2017-09-17

كشف حساب دولة قطر .. ما لها وما عليها ... 1


التدخلات القطرية ضد الدول العربية والخليجية ؟
قطر لم تكن في يوما ما دولة معادية إلا عندما شائت الأقدر بتاريخ 27-6-1995 عندما حدث انقلاب الشيخ حمد على والد الراحل الشيخ خليفة آل ثاني ... وكأن قطر كان على موعد مع تغير دراماتيكي خطير في نهجها وسياستها وتكوينها وإعادة رسم صورتها من جديد تحت الشعار الذي أطلقه سيد الإنقلاب الشيخ حمد عندما قال : هذا عصر الشباب ... ويشير آنذاك إلى كبار السن من حكام الخليج ... ثم أنشأ قناة الجزيرة بعد سنة تقريبا من تولي حكمة بتاريخ 1-11-1996 بتحويل مالي من حساب الحكومة القطرية إلى حساب أمير قطر ومنه تم دفع مبلغ 150 مليون دولار سجلت رسميا "منحة" لا ترد لتأسيس تلك القناة ... وهذا المبلغ آنذاك كان يساوي في أيامنا أكثر من 500 مليون دولار أي أن بداية قناة الجزيرة كانت منذ ولادتها قوية الدعم ... وحتى تلفت الأنظار سريعا حولها لم يكن هناك أفضل من موضوع الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت وعملية تحريرها من براثن الغزاة فطبلت القناة بشكل استفزازي عنيف دون أي مراعاة لمشاعر الكويتيين الملتهبة آنذاك ؟
احتجت دول عربية عند قطر بسبب ما تقدمه هذه القناة من مواد إعلامية سياسية تضرب في صميم الشؤون الداخلية للدول العربية ... وكان التبرير القطري المعتاد : هذه قناة خاصة لا تتبع حكومة قطر ولا تمثلها ... مما أثار هذا الرد امتعاض السياسيين والقادة ليقينهم أن هذا الرد ما هو إلا هراء واستهزاء بالقادة الخليجيين والعرب في قطر الدولة التي لم تعرف يوما حرية الرأي ... وتمادت قناة الجزيرة فاستضافت المعارض السعودي الشهير "سعد الفقيه" على شاشتها فاحتجت السعودية وسحبت سفيرها "صالح الطعيمي” من الدوحة في 2002 ... ومنذ 1996 إلى 2002 أي 6 سنوات وقناة الجزيرة لم تترك دولة عربية وخليجية إلا وضربتها في الصميم من خلال قناتها الجزيرة التي تفضح كل وأي شيء في الوطن العربي ابتداء من بيوت الحكم والحكومات وصولا حتى إلى سائق عطس في الشارع لم تترك أحدا ... لكنها في الداخل القطري تصاب بالعمى والصمم وكأن قطر دولة ملائكية لا أخطاء ولا عيوب ولا قمع ولا معتقلات يسجن فيها الناس بمزاجية ودون أي اعتراف بالقضاء القطري "آنذاك" ؟ 
قطــر والكــــويت
يظن ويعتقد الكثيرين أن مصر والسعودية والبحرية والإمارات الذي أطلق عليهم بدول لحصار أنهم هم فقط من أوذوا وتضرروا من قطر وسياساتها الشيطانية ... بينما لو فتحنا دفاتر الماضي لرأيتم أن الكويت حصريا هي أكثر دولة ضربت في صميمها من قطر وبتدخل مباشر صحيح صريح من الحكومة القطرية ... ولطالما أنكرت وتنكر قطر كل تلك الإتهامات وكنت أنا أحد من وقف ضد سياسة قطر وعلنا قولا وكتابة فعلا وعملا ... وكنت أرى أن النفي القطري على لسان حمد بن جاسم بن جبر وزير خارجية قطر آنذاك لهي وقاحة رجل يستحقر دولته قبل أن يستحقر غيره وظن أن الإنكار لغة دبلوماسية عريقة ولم يعلم أن في عالم الإنترنت "تفض بكارة" أكبر سياسي في العالم ... لقد أوجعتنا قطر نعم نعترف لقد أوجعتنا قطر كثيرا بوقوفها مع طاغية بغداد عفن اللحود صدام حسين بعد تحرير الكويت ... ومعارضتها للإطاحة به وإيوائها لزوجة وأسرة الطاغية ومنحتم رواتب خرافية وصفات وحصانة دبلوماسية ... والمحاولات الكثيرة والعلنية لتشويه صورة الكويت عالميا وعلنا كلها بائت بالفشل ... حتى وصلت إلى محاولة قلب نظام الحكم في الكويت أيام الحمير العربي الذي كانوا يسمونه الربيع العربي في المظاهرات التي جرت في الكويت من قبل الجهلة والسفهاء والتي كانت تدار عبر حسابات كانت تبث وتنشر وتصدر من قلب الدوحة ... وظن "بعض" الإعلاميين والفنانين القطريين على شاكلة عبدالله العذبة وغانم السليطي وغيرهم أن دعمهم "العلني" لمخطط الثورة في الكويت بتواطؤ خسيس وخيانة "بعض" السفلة الكويتيين أن مخططهم سينجح ... فوصل تهديد مباشر من أطراف كويتية أوصلت رسالتها إلى القيادة القطرية آنذاك بشكل صريح وواضح مفادها : ابتعدوا عن الكويت وارفعوا أياديكم عنها وعن من تمولونهم وإلا فالمواجهة ستكون دولية بيننا عبر مجلس الأمن الدولي ولدينا كل الوثائق والأدلة والشهود التي تدينكم "وضعت أمامهم على الطاولة" والتي تضمن إدانتكم دوليا وعليه ستفرض عليكم عقوبات دولية ... وهنا يجب أن توضع نقطة شكر وتقدير لرجال أمن الدولة الكويتيين الذين جمعوا ملفات وسجلات كافية جدا لإدانة كل من شارك أو تواطأ مع قطر ضد وطنه وكانت سجلات تخرس كائن من يكون ... ومن يومها قطعت قطر كل خيوط اتصالاتها مع الداخل الكويتي ليجد من أعانوا على وطنهم أنفسهم في مواجهة القضاء الكويتي وأفشل مخطط الربيع العربي في الكويت والذي كانت تقوده قطر ... إذن الكويت هي أكثر دولة تعرضت بالصميم وأوجعت من قبل الحكومة القطرية السابقة منذ 1996 إلى 2013 أي على مدى 17 سنة متواصلة فبقيت الكويت وسمو أميرها بارك الله في عمر سموه وشعبها الكريم وزال وذهب من كان يريد بنا ضرا وشرا ؟
قطر والربيع العربي
لا ينكر إلا المجنون والسفيه أن قطر كانت هي العامود الفقري لثورات الربيع العربي بمخطط أمريكي أعلنت عنه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس في 2005 عندما أطلقت مصطلح "الفوضى الخلاقة" بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية وقالت نصا : سنعيد ترسيم خريطة منطقة الشرق الأوسط ... وخرج وقتها مئات الكتاب العرب والخليجيين يستهزؤون بها وبتصريحها من كم وهول جهالتهم ... فالمخطط أمريكي والضوء الأخضر كان أمريكي والمنفذ الحصري لهذه المؤامرة هي قطر عبر أكاديمية التغيير ومرتزقتها ... الذين كانوا يطرحون مناهج بكيفية التحريض وتنظيم المظاهرات وإداراتها وقيادتها وكيفية مقاومة رجال الأمن وكيفية زعزعة وإضعاف أنظمة الحكم وكيفية السيطرة على مؤسسات الدولة السيادية ... باختصار كل ما من شأنه هدم أركان دولتك ستجدها في هذه الأكاديمية التي نقلت مناهجها من اللوبي الصهيوني في إسرائيل وأمريكا مباشرة ... والدول التي كانت من ضمن مخطط أكاديمية التغيير وفي قائمة الأهداف الأمريكية القطرية المباشرة هم كل من : الكويت والسعودية والبحرين والإمارات وتونس والجزائر والمغرب وسوريا والعراق والأردن وليبيا وغيرهم وقد تدخلت قطر بالفعل ودون خوف ... باستثناء لبنان الذي استبعد حصريا من هذا المخطط لأنها دولة تضم أعراق تقع تحت الحماية الدولية من دول مختلفة كفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وإيران وسوريا أي أنه بلد معقد سياسيا يستحيل إخضاعه ... وبالفعل نجحوا بإسقاط زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر وعلي عبدالله صالح في اليمن ... لكن اختلف الوضع نفسه في سوريا وليبيا فصنعوا الحرب الأهلية هناك وتدخلوا بشكل مباشر فعلي وعملي وماليا في سوريا ونزل الجيش القطري ودخل وقاوم وقاتل فعليا وعمليا في ساحات وميادين القتال في ليبيا ... بل القوة العسكرية التي شاركت بإسقاط معمر القذافي تم تكريمها في الدوحة بحقل استقبال رسمي مسجل ومصور ... وإني إذ أذكر وليعلم المسؤلين القطريين أن كل الدماء العربية التي أريقت وكل الأرواح البريئة التي أزهقت وكل ملايين المشردين واللاجئين في الدول المذكورة أعلاه هم جميعا في ذمتهم وفي رقابهم سيحاسبون عليها في يوم لن يخلف الله ميعاده ووعده أبدا ؟

قطر ومصر
إن أكبر مهزلة حقيقية رأيتها بأم عيني أن قطر الدولة الصغيرة كشفت لنا حقيقة مصر الكبرى وكم هي هشــــة وضعيفة بأن قطر الصغيرة أوجعت وأبكت المصريين وكأن مصر لا يوجد بها جهاز مخابرات ولا أمن دولة ولا قوة إقليمية وسياسية !!! وتخيل عزيزي القارئ أن مصر التي بنت وأسست جهاز أمن الدولة والمخابرات القطرية هي من بكت وشكت من قطر !!! وبلا أدنى تفكير ولا شك فإن التدخل القطري في مصر كان فاعلا فقد وقفت الدوحة بكل ملياراتها خلف محمد مرسي وتنظيم الإخوان المسلمين وقد نجحت الدوحة نجاحا باهرا في ذلك ... وقد ظهرت أقاويل بأن ما حدث في مصر من انقلاب وتولي محمد مرسي ثم تولي السيسي كان بمخطط مدبر أعد مسبقا من المخابرات المصرية !!! إنها وربي كذبة ومسرحية لا تنطلي إلا على السفهاء بل جهاز المخابرات المصري انكشفت حقيقته بأنه جهاز يصلح إلا لمسلسلات رمضان للرفع الروح المعنوية للمواطن المصري المسكين لا أكثر ولا أقل ... بدليل أنه وإلى اليوم لا يزال الإرهاب الخسيس يتجول في مصر يضرب في كل مكان وسط شلل تام وعجز كلي من المخابرات المصرية + وبدليل آخر أن مصر وقفت عاجزة دوليا وإقليما أمام قطر فذهبت القاهرة تشتكيها لأخوتها في دول الخليج وقد نجحت مصر بتمزيق دول مجلس التعاون وبلع معظمهم الطعم المصري الدولة العاجزة واليت أدخلتنا وأبلتنا بشؤونها ... لكن يتبين من سجلات القضاء المصري وأحكامه أن التدخل القطري كان قد وصل إلى قلب وصميم النظام والأمن القومي المصري وربما قطر تحتفظ اليوم ولديها بأسرار قومية مصرية بالغة الخطورة وشديدة السرية نقلت إليها خلال فترة حكم محمد مرسي ... إذن النتيجة قطر نعم تدخلت في مصر بل وأوجعتها بالصميم والمؤسف أن السياسة المصرية أصبحت تسير وفق مبدأ : إديني واضربني ؟ 
 
بعدما سبق لقد سطرت معا للإطالة "باختصار شديد جدا جدا " شرور السياسة القطرية التي حتما وبالتأكيد لا يقبل بها شعب قطر الشقيق الذي هو أصلا مغلوب على أمره ولا يحق لكائن من يكون أن يخرج عن خط وتوجه الحكومة هناك ... ولو أردت أن أسطر الصور والفيديوهات والوثائق لامتد هذا الموضوع لأكثر من 10 أجزاء مفصلة تفصيلا صادما ... وحتما وبالتأكيد أن قطر جنت أسوأ سمعة على الإطلاق لا شك في ذلك وحصدت أعداء كثر أيضا لا نقاش ولا جدال في ذلك ... والأهم أن سمو الأمير تميم بن حمد ورث تركة من والده تفوق التصور فهو يواجه ضغطا شعبيا بسبب كم الإهانات التي يتلقاها الشعب القطري + ضغطا من مراكز القوى والنفوذ في الدوحة المتمثلة بوالده الشيخ حمد والشيخ حمد بن جاسم وقوة ونفوذ أذرع وأفرع المسند من قبيلة الهواجر المعارضين والذين أقاموا في الكويت في فترة الستينات وآل ثاني الأسرة الحاكمة الكريمة والكواري من معاضيد قبيلة تميم ... كلها تأثيرات تؤثر مباشرة على القرار السياسي القطري الداخلي والخارجي ... الخلاصة : قطر لها سجل أسود ؟ نعم ... قطر تدخلت في شؤون الدول العربية وأضرتها ؟ نعم وبقوة وبشدة ووصلت إلى الدماء وإزهاق الأرواح ... الشعب القطري له دخل أو ذنب ؟ كلا وأبدا بل يجب إبعاد الشعوب العربية أيا كانت أسمائها أو أعدادها عن أي تدخل وأي انتقام ؟ ما الحل وما العمل مع قطر ؟ لديكم مجلس الأمن الدولي والمحاكم الدولية ؟ والسؤال الأهم : لماذا لم يذهب أحد للشكوى على قطر دوليـــــــا ؟ مما تخافون ؟ وماذا تمسك عليكم قطر ؟


في الجزء الثاني من الموضوع سيكون بعنوان
التدخلات الخليجية والعربية ضد قطر
كيف ؟ ومع من ؟ ولماذا ؟ وهل ما فعلته قطر من سياسات الشر كان بسبب ما فعلوه بها "بعض" الدول الخليجية ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم