2015-10-26

غسيل الأدمغة وسلب إرادة الأغبياء ؟


في حياتي الشخصية منذ أن بدأت ثقافتي وتحديدا منذ 25 سنة ماضية جلست وتحدثت بشكل مباشر وبشكل غير مباشر مع الآلاف من البشر في داخل وخارج الكويت ... أحيانا كنت أنا الذي لم يفهم وأحيانا من أمامي هو من لا يفهم ... لكن ومنذ 10 سنوات وإلى اليوم أستطيع أن أقول أني وصلت إلى مرحلة الإحتراف في التفكير والتحليل والإستنتاج وصولا إلى مرحلة التوقعات وفق رؤية ... وبدون أي غرور أستطيع أن أقول أن 85% من توقعات صدقت تماما ؟

ماذا تريد أن تقول ؟ 
أريد أن أقول أننا اليوم نعيش في دوامة غسيل الأدمغة وسلب الإرادة واستعباد أصحابها وبإرادتهم ... فهناك البعض هم كالأصنام أو كالعبيد أو كالبهائم لا حول لهم ولا قوة بعدما مكنوا الغير من السيطرة على إرادتهم وعلى حياتهم وعلى عقولهم ... ولولا وجود هؤلاء الضعفاء الساقطون التافهون لما وجد بيننا الطاغي والظالم والمتكبر والمتجبر ... لذلك إن وجدت مثل هؤلاء التافهون فاعرض عنهم فإنك تعطي قيمة لمن ليس لهم قيمة وتولي اهتماما هناك من هم أحق به ؟

أمثلة مختلفة
1-   هناك من هو غارق بمشكلة وبمصيبة وتوجد له عشرات الحلول الواقعية المنطقية الحاسمة والتي كافية أن تنهي مشكلته بشكل جذري فيرد عليك : يا ليتني أموت وأرتاح مما أنا فيه ... فهذا الكائن الغريب هو عبد ذليل اختار لنفسه ما هو فيه فلماذا تجهد نفسك وتعطي ما يستحق لمن لا يستحق ؟
2-   هناك من يعتقدون أنهم حماة الدين وأنهم جنوده وأنهم قد شربوا وفهموا كل ما في الدين والشريعة الإسلامية وهذا فيه من الجهل الكثير فلا أحد يستطيع فهم كل ما في الدين ... لكن ممكن جدا بأن تكون فاهم وضليع بأساسياته التي هي تغنيك عن أفرعه فتجد الأغبياء ينصبون أنفسهم على أنهم نعمة من الله أنزلها على عباده !!!
3-   إلى الآن الناس لا تريد أن تفهم أن كل 200 سنة تحدث تغيرات كبيرة وخطيرة في بيئة المجتمع من ناحية ما تعود عليه وما ألفوه الناس والتقليد الأعمى وهما نظرية ما تمسة بالعادات والتقاليد ... ثم أصبحت كل 100 سنة ثم أصبحت كل 50 سنة وفي الأزمنة القادمة ستصبح كل 10 سنوات ... لأن الزمن والوقت ثابت لكن الناس متغيرين وهذا التغير له أساب ومن الأسباب التي أدعيها هي ثورة الإتصالات التي نعيشها اليوم والكم المهول والمرعب من التفاهة التي أصبحنا نهتم بها تاركين عظائم الأمور ومركزين على توافهها ؟
4-   الحكام مجرمون الحكام طواغيت الحكام ظلمة الحكام وأنظمة الحكم والحكومات ... هذه نغمة غربية قديمة لم تكن وليدة الـ10 سنوات الماضية وفق ما سمية بثورات الحمير العربي كلا وأبدا ... بل هي اسطوانة مستمرة منذ أكثر من ألف سنة مضت ويكفي أن تعلموا أن العالم العربي لم يكن في يوم من تاريخه يعرف الهدوء والإستقرار بدليل أن من حكم الأمة الإسلامية كلها من سنة 11هـ إلى 1.342 أي من عام 632م إلى 1.924م = 1.292 سنة حكم العرب والمسلمين أكثر من 300 خليفة وأمير سلطان وحاكم ... ولو قمنا بتقسيم مدة سنوات كل الحكام لكل من سبق على مدى 1.292 سنة لخرجنا بالنتيجة التالية : 1.292 ÷ 300 = 4.3 سنة هي فترة كل حاكم ... وبالتالي 4.3 سنة تعتبر لا شيء ؟

استعباد العقول مستمر وغسل الأدمغة مستمر وسلب الإرادة مستمر وحجب الحقائق هدف أول لحجبها عن عامة الناس ... لأن الناس لو فهمت حقيقة دينهم وحقيقة ما يدور حولهم لدبت الفوضى في كل أصقاع الدول العربية ... لذلك هناك حرص شديد للغاية يصل إلى حد القتل لكل من يريد كشف الحقائق للناس ... فمن رضي بأن يكون عقله قابلا للبيع أو للإيجار فلا يحق له إلا أن يكون إمعة أو من دواب الأرض ... ومن رضي بأن يساق كما تساق البهائم والعبيد بلا حول له ولا قوة فلا يحق له أن يتحدث عن الشرف والعزة والحرية والتفاخر بالأصل فلا أصل للعبيد ولا كرامة للبهائم كلهم على حد سواء ... ومن رفض إلا أن يعرف الحقائق حق له أن يعرفها وأن يبحث عنها وأن يكتشف ما تشيب له الولدان ليعرف وقتها القيمة التي لا تقدر بثمن لعقليته ؟
 دنياكم هذه ستعيشونها لمرة واحدة فقط وليس لمرتين أو أكثر ... فعيشوها بطريقتكم ولا تلتفتوا لتوافه الناس ... فالناس تتلذذ بمصائب الناس لكنها لا تلتفت ولا تهتم لأفراحهم ... إنها الجينات العربية المعقدة المريضة شديدة التخلف يبحثون عن المصائب ولا يهتمون للأفراح ... فمن كان الناس أكبر همه فليبحث عن واحد من الناس يتبرع بأن يدفن معه في قبره لن يجد ذلك لأنها من المستحيلات ... فلتكن من المستحيلات هو أن لا تهتموا ولا تلتفتوا لحديث الناس فما هؤلاء الناس إلا بشر مثلكم لهم من الذنوب مثلكم وربما كانوا أكثر منكم عصيانا وتمردا ؟ 

هنيئا لكم غبائكم وجهلكم وهنيئا لنا ما عرفناه وما اكتشفناه



دمتم بود ...

وسعوا صدوركم