منذ وقت طويل وهناك من صنع الدين السياسي أي من يوظف الدين لخدمته
ويغير بشريعة الله ويستأنس برأي الأفاقين والمنافقين ثم يسبغ الحرام بالحلال ...
وأول صانع للدين السياسي في تاريخ الأمة الإسلامية هو معاوية بن أبي سفيان "41 - 60هـ = 661 - 680م" إبان حكمه
الأموي ثم الإنقلاب الالعباسي الفظيع عليهم ثم
حكم الدولة العثمانية ثم دخول ماما بريطانيا التي على يدها أنهت للأبد كلمة أو لقب
"أمير المؤمنين" فمزقننا تمزيقا ... وقد استمتع أعداء الإسلام قديما كالفرس والروم بصراع صحابة رسول الله وبخلافات الخلفاء الراشدين التي وصلت إلى
الغدر والقتل واستباحة دماء المسلم لأخيه المسلم ... فصنعت المذاهب الإسلامية
لتمزيق الأمة الإسلامية بمخطط خبيث للغاية وأنا أعتبرها مؤامرة لم يعرف لها
البشرية مثيلا قط وقد نجحوا نجاحا باهرا عظيما بتمزيقنا ... ويتكون القرآن الكريم
من 300 إلى 600 صفحة تختلف أعداد الصفحات حسب جودة الورق وحجم ومقاس الكتاب ...
لكن الثابت والأكيد أن عدد السور في القرآن الكريم 114 سورة بـ 30 جزء بعدد الأيات 6.236 آية بعدد كلمات 77.845 كلمة بعدد أحرف 330.733 حرف ... لكن الحقيقة المؤسفة التي خلقنا فوجدنا من
صنع لنا المحظورات والموانع أننا وجدنا عشرات آلاف الكتب والمجلدات التي تحتوي على
تفاسير ما أنزل الله بها من سلطان واجتهادات كريمة ... ومن أجل القرآن الكريم
الواضح والسهل والذي نزل بلغتنا العربية أخرجوا آلاف كتب التفسير والفقه وكل في
مذهبه يبحر وكل يغني على ليلاه ولتذهب الأمة إلى الجحيم !!!
تجــــارة الديــــن
تجارة الدين تزدهر في وقت الحروب
والكوارث وتهدف إلى نهب وسرقة ما في منازل العامة وأموالهم وهذا ما هو موجود في
كتب التاريخ الإسلامي من حكايات يشيب لها الولدان ... وفي زماننا تنشط التجارة في باب التبرعات بضوء أخضر من
الحكومات العربية كما حدث على مدى أكثر من 40 سنة بسبب الفلسطينيين ... فقد نهبت
أموال المسلمين منذ سنة 1948 إلى حتى ما بعد 1970 تبرع لإخوانك تبرع للمجاهدين
أنقذ الأطفال واليتامى ومفردات وقصص وأساليب حتى إبليس لم يفكر فيها من شدة دهائها
... ثم صنعت أمريكا الجهاد في أفغانستان ثم تحرك تابعيها من دول الخليج والدول
العربية وتبرع وادفع ... ومن الجهاد الأفغاني إلى الجهاد في البوسنة والهرسك إلى
الجهاد في العراق وسوريا والسودان والفلبين والأمة كأنها أمة بهائم لا عقل لها
يسألها : ماذا تفعلون وإلى أن أنتم سائرون ؟ !!! ؟ ... فلا فلسطين استردت ولا أفغانستان
عادت إسلامية ولا العراق عاد عربيا ولا سوريا عادت أرض الصمود ... وأين ذهبت عشرات
المليارات التي نهبت وأخذت لا أحد يعلم ولن يعلم أحدا ... وأين من حرّض وارتعد
وتزبد من أجل فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها ... لا أحد ولا يزال اللصوص
مستمرين في تجاريتهم الخسيسة لكن بأساليب وأقنعة مختلفة كما هي سيرة الدجالين
والمنافقين ؟
فتـــاوى السفهـــاء
هذه أكبر طامة ومصيبة حلت على رأس كل
مسلم ومسلمة وكل مؤمن ومؤمنة أن سمح لرجال الدين بالتدخل في حياة الناس وفي
خصوصياتهم وفي شؤونهم ... من أعطاهم هذا الحق ؟ جهلنا نحن ... وكيف تغلغلوا إلى
عقر بيوتنا ؟ بسذاجتنا وغبائنا ... بل كيف صنعتم من السفهاء عظماء وكيف صنعتم
قدسية لبشر مثلكم لا يزيدون ولا ينقصون لا في الخَلق ولا في الخُلق !!! فهل هم
أتوا لكم بدين جديد أم جاؤا لكم بما لم يتدبره أحدا من العالمين قط !!! فأباحوا
جهاد الجهل ثم تراجعوا ثم أفتوا بمنع التلفزيون ثم أجازوا ... ثم أفتوا بمنع
الفيديو ثم صمتوا ثم أفتوا بتحريم الستلايت ثم أجازوا ثم حرموا الهواتف التي تحمل
كاميرا ثم الهواتف الذكية وإذا هي في جيوبهم ... ومن قبل حرموا تعليم البنات في
المدارس وإذا ببناتهم في أرقى الجامعات وحرموا سفرها وإذا ببناتهم في أشهر
الجامعات الغربية وحرموا قيادة المرأة للسيارة واليوم يبيحونها ... وخذ وقس على
عشرات ومئات الفتاوى التافهة السخيفة التي لا أصل لها في دين الله على الإطلاق مثل
تحريم لعبة الأطفال "بوكيمون" والشطرنج ورياضة اليوغا وفتوى إرضاع
الكبير وتحريم البوفيهات ... بل أفتوا بتحريم إهداء الزهور للمرضى في المستشفيات
تخيلوا وهذه الفتوى موجودة ومرقمة وبالتاريخ على الإنترنت سهل الرجوع لها ...
وحرموا تعلم اللغة الإنجليزية بل وتحريم من يقول أن الأرض تدور ونكروا علماء
الجامعات وبحوثهم وقالوا عنهم كفار وملاحدة وزنادقة ... ثم بعد أن تيقنوا من الحق
والحقيقة فتحوا ودعموا الجامعات وبنفس التخصصات والتوجهات التي كانوا ينكرونها
جملة وتفصيلا ... ولو أردت أن أضع تفاصيل فتاوى الجهلة والسفهاء وربي ما انتهيت من
10 أجزاء من موضوعهم ولا يستحون ولن يعرفون الحياء أبدا ؟
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا
يحبونهم كحب الله } البقرة
نقطة الحسم : لا يجوز لأي رسول أو نبي
أن يحرم من تلقاء نفسه أيا ومهما كان هذا النبي وهذا الرسول بل هم رسل رب العالمين
وخاصته في الأرض ينقلون ما يؤمرون به ... ولا تحريم إلا بنص والنص الذي لا يتوجب رده أو إنكاره أو
التشكيك فيه هو القرآن الكريم أو الكتب السماوية فقط وحصريا دون سواها ... ولا يحق لأي شيخ دين أو مجتهد أن يحرم أو
يفتي بتحريم أيا كان إسمه ومهما بلغت منزلته بين العامة والخاصة حتى لو كانوا كل
وجميع من يطلق عليهم "علماء المسلمين" ... من يملك صفة التحريم هو رب
العالمين وحده لا شريك له سبحانه هو من نخضع له لا نتردد ولا نناقش ولا نجادل في
كل ما حرمه ربنا في كتابه الكريم ... ولو حسبتم عدد ما حرمه ربكم عليكم لن يتجاوز
20 تحريم على الأكثر وترك لكم عشرات الملايين الأشياء في حياتكم تعيشونها كيفما
تشاؤون ... إن عملية غسيل العقول يجب أن تتوقف ومهزلة استحمـــــــار الناس يجب أن
تنتهي ؟
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم