من
المؤكد أن غالبية العامة يحبون أن يسمعون ولا يحبون أن يقرؤا فعندما يخرج المشايخ
كل واجتهاده وكل ومرجعه فإن العامة تصمت ... وهذا الصمت نابع من صورة خاطئة رسمت
في النفوس من أن هذا شيح وحافظ للقرآن وضليع في الفقه وفي الشريعة ... وكلها أساب
وحجج لا دخل لها في هذا الشيخ ... وربما يوم القيامة رأيتم هذا الشيخ في النار
وأنتم في الجنة ... لذلك وبعد بحث طويل استدللت بالأدلة عن أن الفن الأديب والطرب
الراقي ليس فيه من الحرام ولا حتى من النهي شيئا
1-
كلام
رب العزة سبحانه وتعالى في القرآن الكريم جاء كاملا مكملا ولم ينسى الله شيئا حشى
لله ومعاذ رب العزة أن يكون ناقصا وبالتالي لم نرى آية في القرآن الكريم تقول مثلا
{ يا أيها الناس حرمت عليكم المعازف والطبول } لم تذكر على الإطلاق والله كامل جل
جلاله وليس ناقصا .
2-
إن
المعازف والطبول والناي كانت من قبل الإسلام بآلاف السنين مثلها مثل الأصنام التي
كانت تعبد من دون الله ... فلم تركت أصناما في كل أصقاع الدول الإسلامية من بداية
الإسلام إلى يومنا هذا وهذا مخالف للدين وللشريعة وللنصوص القرآنية مخالفة صريحة
لا شك ولا لبس فيها ... ومع ذلك ذهب التحريم إلى الغناء والمعازف فأيهما أهم
المعازف أم الأصنام في سوريا والعراق ومصر وغيرها ؟
3-
إن
رسول الله بأبي أنت وأمي يا رسول الله لا يستطيع أن يحرم ما أحله الله سبحانه لأنه
رسول { ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون } المائدة ...
فالبلاغ هنا هو بلاغ القرآن الكريم ووحي سيدنا جبريل – عليه السلام – فلو كانت
المعازف والطبول من المحرمات شديدة أو حتى قليلة التأثير على الرسالة النبوية أو
ديننا الحنيف لنزلت آية واضحة وصريحة لا تقبل اللبس ولا الشك بالتحريم القاطع فيها
والله سبحانه يعلم ( مسبقا ) أن من بداية بزغ فجر الإسلام إلى يومنا هذا سيتطور
الفن والغناء وأساليب الفنون وخروج المقامات وغيرها ؟
4-
لا
يجوز لنبي أو لرسول أن يحرم ما أحله الله أيا كان هذا النبي أو هذا الرسول- عليهم
الصلاة والسلام { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله
غفور رحيم } التحريم ... وهذه آية لا شأن لها بالموضوع لكنها نص صريح بعتاب رب
العالمين إلى أحب خلقه وأنه لا يجوز أن تحرم ما أحله الله ؟
5-
لو
دخلت أي مكتبة ورأيت مئات أو آلاف أو ملايين الكتب فإنك لا تبحث عن مصدر المؤلف أي
بمعنى لا تقول أريد النسخة الخطية للمؤلف ؟ لأنها وجهات نظر لك كامل الحق بأخذها
أو ردها بقبولها أو برفضها ... لكن في الدين لابد من وجود الأصل والتحقق منه لأنه
دين وشرع والأمة ملزمة فيه ... وهناك فترة زمنية في غاية الخطورة وهي أكثر من 183
سنة تاهت وضاعت الأحاديث النبوية الشريفة الأصلية الحقيقية وما بعدها استند الناس
على صحيح البخاري ومسلم الغير عربيين وإلى الآن الكثير لا يعرفون الفرق ما بين
التحريم والنهي ... فالتحريم أمر أمر أمر رباني قاطع ولو بعد مليون سنة لكن النهي
يأتي لأمر ما في ظرف ما ويحدد لزمن ووقت ما ؟
وقد
اختلفت الروايات ما بين التحريم وما بين النهي الصادران عن النبي - عليه الصلاة
والسلام - وفي كل الأحوال فإن مصدر التحريم أو النهي الكل يستند إلى كتب البخاري
ومسلم اللذان ولدا بعد وفاة الرسول - عليه الصلاة والسلام - وبعد وفاة الخلفاء
الراشدين – رضي الله عنهم وأرضاهم – الأربعة ... وبعد كل حكام العهد الأموي الـ 14
... وبالتالي هذه حقبة تاريخية التي تمتد لأكثر من 183 سنة أدلتها ووثائقها وكل ما
كتب ونقل عن رسولنا - عليه الصلاة والسلام - كلها أمور مفقودة تماما وهذا المفقود
فقد عن عمد وعن قصد وليس بمحض الصدف ... مع كامل احترامي وتقديري الشديدين وتوقيري
لكل إمام ومفتي ولكل مجتهد ؟
{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } النحل
انظروا
لهذه الأحاديث التي نقلت أكرر نقلت كما نقل غيرها
حدثنا
عبيد بن إسماعيل قال حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة ـ رضي الله عنها
قالت
: دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث
ـ قالت وليستا بمغنيتين
فقال
أبو بكر : أمزامير الشيطان في بيت رسول الله وذلك في يوم عيد ؟
فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا ... صحيح
بخاري كتاب العيدين باب سنة العيدين لأهل الإسلام
وفي
حديث عائشة ـ رضي الله عنها
قالت
: كانت جارية من الأنصار في حجري فزففتها فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم
يسمع غناءً
فقال
: يا عائشة ألا تبعثين معها من يغني فإن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء ؟
وعن
جابر رضي الله عنه : نكح بعض الأنصار بعض أهل عائشة الكرام فأهدتها إلى قباء
فقال
لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أهديت عروسك ؟
قالت
نعم
قال
: فأرسلت معها بغناء فإن الأنصار يحبونه
قالت
: لا
قال
: فأدركيها يا زينب وهي امرأة كانت تغني بالمدينة .
ويروي
المقدسي بسنده إلى خالد بن ذكوان عن الرُّبَيِّع بنت مُعَوّذ
قالت
: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليّ صبيحة بُني عليّ فجلس على فراشي
كمجلسك مني فجعلت جويريات يضربن بدف لهن ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إلى أن
قالت إحداهن : وفينا نبيٌّ يعلم ما في غد
فقال
: دعي هذا وقولي الذي كنت تقولين قبله .
صحيح
البخاري
السؤال
: أيهما أشد حرمة الأصنام أم المعازف والطبول ؟ ولما تركت كل تلك الأصنام والآثار
منذ أكثر من 1400 عام إلى يومنا هذا حتى وإن كنا لا نؤمن بها وحتى لو كانت ما كانت
ومهما كانت الأسباب في النهاية هي أصنام ... مر عليها كل الخلفاء الراشدين والحكم
الأموي والعباسي والعثماني وكل حكام العالم العربي الحديث فلم تركوا أصناما حرمها
الله تحريما صريحا حتى يأتي من أتى ليحرم المعازف والغناء والله سبحانه هو القادر
على تحريمها تحريما صريحا صحيحا في القرآن الكريم ؟
بعدما
سبق من أدلة ومن حجج منطقية وواقعية لا تقبل الشك أو اللبس يتضح جليا أن هناك تعمد
بحجب الحقائق ... مع ذكر التنبيه أن الفن والموسيقى والطرب هو الفن الراقي الأديب
الذي يخلوا من العري والفاحشة والزنا ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم