2017-01-31

إنسانيتنا وإنسانيتهم .. ثقافتنا وثقافتهم ؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب القسم قال : سنمحو التطرف الإسلامي من على وجه الأرض ... وهذا حقه المطلق لأننا نحن كمسلمين وتحديدا من يملك عقلا وفهما فعليا للدين الإسلامي لا نوافق على الإطلاق تجاه التطرف الإسلامي ... التطرف الذي أساء لإسلامنا أشد الإسائة بل وجعل ديننا هو الدين الإرهابي الأول على مستوى العالم وكأن باقي الديانات لا يوجد فيها أي تطرف ... لكننا نستحق فعلا ما يحدث لنا وأكثر لأن حكوماتنا ترعى الإرهاب وتحتضن الإرهابيين بدليل الخطاب الحكومي هو هو لم يتغير والوسطية كذبة صدقها السفهاء ... لم يتغير الخطاب الديني ولم تحارب كتب التكفير ولم يخرج إعلام إسلامي مضاد ولم ترعى الحكومات أي نوع من أنواع الحرب على الإرهاب ... بل كل ما حدث ويحدث جاء وكان بأوامر أمريكية بنسبة 100% شددوا على فلان وفلان راقبوا الجمعية الخيرية الإسلامية الفلانية ممنوع منعا حاسما قاطعا تبرعات الأموال النقدية ... أما في حقيقتنا وحقيقة الأوضاع على الأرض لا يا سادة نحن دول إرهابية وتصدر الإرهابيين للخارج وما صراع السلف والإخوان إلا مثال وما صراع السنة والشيعة إلا كمثال آخر ... وقد ذكرت في موضوع سابق أنه سوف يأتينا يوما ما وسينقلب الحلفاء علينا ويكونون أعداء وسوف تفرض عقوبات دولية على بعض دول الخليج لتأكل وقتها التراب من شدة تلك العقوبات لا تستعجلون كل سيأتيه وسيحين دوره ؟ 

الفكر الإسلامي لا يزال فكرا متخلفا ويعيش بأوهام وأحلام الماضي ومرتبط به ارتباط لا يصنف سوى أنه مرض نفسي ويرفض أن يعيش في الواقع ... لذلك تجد لخطاب الإسلامي هو هو لم يتغير نفس القصص وربما زادوا وكذبوا وألفوا فيها عبر عشرات ومئات وآلاف السنين ... يحرمون كيفما يشاؤون ويحللون وقتما أرادوا والمرأة عورة والعار يلتصق بها إلى يوم يبعثون والرجل هو السيد ولو جاء بألف عار وعار يبقى سيدا ... عقد وجهل وصفاقة المنطق والعقل والفهم وخلط العادات والتقاليد بالشرع والدين يؤخذ منه ما يشاء ويترك منه ما لا يحتاجونه ... وفي الإنسانية فإن أعظم إنسانية يقدمونها هو 100 فلس أو ربع دينار توهب للبنغالي في الطريق معتقدا بالتوهج العقلي أن الربع دينار قد كفاه ونجاه من العقاب والحساب يوم القيامة وربما عاير وناكف رب العالمين عليها ... وعند المسلمين في الخارج في بلاد الشرك والكفر كما يصفونها التي فتحت لهم أبوابها وأعطتهم الأمن والأمان والحرية والديمقراطية وسمحت لهم ببناء وفتح مئات وآلاف المساجد التي هم في دولهم لا يسمحون ببناء الكنائس إلا بعدد أصابع اليد الواحدة وبأضيق الحدود ... تجد هؤلاء المسلمين بعد كل ما قدمته الدولة الأجنبية يدعوا على الكفار والمشركين في كل صلاة وفي خطب يوم الجمعة ... إذن ما الفرق بينكم وبين المنافقين الذين يقولون ما ليس في قلوبهم ويضمرون الشر في نفوسهم ويظهرون الود على وجوههم ... بعد النفاق ما الفرق أصلا بينكم وبين اليهود وتحديدا الصهاينة وحاخاماتهم ؟ !!! ؟

أقول ما سبق وأنا أرى موجه مهولة كبيرة ضخمة جدا من توحد الشعب الأمريكي ضد قرار رئيسهم بمنع دخول رعايا 7 دول عربية وجميعهم مسلمين : العراق وسوريا والسودان والصومال واليمن وليبيا وإيران ... فانفجرت الحكومات العالمية انتقادا لقرار ترامب إلا الدول الخليجية التزمت الصمت المخجل الصمت المعيب صمت العار ... معتقدين أنهم بمنأى عن مثل تلك القرارات أو توهموا أنهم دول ديمقراطية معتدلة والحقيقة كل سيأتيه دوره بالترتيب ... والتأخير بدور الإنتقام الأمريكي لدول الخليج بسبب أن دول الخليج هي مكينة سحب الأموال الـ ATM لا أكثر ولا أقل ... لكن من باب الدبلوماسية يجب أن تستنكر مثل تلك الخطوة الغير إنسانية على الإطلاق حتى ولو كنا دول متخلفة همجية ... فكم من متخلف همجي فوضوي ذهب إلى الغرب وتغير وأصبح إنسانا مختلفا كليا ؟
ماذا فعل بعض من الشعب الأمريكي
احتجوا وأقاموا المظاهرات وتقدموا بشكاوي قضائية ضد ترامب وقراراته ووقفوا في الشوارع والميادين واصطفوا محتشدين في المطارات فيقول أحد القادمين من مطار واشنطن : عدت قبل قليل من مطار واشنطن تاركاً خلفي الآلاف من الأمريكيين الذين ألهبوا صالات المطار بأجمل أشكال التظاهر والحراك المدني الراقي ضد قرار ترامب العنصري ... بعد يومين من الخوف والقلق الذي تسرّب إلى قلوبنا وأشعرنا بأننا غرباء لأول مرة في هذه البلاد أعاد لي ما شاهدته اليوم ثقتي بهذا البلد وشعبه العظيم ... الآلاف من الأمريكيين الذين تخلو عن سهرة يوم السبت الأساسية في أجندتهم الأسبوعية ويوم راحتهم من عناء أسبوع من العمل الشاق فتجمعوا في صالات المطار منذ الظهيرة مع عائلاتهم وهم يحملون عبارات الترحيب بالمسلمين باللغة الانكليزية والعربية بكلمات لا يفهمون معناها ترجموها من غوغل فخرجت مفعمة بالأحاسيس رغم ركاكتها اللغوية ... لا يمكن وصف ما عشته خلال هذه الساعات من سموّ إنساني أناس يهتفون آخرون يغنون أو يوزعون الورود أو يوزعون البيتزا مجاناً على المتواجدين المرابطين في المطار منذ ساعات الظهيرة ... وكلما خرجت امرأة محجبة من الاحتجاز ( بعد صدور قرار إحدى المحاكم الفيدرالية ) عاملوها كمفرج عنها من سجن ظالم وتجمعوا ليحضنوها ويعطونها الورود ويرحبون بها ...كل ذلك بحماية ورعاية الشرطة التي تتبسّـــــــم للجميــــــع ( ركز الشرطة تبتسم للجميع بعكس دولنا كل شرطي يعتقد أنه وزير الداخلية ) ... من كل هذه التفاصيل هناك مشهد خاص جعلني لا أستطيع السيطرة على دموعي وأفخر بالإنسانية وعظمتها عندما تكون صادقة ونبيلة ... ومجموعة من المحامين الشبّان المتطوعين وقفوا معاً وهم يضعون أيديهم على صدورهم وأقسموا "نقسم أن نحمي دستور الولايات المتحدة، نقسم أن نقف مع كل من يتعرض للاضطهاد نقسم أن لا نتخلى عنهم نقسم أن يكون عملنا هذا مجانياً وصادقاً" ... ثم بدؤوا يصرخون على أهالي المحتجزين أو المبعدين لكي يأتوا لهم ويستلموا قضاياهم ويترافعوا عنهم بالمجان ... إلى جانب هؤلاء وقف مجموعة من المتطوعين الآخرين يحملون هواتف يفتحون فيها خطوطاً مع مترجمين للعربية ووضعوا سبيكر على سماعة الهاتف ليخرج صوت المترجم من خلفه "يا إخوان من له قريب محتجز في المطار أو تم إعادته من حيث أتى المحامون هنا بانتظاركم لاستلام قضاياكم وسأقوم أنا بالترجمة لكم إذا كنتم لا تعرفون الانكليزية" ... انتهى حديثه .
يا ترى لو لجأ إليكم المسيحيين في يوم فهل ستفعلون يا مسلمين 10% مثلما هم فعلوا لكم في أيامكم هذه ؟ ... لا أحتاج الإجابة بالتأكيد كلا ... لماذا ؟ لأنكم أنتم المؤمنون المسلمون فقط والعالم كله كافر أنتم في الجنة والكرة الأرضية كلها في النار أنتم ملائكة الله في الأرض والعالم الباقي كله شياطين ورذيلة وعهر ... لكن تذكر أيها المسلم أن مشايخك وعلمائك يدعون ليل نهار على المشركين في المساجد ويحرضون عليهم وفي نفس الوقت الكفار والمشركين هم أنفسهم نصروا دينك ورفعوا آذانك في كنائسهم وأنت تتمنى زوالهم وهلاكهم فقط تذكر ... لكني أتوجس من عملية إرهابية في أمريكا يتم لصقها بالمسلمين لإفشال كم الإحتجاجات ضد ترامب وهذا ما تجيد فعله المخابرات الأمريكية الـ CIA  فهم يجيدون اصطياد الخراف العربية جيدا وما أكثر الخونة والأنجاس ؟


 فيديو لإنسانيتهم وثقافتهم التي لا نجرؤ أن نمارسها في أوطاننا



حتى في إنسانيتنا فاشلون وعاجزون .. لله المشتكى



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم