2024-06-04

التطبيع الكويتي الإسرائيلي .. هل ممكن ؟

 

إن مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني هي مسألة يمكن حدوثها مع أي دولة معارضة للكيان الصهيوني ... وحيثيات الممكن هي التي تحدد لك من هي الدول التي يمكن أن تطبّع مع الكيان الصهيوني ومن هي الدول التي من المستحيل أن تطبّع مع الكيان الصهيوني ... وهذه المعادلة هي من يقع فيها الكثيرين من المحللين السياسيين بجهالة مفرطة وسقوط مدوي لفهم الواقع السياسي كل دولة على حدى ... الأمر الذي أدى إلى توسع عمليات التنظير السياسي في الكثير من التحليلات السياسية للمهتمين في الشأن السياسي وذهب بعضهم لربط الكويت وبأحداثها الداخلية في مسألة التطبيع وبكل تأكيد هذه جهالة سياسية مفرطة ... أما في واقع وعميق الشأن الداخلي والسياسي الكويتي فتكهن العرافين والمنجمين من "هواة السياسة" بأن الكويت ذاهبة للتطبيع مع الكيان الصهيوني أسوة بالدول الخليجية ؟

لو بحثت ثم جمعت كل العوامل السياسية في الكويت بشأن إمكانية التطبيع مع الكيان الصهيوني يستحيل أن تخرج إلا بنتيجة واحدة وهي : يستحيل الكويت أن تطبّع مع الكيان الصهيوني لا بل هذا هو ضرب الخيال بعينه ... ولأن المُعرّف لا يُعرّف لكن وبكل أسف يجب أن يُعرّف لأن الكثيرين شطحت عقولهم وظنوا بالكويت وحكامها وشعبها ظن السوء وأسأؤوا الأدب معها ... ولذلك على الجميع أن ينتبه لهذه النقاط التي تكشف أسباب استحالة تطبيع الكويت مع الكيان الصهيوني ؟

أولا : الفطرة الإسلامية للشعب الكويتي منذ قيام الدولة قبل أكثر من قرنين من الزمان وحتى يومنا هذه ثابتة ولم ولن تتغير بموقف اليهود بشكل عام ومع الصهاينة بشكل خاص .

ثانيا : حكام الكويت ما قبل الدستور وما بعده موقفهم واضح وضوح الشمس من الكيان الصهيوني ما قبل نشأته وما بعده ولن يأتي حاكم كويتي واحد يشذ ويحطم قاعدة حكم الصباح في الكويت .

ثالثا : القانون رقم 21 الصادر في 1964 بمنع التعامل مع الكيان الصهيوني "حكاما ومحكومين" حتى يومنا هذا ... ولن ثم لن يأتي حاكما في الكويت يتنكر ويخون دماء شهدائنا الأبرار الذين ارتقوا لجنات الخلد عند ربهم في حرب 1967 - 1973 .

رابعا : الجبهة الشعبية الكويتية "تجار - معارضة - نشطاء - مؤسسات المجتمع المدني - مواطنين" تلقائيا ستتوحد وستشكل جبهة ضغط مهولة لا يمكن مواجهتها بأي شكل من الأشكال لا بل ومن المهم أن تعرف أن حتى القبضة الأمنية مهما بلغت درجتها ستكون مبعث فخر واعتزاز يجاهر به المعتقلين الكويتيين تدفعهم حينها الغريزة الإسلامية والدعم الشعبي من خلفهم بمعنى أن المسألة ستتحول إلى سباق بطولات وستنجح المسألة نجاحا إياك أن تشك بها بل وحتى أبناء الأسرة الحاكمة سيكون لهم موقفا بمعنى هم منا ونحن منهم ولا تحسبهم منفصلين عنا .

خامسا : على فرض ذهبنا لجنون الخيال المحال وطبّعت الكويت مع الكيان الصهيوني فإنه دستوريا أي الإجراءات الدستورية المنصوص عليها تلقائيا فإن مجلس الأمة القادم سيراجع كل المراسيم الأميرية مرسوم مرسوم بقوة الدستور يقر ما يشاء ويرفض ما يشاء من كل المراسيم الأميرية التي صدرت في غياب مجلس الأمة بمعنى اتفاقية التطبيع عرضة لإلغائها كأنها لم تكن .

سادسا والأهم : بعد الفظائع الصهيونية ووحشيتها وجرائم الإبادات الجماعية التي ارتكبت بحق أهل غزة وموجهة الإستنكار والتنديد والشجب العالمية وبعد أحكام الإدانة التي صدرت من محكمة العدل الدولية فهناك الرأي السياسي يقول لك : أي معتوه سياسة هذا الذي يذهب للتطبيع مع كيان لقيط يصنف اليوم على أنه الكيان المنعدم أخلاقيا منعدم إنسانيا كافر بالله وما أنزل على رسله هو ذات الكيان الذي لم يبقى أحدا إلا وأدانه ووبخه لا بل وتفوق الكيان الصهيوني على نظام كوريا الشمالية بمراحل كبيرة ... وأما الرأي الشعبي : من هذا الحاكم الذي يطبّع اليوم مع الكيان الصهيوني ويلحق بأمته وبشعبه الخزي والعار بين شعوب اليوم وأمم اليوم ويجعلهم عرضة للشماتة والإهانة التلقائية في مواقع التواصل الإجتماعية !!!

سابعا : الكيان الصهيوني قد دخل فعليا وواقعيا في مرحلة العد العكسي لزواله أي أن من يطبّع اليوم فهو طبّع في الوقت الضائع ولن يحقق أي مكاسب سياسية من وراء التطبيع هذا إذا افترضنا أن من طبعوا مع الصهاينة أصلا حققوا مكاسب سياسية واقتصادية من عملية التطبيع ومن المهم أن ترى اليوم ما كان محرما المساس بإسرائيل أصبح اليوم حتى طفل في كولومبيا يبصق عليها جهارا نهارا فقليلا من العقل .

إن ما سبق سردته لكشف واقع التفكير السياسي والإجتماعي الكويتي والذي كثيرا من الجهلة والسفهاء قللوا من شأنه واستهانوا فيه وظنوا أن الكويت يمكن أن تكون مطية للكيان الصهيوني وجواريه ... وأقولها بكل صراحة ووضوح دون خوف ولا رياء ولا نفاق ولا تزلفا : ثقتنا بحكامنا أكبر بكثير جدا من ترهات وهرطقات هواة التحليل السياسي هي ذات الثقة التي يثق بها حكامنا بالمخلصين من شعبهم ... فلا الكويت تساوي شيئا دون حكم الصباح ولا الصباح يساوون شيئا دون الكويت وشعبها ... تلك العلاقة هي التي على أساسها تضع تحليلك وتقييمك جيدا فيها أي لن يحدث ويدخل الكيان الصهيوني النازي الإرهابي ليضرب إسفين في هذه العلاقة الحميمية لا الشعب يقبل ولا الحاكم أيا كان إسمه سيقبل ... سيموت أمير الكويت "مشعل الأحمد الجابر الصباح" وهو مخلصا وفيا للكويت وشعبها كمن سبقه وسيأتي من بعده سمو ولي عهده الشيخ "صباح الخالد الصباح" وأيضا سيكون مخلصا للكويت وشعبها كمن سبقه وسنموت ونحن مخلصين للكويت وحكامها ... فلا يخرج علينا مستقبلا أفلاطون ولا نيوتن ولا أينشتاين لينظروا علينا فإن في تنظيرهم خزيا وبكلماتهم عارا تفضح جهل عقولهم وربما استرزاقهم مدفوعين بجهات خارجية تأمر عبيدها أن يتحدثوا ويصمتوا كما تنادي كلابها بأن ينبحوا على الكويت منذ سنوات ... وقد سبقكم يا هذا أبواق النظام البعثي العفن المقبور فأين آلت بهم الأيام وماذا فعل بهم الزمان والنتيجة ذهبوا لمزابل التاريخ وبقيت الكويت بحكامها وشعبها بخير وأمان بفضل من ربنا سبحانه وتعالى وحده لا شريك له ... الكويت حكاما ومحكومين لن يخونوا الله ورسوله ولن يبيعوا المسجد الأقصى مهما كان الثمن ومهما بلغت الضغوط على الكويت ... { قضي الأمر الذي فيه تستفتيان } يوسف ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم