التاريخي السياسي العربي القديم وصولا للحديث مليئ بحكايات وروايات وقصص عن أقوال وأفعال حكام العرب والمسلمين بدأ من الدولة الأموية وصولا حتى يومنا هذا ... فيها مما تشيب له الولدان من ممارسات لا يقبلها عقل ولا منطق لا في زمانهم ولا في زماننا ... إنهم يا سادة حكام ظلمة طغاة مستبدين لصوص فاسدين لا يملكون دليلا شرعيا واحدا يثبت أنهم مسلمين ... والحمدلله رب العالمين أن حكام الكويت ليسوا منهم ولا حتى 1% منهم وسوف آتيكم بما يكشف لكم حقائق الماضي وفظائع الحاضر ... تلك المسألة فرضت نفسها علينا حتى تكون "سيكولوجية" شخصيات الحكام تحت التحليل العميق لنعرف أبعادها وكيف الحكام قديما وحديثا يفكرون وفق أي نفسية وعقلية ومنطق ومبدأ ؟
في يوم غضب أهل الكوفة من واليهم "الوليد ابن يزيد" بسبب فساده حتى أنه صلى بهم الجمعة وهو سكران فغضب عليه الخليفة "عثمان ابن عفان" والذي كان "أخو الوليد من أمه" فتم عزله وأقام عليه حد الجلد ونفذ الجلد "علي ابن أبي طالب" ... ولما آلت الخلافة لـ "الوليد ابن يزيد" كرهته الرعية من فرط فساده ودكتاتوريته وفجوره وإفراطه في شرب الخمر وشذوذه الجنسي ... وقبل الوليد كان هناك الخليفة "عبدالملك ابن مروان" الذي في عهده هدم ثلث الكعبة المشرفة ضربا بالحجارة "المنجنيق" وحاصرها وجوّع أهلها وارتكب في صحن الحرم مجازر من القتل على يد عامله "الحجاج ابن يوسف الثقفي" ... وقطع رأس "عبدالله ابن الزبير" ابن "أسماء بنت أبي بكر" وأرسل رأسه بصندوق لسيده الخليفة "عبدالملك ابن مروان" ... وأفرط بني أمية بالقتل والتعذيب وانشغلوا بالسرقات والخمر حتى جاءت الثورة العباسية بوحشية فاقت كل عقل وإنسانية ... لدرجة أن حتى الأموات في قبورهم لم يسلمون من شر الإنتقام فبُعثرت قبور "بنو أمية" ونبشت وأخرجت جثث وبقايا الخلفاء "معاوية ابن أبي سفيان - عبدالملك ابن مروان - الوليد ابن عبدالملك - سليمان ابن عبدالملك" ... وجرت مذبحة عظيمة في الشام عاصمة الخلافة الأموية طالت كل رجل كان له شأن وولاء للأمويين وطالت أبناء الرجل وزوجته وجواريه ... لقد كان انتقاما وحشيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسرقت البيوت وصودرت الأملاك وبيعت الحرائر بالأسواق وأصبحن جواري ... وأين الدين والشرع والإسلام والعدل في الأمر ... لا يوجد ؟
ولما حكم العباسيين بعد ثورتهم المتوحشة على الأمويين في 747 ميلادية ... استعبد العباسيين الرعية وحتى كان أهل بغداد والتي كانت عاصمة الخلافة كان أكثر من ثلثين الشعب فقراء حتى أنهم كانوا لا يجدون نعالا للبسه لأنهم لا يملكون ثمنه ... فأفرط العباسيين في الضرائب على التجار والرعية والقتل بالشبهة وتوحش النفاق لدرجة خُرافية فأصبحت الأمة آنذاك تعرف أن كل خليفة سيأتي للحكم سيفتك بهم وسيحكم وفق ما تهواه نفسه ومزاجه لا كما أمر الله بدينه وشريعته ... ففرط الحلفاء العباسيين وأسرهم بالترف والسرقات والرشوة والشذوذ الجنسي والخمر حتى أنهم وفي عهدهم أوجدوا وظيفة "ساقي الخمر" وظيفته أن يشتري أفخر أنواع الخمور ويقدمها لأسياده وثمنها وراتب الساقي من بيت مال المسلمين ... وعرف عن خلفاء الدولة العباسية أنهم كانوا ينامون في النهار ويسهرون في الليل وهذا بسبب فرطهم في مجالس النساء والخمر ... وما الخليفة المهدي ثالث الخلفاء الدولة الإسلامية في العراق إلا مثالا للفجور والذي كان مجلسه قيل عنه أنه مجلس ندماء الخمر بلا خجل أو حياء ولا ستر في البلاط العباسي ... وازدهرت تجارة الجواري بشكل فاق كل عقل ومنطق لدرجة أن 95% من خلفاء الدولة العباسية هم أبناء جواري وأيضا ازدهرت السرقات والرشاوي حتى أصبح الصالح والنزيه والشريف من النادر ... وأخضعت الرعية بقوة السيف والقضاء الفاسد والرعب والقهر والإستبداد والحروب بالإكراه ... وأين الدين والشرع والإسلام والعدل في الأمر ... لا يوجد ؟
ثم حكم العثمانيين بعد ضعف الخلافة العباسية ثم ظهرت الدولة السلجوقية التي كانت تريد أن تكون عاصمة الخلافة الإسلامية وتصاهرت أيضا مع العباسيين لكن كلاهما ضعفوا فظهرت مؤسس الدولة العثمانية "عثمان الأول" ... والذي أنشأ سلالة فيها كم المجازر والقتل والخيانات والرشوة والسرقات في تلك السلالة لا تعد ولا تحصى ... ولذلك "الدعارة والقمار والمعاملات الربوية" اليوم في تركيا هي جزء أصيل يستحيل أن تفصله عن التاريخ العثماني القديم لأن تلك الأطباع والممارسات الخسيسة كانت ركن أصيل جدا في الثقافة الإجتماعية العثمانية ... ولا تستطيع أن تحصي عدد "الصدر الأعظم" أي "رئيس الوزراء" كم عدد من قتلوا بسبب خياناتهم وسرقاتهم ولا تستطيع أن تحصي عدد الوزراء الذين أعدموا بقطع الرأس بسبب خياناتهم ولصوصيتهم ... والدكتاتورية والمزاجية في الخلافة العثمانية جزء أساسي في في مركزية سلوكهم لدرجة أن في عهد السلطان "مراد الرابع" أصدر قرار أن من يخرج من بيته بعد صلاة العشاء بلا إضاءة شمعة أو "سراي" كان القرار بإعدامه فورا ومن يشرب الخمر مصيره الإعدام لكن نفس الخليفة كان يشرب الخمر في قصره وأفرط في شربه لدرجة الثمالة ... ولك أن تتخيل أي رعب كانت الرعية تعيش في ظله هذا ناهيك عن "الجيش الإنكشاري" أي الجيش العثماني ... فهؤلاء حدث ولا حرج من تاريخهم من السلب والنهب والسرقات والخيانات لقد كان "جيش مرتزقة" فعلا من يدفع أكثر يحصل على ولاء أكثر وكثيرا ما لهم من حكايات الإنقلابات التي وقعت في السلالة العثمانية ... وأما تجارة الجواري فبالتأكيد ليس هناك دليل أكثر من أن 99% من حكام الخلافة العثمانية هم أبناء جواري لتعرف مدى قوة وتأثير وازدهار تلك التجارة ... ولذلك كان صراع الجواري صراع دموي استخدم فيه كل أنواع وأشكال وأساليب شياطين الأرض وبكل وحشية انتقام ... وأين الدين والشرع والإسلام والعدل في الأمر ... لا يوجد ؟
يتبع الجزء الثاني
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم