سبحانه هو من سيحاسبك ويحاسبني ويحاسب الناس جمعاء وهو أعدل العادلين وأحكم الحاكمين من يفصل بيننا يوم العرض العظيم سبحانه جل جلاله وعظم سلطانة .
يا بابا أنت وياه والله العظيم لا عمر رضي الله عنه درى عنكم ولا علي كرم الله وجهه درى عنكم ... عساكم بس تفكون أعماركم من نار جهنم من سفاهتكم وإجرامكم وظلمكم بحق أوطانكم ودينكم وكأنكم عشتم دور ولاة أمورنا ... كبروا عقولكم شوي ؟
حفظ الله الكويت أميرا وشعبا من كل مكروه
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم