سأعترف لكم بحقيقة لا أحد يعلمها إلا ربي سبحانه وهي أني في مواضيع
كثيرة لا أعرف عددها أني عندما كنت أنشر تلك المواضيع كنت أضع لنفسي أسبوعا ...
تقريبا لمدة أسبوع أترقب استدعائي لجهاز أمن الدولة أو النيابة العامة بسبب ما
كتبت وما نشرت بل وكنت أعد في نفسي أقوالي بحقيقتها وبوضوحها التام أمام جهات
التحقيق ... تلك كانت كتاباتي نعم وهذه مدونتي التي أملكها وصاحبها وحسابي في
تويتر المعروف لديكم لا أنكر ولا أتراجع عما كتبته ونشرته لقناعاتي المطلقة ومستعد
لدفع الثمن بكل ثقة ... لكن وفعليا لا أعرف من يقف معي أو من يحميني بالإسم أو
بالشخوص لكن أعرف أكثر من جيد من معي ... إنه ربي خالقي وحبيبي سبحانه وتعالى الذي
أثق به ثقة عمياء مطلقة لا تقبل الشك أو اللبس ... وربكم إن أراد أمرا فإنما أمره
إذا قال للشيء كن فيكون فيصنع ربي عجائب قدرته وعظيم صنائعه سبحانه فيسخر لك من
عباده ما لا تتوقع وما لا تتخيل وإن لا تعلمه في دنياك فبالتأكيد ستراه بعينيك يوم
القيامة ... وفي نفسي نعم حققت مكاسب عظيمة أثبتت صحة تفكيري وتوجهي فتحققت أكثر
من 80% من توقعاتي السياسية وهذه النسبة على شخص ليس من أصحاب القرار ولا حتى
مقربا منهم لا شك أنها نسبة استثنائية ... أضف إلى ذلك أني لا أرتبط بأي شخصيات
اجتماعية أو سياسية فهذا يعني أني قرأت المشهد السياسي بالشكل الصحيح أو لامست
حقيقته ... وبالتأكيد كان هناك إجهاد فكري أكبر بكثير جدا من أن أشرحه لكني أوصفه
أني في حالة الإجهاد العقلي لا أشعر بنفسي إلا وأنا نائم على "القنفه - الكنبة"
... وحقيقة أرهقت عقليا ونفسيا وبدنيا وتعرضت لخسائر كبيرة بسبب تلك الصراعات
الفكرية وأشكر كل من كنت أظنه أنه محل ثقة فاكتشفت أنه ليس كفؤا لثقتي له ؟
بعد رحلة دامت أكثر من 15 سنة في الكتابات
السياسية وبعد رحلة بحث شاقة ومرهقة في الصراعات الفكرية السياسية ... وبعد قراءة ومشاهدة
أكثر من 1.000 كتاب وفلم وثائقي وشهادات سياسية بأرشيف تجاوز أكثر من 5.500 ملف رقمي
ما بين "صورة - فلم - كتاب - وثيقة" سياسية ... وبعد الخبرة السياسية التي
لا أراها غرورها لكني أراها فخرا صنعته لنفسي وغيرت من نفسي وذاتي ونجحت بتغيير الغير
بل وصولا حتى بالتأثير على الرأي العام ... قررت الإبتعاد نهائيــــا عن الشأن السياسي
"المحلي والخارجي" سواء على حسابي في تويتر أو في المدونة وبمعنى أكثر وضوحا
لن أتحدث في أي أمر سياسي يحدث في الكويت أو خارجها مطلقا ... لكني سأستمر بكتابة
المواضيع العلمية والإجتماعية والإقتصادية لأن هناك الكثير الكثير مما لا أعرفه
وعرفته ومن حق متابعيني الكرام الذين منحوني ثقتهم بأن أنقل لهم خلاصة كل موضوع
وكل أمر بشكل يليق بهم ... والمتعة في أني أنتقي ما هو مميز ا هو غريب وما وفي نفس
الوقت جريء ... أضف إلى ذلك أني أرى أن المستقبل القريب لن يكون مناسبا للكتابات
السياسية الحادة والجريئة فأبتعد من تلقاء نفسي وبإرادتي أفضل من الإبتعاد بفعل
الضغط سواء المباشر أو لغير مباشر ... ويكفي ولله الحمد والفضل والمنة أن المدونة
أصبحت مرجعا موثوقا به وأصبحت من المعرفات المتقدمة جدا على محركات البحث العالمية ... وفيها إجابات عن كل التساؤلات التي يمكن أن تطرأ على الفكر الباحث ففيها التحليل والتوقعات والتاريخ السياسي القديم والحديث ؟
وفي ختام تلك الرحلة الشاقة والمتعبة
والمرهقة جدا لا يمكن أن أختمها دون أن تنحني قامتي وهامتي لكل من منحني ثقته
ووقته الكريم وتفضل علي بقراءة ما أكتب وما أنشر ... وإن استطعت بنجاح تغيير فكر
أو وجهة نظر شخص ما فالفضل أولا يعود لرب العالمين سبحانه أولا ثم للشخص المعني
لأنه هو من يريد أن يفهم وهو من يريد أن يبحث ويحلل ... فمن كان إنسانا لا يتوقف
عن التفكير والتحليل للمعرفة وللفهم الصحيح ومن كان جمادا فإنه سيظل متخشبا إلى أن
يموت ... شكرا لمن تحمل كتاباتي وقساوتها في بعض الأحيان وشكرا لمن فهم أن خلافي
دائما فكريا وليس شخصانيا وشكرا لمن دعا لي في ظهر الغيب ... وأغفر وأسامح لكل من
شتمني بجهله أو اتهمني ظلما أو ادعى علي زورا وبهتانا وأسأله سبحانه أن يغفر لهم
ويتجاوز عنهم وعني وعن خطايانا وزللنا ؟
دمتم بود ...
وسعوا
صدوركم