2018-08-17

هل إيمانكم كامل أم ناقص ؟


ادخلوا معي في هذا "الخيــــال" تخيلوا أنكم تصبحون في يوم ما وفجأة ودون أي مبررات أو مقدمات يصبح كل شيء في الدولة "100% مجانــــا" ... تذهب إلى محطة الوقود فيقول لك مجانا تذهبي إلى أرقى وأفضل المطاعم تتناولين ما تشائين فيقولون لك مجانا تذهبون إلى "الأفنيوز" كل شيء وكل محل مجانا ... تأتيكم رسائل من مقرات أعمالكم تقول فيها "رواتبكم سيتم إيداعها 4 مرات في الشهر حتى إن لم تحضر العمل" ثم تأتيكم رسائل من بنوككم "عزيزي العميل تم سداد قرضك" ... تدخلون محل مجوهرات ساعات أثاث أجهزة كهربائية إلكترونية أقمشة سيارات علاج تجميل سفر سياحة فنادق كله مجاني 100% ... تطلب من محل من مطعم من متجر من أي مكان يخطر في بالك كل شيء سيكون لك بالمجان 100% دون أي حساب نهائيا ... تلقائيا ستنتهي العداوات ويموت الحسد لأن الكل يملك كل شيء ... بالتأكيد ستكون حياة كل منكم في غاية السعادة وسيصبح كوكب الأرض أجمل مما تتصورون ... لكن الحياة المجانية والمعافاة من أي شر وأذى والخلود لا وجود لهم على هذه الدنيا إنما هي من الوعود "المؤكدة" للخالق عز وجل لمن سيكرمهم ويشملهم برحمته ويدخلهم جنة الخلد ؟

وفي خيال آخر تخيلوا أن هناك حشد جماهيري واسع في الشوارع أواخر شهر فبراير في الكويت بمناسبة الإحتفالات الوطنية ... وأثناء الحشد الشعبي فجأة وبدون أي مقدما يسطع نور من السماء لا مثيل له فيظن الناس أنها مفاجأة للجمهور بهذه المناسبة ... وكلما اقترب الضوء بالنزول إلى الأرض تتضح الصورة فيصعق الجميع بمشهد مهيب لم يسبق له مثيلا في تاريخ البشرية كافة ... وإذ بالنور يتضح أن هناك فتاة باهرة الحسن تمسك بجناحي ملكين فتهبط إلى الأرض فيضرب الجميع الشلل والصدمة والدهشة والإعجاب من حسن وجمال وقوام وهيئة لم تراه عين بشر قط ... فيتجمع الحشد فيشكلون كتلة بشرية ضخمة وعشرات الآلاف ثم مئات لآلاف يلتقطون الصور والفيديوهات فتنتشر في ثواني ودقائق معدودات على مواقع التواصل الإجتماعي وبعد ساعات تنتشر هذه المقاطع في كل العالم ... فتعلن حالة الطوارئ في البلاد ويعلن عن الإستنفار العام في الدولة بسبب الحدث الذي لم يسبق له مثيلا في كل تاريخ الجنس البشري ... ولأن من هبطوا من السماء أهل قدرات خارقة تفوق القدرات البشرية بسنوات ضوئية فلا يستطيع كائن من يكون أن يتقدم أكثر من 10 أمتار فقط من "حور الجنة وحراسها من الملكين" ... فتقول "يا معشر البشر ضعوا لي مهرا للزواج وها أنتم بأمر من الله سبحانه تروني مرأى العين وأمهلكم 7 أيام بلياليها وإلا سأغادر ولا تناقشوني ولا تجادلوني فقط ضعوا لي مهرا فإن رأيت أنه مناسب سأجيب على كل تساؤلاتكم واستفساراتكم" ... فتستنفر كل القوى العظمى على وجه الأرض والمطارات العسكرية والمدنية الكويتية لن تجد فيها مكان لهبوط طائرة واحدة من شدة وكثرة من قدم وحضر إلى البلاد خلال ساعات سياسيين وعسكريين وإعلاميين وقادة وعلماء ووكالات ومن كل حدب وصوب ... وخلال 73 ساعة سيصل مبلغ المهر فورا إلى أكثر من 50 مليار دينار + المئات من الخدم وكل ملذات الحياة وترفها ... فيأتي الرد "كم أنتم تافهون" ... ثم يقترحون أن تكون هي من تحكم كل دول العالم ... فيأتي الرد "كم أنتم كاذبون" ... ثم يأتي تقاة الأرض من العابدين فيعرضون عليها خيرة شباب الإسلام ... فيأتي الرد "كم أنتم محتالون" ... فيفتن رجال الأرض بجمالها وحسنها فتدب الأرض بالمشاكل الزوجية فتضرب الأرض فتنة عظيمة لم يشهد لها مثيلا قط ... فتعجز البشرية جمعاء عن إيجاد أي حل لمهرها فترتفع قليلا في السماء وتقول "إن كنت واحدة من أهل الجنة هبطت إلى أرضكم وتغيرت الفيزياء والكيمياء البشرية في كل بلدانكم فماذا لو نزلنا ألف من حور الجنة ماذا كان سيحدث بكم !!! يا معشر الإنس إننا بالمجان في جنة الرحمن وهدايا وعطايا ربكم لمن ينعم عليه ربنا بالرحمة والمغفرة فهل أدركتم كم ربكم بكم رؤوف رحيم أن لم يفتنكم بنا في دنياكم وإلى اللقاء في جنة الرحمن جنة عرضها السموات والأرض" ... فتذهب ويذهب معها عقول وقلوب مئات الملايين والمليارات من الرجال والنساء من هول ما رأت عيونهم ... وبعدها تبدأ أكاذيب البشر باختلاق آلاف القصص والخيالات لتصنع عظمة كاذبة لشرذمة أفراد فتعود تجارة النصب والإحتيال على الأغبياء ألا وهي تجارة الأديـــــان؟ 

بعدما سبق هناك سؤال شديد الأهمية ربما غافل عنه الكثيرين وهو : هل إيمان كل منكم ومنا كامل ؟ ... الإجابة الطبيعية والمنطقية هي "كـــــلا" ... لماذا ؟ لأن أصل الإنسان هو أن يخطئ وينسى فكما أخطأ أبوهم في أول الخلق يأتي من نسله من يخطئ وينسى ... ولو لم يوجد من يخطئ لما اشتغلت خاصية "الغفـــار أو الغفـــور" ولأن لكل من أسماء الله الحسنى لها وظيفة وآلية عمل واختصاص فمن الطبيعي تلقائيا أن يكون إيمانك ناقص ... فكم من رجل وإمرأة يعشقون الكذب وكم من متدين نمام شكاك وكم من عالم فاسد وكم من لا يعملون بذمة وضمير وكم من يسرقون هذا وذاك وكم من يلفق التهم ويحيط المؤامرات وكم قاتل وتاجر مخدرات وووو وخذوا وقيسوا على فظائع البشر الذين أفسدوا الحياة منذ قديم الأزل وملؤا الأرض ظلما وجورا ... { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا } فاطر ... فلا يظن أحدكم أنه المنزه ولا يعتقد كبيركم أو صغيركم أنه المعصوم فمهما رأيتم رجلا أو إمرأة تقية وتقيا فإن عملهم لنفسهم وليس للناس ومع ذلك فلا ينزهون وليسوا معصومين من الزلل أو الخطأ أو الإثم والذنب ... نحن نعيش في وهـــم غرورنا فغرور الإنسان ونرجسيته فاقت غرور وكبرياء حتى إبليس الذي لعن منذ بداية الخليقة ... وفي قرآنكم كما مهولا من القصص التي ساقها لنا ربنا سبحانه وتعالى لكم فيها من العبر ما تشيب له الرؤوس عل وعسى أن يفهم الإنسان ويتقي الله ... فهل اتقينا فهل اتعظنا فهل تعلمنا !!! ... فقط انظروا لحال بيئتك مجتمعك دولتك والدول العربية والإسلامية والعالم وأنتم ستعرفون الإجابة بالتأكيد ... لا أحد منزه لا أحد كامل لا أحد معصوم لا أحد مقدس الكل خاطئ ومخطئ وسيخطئ ورحم الله نفسا تجلد ذاتها في يوم حتى تأدب نفسا متمردة لتعرف حجمها جيدا ... وسبحان الذي صابر على جرائم وفجور وظلم عباده ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم