عزيزي القارئ لا تنزعج من عنوان
الموضوع وأعتذر عن هذا اللفظ لكن امنحني صبرا قليلا لتعرف أن ابن الكلب هي أرقى
كلمة يمكن أن تقال ؟
من طبيعتي أني أحب أبحث عن كل شيء
وفي أي شيء فأدخل كل موقع وكل برنامج وأستكشف وأقرأ ما يقولونه وما يكتبه الناس ... إلا
أن هناك شيئا غريبا لفت انتباهي كثيرا وهو أن الكل يشعر بالخيانة والكل يشعر
بالغدر والكل يشعر أنه مظلوم والكل يشعر أن حظه قليل من هذه الدنيا والبعض أصلا لا
يعترف بكلمة حـــظ لأنه أساسا لم يعرف معناها قط في حياته حسب وصفه ... إن كان
الكل يعاني ومظلوم إذن من هو الظالم منكم ؟ ومن هو سيد الأقنعة فيكم ؟ ومن هو عبد
المصالح ؟ ومن هم كلاب المال المنعدمة كراماتهم ؟ هل الناس جنت أم وصل الحال بهم
إلى مرحلة الكــــذب الوقـــــح ؟
أعرف الكثيرين نساء ورجالا عندما
يسألون عن أسباب طلاقهم فإنهم يتفننون بسرد أبشع صور يمكن أن يتخيلها عقل لطليقته
أو لطليقها من أجل أن يظهروا هم بصورة الأبرياء المظلومين المساكين الذين لا حول
لهم ولا قوة ... والمطلوب منك بعد سرد هذا الفلم الهندي أن تصدقهم وتبكي معهم
وتفعل المستحيل من أجل أن تعوضهم عن ما فاتهم وكأنك أنت خالقهم والأرزاق بيدك
والعياذ بالله ... وهم في حقيقة الأمر زواجهم كان بقرارهم ومعاشرتهم فيما بينهم تم
باستمتاع كامل وبتفنن أيضا وعشرتهم فيما بينهم كانت بإرادتهم ووصلت الأمور إلى
الطلاق الذي كان بإصرارهم طبعا ... فعلى ماذا تندمون وعلى أي شيء تتباكون ولأي هدف
تطعنون وتزورون واقعكم ؟
عن نفسي أنا سألت كثيرا ما هي أسباب
طلاقك من زوجتك ؟
أجبت : وهل من المفترض أن أطعن
بإمرإة كانت في يوم ما على ذمتي ولدي منها الأبناء وأن أخرج أنا بصورة البريء
والمظلوم أمامكم ؟ كلا وألف كلا والله ما فعلتها ولن أفعلها حتى لو وضعوا فيني كل
عيوب الأرض ... وكل ما في الأمر أن قرار زواجي كانت تقديراته خاطئة وتصرفاتي كثيرا
كانت أيضا خاطئة لكن قرر الطلاق كان قرارا صحيحا وانتهى الأمر وحسمت هذه المرحلة من
حياتي ؟
في مواقع التواصل الإجتماعي سبحان
الله المظلومين والمجروحين تجاوز عددهم عدد جرحى الحرب العالمية الأولى والثانية
... فالرجل والمرأة مجروحين ومهمومين ... لا يا سيدي فما وقع فقد وقع بسوء تقديرك
ويا سيدتي ما حدث معك حدث بإرادتك فكفاكم تحريفا وتزويرا ... فإن كنتم في حياتكم
الشخصية كاذبون فكيف أنتم في حياتكم العامة تتعاملون مع أصدقائكم وزملائكم هل نسبة
وكم الأمانة والصدق = كم الأمانة والصدق مع الغرباء والأصدقاء ؟
أنتم بحاجة لوقفات مع النفس
ومصارحتها ومكاشفتها وجلد الذات وتأنيب الضمير حتى تستوي النفس ويتم تقويمها بما
يتوافق ويتلائم مع طهارة أنفسكم لمن يملك نفسا طاهرة وضمير أمين ... فهناك اليوم
الكثير الكثير ممن يتحدثون عن أن المرأة الكويتية لا تصلح للزواج والرجل الكويتي
ليس كفؤا لتحمل أي مسؤلية ... والسبب هو أن كثرة النساء آلاتي يعرضن أنفسهن للمتعة
وللعلاقات بمقابل مادي فزادت أعداد كلاب السوق من الذكور ... فانهار هنا منزل
وهناك سقط ضحايا الكذب والخداع إلى أن وصلنا نعيش في فوضى عارمة لم نعد نعرف فيها
من هو الظالم ومن هو المظلوم الذين يدمرون قلوب ويطحنون أسر ويفرقون بين هذا وذاك
... إذن من هو ابن الكلب فيكم الذي تفوق على جواسيس المخابرات من شدة إتقانهم
بأدوار لا يجرؤ أعظم ممثل على تجسيد أدوارها ؟
في 1968م قام الكاتب الأسطوري يوسف
السباعي بتأليف قصة عن النفاق والمنافقين ... ثم جاء المخرج فطين عبدالوهاب بتحويل
القصة إلى فلم سينمائي جميلا رائعا دمج الفكاهة بالواقع الأليم كله هذا في 1968
... ولكم أن تتخيلوا كيف وصل بنا الأمر اليوم ؟
مشاهدة فلم أرض النفاق
أتمنى في يوم ما قبل مماتي أن أجد من
يعترف لي ويقول لي أنه كان ظالما جائرا واليوم نادما فهذا سأحترمه احتراما عظيما
لأننا باختصار نعيش في زمن الكذب والخداع ولعبة الحاجة والمصلحة الوقتية فقط وحتى
الأصدقاء ركبوا موجة المصالح ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم