ربنا جل جلاله ليس بحاجة حتى تقتنع أم لم تقتنع بما ورد في كتبه السماوية لأن العقل البشري بطبيعته هو ذوو حجم ضعيف ... بدليل هناك آيات كثيرة وردت في القرآن الكريم ومن أحاديث رسولنا عليه الصلاة والسلام "الصحيحة والمنطقية" تلك الآيات والأحاديث نزل خالقنا جل جلاله إلى مستوى العقل البشري الضعيف ... وخاطبه بتجلي سماوي مغلفا برحمة لا مثيل لها وساق إلى البشرية أملا وآمالا لا حدود لها ... وقد مَنّ الله على الإنسان ملايين النعم ونعم لا تعد ولا تحصى بمقابل بضعة قيم ومبادئ أولها الإيمان بالله وعدم الشرك به وأخرها الصدق وحسن المعاملة بين البشر ... لكن كيف يكون هذا وهناك ملايين ومليارات من البشر تأبى إلا أن يتربع الشيطان فوق رؤوسها فسارت منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا بغرور وتكبر ونرجسية لا حدود لها ... والمنطقية أن البشر لا يجادلون ولا يخالفون ولا يتحدون ولا يتصارعون ولا يرفضون ولا يمنعون ولا يعادون إلا مع بشرا مثلهم ... أما الخالق عز وجل فلا يمكن أن يجادله أو يخالفه أو يتحداه إلا إلــــه مثله مساوي بالحكم والحجم والقدرة والحمدلله خالق كل شيء أنه لا يوجد سوى ربا وخالقا إلا واحدا هو الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له "لم يَلد ولم يُولد ولم يكن له كفوا أحد" ... والخبير العليم سبحانه ساق لنا تلك الآية في سورة المؤمنون "الآية 91" ليضرب الله لعباده ماذا لو كان هناك إله أخر غيره { ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون } فسبحان ربنا المنزه عن أي خطأ أو زلل وحده لا شريك له ... أما في رحلة الإسراء والمعراج فمن العيب حقا أن نستعرض أدلة حقيقتها لشرذمة من توافه العقول لكن سنخاطب من هم أكبر منهم علما ومعرفة ودهاء كما يدعون ألا وهم علماء الفيزياء ومن دهاة عقول مفكري "التنويريين" ... الفيزياء التي وضعت قوانين كل شيء بما يخص إنسان اليوم من علوم وحسابات وأرقام وصناعات واكتشافات ونظريات علمية ؟
أول سؤال قاتل أرميه للجميع : هل تؤمن أن بعد موتك ستنهض من جديد وتُبعث حيا بكامل هيئتك وقواك العقلية والبدنية في يوم القيامة ؟ ... إن كانت الإجابة بنعم تؤمن بهذا فلا حاجة للجدال في مسألة الإسراء والمعراج لأن كل علوم البشر وكل قوانين الفيزياء ليس لهم أي تفسير علمي في هذه المسألة ولن يكون لهم أي تفسير ... أما لو كانت الإجابة بكلا لا تؤمن بيوم البعث فهذا يعني أنك كافر وملحدا بالله وفي هذه الحالة النقاش معك كمن يتحدث مع حائط أو جماد فتُعتبر المسألة مضيعة وقت ومن خلقك حتما سيحاسبك { إن الذين يُلحِدون في آياتنا لا يَخفون علينا أفمن يُلقى في النار خيرُ أم من يأتي آمِنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } فصّلت ؟
ثاني سؤال : لماذا التركيز فقط على معجزة الإسراء والمعراج مع أن هناك في القرآن الكريم آيات ومعجزات كثيرة غير الإسراء والمعراج لم يتناولها الملحدين والكفار والزنادقة وليس من يتفكّرون لأن من يتفكرون يتأدبون مع الله كثيرا ويؤمنون به إيمانا راسخا مطلقا ... فلم لم نسمع عمن ينتقد أو يشكك بنمل نبي الله سليمان { حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون } النمل ... فمنذ متى سمعتم أو عرف كل علماء الدنيا صوت النمل أو عرف لغته أو فهم مقصده !!! وكيف لنبي الله سليمان والأرض تهتز بخيله وبجنوده وصل إليه صوت النملة واضحا ليعرف ماذا قالت وعلى أثر ذلك قال سليمان { فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين } النمل ... فمن أخبرك بقصة النمل مع سليمان ومن أخبرك بردة فعله "المبتهجة" ثم أخبرك نصا بدعاء نبي الله سليمان ؟ هل كتب التاريخ أخبرتنا بذلك أم أحد الشهود المؤرخين أم نملة هي من ذهبت إلى أحد الحكماء فقصت عليه ما جرى فكتب قصتها فوصلت إلينا !!! ... أليس كتاب ربكم هو من سرد تلك الحادثة ليرينا ربنا جل جلاله قدرته التي لا قدرة تساويها ولا قدرة فوقها { نحن نقُصّ عليك أحسن القَصَصَ بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كُنت من قبله لمن الغافلين } يوسف ؟
ثالث سؤال : كيف عصاَ خشبية كانت بيد سيدنا موسى عليه السلام شقّت البحر "خليج العقبة" والذي يحتوي على عمق أكثر من 1.850 متر !!! ... ثم يُفتح طريق بطول 24 كم فيتحول قاع البحر إلى "أرض ناشفة" ليعبر سيدنا موسى وبني إسرائيل بمتاعهم وعرباتهم ومتاعهم ودوابهم وهم يرون من كل جانب حجم البحر بطول أكثر من 1.850 متر ... لأن الأرض لو كانت مبتلة لغرست أرجل القوم في الأرض الطينية ولاستحال عبور الدواب والمتاع والعربات على الأرض الطينية بطول 24 كم ... فهيا يا علماء الكيمياء ويا جهابذة الفيزياء ويا أدهى عقول الهندسة في كل الأرض أخبرونا أي عقل وأي علم يصدق ما حدث ؟
رابع سؤال : لا يوجد أكثر ثراء وأكثر نفوذا من ملوك وسلاطين الأرض وأثرى أثرياء العالم فلم لم يستطع فردا واحدا منهم أن يمنع الموت ؟ ... ولِم لَم يستطع كل أطباء الدنيا أن يقدموا ساعة من عمر أحدهم ؟ ... هل ستقولون إنها طبيعة الحياة !!! إن كان هذا قولكم فأنتم في جهل لأن مقولة "طبيعة الحياة" هي نظرية "الإنفجار الكوني" الذي يستند عليه ملاحدة علم الفيزياء في أمريكا وأوروبا وروسيا والصين وأشهرهم الراحل "ستيفن هوكينج" الذي ظلل الملايين من المساكين ... الطبيعة خُلقت لنا ولسنا حتى بجزء منها بدليل يوم القيامة هل الطبيعة لها حساب وكتاب ؟ هل كوكب الأرض بيابسته وببحاره وبجباله وجمال وروعة طبيعته لديهم حساب وكتاب وقصاص وجنة ونار ؟
خامس سؤال : لماذا كل علماء الفيزياء يخرسون تماما ولا تنطق شفاههم بحرف واحد أمام حقيقة الأطباق الطائرة ؟ ... لا حاجة للتعمق في هذا السؤال لأنه علم ليس له أي فهم أو تفسير علمي ولا تفسير منطقي وخارج كليا عن كل علوم الفيزياء والكيمياء مع أنه واقع والجميع شاهدهم في آلاف الفيديوهات المنتشرة لكن تعالوا يا علماء الفيزياء أخبرونا فلا يخبرونا أفهمونا فلا يفهمون ... طيب يا جهابذة التنزير أليس فيكم رجلا واحدا فيفسر لنا حقيقة هؤلاء القوم ؟ ... كلا لا يوجد بل هدفنا قرآنكم ودينكم فقط ؟
المعجزة : هو حدث مادي ليس له أي تفسير علمي وخارج عن الطبيعة والمألوف وفوق كل قدرات البشر وفوق قوة وعظمة الطبيعة وأكبر من كل علوم البشرية ولن يستطيع مخلوق أن يفهم حيثيات أسبابها العلمية ولا حتى النظرية حتى قيام الساعة ... إن شرذمة الشياطين الذين يطعنون بكتاب الله ومعجزاته هم فئة ضالة والكثير منهم مأجورين لضرب الإسلام كدين وعقيدة ... ويتوزعون ما بين أفراد مساكين تم تظليلهم وما بين فرق ذات تنسيق في مواقع التواصل الإجتماعي وصولا إلى أدوات السلطة في حكومات خليجية وعربية لديهم "مستثقفين" مأجورين ساقطين يُصدّروهم للمشهد الإجتماعي ... فأفيقوا من سباتكم إن دينكم مستهدف وعقيدتكم مستهدفة فأصبحنا كأفراد ومؤمنين ما بين نيران الإسلام السياسي ونيران الفكر المتطرف الإسلامي وما بين نيران دكتاتورية الليبرالية الكل يختطف المجتمعات ليوظفها لصالحه ولنصرة قضيته ... إن أكبر مسرحية كوميدية أن مشككا بدين الله يريد أن يهدي أمة الإسلام وملحدا يريد أن ينير طريق البشرية !!! يا عزيزي اترك أمة الإسلام والمسلمين وعش حياتك فلماذا تضيعها علينا إلا لو أن لك مهمة ووظيفة تم توظيفك فيها وتوجيهك علينا !!! ... الإنسان لم يصل من العلم إلا القليل وبل وفتات العلم بدليل أنه حتى يومنا هذا يقف عاجزا أمام أمراضه الشخصية ... ويقف عاجزا أمام الموت والحوادث وجرائم القتل والحروب والهجرات ومصائبه الشخصية ... ويقف عاجزا أمام غدر وخيانات الناس له ويقف عاجزا أمام أزماته المالية ثم هذا التافه يخبرنا أنه أعلم ممن خلقه ويعرف أسرار الكون !!! ... يا سادة يا كرام نحن أمام شرذمة تملك الجرأة والوقاحة على الله جل جلاله علنا لكن لا يجرؤ ابن أبيه وأمه أن يتطاول ويتواقح على حاكمه ووزراء حكومته ... فسبحان من خلقنا الصابر على قُبح وجرائم وكذب ووقاحة الكثير من عباده ؟
دمتم بود ...