2015-12-21

متى تنتهي هذه الجريمة وهذه الخيانة ؟

ما الذي يحدد الفرق بيننا وبين الحيوانات ؟ لا شك هي إنسانيتنا وضمائرنا التي تختلف درجة نقاوتها بين إنسان وآخر ... لكن الذي يجمعنا نحن في دولة الكويت وفي الخليج وفي العالم العربي وفي العالم بأسره هي الإنسانية ... الإنسانية هي التي تجعلك تفرح لفرح غيرك وتحزن وتتألم عندما تحل الكوارث والحروب على غيرك فتشاهد بكاء النساء والأطفال وذل الرجال والشيوخ ... وبالتأكيد أنت وأنتي وأنا لا أحدا منا يتمنى أن يكون في مكانهم ولا حتى لو على سبيل التجربة لأن الأمر لا يحتمل ولا يطاق ؟ 

لقد كتبت كثيرا عن الفقراء والمحتاجين في مدونتي المتواضعة هذه ومع الأسف أن ما أحلم به لا أرى أي حكومة في الكويت ولا في الخليج أحد قادر على أن يحقق ولو 30% مما أحلم به ... وكأن هناك هدف لصناعة الفقر والفقراء التي جاءت كل البحوث والدراسات الخاصة في الإرهاب محذرة من خطورة تنامي الفقر في المجتمعات الخليجية والعربية ... والتي جعلت من الفقر والفقراء السبب الأول بتعزيز الإرهاب وجذب السذج والبسطاء لتكوين خلايا إرهابية صغيرة ثم وحدات أكبر وهكذا ؟ 

أنت تريد دولة لا يوجد فيها فقير مستحيل ؟
هذا ما أتحدث عنه دائما وأبدا وسأستمر بالتحدث عنه وفيه إلى أن أموت وهو
 صناعـــة المستحيـــل 
نعم صناعة المستحيلات هي فن العقول النيرة العقول النادرة ... التي ترى ما لا ترونه وآفاقها تتخطى رؤية الحكومات بسنوات ضوئية التي تستطيع أن تجعل من المستحيل حقيقة ... وأهل العقول الطبيعية العادية هم من يرون المستحيل ويخلقون الصعوبات ويعجزون عن تحقيق أقل من الأمر العادي ثم يصنعون منه إنجازا ويقيمون له احتفالا معتقدين أنهم صنعوا أمرا غير مألوف وأنهم جهابذة زمانهم ... وهم في حقيقة الأمر لا يعلمون أنهم أثناء احتفالهم بالأمر العادي والطبيعي هناك من يضرب أخماسا × أخماس ويقول : ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين ؟
 نعم يمكن أن تكون هناك دولا لا يوجد فيها فقيرا واحدا ... لكن السؤال هل الحكومة أو الحكومات يريدون ذلك حقا ؟ واقع الحال على الأرض يقول : كلا هم لا يريدون ذلك على الإطلاق بل يعززون الفقر والحاجة ... حتى تكون الناس ذليلة وخاضعة وتدور في فلك أو طاحونة الهم والغم حتى إذا ما رمت لهم الحكومات الفتات فيعتبر الفقراء هذا الفتات أمرا عظيما وحدثا غير مسبوق ... فتنعم الرعية من حقوقها الشيء القليل وتشكر الحكومة بالشيء الكثير ... وعظائم الأمور لمن ينتقدنا نحن الحكومة فإن له حسابا وعبرة لمن يجرؤ من بعده ؟

من يعرفني حق المعرفة يعرف تماما أني لست ممن ينقمون على حكومة أو أي نظام حكم فالأمر بالنسبة لي مسلم به بنسبة 100% ... لا حقد ولا ضغينة ولا كره أبدا وعلى الإطلاق بل ولما كل هذا وأنا متيقن أن كل مسؤل له حساب وثواب وعقاب عند ملك الملوك سبحانه ؟ لكن كل ما أفعله هو كتابة التذكير والتحذير والتنبيه لعل وعسى أحد يقرأ فيرق قلبه فيراجع نفسه فيصنع خيرا قبل فوات الأوان وقبل الصلاة عليه ؟
 إن التكافل الإجتماعي أمر سهل للغاية لكن أهل صناعة الفقر يصورونه للعامة بأنه صعب ويضعون له الحجج ... فأين المشكلة لو وضعت رقم حساب تديره الحكومة نفسها وليست جهة خيرية يتم التبرع لهذا الحساب عبر الاستقطاعات الشهرية + الخصم من قيمة رصيد هاتفك النقال + التبرعات النقدية + التحويلات ... ثم يتم صرف هذا المبلغ على الفقراء والمحتاجين والمطلوبين ماليا والمسجونين على ذمة قضايا مالية والمتعثرين وتيسير أمور المقبلين على الزواج وغيرهم ... هل ما طرحته أمرا عظيما أم أمرا مستحيلا ؟ كلا وأبدا بل طرحه غيري من قبل والسؤال : لماذا تتجاهل الحكومة والحكومات العربية مثل أبسط هذه الحلول ؟
 متى تصنعون ابتسامة الأطفال وفرحة العجائز والشيوخ ؟
متى تفهمون أن الفقراء قنابل موقوتة والفقر كافر لا قلب ولا رحمة لديه ؟
متى تتحرك نخوتكم وغيرتكم وتحفظون كرامات الرجال وأعراض النساء ؟
متى تستوعبون أن الفقر نال من أعراض النساء وجعلهن تحت العرض والطلب ؟

إن كنتم عاجزين عن سحق الفقر بين العامة فلا تلوموهم إن لعنوكم في قبوركم فأنتم وقتها أهلا وتستحقون هذه اللعنات إلى يوم تبعثون


دمتم بود ...

وسعوا صدوركم