إيــــــــــران
تعتمد الإستراتيجية الإيرانية على دعم الأقليات المسلحة الصغيرة
فيستمر الدعم الإيراني لها ماليا وعسكريا حتى تتحول تلك الأقليات إلى قوة عسكرية
كبيرة ثم تتحول الميليشيات العسكرية إلى قوة سياسية ومن ثم تمتلك إيران القرار
الكامل في تلك الدول أو جزأ مهما من القرار السياسي ... وهذا ما فعلته مع حزب الله
في لبنان والحوثيين في اليمن فقد بدئوا بقوة صغيرة ثم كبرت وتوسعت ثم أصبحت قوة
عسكرية ذات مؤسسة ونهج واستراتيجيات ثم أصبحت قوة عسكرية لها ثقل لا يستهان به ...
والغريب في الأمر أن إيران انتزعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من يد
السعودية فانضمت حماس للتحالف الإيراني في سورية ولبنان وإدخالها كمحور رئيسي في
المواجهة القادمة ضد الكيان الصهيوني وهذا استنتاج على التفوق السياسي الإيراني على السعودي ... والتي بموجب هذا التحالف سيتم تحرير جزء
من فلسطين المحتلة عبر منطقة الجليل الفلسطينية الحدودية مع لبنان وصولا إلى حيفا
وتلك الخطط فعليا قد أعدت ولا تنتظر سوى ساعة الصفر في الحرب الكبرى القادمة ...
ناهيكم أن القوة الإيرانية فعليا هي تمتلك بأريحية كل دول الخليج العربية بدليل أن
دول الخليج تعتمد بنسبة 100% على الدعم العسكري الخارجي الأمريكي ولا تشكل كل
القوة الخليجية مجتمعين أي أثر أو تأثير في مقابل إيران عسكريا ... ومن المثير
للدهشة أن إيران وهي التابعة للسياسة والحليف الروسي تملك قرارها السياسي بشكل
صادم عندما حذرت روسيا علنا في نهاية 2018 من اللعب من خلفها في أزمة انسحاب
أمريكا من الإتفاق النووي ... ومن المثير أيضا أن إيران استطاعت وبجدارة أن تخترق
كل أمن دول الخليج وتتواصل مع الأقليات الموالية لها وليس مع عموم الشيعة ... وهذا
الإختراق الإيراني كان واضحا في الكشف عن عدة قضايا "الخلايا التجسسية"
في الكويت والسعودية والبحرين وأظن أن تلك القضايا لم تكن بفضل مهارة الأجهزة
الأمنية الخليجية بقدر ما كانت بمحض الصدفة ... وإيران قادرة وبأريحية أن تفجر
وتهيج الأقليات في دول الخليج لكنها أقليات تلتزم بالعهد مع إيران أي أنها متى ما
تعرضت إيران للحرب الكبرى فإن تلك الخلايا النائمة ستستفيق وستتحرك وتقدم لإيران
كل الخدمات اللوجستية المطلوبة بالإضافة إلى زعزعة الأمن في تلك الدول ... وكما
أسلفت في مواضيع عدة فإن القوة البحرية الإيرانية قادرة بنسبة 100% أن تمتلك كل
البحر الأحمر وبحر الخليج العربي بقوة أسطولها البحري ... ويكفي أن تعلموا جميعكم
أن إيران هي الدولة الوحيدة في منطقة الخليج التي تمتلك غواصات عسكرية بعدد يتجاوز
أكثر من 30 غواصة كافية جدا أن تدمر كل القطع البحرية بكل دول الخليج خلال ساعات
وليس أياما ... ولن أبالغ إن قلت أن إيران يمكنها حتى أن تحتل مكة المكرمة
بالإلتفاف عبر البحر الأحمر وتنزل "قوات برمائية" إلى الأراضي المقدسة
ولا يغيب عن بال الجميع أن هذه من إحدى وصايا مرشد الثورة "الخميني" ...
والذي قال في خطاب 1987 بالنص : سندخل المسجدَ الحرامَ مع الاحتفال بانتصار
الحق على جنود الكفر والنفاق وتحرير الكعبة من أيدي من ليسوا أهلاً ومن ليسوا من محارمها
وخاصتها "انتهى الإقتباس" ... ولذلك الضعف الخليجي أمام إيران لا
تتحمل إيران مسؤليته بل نحن كخليجيين من نتحمل هذه المهزلة وهذا الخضوع المهين
المذل لنا جميعا فهل نعيب على إيران بأنها قاتلت من أجل كرامتها وكرامة شعبها أم
نبكي نحن على سنوات طويلة من الأكاذيب والسهرات والليالي الحمراء والسياحة في
أصقاع الأرض والتبعية المطلقة لأمريكا ؟ ... ورجوعا للوضع الإيراني فإن أمريكا قد
جست نبض إيران عندما أسقطت طهران الطائرة المسيرة الأمريكية من النوع المتقدم جدا "من طراز "إم كيو 4 سي ترايتون" في ترسانتها
هذا العام 2019 من شهر 6 الماضي وكانت عملية استخباراتية عسكرية أكثر من كونها
مهمة استطلاعية عادية ... فقد كشف إسقاط الطائرة الأمريكية مدى قوة الدفاعات
الجوية الإيرانية وقوة مخابراتها وأمنها عندما اتضح أن إيران علمت بدقة متناهية من
أين انطلقت تلك الطائرة والتي أعلنت إيران أنها انطلقت من أحد المطارات العسكرية
في إمارة أبوظبي وحددت مسارها بدقة ... مما يعني أن كل القواعد العسكرية في كل دول
الخليج هي تحت المراقبة والرصد الإيراني بدقة عالية وبالتالي ليس هذا المهم بل
المهم ويعني أن كل دولنا وكل الأماكن الحساسة فيها من مقرات أمنية وسيادية
واقتصادية ومحطات كهرباء وماء وخطوط الإمداد كلها مكشوفة بالكامل لإيران ...
وبالتالي مسألة السخرية من إيران لا تخرج إلا من عقول لا تعي حقيقة الخطر الإيراني
بل وليست كفؤا لمواجهتها بدليل خرس الجميع أمام ضرب المواقع النفطية السعودية وضرب
الناقلات التجارية الإماراتية ولن تجرؤ السعودية أو الإمارات بالرد على إيران
وأقصى ما يمكنهم فعله هو إطلاق ترهات سياسية لاستخدامها للرأي العام الداخلي فقط ...
ولذلك كل دول الخليج هي بحاجة ماسة تتراوح ما بين 10 إلى 15 سنة قادمة حتى تبني
قوة عسكرية حقيقية مرعبة تحقق التوازن العسكري أمام إيران لكن للأسف هذا وقت
مستحيل لأن عقارب الساعة باتت قريبة من ساعة الصفر ... وإيران بالمناسبة لا توجد
لديها أي مشكلة إن ضربت العاصمة طهران والمواقع النووية ودمرت محطات الكهرباء
والمياه الإيرانية على الإطلاق لأنهم منذ سنوات وهم يهيئون الشعب الإيراني لمثل
هذا اليوم ... وتعرف إيران لدرجة اليقين أنها ستتعرض لهجوم جوي كاسح وذو ضرر بالغ
وعظيم وهائل ولذلك لا أحد في أمريكا أو أوروبا يعرف الخطوط العسكرية السرية
الإيرانية التي أنشأتها ولا أحد يعرف ما تخبأه إيران من مفاجآت لأسلحتها ... لكن
هل دول الخليج على استعداد أن تتلقى الضربات مثلما ستتلقى إيران من قصف ؟ لا داعي
للإجابة لكن يكفي أن تشاهدوا بأم أعينكم كم وعدد من سيهربون لخارج أوطانهم في دول
الخليج ... وبالتالي إيران فعليا تعتبر قوة عظمى فهي تمتلك القوة العسكرية الواسعة
والنفوذ الإقليمي المؤثر وشكلت تهديدا مرعبا للكيان الصهيوني ووجهت تهديدا مباشرا
لأمريكا ... والأخطر حدث قبل أسبوع تقريبا عندما فتحت إيران خطوط اتصال ومقابلات
مباشرة مع حركة طلبان الأفغانية وقاد الشأن السياسي مع طالبان وزير الخارجية
الإيراني "محمد جواد ظريف" وعلى الجانب العسكري الجنرال "قاسم
سليماني" وهذا نصر سياسي والتفاف إيراني أكثر خطورة مما يظنه الجميع ... وهذا
يعني ضمان جبهة "روسيا - أفغانستان - إيران - باكستان" مساحة تضاف
للمكاسب السياسية لـ "العراق - سورية - لبنان - اليمن" ... مما يعني
أكثر وضوحا أن إيران كانت ترقب وترصد المباحثات السياسية بين أمريكا وأفغانستان
التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة ولما فشلت تلك المفاوضات قامت إيران باختراق
تلك المباحثات وفتحت قنوات اتصال مباشرة وعلى أعلى مستوياتها مع حركة طالبان
الأفغانية التي تعد القوة العسكرية والإجتماعية العصية على أمريكا في أفغانستان ...
والمفارقة العجيبة أن ترامب بعد الإختراق الإيراني ذهب بنفسه إلى أفغانستان بتاريخ
26-11-2019 للقاء القوات الأمريكية هناك في زيارة سرية لم يعلن عنها إلا بعد
مغادرة ترامب الذي أشاد بطالبان متمنيا أن تنجح المفاوضات الأمريكية الأفغانية
وليعود الجميع على طاولة المفاوضات في الدوحة ... ودون أدنى شك أن هذا يعتبر ذكاء
ودهاء إيراني أكبر بكثير جدا من سطحية العقل السياسي العربي بشكل عام والخليجي
بشكل خاص وبالتالي نحن نتحدث عن إيران دولة عظمى فعليا من الناحية العسكرية
والسياسية والأهم من كل ذلك دولة حققت اكتفاء ذاتي مكنها من الصمود بأريحية أمام
العقوبات الدولية والأمريكية لأكثر من 25 عاما ... بعكس العراق الذي كان يتعرض
لعقوبات من سنة 1991 إلى 2003 فمزقته تلك العقوبات ومثال أخر كوبا التي مزقتها
العقوبات الأمريكية ... وهنا الفرق أن إيران أصبحت هي مركزية الحرب بكل احتمالاتها
أي المستهدفة ويجب أن نتعامل مع إيران سياسيا وإلا فالكارثة واقعة لا محالة ؟
العــــــــراق
العراق دخل في المجهول أي أن العراق مظاهراته لن تفضي إلى أي شيء بل بالعكس
المظاهرات العراقية وإن كانت ذات مطالب مستحقه وحقيقية لكن الشارع العراقي تحرك
متأخرا جدا ... وهذا التأخير فوت عليه أي فرصة إصلاح وأي مكافحة فساد فقد تغلغلت
وتمكنت إيران من العراق سياسيا واجتماعيا وعسكريا بنسبة 100% ولو أراد العراقيين
أن يحرروا وطنهم من القبضة الإيرانية فعليهم أن يهيئوا أنفسهم لعدد قتلى لن يقل عن
200 ألف نسمة كأقل تقدير ... وما أشاهده على شاشات الأخبار من أحداث العراق لا
أراها سوى مساكين لا يعلمون أن وطنهم العربي لم يبقى شيئا منه عربيا سوى الإسم فقط
... فحتى أن تنجح باقتلاع العملاء والخونة فأنت بحاجة إلى جيش كامل وليس لبضعة
آلاف بدليل أن المظاهرات العراقية لا تتناسب على الإطلاق مع تعداد سكاني رسمي في
عام 2019 عندما بلغ الشعب العراقي إلى أكثر من 40 مليون نسمة ... فهل ما تشاهدونهم
على شاشات التلفزة هم 40 مليون أو 20 مليون أو حتى مليون نسمة فقط ؟ كلا وأبدا فأقصى
توقع يمكن أن تضعه في عموم المظاهرات العراقية لا يتجاوزون 300 ألف نسمة من أصل 40
مليون يا عمي روح وخلهم مليون ... إذن أين الـ 39 مليون أو حتى 20 مليون متظاهر
؟!!!؟ ... هذه هي القبضة الإيرانية الحقيقية على العراق والتي ضخمت وعظمت القنوات
الفضائية من أعداد المتظاهرين ولاحظوا إيران إلى الآن لم تتدخل على الإطلاق ...
ومن يقول أن إيران أنزلت عملائها لقتل المتظاهرين أرد عليه بالقول : ادعوا ربك أن
لا ترى عينيك عملاء إيران وهم ينزلون إلى شوارعكم وقتها ستعرف كم أنت مسكين لا تعي
حجم ونوع وشكل من يحكمك فعليا وأن مواقع التواصل الإجتماعي قد كذبت عليك واستغلت
جهلك ... العراق على موعد مع ملك الموت سيحصد عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف
ومن يعتقد أن المجتمع الدولي سيهتم للشأن العراقي فهو لم يقرأ المشهد السوري بعد
جيدا ... فالعراق في قبضة إيران شاء من شاء وأبى من أبى وهذا واقع وهذه حقيقة على
الجميع أن يعي أبعادها ولا يرمي بالمساكين في مواجهة عملاء طهران في العراق فهؤلاء
يتمنون الموت ولا أن يتحرر العراق لأن تحرير العراق يعني إعدام ومقتل كل عملاء
إيران ... وأما القول بأن السعودية ضخت أموالا في مظاهرات العراق فهذي ترهات حمقاء
لا أساس لها من الصحة فالوضع حاليا أكبر من كل دول الخليج وأعيد وأكرر العراق إن
لم تنتهي هذه التظاهرات فليجهزوا مقابرهم الجماعية منذ الآن ... و "صدام
حسين" عفن اللحود لم يستطع أحد على الإطلاق من أن يهز أركان حكمه إلا بالغزو
الأمريكي للعراق في 2003 أي نظام قوي لا يسقط إلا بمواجهة عسكرية من قبل قوات
أجنبية حصريا لغزو بلاده وإسقاط نظام حكمه ... والعراق لن يتحرر من الحكم الإيراني
إلا بغزو خارجي مطابق تماما لما حدث في 2003 لكن ومع ذلك إيران تمسك برقبة العراق
بنسبة 100% بسبب ديون الحرب "العراقية الإيرانية" ما بين عامي 1980 –
1988 والتي قدرت قيمة التعويضات الإيرانية على العراق بأكثر من 1 تريليـــون دولار
وفق ما صرح به المسؤل الإيراني "حسين إبراهيمي" في 9-12-2009 ...
بالإضافة إلى عضو لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي
الإيراني "عوض حيدر" الذي صرح في 10-8-2010 باقتراح دفع العراق قيمة نفط
= مليون برميل يوميا لصالح إيران لسداد تعويضات الحرب السابقة بين البلدين ...
ناهيك أن العراق اليوم هو يعتمد بنسبة 60% على إيران التي تزوده بالغاز الطبيعي
وتمده بالطاقة الكهربائية بدليل أن العراق في شهر 3-2019 دفع لإيران 2 مليار دولار
قيمة ديون الغاز والكهرباء الإيرانية من أصل قيمة مديونية متراكمة تجاوزت أكثر من
6 مليار دولار ... وبالتالي يجب الفهم أن العراق واقع في الديون لأكثر من 60 سنة
قادمة كأقل تقدير ليستطيع أن يلتزم بالسداد لأكثر من 17 دولة تطالبه بمستحقات
مالية فيتضح كيف ولماذا إيران تتربع فوق العراق وحولته إلى المحافظة رقم 32
التابعة لإيران ... إذن العراق لن يرى الخير ولا الأمن والأمان ولا الإزدهار والنهضة
حتى بعد 80 سنة قادمة وبالتالي العراق لا يوضع له ميزان سياسي ولا حتى عسكري في أي
علاقات إقليمية أو في الحرب القادمة وهذا قدره وربما اللعنة التي ظلت تلازمه منذ
القدم ... وحديث هذا أو تلك في الإعلام وفي مواقع التواصل الإجتماعي هو حديث صادق
نابع من وطنية وعشق لوطنهم لكنهم مساكين لا يريدون أن يشاهدوا الحقيقة حتى لا
ينصدموا بواقع مرير ومستقبل كارثي ... ولو أراد أحد نصيحتي لقلت له : خذ أهلك
واخرج من العراق الأن وفورا بأي ثمن وبأسرع ما يمكن ولا تلتفت ورائك وإلا واجهت مصيرك القريب المحتوم ؟
سوريـــــة
سورية تعبت وأرهقت وملت من حرب أهلية مخابراتية استمرت 8 سنوات ذاقت
فيها كل أنواع وأشكال القهر والذل والإنكسار والخسارة ... شعب كره الحرب وكره
الموت وكره المعاناة وعرف أخيرا معنى السلام وفهم قيمة الوطن لكن من يحكمه طاغية
وسيستمر وسيموت طاغية هو وزبانيته من الأنجاس ... وفي خضم حديثنا عن الحرب القادمة
فلا تقاس سورية لا برئيسها الجحش ولا بجيشها الكرتوني بل بالقوة العسكرية الروسية
... وما أتحدث عنه ليس تقليلا من شأن الجيش السوري فهو بالنهاية جيش مجرم لكن في
الميزان العسكري لو انطلقت 10 طائرات من سلاح الجو البحريني أو القطري وتوجهت في
سماء سورية أمام 50 طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو السوري فمن سيتفوق ؟ ... لا شك
أن سلاح الجو البحريني أو القطري سيتفوق بسبب القدرات النوعية للطائرات وهذا هو
الجيش السوري قوات مهلهلة ضعيفة منهكة فكيف ستتصرف إن واجهت حربا فيها أحدث ما
توصلت إليه الآلة الحربية العسكرية على وجه الأرض !!! ... وبالتالي سورية ليس لها
أي ميزان في الحرب القادمة إلا من ناحية الأرض ومن يتواجد عليها من قوات روسية
وصينية بمقابل قوات أمريكية وكردية وإسرائيلية وبريطانية ... وهنا يجب أن تترقب من
سيفتعل عمل إرهابي يؤدي إلى مقتل العشرات وربما المئات من جنود هذا أو ذاك وكيف
سيكون الرد على العمل الإرهابي لتبدأ بعدها الحرب المفتوحة على كل الإتجاهات ...
والحرب الكبرى إن بدأت في سورية يعني أن الكيان الصهيوني المحتل لن يستطيع استخدام
أي استراتيجيات ناجحة استخدمها في الحرب الأهلية السورية أي أن الضرر مؤكد على
الكيان الصهيوني ... وبالتالي سورية على موعد مع ديون لن تنتهي حتى بعد 70 سنة
قادمة وعلى موعد مع الفقر لوقت مفتوح وغير معلوم فينتج عن كل ذلك أن سورية هي أرض
خصبة ومهيئة لأي انفجار عسكري وسياسي واجتماعي في أي لحظة وفي أي وقت ... لتتضح
الصورة جليا أن العراق وسورية هي دول ميليشيات عسكرية وليست دولا نظامية دولا لن
تعرف أي استقرار ولا أي نهضة لمدة لن تقل عن 70 عاما قادمة ... وبالتالي فرصها
بالفوضى أكثر فائدة من فرصها بالإستقرار أي المليشيات لا تستقر ولا تستمر إلا في ظل
الفوضى على الأرض وتزدهر تجارة الحرب وتضمن بقاء تلك المليشيات كلما اشتعلت الحرب
بالقرب منها ... وإن كان الشعب السوري الشقيق مزقته الحرب فإن للحروب تجار
أمنياتهم وآمالهم قائمة على الحروب وحيث أن الحرب الكبرى قادمة فهي ستكون أمنياتهم
كالسمك الصغير الذي يساير الحيتان في رحلاتها ليقتات على الطفيليات التي تلتصق
بالطبقة الخارجية للحيتان والمليشيات هي كذلك تريد عملاق تستظل من خلفه لتضمن
بقائها ووجودها ؟
مصـــــــــر
دولة ضعيفة اقتصاديا قوية أمنيا ضعيفة عسكريا فالتاريخ المصري الحديث
يخبرنا بأن مصر لم تكسب حربا واحدة طيلة حروبها ضد الكيان الصهيوني المحتل ... فقد
خسرت مصر أمام الكيان الصهيوني في حرب 1948 - 1956 - 1967 - 1970 - 1973 جميعها
هزائم وحرب 1973 كانت هزيمة ولم تكن انتصار ... والإعلام المصري في الأكاذيب لن
تجد له مثيلا وكيف لا وهو معلم الأكاذيب في سورية والعراق ولذلك واقع مصر اليوم
كارثي بكل المقاييس ... فالإقتصاد المصري يستحيل أن يصمد أمام أي حرب تقليدية أكثر
من شهرين مع عدم وجود أي ضمان للإنتصار العسكري ناهيك أن التقارير العالمية تؤكد
أن الجيش المصري ليس جيشا مؤهلا لخوض أي حروب بسبب ضعف التدريب وفقر الإمكانيات
وانعدام الروح المعنوية ... ناهيك أن الترسانة العسكرية المصرية بمعظمها هي ترسانة
قديمة وما تم استحداثه خلال الـ 5 سنوات الماضية وما تنتظره مصر من الأسلحة
الحديثة لا يتناسب مع حجم جيشها بالمطلق ... بمعنى مصر يجب أن يكون لديها أكثر من
3.000 طائرة حربية من أحدث طائرات المقاتلة من الجيل الثالث والرابع وأكثر من 20
ألف دبابة ومدرعة من الجيل الحديث وما لا يقل عن 10 أقمار صناعية للإستخدامات
العسكرية وانتشار في قواعد خارجية لا تقل عن 20 قاعدة عسكرية في العالم أو الوطن
العربي ... لكن الواقع على الأرض يخبرنا بحقيقة صادمة وهي أن الإعلام المصري
كعادته يكذب ويصور عظمة وقوة وهيمنة لا وجود لها بالمطلق بدليل أن رئيس حكومة
الكيان الصهيوني اعترف قبل أقل من أسبوعين وتحديدا في 11-11-2019 : إن إسرائيل هي
من تحمي مصر وهي من توفر الحماية السياسية لهما ... وليس سرا أن الطائرات الصهيوني
دخلت الأجواء المصرية ونفذت عمليات عسكرية عديدة بموافقة مصرية دون أن تعرف مصر
نوع الأهداف لكن حدد للكيان الصهيوني مدى محدد لها مطلق الحرية فيه ومن ثم بالفعل
نفذت إسرائيل مهمتها وعادت طائراتها إلى قواعدها دون أي إزعاج من مصر ... ولو
بحثتم في الحقائق الصادمة التي سردها كبار قيادات الجيش المصري وعلى رأسهم الفريق
"سعدالدين الشاذلي" وهو من أرقى العقول العسكرية المصرية والوطنية لاستفقتم على
صدمات مروعة ... ولذلك في الحرب القادمة مصر ستكون محورا عاطفيـــــا موجعا لكن
سياسيا وعسكريا ستتعرض مصر لهزيمة كارثية ومخطط تقسيمها قادم لا محالة ... والمخطط
أكبر من مصر اما الصهاينة مهما قدمتم لهم فلن تنالوا احترامهم لأنهم قوم نجس
يتعاملون معكم من منطلق ديني صرف وأنتم تتعاملون معهم من منطلق الغباء السياسي
الممزوج بالعمالة والخيانة ... واسالوا وابحثوا أين ذهبت دماء شهداء مصر والكويت
والسعودية في مصر ؟ تم بيعهم وتم إخراس كل مصري وطني شريف فلا تبالغوا في قوة ليس
لها وجود إلى في عقول Tom and Jerry ...
ولذلك من الحماقة السياسية أن تلتفت لمصر أو ترمي ثقلك عليها في الحرب الكبرى
القادمة فهي هزمت أمام اللقيطة الصغيرة إسرائيل فكيف تريدها أن تواجه الدول العظمى
الدولية المرعبة عسكريا ... وحتى تفهموا حقيقة العقليات العسكرية المصرية
وسلوكياتهم يجب العودة إلى تاريخ مؤسسين العسكرية الحديثة في التاريخ المصري ...
أي العسكريين الذي قاموا بعملية الإنقلاب على الملكية في 1953 كيف انقلبوا على
الرئيس "محمد نجيب" ثم كوارث الرئيس المصري "جمال عبدالناصر"
عبر رجاله وجرائم "صلاح نصر" بالإضافة إلى قراءة مذكرات "برلنتي
عبدالحميد" ومذكرات "اعتماد خورشيد" ومذكرات "سامي شرف"
ومقابلة اللواء "شفيق البنا" على اليوتيوب والكثير الكثير من الخزي
والعار المصري ... كلها معطيات تاريخية قديمة وحديثة تضعكم في اليقين الذي لا يقبل
الشك أو اللبس أن الواقع المصري كارثي ومن الخطأ الفادح أن تضع عليه أي رهان أو ثقة
أو آمال بأي شكل من الأشكال ... فالعقليات السياسية والعسكرية التي حكمت مصر والتي
تديره اليوم هي هي نفسها دون أي تطور ولا تغيير والحقيقة أن العسكري هو إنسان فاشل
في السياسة والسياسي هو إنسان فاشل في العسكرية وكلاهما شخصيتان تبغض بعضها البعض ...
ولذلك نفهم لماذا مصر لا تستطيع أن تواجه الكيان الصهيوني اللقيط ولماذا لا قيمة
لها على الإطلاق في أي مواجهة عسكرية في الحرب الكبرى القادمة لأن مصر لم تصنع قوة
حقيقية لكنها صنعت إعلام كاذب حقيقي ؟
يتبع الجزء الرابع
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم