2024-07-23

أكاذيب ولاية الأمر وظلال الأمة وعبودية الفرد 4

 

إن حقوق أمير البلاد أو الرئيس أو الملك في بلاد المسلمين مصانة محفوظة بين الرعية شرط أن لا ينتهك محرمات ما أمر به الله سبحانه وتعالى وهذا الشرط أصلا هو من يسبغ عليه نعمة الإسلام فإن أخل بها أخلت به بديهيا ... وكما أسلفت توقير واحترام الحاكم يصنف اليوم على أنه من أعلى درجة وأعظم منزل في الواقع الإسلامي الحديث الذي نشأ بعد انتهاء مصطلح "الخلافة الإسلامية" في 1922 ... بمعنى حكام اليوم يحكمون بضعة شعوب موزعة متناثرة هنا وهناك كل دولة وشعب اتخذوا من أنفسهم إسما وهوية ومجتمع وعادات وتقاليد خاصة بهم ... بعكس ما قبل الخلافة الإسلامية والتي كان فردا واحدا فقط يحكم الأمة العربية والإسلامية قاطبة دون النظر للهجة واللغة والعادات والتقاليد والصفة ... والقواعد الوظيفية لحاكم البلاد قد تغيرت كثيرا من حقبة "الخلافة الإسلامية" إلى ما بعدها من تقسيمات "سايكس بيكو" ... فما قبل الخلافة الإسلامية لم يكن هناك دواعي أو ظروف أو قوانين دولية تفرض إجبارا "التعليم والرعاية الصحية وحقوق الإنسان وإيجاد الوظائف والقضاء على البطالة" ... لأن تلك العناوين جاءت حديثا أي قبل 60 - 70 سنة تقريبا والتي كل سبب وكل مبدأ كانت له أسبابه وتداعياته وظروفه ... مثلا يجب القضاء على البطالة حتى لا تتكون لديك الجريمة وينتشر الفساد وتسود الرذيلة في المجتمع ... والتعليم حتى تصنع الإنسان وتقضي على الجهل والأمية فيكون لديك المعلم والطبيب والمهندس ووو وهكذا من مصطلحات ... أما في أزمان الخلافة الإسلامية فكان الشرط هو توفير الأمن والأمان للرعية حتى يأتي التجار حتى تنتعش الأسواق حتى يتوفر دخل للدولة للحروب والغزوات أو حتى للسرقات والرشاوي ونشر الفساد وشراء الذمم ... والفتوحات الإسلامية كانت عامل اقتصادي بالدرجة الأولى قبل أن تكون حجة دينية أو شرعية للجهاد "فيما بعد" بمعنى كلما زادت الفتوحات كلما زاد خراج الأرض التي تصب في خزينة الدولة والمتحكم فيها وبالمطلق هو الخليفة ولو كان صرفا سفيها ... ناهيك أن التعداد السكاني قديما كان لا شيء مقارنة باليوم وكمثال في العهد العباسي وتحديدا في عهد أمير المؤمنين "هارون الرشيد" في سنة 800 ميلادية كان تعداد كل البشرية = 260 مليون نسمة فقط وليس أكثر 450 مليون عربي وأكثر من 8 مليار نسمة على وجه الأرض في زمانكم هذا ؟ 

هل بعدما سبق يعني أنه لا توجد ولاية أمر ؟

ومن قال لك هذا !!! إن كانت لا توجد ولاية أمر فكيف تدار الدولة ومن يقود الأمة ومن يرعى مصالح الشعب ؟ ... كلا وأبدا بل توجد ولاية أمر واحترام ولي الأمر أو الحاكم أو الرئيس لا نقاش فيها مطلقا ... وموضوعنا هو لدحض وكشف الأكاذيب والإفتراءات التي نُسجت حول ولاية الأمر حتى جعلوها مقدسة لا تمس ولا تنتهك ... بل تمس إن صال وجال بظلم البلاد وقهر العباد وساقهم بالحديد والنار وتنتهك ولاية الأمر إن ضرب محرمات ربكم في كتابه الكريم بعرض الحائط جهارا نهارا ولا سمع ولا طاعة لمن يعين على الإسلام والمسلمين ولا ولاية لمن لم ينتصر للمقدسات الإسلامية الثلاثة "القدس - مكة - المدينة" ... لأن ولاية الأمر مشروطة وليست مطلقة ولولي الأمر حقوق وعليه واجبات تماما كحالكم كرعية لكم حقوق وعليكم واجبات ... وما صنعه رجال الدين منذ مئات السنين هو أنهم صنعوا لكم الطغاة والمستبدين بزعم تقديس وتعظيم ولاية الأمر والخضوع لولي الأمر كالعبيد حتى أصبحت الدولة ومن عليها ملكا للحاكم وأسرته وزبانيته بانتهاك صارخ لكل القواعد والأسس الإسلامية مما جعل الرعية في كثير من الدول والشعوب عبيدا للحاكم وليسوا عبيدا لله ... وليس بالضرورة أن كل من حفظ القرآن أو قرأه يعني أنه عاقل أو حكيم وإلا انظر لكم الفتاوي الكوميدية والفاجرة والمتطرفة التي خرجت من مشايخ وعلماء من حفاظ كتاب الله وحتى البغبغاء يحفظ ما يسمع فأعقل ما تقرأ مني ... لا بل أن الكثير من الحكام أكاد أجزم أنهم ضحايا نفاق بطانتهم وتطبيل وتعظيم رجال الدين لهم وضحايا تربية قاهرة أو ماضي من الفقر المُذل أو ضحايا رجال القصر من اللصوص والمنافقين ممن قاتلوا لبقائهم أطول فترة ممكنة ... حاكم يُذكر بين رعيته أكثر مما يُذكر اسم الله وأكثر من ذكر الأنبياء والرسل يفتح الإذاعة يسمع تمجيد يفتح التلفاز يشاهد تمجيد يحضر مناسبات يشاهد التعظيم ... كيف تريده لا يجن جنونه ولا يختل عقله وتوازنه ولا تتغير قيمه ومبادئه "إلا من رحم ربي" ... في مرة وفي صلاة الجمعة تأخر الرئيس البوسني "علي عزت بيغوفيتش" عن صلاة الجمعة ولما دخل المسجد أخذ الناس يفسحون له الطريق والمجال حتى يصل للمقدمة فقال لهم "هكذا تصنعون طواغيتكم" بمعنى ما كان للمصلين أن يفسحوا المجال لرئيسهم الذي وصل متأخرا وكان واجبا عليه أن يقف في الصفوف الخلفية كحال المتأخرين ... وفي "علم الإدارة في باب علم النفس" هناك قاعدة تقول "الرئيس التنفيذي للشركات يجب أن لا يستمر في منصبه أكثر من 4 سنوات فقط وإلا سيصاب بعظمة الكرسي وجنون السلطة" ... ونحن بشر فينا الجشع والطمع وحب التملك ومهوسين بعظمة السلطة ومفتونين بأي رئيس يملك "كاريزما الشخصية" ... بدليل انظر للحمقى في أيامكم هذه لا يزالون يسطرون من نسج خيالهم المريض الكوميدي في بعض الأحيان "عظمة نظرة حاكم - أسطورة مشية حاكم - بلاغة وطلاقة لسان الحاكم وكأنه لقمان - إلخ" ... والجهل مواريث جيلا يورّث الجهل والتفاهة والسطحية للجيل الذي يليه في حالة مرضية لم تنفع معها النوازل والكوارث التي حلت بالأمة العربية منذ قرون لا هم يعتبرون ولا هم يتعظون ... { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون } الأنبياء ؟

ولاية الأمر في الكويت

مسبقا سيغضب الكثيرين مما سأقوله لكنها الحقيقة ولا شيء غيرها ولذلك انتبهوا جيدا لما سوف تقرؤونه بعميق الفكر لا بسطحيته ولا بعاطفتكم ... علم المُقارنات يخبركم أن نظام الحكم في الكويت هو فعليا وعمليا وبمقارنة مع التاريخ السياسي العربي والإسلامي القديم والحديث هو أفضل بمئة مرة من نظام الخلافة الإسلامية وبالمطلق ... وأعني وأخصص وأحدد الشكل والنظام والهيكل السياسي الكويتي ما بعد دستور 1962 وليس ما قبله ... ومن قرأ التاريخ السياسي الإسلامي القديم جيدا ويملك ضمير الحق حتما سيعرف جيدا حقيقة ودقة ما أقول ومن يخالفني فقط فليصنع المقارنات ليكتشف بنفسه الفرق الحسن الكبير بين الأفضل والأسوأ ... وكفى مقارنة بفحش الجواري وأن 90% من الخلفاء ممن حكموا الأمة العربية والإسلامية قديما هم من نسل وبطون الجواري وما أكثر قتل الناس بالشبهة لا اليقين والكثير الكثير ... وأنا هنا أعني بالأفضل من حيث الشكل والهيكل التنظيمي والسلوك السياسي وأوجه وأوامر الصرف والإنفاق وبسط سلطة القضاء ومستوى الأمان بشكل عام وليس بالأفراد بمن يحكم ... وبشكل عام أي الشكل العام أي هيكلة نظام الحكم للدولة ومساراتها وأجهزة مراقبة الإنفاق والصرف والرصد ولا تدخلوا الممارسات الفردية أو الشواذ من التصرفات بل خذ الشكل العام واحكم على الشكل العام ثم قس على ذلك ... وأهم ما فيه أن سلطة أمير البلاد مشروطة وليست مطلقة تحكمها مواد دستورية على أثرها يجري العمل فيها ولا يوجد لنظام الحكم ولا لحكام الكويت قوانين متفردة تمارس خارج نطاق وإطار الدستور ومن هنا انتفت صفة السلطة المطلقة وحلت مكانها السلطة المشروطة والتي هي أساس الحكم الإسلامي الصحيح { والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون } الشورى ... فلا راتب لسمو أمير البلاد إلا بقانون يحدد قيمة الراتب السنوي وبشرط موافقة أغلبية أعضاء البرلمان ولا مخصصات دون مراجعة ومحاسبة تفصيلية بالفلس والدينار تحت إدارة جهاز "ديوان المحاسبة" ... ويحق للبرلمان أن يرد تشريع أمير البلاد ويرفضه أو يوافق عليه ويحق للمواطنين اللجوء للمحكمة الدستورية العليا لإبطال قانون ومرسوم وأمر أميري ... وسمو أمير البلاد يقسم بالله العلي العظيم قبل توليه مقاليد الحكم بالقسم الدستوري علانية بالنص "أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه" ... أضف فوق هذا كله أن أسرة الحكم وعلى رأسهم حكام الكويت لهم محبة خاصة استثنائية في قلوبنا لأسباب كثيرة فتجدهم في الدواوين بيننا في الأفراح في الأحزان معنا ... وكدليل واقعي فعلي قد حدث في عزاء والدي "رحمه الله" فقد أُرسِلت لنا برقيات التعازي من القيادة السياسية والتي "لا زلت أحتفظ بها بنسختها الأصلية لدي" وحضر العزاء كبار الأسرة الحاكمة وكبار المسؤلين حالنا حال الكثير من الأسر الكويتية الكريمة ... وعُرف عن حكام الكويت "صبرهم وحلمهم" على رعيتهم وسعة صدرهم الكبير جدا والذي حتى أنا ولا أنتم تملكونه بصراحة ... ننتقد حكوماتنا بنقد لاذع ونصل لمرحلة الإنفعال أحيانا ونجدهم يتفهمون أسباب انفعالاتنا ... ولذلك ولاية الأمر في الكويت صحيحة 100% ومفعلة عمليا وفعليا لا رياء ولا نفاقا ولم يحكمونا بسلاح الخوف والرعب كحال من حولنا ... لا علاقات مع الكيان الصهيوني رغم الضغوط السياسية الخارجية والقضاء يحكم بين الجميع ولو كان خصمك أحد أبناء الأسرة الحاكمة ومن كبار أبنائها ... تكتب بحرية مسؤلة تسافر وتعود بأمان سمو الأمير وسمو ولي عهده ومسؤلين الدولة بيننا لا مواكب وإغلاق طرق بعد الدوام الرسمي ... التجارة تنظمها القوانين تطلب ما شئت من أي مكان في العالم فيصل إليك خلال أيام ولا ضرائب على المواطنين والأسعار في متناول الجميع والكويت هي الأرخص في أسعار "الكهرباء والماء والإنترنت والبنزين والغاز والمكالمات الأرضية والهاتفية" من بين كل الدول العربية كافة ... والكويت تملك أنظف سجل سياسي من بين كل الدول العربية قاطبة ويستحيل ثم يستحيل أن يعتقل مواطن أو مقيم دون إجراءات قانونية صحيحة ورسمية ويعرف ذويه فور اعتقاله مكانه ويقدم في 3 درجات تقاضي بقضاة مختلفين يُمكّن فيها المتهم من حق الدفاع عن نفسه ... والمساجد عامرة والصلاة واجبة وصدقات الشعب حدث ولا حرج وحق لك أن تتفاخر بهم "اللهم اجعلها في ميزان حسناتهم" ... وحماية المجتمع من أفكار الشذوذ والضلال قائمة والفاحشة والرذيلة مُحاربة ... والدفاع عن حقوق المسلمين وقضاياهم مباحة ومشروعة لا بل الدولة في مرات كثيرة هي من سبقت المواطنين بالدفاع عن أقليات وجماعات مسلمة مضطهدة ولا أكثر شرفا من موقف الكويت تجاه ما يحدث لإخواننا في غزة من قبل الكيان الصهيوني وجواريه من الأعراب ... ودواوين الكويت شاهدة على المساحة الخرافية من حرية الرأي ولا يحق لرجال الأمن التجسس عليها أو انتهاكها إلا وفق جريمة مشهودة ووفق القانون وأذونات القضاء المقيدة صلاحية وليست مطلقة بطبعتها ... أفبعد كل هذا يمكن أن يكون هناك حديثا عن ولاية الأمر في الكويت ؟

دستور الكويت وولاية الأمر 

الدساتير بشكل عام تناقض وتتعارض مع كتاب الله وشريعته ... والشكل العام هنا المقصود فيه في الدساتير الغربية وبعضا من العربية والإسلامية ... الأمر الذي يضع كل متدين وكل رجل دين في دائرة الشبهة إن خاض في أي انتخابات برلمانية ... والسبب أنه رجل متدين والمتدين مرجعه كتاب الله حصريا أما الدستور والعملية الإنتخابية فهي تضعه بمنزلة المعطي لمن لا يملك ... بمعنى المرشح يقدم الوعود لناخبيه وهو في قرارة نفسه يعلم يقينا أنه كذاب لا يستطيع أن يلتزم بما وعد به ناخبيه من وعود ... لأنه كما أسلفت سابقا الدين لا يوجد فيه أكاذيب ولا وعود كاذبة لكن في السياسة "طيّر بلابلك ولا تطالع وراك يعني حط الشمس بايدهم والقمر بمخباتهم لأن ربعك تعودوا على أفيون المرشح بيعهم حجي يصفقون لك" ... وفي الحقيقة وفي الواقع أن الدستور هو منظم لسلطات حاكم البلاد ويحد من سلطاته المطلقة ويضع كل مسؤل وكل مواطن في حدوده التي وضعت له مسبقا والتي رسمها الدستور الكويتي والذي جاري تعديله وتنقيحه في المستقبل القريب ... ومن هنا يرجى الإنتباه أن العمل بالدستور يعني هي موافقة مسبقة وقبول علني على حدود وشروط سلطات ومزايا كل فرد في المجتمع سواء أكان حاكما أو محكوما ... الأمر الذي يضيف ضمانات للأفراد بمنحهم حقوقهم الدستورية بحريتهم الطبيعية في الفكر والتفكير والقول والفعل "المسؤل" واحترام أدميتهم وحرمة انتهاك خصوصيتهم في المحادثات والمراسلات الهاتفية والبريدية بتنظيم مطلق من السلطة القضائية التي وكلت بمهمة حماية أسرار وحقوق العباد والبلاد ... وبالتالي ولاية الأمر لدينا هي قائمة بواقعها الصحيح ومنهجها الصحيح ولم تخرج عن صلب وأسس الشريعة الإسلامية الرئيسية لم تنتهك المحرمات الكبرى ولن يحدث ذلك بعون الله ومشيئته ... وهذا شكل من أشكال الحكم المطور والذي يعتبر أفضل بكثير جدا من نظام الخلافة الإسلامية والذي لم يحلم فيه أحد ممن كان يعيش في تلك الأزمنة ... وكفى شرفا بالكويت أن قال أميرها وحاكمها الراحل "صباح الأحمد" قبل وفاته : قد وصلت لأرذل العمر ولا أريد أن أقابل ربي وأنا في أخر عمري أصافح الصهاينة "رحمه الله وطيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته" ... لا بل وأنا شخصيا على ثقة مطلقة بصميم وطنية وشرف وأمانة سمو أميرنا الحالي الشيخ "مشعل الأحمد" وسمو ولي عهده الشيخ "صباح الخالد" اللذان لن ثم لن يقلوا أمانة وغيرة على دينهم ووطنهم ورعيتهم وطهارة من نجاسة الكيان الصهيوني اللقيط ... وهذه نعمة وفضل من ربنا سبحانه وتعالى علينا كرعية في الكويت ؟

إن ولاية الأمر لم تكن سوى منزلة عظيمة دمرها مجانين السلطة من حكام المسلمين قديما وحديثا من المختلين عقليا ونفسيا وحتى الشاذين جنسيا بلسان الشياطين من رجال الدين الذي يبثون سمومهم ويكذبون على دينهم وربهم وفي الحقيقة ما يكذبون إلا على أنفسهم ... ومن حجته أنها السياسة وظروف الزمان فاضطر لانتهاك ما حرم الله صراحة جهارا نهارا فبشره بجهنم خالدا فيها ... ومن أعان على الإسلام والمسلمين وناصر الكيان الصهيوني اللقيط فبشره أيضا بنار جهنم خالدا فيها ... ومن طغى وتجبر على رعيته وأشاع الفاحشة والرذيلة بين الناس فبشره بجهنم خالدا فيها ... ومن وقف ضد العدل بين الناس وأفسد القضاء وتلاعب بالقوانين وجعل دولته كأنها ملكا له أو شركة خاصة لأسرته ولزبانيته فبشره بجهنم خالدا فيها ... وعلى النقيض من عمل من أجل نهضة وطنه ونفض الفساد عنها كان عمله مشكورا ... ومن حارب الفساد وسعى إلى نشر العدل بين رعيته كان سعيه علينا ممنونا ... ومن انتفض لنصرة المظلومين من رعيته والقصاص من مستبدين السلطة كان حقا على الله أن يجازيه خير الجزاء في الدنيا والأخرة ... ومن صمد أمام التطبيع مع الكيان الصهيوني اللقيط ورفضه ونفظ يده من تلك النجاسة فقد عمل نصا بقوله سبحانه في سورة المائدة { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } وحقا على رعيته أن تقف مع وليها المخلص هذا بكل فخر وشرف وعزة دون أدنى تفكير وقضية فلسطين وما يتعرض له أهل غزة لا تحتاج لإذن ولي الأمر لأنها من أصل المقدسات الإسلامية التي أمرها هو شأن وفرض على كل مسلم وليس كما دلّس وكذب تجار الدين من الأوغاد ... وفي زمانكم هذا ووقتكم هذا لا أملك صدقا وليس نفاقا ولا خوفا إلا أن أقول : الحمدلله والشكر لله والفضل والمنة لله أني عربيا مسلما كويتيا وأنعم بفضل من الله سبحانه وتعالى أولا ثم بفضل نعمة حكم الصبــــاح حصرا وأنا هنا أعني جيدا ما أقول لا أشهد للكثير منهم إلا بالخير والبعض كانت لهم أخطاء ورحلوا إلى جوار ربهم يتولاهم سبحانه يوم نأتيه جميعنا فرادى ليس معنا أحد قط ... في وقت الشعوب العربية اليوم وفي زمانكم تُجلد بسياط القهر والذل وسرقة جيوبها ووحشية سلطاتهم الأمنية وصِبية قضائهم من المجرمين والأوغاد الفاسدين وتصنيفهم العالمي الأسوأ والأبشع في مجال حقوق الإنسان وسمعتهم الدولية السيئة بزعم ولاية الأمر الكــــــاذبة ... فويل ثم ويل لمن افترى على الله الكذب وتقوّل على رسولنا كذبا وويل لرجال الدين الذين اتخذوا من دينهم تجارة خسيسة ليُظلوا الناس عن طريق الحق ويُدلّسوا عليهم إفكا وإثما مبينا ويل لهم مما نطقت به ألسنتهم وبما كتبت أيديهم وويل لمن ساند حاكما طاغيا وأعان على صنع المستبد الطاغية ... { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون } البقرة ... ربي لك كل الحمد وكل الشكر وكل الفضل والمنة على نعمك التي خصيتني وتفضلت علي بها اللهم اجعل كلماتي هذه وموضوعي هذا في ميزان حسناتي يوم ألقى وجهك الكريم وأنت راضِِ عني وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين يا رب العالمين ... اللهم آمين ؟




دمتم بود ...


 


2024-07-22

أكاذيب ولاية الأمر وظلال الأمة وعبودية الفرد 3

 

إن طاعة ولي الأمر ليست استقلالا مطلقا بالرعية دون ضوابط ودون شروط ... بل هي محكومة بقواعد وشروط وواجبات بل هي ليست استفرادا بل اتباعا لطاعة الله وحده لا شريك له ... ضمن القواعد الرئيسية التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والقواعد هي في محرمات "الطعام والشراب - والمال والزكاة والربا - والعدل والقصاص - واليهود والنصارى - والمعاملات والمواثيق بين أقوام أخرى - إلخ" ... ولا يتخذ من الأفعال الشاذة والخاطئة والفاسدة لخلفاء المسلمين قديما كاستلال للإباحة في أي زمان ومكان كان ... بمعنى أنا أقتل كما قتل "الحجاج الثقفي" أنا أشرب الخمر كما شرب "الوليد ابن يزيد" أنا أسرق كما سرق الأمة الخليفة "المتوكل بن المعتصم بن الرشيد" وقدم كل ما سرق للمغول فقتلوه إلخ إلخ إلخ ... فالأصل لولي الأمر أن يكون بمقام رفيع من أجمل وأفضل صورة تليق بمقامه العالي الإستثنائي ويكون مضربا لأمثال الحكمة وحسن تدبير السياسة وحليم الصبر على رعيته ولبيب منطوق الحديث وعالما بأحوال أرضه وما حولها قارئا لتاريخه وتاريخ الأمم والشعوب ... على العكس تماما إن كان ولي لأمر لصا فاسدا سارقا فاجرا أشاع الفواحش والزنا والربا وظلم الناس والعباد وأعان على الإسلام والمسلمين وقدم اليهود والنصارى على الأمة الإسلامية وقضاياها ... أيا مما سبق شرط أن تكون أفعالا مشهودة سواء في السياسة الداخلية والخارجية أو في الحياة الخاصة أو الإجتماعية فهي كافية بأن تسقط ولاية الأمر عن المعني في الأمر ولو شهد له ألف عالم كذابا مدلسا ... والأمة لا تضيع من أجل فرد واحد ولا هناك منطوقا شرعيا يفتي بفناء ثلث الرعية من أجل الحاكم ولا ظلم الملايين من أجل الحاكم إلا بفتاوي الفاجرين من تجار الدين عبيد السلاطين ... والأية التي ورد ذكرها في سورة المائدة { إنما جزاء الذين يُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يُقتّلوا أو يُصلّبوا أو تُقطّع أيديهم وأرجُلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض } هي لا تخص أحد بعينه بل تشمل الجميع سواء أكان حاكما أو وزيرا أو فردا أو أفرادا أو جماعة من الرعية ... وإلا لماذا أصلا نزل عليكم وجائكم الدين الإسلامي تفضلا من ربكم أليس ليخرجكم من الظلمات إلى النور ثم أنتم تعودون لظلمات الطغاة والمستبدين بإذلال كالعبيد ويرهبونكم باسم الدين ويتوعدونكم باسم الله والحقيقة أن الله ودينه وشريعته بـــــراء منهم ويوم القيامة كُلُ سيعرف مقامه ومكانه عند أعدل العادلين جل جلاله سبحانه وتعالى ؟

في أدلة سقوط ولاية الأمر فحدث ولا حرج في زمانكم فهناك حكام أو من يطلق عليهم بولاة الأمر في الحقيقة ما هم ولاة أمر بل فاجرين كفروا أصلا بما أُنزِل على محمد جهارا نهارا ... يكذبون في كل يوم على رعيتهم ويدلسون عليهم الحكايات الكاذبة ويطلقون شياطينهم من أقذر أنواع رجال الدين حتى يصنعوا من القبيح جميلا ومن الطاغية عادلا ومن اللص نزيها شريفا لا بل وأباحوا بكل وقاحة ومنحوا ولي الأمر رخصة شرب الخمر والزنى متجاهلين عمدا قوله سبحانه في سورة الإسراء { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشـــــــة وساء سبيلا } ... والفاحشة محرمة تحريما قطعية الثبوت كما ورد في سورة الأعراف { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } ... وكمثال لولاة الأمور الذين أسبغوا عليهم الطاعة العمياء كمثل الرئيس الليبي المقبور "معمر القذافي" الذي قال في افتتاح مجلس اتحاد الجامعات العربية في بنغازي في 17-2-1990 : إن الكعبة هذه هي آخر صنم ما زال باقيا من الأصنام ... وفي 19-2-1978 أثناء لقاء القذافي مع أساتذة الجامعات قال : إن محمد مرسل للعرب فقط والقرآن جاء من أجل العرب وبلغة عربية موجه للعرب فقط وأي واحد غير عربي اعتنق الإسلام هذا متطوع في الحقيقة أمره عند الله لكنه غير معني ... وعفن اللحود المقبور "صدام حسين" الذي أهلك الحرث والنسل وأفرط بالقتل والجرائم والإبادات الجماعية حتى أن تقريرا للأمم المتحدة صدر في 2004 بعد سقوطه في 2003 ذكر أنه تم العثور على 400 مقبرة جماعية وملايين من المفقودين بدليل وجود أكبر مقبرة في العالم في مدينة النجف والتي تبلغ مساحتها أكثر من 10 كليو متر وهي أكبر من مقبرة "كالفرتون - أمريكا" العملاقة والتي تستقبل 10 آلاف جثة سنويا ... والرئيس التونسي "زين العابدين بن علي" الذي أفقر شعبه وسحقهم من شدة الفقر وسرق ثرواتهم حتى أنه بعد هروبه من بلاده في 14-1-2011 لاجئا للسعودية عندما دخلوا أحد قصوره ما فتحوا بابا إلا ووجدوا خلفه أموالا وذهبا وما فتحوا كبتا ولا دُرجا إلا ووجدوا فيه رزم من الدولارات واليورو بحصيلة مئات الملايين في قصر واحد فقط ... والرئيس السوري "جحش سوريا" والذي يعتبر اليوم هو عراب وكبير الإبادات الجماعية على مستوى العالم بأسره وما النازي الصهيوني "نتن ياهو" سوى طفل صغير في مدرسة الإرهابي القاتل الخسيس "بشار الأسد" من فرط قتل وتشريد الملايين وهدم مئات آلاف المنازل فوق رؤوس أهاليها حتى أنه أباد نصف مساحة سوريا عن بكرة أبيها وسواها بالأرض ... والرئيس الفلسطيني "محمود عباس" الذي دون أدنى حياء ذكر بتصريحات عديدة مسجلة ومصورة قائلا نصا : قبل ما أنام لازم أسمع المغني الإسرائيلي "موشي الياهو" لأنه يطربني ... وقال أيضا "أنا ضد المقاومة - لن أسمح بأي عملية مقاومة - التنيق الأمني مع إسرائيل مقدس مقدس مقدس - اعطوني معلومة عن مقاومين وإذا لم أقم بواجباتي فيحق لإسرائيل التدخل في الصفة الغربية - إلخ" ... وهل كانت الخلافة العثمانية التي بسطت نفوذها وحكمها وسلطتها على أمة العرب خلافة صحيحة ؟ بالتأكيد كلا لأن خليفة المسلمين وأمير المؤمنين من أول شروطه أن يكون "عربياََ مسلماََ قرشياََ" ومع ذلك أطلق على العثمانيين بولاة الأمور !!! ... والقائمة لا تنتهي فهل هؤلاء يمكن أن تعترف بهم كولاة الأمور أو حتى ولاية الأمر تنطبق عليهم !!! وهل ينطبق عليهم مصطلح ولي الأمر بواقعه وحقيقته الشرعية في زمانكم ؟؟؟ ... مع الإنتباه والمراجعة أن رجال الدين في زمانهم وأوطانهم ما بقيت كلمة إلا وأشادوا فيها بحكامهم وبولاة أمورهم انظر كيف يكذبون على الله ويفترون عليه ويدلسون على قومهم دون أدنى خجل أو حياء حتى من ربهم سبحانه { ما لكم كيف تحكمون - ألا تعقلون - ألا تنظرون - وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون } ... ولو أردت أكثر فما أكثر دليلا من شيخ المجاهدين الليبي "عمر المختار" والذي أفتوا علماء ومشايخ ليبيا بأنه من الخوارج المفسدين في الأرض في 1925 والسبب أنه كان يقاوم للإحتلال الإيطالي والمشايخ والعلماء كانوا عملاء مطايا للإحتلال الإيطالي ويتقاضون رواتب من أسيادهم الغزاة المحتلين ... والأزهر في مصر الذي نصّب الغازي المحتل الفرنسي "نابليون بونبارت" وليا للأمر في الديار المصرية في 1799 ... أهذه ولاية الأمر التي تقصدونها يا من برؤوسهم شيئا من العقل !!! 

يقول لكم رسولكم عليه الصلاة والسلام "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" ... وهذا الحديث الصريح والذي هو عنوان للكرامة الإنسانية وتفعيلا صريحا لأسس وقاعد شريعة رب العالمين سبحانه وتعالى ... القائل سبحانه في سورة الحديد { الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } ... وعن "عبدالله بن عمر" رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "على المرءِ المسلم السمْع والطاعة فيما أحبّ وكَرِه إلا أن يُؤْمَر بمعصية فإن أُمِرَ بمعصية فلا سَمْع ولا طاعة" ... والمعصية هنا تخص وتعني في حدود الله المترجمة نصا في آياته الكريمة في كتابه الكريم فلا يجوز الخروج على المحرمات بزعم السياسة أو كما زعم الفاسدين "الضرورة تبيح المحرمات" باستدلال سورة البقرة { فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه } ... وهنا أعود لتذكيركم أن أمة العرب يوظفون الأيات والأحاديث وفق ما يخدم مصلحتهم ويوافق ظرفهم أو حسب الدينار والدرهم بفساد كبير وإفك عظيم وتدليس الفاجرين ... والعرب بطبيعتهم إن أحبوا أفرطوا بالحب لدرجة العمى وإن كرهوا فجروا بكرههم لدرجة الكفر ... وأما حديث الرسول بمنح الصلاحية لولي الأمر "اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" فإني أنزه وأكرّم رسولنا وحبيبنا عن قول ذلك من استعباد العباد وأخذ أموالهم بالإكراه وضربهم بما يحط من قدرهم ومكانتهم وكرامتهم بين أسرهم وأهليهم وبين العباد !!! ... وما فعلها رسولا ولا نبيا من قبل في سيرة كل الأنبياء والمرسلين فهل يفعلها "محمد ابن عبدالله" أيها المتقوّلون عليه كذبا وزورا وبهتانا ؟ ... بل كل خطابات العتب والغضب كانت تتم بين الأنبياء والرسل وبين الخالق سبحانه وتعالى حصريا بالدعاء والنداء لا بتحريض الناس بعضهم على بعضهم ولا بوصايا الإهانة والإذلال إن كنتم تعقلون ... وما أكثر التقوّل على رسولكم وما أكثر الأحاديث المُفترى عليه فيها وهو رسولكم الذي نزلت فيه شهادة من السموات السبع في سورة القلم { وإنك لعلى خلــــق عظيــــم } ... ووصف رسولنا عليه الصلاة والسلام بأنه "كان رقيق القلب حسن العِشرة يترفّق بأصحابه يألف النَّاس ويألفونه لا ينطق بفحشٍ ولا يعيبُ على أحد ولا يعيب حتى طعامًا ليّن الجانب لا يرُدّ سائلًا وليس بفظٍ ولا غليظ" ... فهل صاحب الخلق العظيم صاحب هذه الشخصية المبجلة المحببة بالفطرة لقلب كل مسلم أيعقل أن يأمر الناس بالذل والخضوع وقبول التعرض للضرب والمهانة وسلب أموالهم بغير حق لولاة الأمور ولغير ولاة الأمور !!! أفلا تستحون أفلا تخجلون !!! ... أكرم وأنعم بمحمد بان عبدالله وحشاه بمثل هذا الإفتراء ولعن الله من تقوّل عليه ولعن من افترى على الله الكذب { إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم } النحل ... وربكم سبحانه قد سأل رسوله الكريم "عيسى ابن مريم" عليه السلام في سورة المائدة { وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } ... وهنا المقصود بالإلهين أي التقديس وفي الفهم البشري القديم أي "الطاعة العمياء" والله سبحانه ما أمر بالسلطة المطلقة ولا بالطاعة العمياء ... وأكرم وأنعم بابن مريم سيدنا عيسى عليه وعلى أمه الصلاة والسلام لم يكن إلا عبدا ونبيا ورسولا وقد افتروا عليه كما افتروا على محمد ابن عبدالله والأذى طال كل الأنبياء والرسل من أقوامهم { وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين } ... وفي سورة البقرة يقول الخالق عز وجل { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله } ... وفي سورة الأنعام يقول الحق جل علاه { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون } ... تلك الآيات فيها أدلة قطعية الثبوت أن لا تجعل لله شركاء ولا ندا ولا حتى تفضيلا لا نبيا ولا رسولا ولا حاكما ولا فردا ولا أفرادا ولا جماعات لأنهم بشـــــرا ... والبشر يصيب ويخطئ وعرضة لنزغ الشيطان والوسواس والظلم والفجور والشك والظن والحب المفرط والكره المفرط والفرح والغضب لأنها من خصائص الإنسان بطبيعة وصميم خلقه ... لتخرج لنا المعادلة في الحب والعبادة والتقديس هي لله وحده لا شريك له وبالمطلق لا شريك له ... ثم الأنبياء والرسل وهم خاصة الله في الأرض المرفوعين مقاما وقدرا واحتراما عن سائر الجنس البشري من نسل أبونا أدم كافة ودون استثناء ... ثم الحكام من ولاة الأمور في المنزلة الموفورة إجلالا ووقارا واحتراما بسبب أقدارهم التي وضعتهم في منزلة يكونوا فيها مسؤلين مؤتمنين حرّاس على حقوق ومصائر الأمة وثروات الشعب بأسره والحفاظ على كراماتهم كافة دون استثناء ودون تفريق بينهم أيا كانت طوائفهم ومذاهبهم ومللهم ودياناتهم ؟

يجب أن تراجع التاريخ الإسلامي جيدا وتحديدا "التاريخ السياسي" لأن الخلافة "الأموية والعباسية والعثمانية" ما سارت وفق "الكتاب والسنة" كما زعموا وكذبوا عليكم بل وفق "الدين السياسي" حصرا ... لا بل وبكل صراحة أغلب الدول التي سارت وفق الكتاب والسنة كانت الأكثر فسادا وفجورا وسرقات وظلما للبلاد والعباد لأنهم منحوا ولي الأمر الصلاحية المطلقة والطاعة العمياء وما أمر ربكم سبحانه بذلك قط ولا كان أنبيائكم ورسلكم كذلك بالمطلق ... والدين السياسي أصلا يتعارض جملة وتفصيلا وتماما مع كتاب الله وشريعته السمحاء ويتعارض كليا مع حلم وأخلاق رسولنا عليه أفضل الصلوات وأفضل التسليم ... ورسل ربكم كافة لم يكونوا رجال سياسة بل ومن قلة الأدب أن تصف الأنبياء والمرسلين بالسياسيين { إن هو الا وحي يوحى } النجم { فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى } طه ... إنهم بالأدلة واليقين هم خاصة الله في الأرض وليسوا برجال سياسة ولم يكونوا كما زعم الأفّاقون من أهل الضلال ... فعلم السياسة وأحوالها وواقعها وتاريخها يوجد فيه أكاذيب ومؤامرات وخيانات ووعود كاذبة وعهود زائفة فهل دينكم وكتاب ربكم يوجد فيه شيئا واحدا من ذلك أفتوني إن كنتم من الصادقين ؟ ... تأدّبوا مع ربكم ووقروه سبحانه إن كان لديكم ولو القليل من الأدب والحياء { ما لكم لا ترجون لله وقارا } نوح ... وهل سماحة وخلق وحلم سيد الأخلاق وأشرفنا "محمد ابن عبدالله" يمكن أن تخرج منه إهانة أو تحقير أو الضرر لمؤمن أو مسلم ؟ حاشى بمحمد أن يكون غير الرسول الصادق الأمين والنبي الكريم وسيد الأخلاق كسلفه من الأنبياء والمرسلين عليهم جميعا صلوات ربي وأفضل التسليم ... وبالتالي ولاية الأمر هو مصطلح قابل أن يوضع فوق طاولة النقاش والبحث يؤخذ ويرد ويعدل عليه وفق واقع الظرف السياسي والإجتماعي والإقتصادي بما لا يخل ولا يخرج نهائيا مع أسس وقواعد المحرمات في الشريعة الإسلامية ... لأنك ستكون جاهلا إن ظننت أو اعتقدت أن هناك ظرفا قد حدث ووما يحدث وما سيحدث قد غاب عن ربكم وخالقكم في زمانكم هذا أو في أي زمان ومكان "حاشى لله" ... بل هي أفعالكم أنتم وظروفكم أنتم وفسادكم أنتم فلا تقحموا ربكم في أفعالكم ثم تقولوا "أين ربنا ألا يرى ألا يسمع ألا يتدخل" في هرطقات السفهاء وصغار العقول وتوافههم ولو كانوا في عمر الـ 70 عاما ... بل عملك أنت وفسادك أنت وجهلك أنت وطمعك وجشعك أنت { إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون } يونس ... ويا هذا ويا هذه إن الله لا يعمل خادما لديكم ليتدخل وقتما شئتم والله سبحانه وتعالى ليس مصباح علاء الدين حتى يحقق أمنياتكم وقتما أردتم فوقروا ربكم وتأدبوا معه سبحانه ... وكفى بالله الصابر الحليم على خبث أنفسكم وفساد أعمالكم وأكاذيب ألسنتم وفجور خصومتكم وفرط نميمتكم التي لم يسلم منها لا نائم ولا مستيقظ ولا غافل عنكم لكن ربكم لا ينام ولا يغفل وملائكته عليهم السلام حاضرين في كل ثانية ودقيقة وساعة ويوم وأسبوع وشهر وسنة وعقد وقرن وقرون من الزمان معكم ومع من سبقكم ومع من سيأتي من بعدكم ؟



يتبع الجزء الرابع والأخير .. ولاية الأمر في الكويت



دمتم بود ...





2024-07-21

أكاذيب ولاية الأمر وظلال الأمة وعبودية الفرد 2

 

إن أول خطأ وقع فيه كبار العلماء والفقهاء وتابعيهم من طلبة العلم والشريعة منذ سنة 41 هجرية 662 ميلادية أي منذ قيام الخلافة الأموية هو أنهم وضعوا لله سبحانه منزلة ومقام ومكانة ... وبكل تأكيد هذا خطأ لغوي وواقع مزيف مظلل لا يوجد له صفة ولا أساس من الصحة ولا الواقع ولا من المنطق بل وحتى من العيب ومن قلة الأدب أن تصنف الخالق عز وجل خارج عن تصنيفه ووصفه سبحانه وتعالى لذاته المقدسة ... فربكم جل علاه لا يُصنف ولا يوضع له مكانة ولا منزلة إنما هو خالق كل شيء بديع السموات والأرض يَسأل ولا يُسأل لا يحده مكان ولا زمان وهو أعظم سبحانه من أن يحيطه شيء في السموات والأرض وليس هناك شيئا وبالمطلق يمكن أن يمنع أو يحد الله عن كل وأي شيء في الكون كله وفي السموات والأرض بطبقاتها السبع ... وأنا هنا أوصف رب العالمين وفق أصل محتوى توصيفه هو سبحانه وجل جلاله بمعنى لا تتجاوز التوصيف الذي وصف به رب العالمين ذاته مما ذكر في كتابه الكريم وبما وصفه رسوله الكريم لأن أمة العرب منذ القدم تهوى إطلاق مصطلحات الثناء والتبجيل والتعظيم ولا تفرق بين المقامات والمنزلة طمعا بالمال أو بالتقرب والتزلف ... ومن هنا خرجت صفة "التقديــــس" وهي صفة حصرية مطلقة لله وحده لا شريك له بالمطلق وصف سبحانه ذاته بالتقديس و "المقـــدس" أي الطاهر المطهر المبارك الذي لم ولن يدنس بالمطلق ولم ولن يخطئ بالمطلق ولن ولا ينسى بالمستحيل ولا حتى بنسج الخيال البشري ... والله سبحانه وتعالى لا يخطئ ولو بنسبة 0.000.000.000.000.000% وهذه النسبة العشرية وفق علم ومفهوم الإنسان التي صنعها تعني أنها نسبة لم يصل إليها ولن يصل إليها خلق في السموات والأرض بكل ما فيه من جن وإنس وملائكة وقدرات لا بل وحتى إبليس اللعين لا يملك حتى عُشر تلك النسبة من فرط تعقيدها وضربا من الخيال استحالتها ... الأمر الذي يدفعك لصدمة الحقيقة الأخرى أن العلماء والمجتهدين أخطؤوا بل وتجاسروا على الله سبحانه وتعالى عندما أصبغوا صفة التقديس على الأنبياء والمرسلين كافة ... وهذا يقينا وبكل تأكيد خطأ لأنهم بشرا أصل خلقهم "الصواب والخطأ" من صلب حياتهم وخلقهم أن يصيبوا ويخطؤوا ينسوا ويتناسوا والبشر لا يُقدس بل تُعظم منزلته أو مكانته من خلال الأفعال والأقوال تماما كمنزلة التحقير والتجاهل والتقليل من شأن الأفراد التي أيضا مرجعها الأفعال والأقوال ... بالدليل الحسام وقاطع اليقين الذي جاء في سورة الحديد { ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوءة والكتاب فمنهم مهتد وكثيــــر منهم فاسقــــون } مع التشديد على { وكثير منهم فاسقون } فهل المقدس يمكن أن يكون فاسق !! ؟؟ !! ... والفاسق أي الفاجر ومن خرج عن طريق الحق والصواب بحماقته وظلاله بوصف صريح من ربكم سبحانه عن حقيقة ذرية سيدنا نوح وسيدنا إبراهيم عليهما السلام ... والمقدس لا يَزِل ولا ينسى ولا يخطئ وبالمستحيل وضربا من الخيال لا يحدث هذا ... لكن تُصنف منزلة الأنبياء والمرسلين بصفة أنهم "خاصة الله في الأرض" أي المختارين أي من اختصهم رب العالمين سبحانه وتعالى لذاته المقدسة دونا عن باقي الخلق من بني آدم ... بدليل أن حياة الأنبياء والمرسلين عرضة للبحث والتحليل والفهم والإستنتاج بخلاف وعكس مطلق مع "الذات الإلهيـــة المقدسة" التي محرم أن يشاركها الإنسان في أي صفة كانت ... وبعد كل هذا يخرج الجهل من العوام ليجعلوا "ذات ولي الأمر" مقدسة محرم المساس بها وهذا يقينا غير صحيح وسوف نأتي على الإستدلالات ؟

إن من أهواء أمة العرب أي هوى أنفسهم أنهم يوظفون ما يخدم وجهة نظرهم وقناعاتهم بـ "انتقـــــاء" آيات الله في كتابه الكريم حسب الهوى والمزاج بما يعزز ظرفهم وحجتهم كذبا حتى يدلسوا بها على الأخرين زورا وبهتانا باستقطاع ما يشاؤون جهلا وبكل تأكيد باستغلال آيات الله الكريمة لمصالح خبيثة بتظليل الجهلة بحقيقة الآيات واقتطاع ما يحلوا لهم بما يخدم قضية الفاجرين من تجار الدين مطايا قصور الحكم ... والحقيقة التي كذبوا عليكم فيها بل والكثير منكم ظللوه أي غيبوا عقله وعقولكم في حقيقة أن كتاب ربكم أي قرآنكم الكريم الموجود بين أيديكم هو مليئ جدا جدا بـ "الآيات الظرفية" ... بمعنى في قرآنكم هناك آيات لا تعنينكم ولا تخصكم جملة وتفصيلا إنما ورد ذكرها لظرفية الحدث أي نزلت لسبب ما في وقت ما لتخص شخص أو حدث ما فقط ... وكاستدلال مثل في سورة المسد { تبت يدا أبي لهب وتب } فهل يعنيك أبو لهب اليوم وفي 2024 في شيء ؟ كلا وتلك هي الآية الظرفية ... وفي سورة التحريم { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } لا تلزمك في شيء لأنها آية ظرفية في حدث وقع بين النبي وزوجاته حصرا ... وقوم عاد وثمود وقوم صالح وشعيب وفرعون وهامان وقارون وأصحاب الأيكة وأصحاب السبت والكثير لا يعنون لك شيئا لأنها قصص وقعت في سالف الأزمان وهي آيات ظرفية صرفة ... وفي سورة الأنفال { وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } أيضا آية ظرفية لا تلزمك في شيء لأن الرسول قد انتقل إلى رحمة الله وانتفى مضمون الأية ومحتواها من واقعية وقتها وزمانها وأسباب نزولها آنذاك ... وأيضا قصص القرآن لأمم وأقوام لا تلزمنا في شيء كلها وأكثر من ذلك سطرها ربكم لكم ولنا جميعا حتى نتعظ حتى نفهم حتى نستنبط العبر ولا نعيد ولا نكرر أخطاء من سبقتنا من أمما وشعوبا وقبائل سادت وبادت ؟

ونأتي على الأية التي جعلوها شماعة لإخضاع الأمة بأسرها في سورة النساء والذي اقتطعوا جزء منه بما تهوى به أنفسهم ليظلوكم عن طريق الحق { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } ... وهي آية ظرفية بنسبة مليار% لا تلزمكم في شيء ولنحللها كما هي { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر } فالله سبحانه حي لا يموت وطاعته وعبادته باقية حتى قيام الساعة ... والرسول عليه الصلاة والسلام قد مات منذ أكثر من 1.390 سنة وتحديدا في سنة 632 ميلادي  أي قبل 1.392 سنة ميلادية ... وهي أية ظرفية نزلت في "عبدالله بن حذافة" وقول أخر نزلت في "عمار بن ياسر وخالد ابن الوليد" بمواقع وظرفية الجهاد حصرا ... وولي الأمر متغير وليس ثابت منهم السفيه ومنهم الحكيم أي توصيف مطاطي جعلوا السفيه فيه مثل الحكيم والمخلص مثل الخائن وخاصة الله مثل العوام المهم ولي الأمر صح غلط عادل ظالم لص أمين لا يهم المهم هو ولي أمر !!! ... ثم نأتي على النصف الأخر من نفس الأية والتي حجبت عنكم في فهمها وتحليلها { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول } وهذا تأكيد ودليل على أنها آية ظرفية نزلت لأمر ما لسبب ما وليست آية مطلقة البيان بدليل أن رب العالمين قال للمسلمين في زمن الرسول تحديدا وحصرا إن اختلفتم في شيء فارجعوا إلى رسولكم ليحكم فيما بينكم وفق ما أمره الله أي وفق النصوص القرآنية ... طيب الرسول عليه الصلاة والسلام مات ترجع لمن ؟ ترجع لله سبحانه بمرجعية خالدة حتى قيام الساعة وهو "القرآن الكريم" حصرا ... واليوم لا يوجد وحي ولا رسول فلمن ترجع ؟ تعود أولا ثم أولا لكتاب الله ثم تعود لولي الأمر أي القائد أي الحاكم وهنا الأمر مشروط بأن لا يحكم ولي الأمر إلا وفق مرجعية كتاب الله حصرا من أسس الشرائع والمحرمات المقدسة لا يخرج عنها مهما بلغت الأمور أي انتبه وهنا أنا أقصد "الخطوط العريضة الرئيسية لولي الأمر" فلا تسفه المنزلة والمقام والمرجع ... بدليل أن ربكم حذركم في سورة البقرة بالآية التي تنظم حدود الحكام وتحد من فسادهم بقوله تعالى { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحُكــــام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون } ... وهنا شرط واضح وصريح بأن الحاكم لا يبيح محرما ولا يحلل حراما ولا يعزز الفساد ولا يحمي الفاسدين ولا يستدخل لنفسه مالا حراما من أموال رعيته ولا من ثروات أرضهم وهنا دليل دامغ أن مقام ولي الأمر مشروط وليس مطلق ... لأن أصل منصبه ومقام رفعته وإجلال منزلته العظيمة حصرا من دون سائر الناس هو أن يكون مخلصا أمينا على رعيته وحقوقهم ومقدرات وثروات أرضهم لا يخرج مطلقا ونهائيا عن المحرمات التي ذُكرت في كتاب ربه وخالقه سبحانه وتعالى ... وحتى لو كانت دولا ذات دساتير فهذا لا يمنعها من تطوير ذاتها وتشريعاتها وقوانينها مطلقا على شرط أن لا تنتهك المحرمات الكبرى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم ؟

الأمر الذي ألبسوكم إياه أو دلسوا فيه عليكم أنهم جعلوا الإحترام كالتقديس والتوقير كالمُحرّم في عملية تلاعب في الألفاظ في حالة من العبث في العقل وضرب قواعدك النفسية لتقييدك بعبوديتهم ... والذي في حقيقته تـــاه وضاع الكثير منكم في فهم حقيقة "ولاية الأمر" بل لو عرفت وزنها وعظيم حسابها في الأخرة لهربت منها فزعا وخوفا مما فيها من مسؤلية عظيمة وحساب دقيق عسير يوم القيامة ... وولي الأمر ليس من خاصة الله في الأرض كالأنبياء والمرسلين ولا هو مقدس لكن قدره أن يكون حاكما وما أكثر الأقدار عندما لعبت في حياة الكثير من البشر ... ولو كان الحاكم من خاصة الله في الأرض كما زعم الجهلة فهل زعماء الكيان الصهيوني وهتلر وموسيليني وكل طغاة الأرض هم من خاصة الله !!! قليلا من العقل يا هذا ؟ ... ولذلك من المهم أن تعلم يقينا أن "الحاكم المسلم حصرا لأنه موضوعنا" يملك صفة ومنزلة تضعه في أعلى درجات الإحترام والتوقير والأدب الجم معه بل وكل الحذر بأي تلاعب معه أو أمامه ... وتلك المنزلة من الإحترام والتوقير تتجاوز حتى والديك وأعلى منهم بل وهناك أدبيات مع الحاكم تعلوا منزلة وكياسة وخضوعا للحاكم دونا عن باقي الناس ... فإن طلبك تكون بين يديه من فورك وإن دخلت عليه دخلت متواضعا لا تجلس حتى يأمرك بذلك ولا تتحدث حتى يأذن لك ولا ترد إلا لو أذن لك وهنا تكمن حقيقة "السمع والطاعة" لأن حاكم الأمة بأسرها قائد شعب بأكمله يملك صلاحيات شرعية أو دستورية وقانونية وواقعية فعلية لا يملكها أحد سواه بحكم منصبه التي تنظمه قواعد قانونية وجزائية شديدة الأهمية والصرامة في المجتمعات العربية الإسلامية ... والسمع والطاعة هنا أي تسمع وتطيع في حدود وأيضا لها شروط وهنا يجب على الجميع أن يعي ويفهم أن في الدنيا كلها لا يوجد هناك شيء أو أمر مطلق بين البشر ... فإن كانت عبادتك مع الخالق عز وجل مشروطة فكيف تكون مطلقة ما بين عبيد الله أنفسهم ولو كانوا حكاما ومحكومين !!! ... فالعلاقة مع الله ربكم جل جلاله جعل لها شروطا مثل "تؤمن بالله لك الجنة - تبتعد عن المحرمات لك الجنة - تبتعد عن الفواحش لك الجنة - تتوقف عن الربا وأكل أموال الناس بالباطل لك الجنة - إلخ" ... وأيضا وفق شريعة ربكم بآيات كثيرة جدا جدا "أنت حر تؤمن أو لا تؤمن - أنت حر بأن تكون ملحدا - أنت حر بأن تكفر بعد إيمانك - إلخ" ... وحذرك ربكم ونبهك أن من يفعل ذلك فإنه من الخالدين في جهنم بمعنى ربكم ترك لكم حرية القرار والإختيار ولم يكن ظالما لعباده حاشى لله ... ولو أجبر ربكم عباده على شيء واحدا لخرج من عباده الأوغاد والفاجرين ولقالوا "ما هذا الرب الدكتاتوري - ما هذا الإله الذي يحتكرنا - إلخ" ... وهنا استدلا واضح لا يقبل الشك أو اللبس أن العلاقة مع رب العالمين مشروطة وليست مطلقة وأن الخالق أراد منح عبده قرار إرادته ليكون مسؤلا عن ذاته ويكون الإنسان حراََ باختيار ما يريد حتى يوم القيامة تسود العدالة السماوية على الجميع ... بدليل { من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } الكهف ... { لا إكراه في الدين } البقرة ... { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين } يونس ... { فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب } الرعد ... { إن الذين يُلحِدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } فصلت ؟

إن الله وحده لا شرك له هو سبحانه أعدل العادلين فإن كان من خلقنا جميعا وخلق كل شيء في السموات والأرض قد جعل العلاقة بينه وبين عباده مشروطة فكيف تكون العلاقة مع ولاة الأمور مطلقة ؟!!؟ ... وبالتالي ما جهلتموه جميعكم أو غالبيتكم أن أصلا ومن الأساس لا يوجد شيء مطلق في العلاقات بين الناس ... فالعلاقة بينك وبين والديك مشروطة وبين أخوتك وأخواتك مشروطة وينك وبين زوجتك وأولادك مشروطة وبين أصدقائك مشروطة وبينك وبين الدولة مشروطة تحكمها الأنظمة والقوانين ... والعلاقة بين الحاكم ورعيته أيضا مشروطة تماما مثل العلاقات ما بين الدول والحكومات أيضا مشروطة لا يوجد هناك شيء مطلق ولا سياسة مطلقة إلا في عقلية الطغاة والمستبدين الذي سرقوا شعوبهم واستعبدوهم ونكلّوا بهم أشد التنكيل وهؤلاء أصلا سقطت عنهم صفة "ولاة الأمر" شرعا وصراحة لكن العبيد غير مقتنعين بالحرية بعد ولن يقتنعوا لأنها ضحايا الإستعباد في مكينة الرعب التي قادها أغلب رجال الدين خدما للسلطان ؟

إن التاريخ الإسلامي القديم مليئ بالطغاة والمستبدين مثل الخليفة "عبدالملك ابن مروان" عندما أطلق عامله "الحجاج ابن يوسف الثقفي" أحد أشهر طغاة التاريخ ... فنكّل بالأمة الإسلامية قتلا ووحشية حتى أنه هدم جزأ من الكعبة المشرفة وحاصر مكة ومنع عنها الطعام والشراب وقتل "عبدالله ابن الزبير - ابن أسماء بنت أبي بكر الصديق وعمة أبيه السيدة خديجة أولى زوجات الرسول" في صحن الكعبة وفصل رأسه عن جسده وأرسله إلى الشام للخليفة وعلق جسده على الكعبة لأسابيع ... والخليفة "يزيد ابن معاوية" الذي قتل "الحسين ابن علي" ونكل وأذل أهل بيته جهارا نهارا ... والخليفة "الوليد ابن يزيد" الذي كان يؤم الناس في صلاة الجمعة وهو سكران والذي عرف عنه شراء الذمم وشرب الخمر بإفراط مع جلسات النساء الليلية ... والتاريخ القديم طويل ويطول بجرائم ووحشية ولاة الأمور بزعم الطاعة العمياء المهينة المذلة للكرامة الإنسانية التي كرّمها خالقها سبحانه وتعالى أفهذه ولاية الأمر التي تقصدونها !!! ... ثم خروج الفرق الإسلامية الشاذة والتي "انتبه" كل فرقة أطلق قائدها على نفسه "ولي الأمر وأمير المؤمنين" وسار من خلفه الآلاف مثل "المعتزلة - الحشاشين - الأشاعرة - الظاهرية - النصيرية - الإسماعيلية - الأإباظية - الأحمدية - القرامطة - ألخ" ... وفي زمانكم جماعات "التكفير والهجرة - القاعدة - داعش - بوكو حرام - أنصار الشام - حماس - حزب الله - أنصار الله - إلخ" ... وهنا استدلال أخر قطعي الثبوت يقول لك نصا وصراحة : ليس كل من أطلق على نفسه ولي الأمر أو أتباعه أو جماعته "ولي الأمر" يعني أنه ولي أمر صحيحا وحقيقيا ... مثل القرامطة الذي سرقوا الحجر الأسود وقتلوا في موسم الحج آلاف الحجاج في قلب بيت الله ولم يتركوا شيخا ولا طفلا ولا امرأة إلا وسالت دمائهم في صحن الكعبة فهل هؤلاء مسلمين أو مؤسسها "حمدان قرمط" ومن بعده ومن سار على خطاهم يصح أن يطلق عليه ولي الأمر وخليفة المسلمين !!! ... وإن تبرير العبيد ممن شرب من كأس الذل حجتهم دائما كانت هي "حتى تستقر الأمة وتخضع لخليفة واحد ولا تتفرق" !!! تستباح حرمات الآلاف ويموت الملايين فأي أمة هذه التي تريدها أن تستقر وأي خليفة طاغية مستبد منحتموه سلطة إبادة خلق الله لا يفرق بين طفل ولا امرأة ولا رجلا كبيرا ولا شابا فيهلك الحرث والنسل ... بل بذلك أنتم من صنع الطغاة والمستبدين وأعنتم على الظلم وصفقتم للصوص وللفاسدين وما كنتم أهل حق أصلا ... وخذ وقس على ذلك الكثير وما سوف أتيك به من خبر يقين لاحقا ؟



يتبع الجزء الثالث 



دمتم بود ...


2024-07-20

أكاذيب ولاية الأمر وظلال الأمة وعبودية الفرد 1

 

المقدمـــــة 

إن الدين الإسلامي جاء للأمة كافة ولشعوب الأرض قاطبة ولا يوجد احتكار فيه لفئة أو دولة أو سيادة أو شعب أو طائفة ... إنما كل مؤمن ثم كل مسلم حقا عليه أن يُفكر ويَتفكر ويستنتج ويستنبط دينه بما يصل إلى كامل عقيدته بسوي الفكر والممارسة والإعتدال وفق أعلى درجات تبيان الحقائق قطعية الثبوت لا الظن ولا الشك ولا الإحتمال من القناعة النسبية ... وإن ضلال الغالبية لا يعني أنهم على الحق دون النظر لأي فريق من المذاهب الإسلامية كافة ... وأن الحجة التي لا تقبل الشك أو اللبس هو القرآن الكريم كتاب الله سبحانه وتعالى ثم نور وهدي رسولكم عليه الصلاة والسلام ... ولقد مرت قرون من تاريخكم الإسلامي والأمة الإسلامية قد تعرضت لأنهار وبحور ومحيطات من الأكاذيب والتدليس حتى صنعوا لكم "الدين السياسي" على يد أفجر من أنجبتهم الأمة من تجار الدين ليُظلوا الناس عن طريق الحق ويُدلسوا عليهم ويفتروا على الله الكذب من أجل منافع دنيوية زائفة وزائلة ومن أجل إرضاء الطغاة والمستبدين ممن حكموا الأمة العربية والإسلامية بالحديد والنار بالظلم والقهر وبالفساد وسرقة ثروات الأمة جهارا نهارا لعقود وقرونا من الزمان ... حتى أصبح الكثير من علماء ومشايخ الأمة لا فرق بينهم وبين شياطين الأرض ظاهرهم السماحة والتواضع وباطنهم أسوأ من الصهيونية والماسونية ... فضاعت حقوق الرعية وضاعت حقوق المستضعفين وراحت دماء الأبرياء هدرا دون حساب ولا عقاب ولا قصاص ... كل هذا حدث ولا يزال يحدث بزعم ولاية الأمر التي دلسوا فيها على الأمة وجعلوها بمنزلة مقدسة المساس بها كمن مس الخالق رب العزة والجلالة ... والحقيقة لها أوجه أخرى وحقائق دامغة الأمر الذي خُيّل للكثير منكم أن ولاية الأمر فعلا مقدسة وما هي بذلك مطلقا لكن لها أسس وقواعد وشروط وواجبات وموفورة التوقير والإحترام "إن توافرت شروطها" والتي إن خرج عنها ولي الأمر أي الحاكم سقطت ولايته جملة وتفصيلا ولو أقسم كل علماء الأمة من الكذابين والأفاقين على أنه هو الحق فلا تقسم معهم ولا تصدقهم ... وفي هذا البحث سوف أستعرض كذب وزيف رجال الدين وكم ظللوا الأمة حتى صنعوا منكم أمة جبانة ذليلة تنجب أجيالا من الجبناء جيلا بعد جيل بترهيب الدين الزائف وظلال العقيدة المشوهة بتهديدات وبصكوك النــــار لا أساس لها من الصحة أبدا حتى أوصلوا الأمر إلى تكفير من يخرج على ولي الأمر ولو كان طاغية دكتاتوريا مجرما ولصــــا هو وأسرته ... بمقابل ذلك أيضا سأستعرض معكم أقذر ولاة الأمور وأفضلهم في تاريخكم الإسلامي وحتى يومكم وفي زمانكم هذا ... وإن كذب من يطلق عليهم بالعلماء ليس بالضرورة أنهم على حق ولو أعجبتك أسمائهم الرنانة في زمن جنون الشهرة وما تحققه من ثروات وفي الماضي ما حققوه من الرفعة المجتمعية ... وإذ أنوه مسبقا وأؤكد أن كل من سيرد ذكرهم صراحة أو تلميحا هو تخصيص وليس تعميم وأن هذا الموضوع هو رأي وتحليل عميق التفكير باستلال كتاب الله ثم تاريخكم السياسي والإسلامي وليس إفتــــاء ... بالإضافة إلى أن هذا الموضوع رسالة سياسية لمن أشاعوا كذبا أن الحريات الفكرية في الكويت قد انتهت وأننا نعيش تحت القبضة الأمنية المتوحشة فهـَــــاكُم بحثي هذا وأروني أي وطن عربي تخرج منه هذا السطور بما فيها من جرأة الطرح سوى في الكويت حصريا لا بل وسأفصل شرحا في ولاية الأمر لدينا بحقتها وبما غاب عن سوادكم الأعظم من واقع قلما أدركه أولي الألباب منكم ... وأن أي رد على هذا البحث لن يتم الإلتفات إليه إلا أن يكون ردا موضوعيا صحيحا لا بهرطقات صبية وتجار الدين ومراهقي السياسة وأطفال التاريخ ... لذا اقتضى التنويه والله المستعان ؟ 

الموضـــــوع 

إن ولاية الأمر منذ القدم أي ما قبل التاريخ الميلادي هو مصطلح اجتماعي صرف اختص به قائد المجموعة الذي يقود أفراد ويوفر لهم الأمن والحماية والرعاية ويفصل ويحكم في شؤونهم ... وكانت الأحكام تصدر عشوائيا دون ضوابط دون قوانين وكثير من القوانين صدرت وفق المزاج والهوى في أزمان الجهل والتخلف حتى خرج "حمورابي - بابل" بأول نصوص قوانين عرفتها المنطقة في سنة 1750 ق.م ... لكن أمة الصين واليابان في الحقيقة هم أقدم من "حمورابي" في كتابة نصوص القوانين وتشريعاتهم ... وبكل تأكيد مع عدم إغفال النصوص والتشريعات اليونانية القديمة كونها أول ديمقراطية عرفها الإنسان والتي حولت القوانين الشفهية إلى قوانين مكتوبة لتستدل عليها المحاكم بالنظر في القضايا في 621 ق.م ثم خط وكتب قوانين ديمقراطيتهم فيما بعد ... وكمعلومة عامة : فالإنسان بتاريخه البشري عرف الكتابة والتدوين حتى لا ينسى وحتى لا تضيع أفكاره ... ومن ثم تنوعت ولاية الأمر بمفاهيم اجتماعية وسياسية فأصبح الرجل هو ولي أمر زوجته والأم بعد وفاة زوجها هي ولية أمر أبنائها وقائد السجن هو ولي أمر المساجين وقائد الجيش هو ولي أمر الجنود ورئيس العائلة هو ولي أمر أفرادها ورئيس القبيلة هو ولي أمر قبيلته وحاكم البلاد هو ولي أمر الجميع ... هذا التسلسل الهرمي منذ آلاف السنين لم يأتي بمحض الصدفة إنما هي عملية أفرزتها الفطرة البشرية بظروفها المتغيرة منذ آلاف السنين ومع تغير وتتابع الأجيال فرضت الظروف هذا التسلسل الهرمي المشروط بطبيعة الظرف ومبرراته وليس بالمطلق على حد سواء ... الأمر الذي يؤكد أن العلاقة ما بين الأفراد والأفراد ومن ثم الأفراد والجماعة ومن ثم الجماعة مع القائد أو الحاكم أو الزعيم تحكمها شروط متفق عليها مسبقا وليست أمرا مطلقا ... وتلك الشروط يتفق عليها الجميع الضعيف والقوي والفقر والغني ومن له حيلة ومن ليست له حيلة والتاريخ مليئ جدا بأقوام انفضوا من حول زعيمهم وزعماء انقلب عليهم أبنائهم أي انقلاب من داخل أسرة الرئيس أو الزعيم منذ آلاف السنين بسبب أطماع سلطة الحكم وحتى أيامنا هذه ... إذن هنا نتيجة يثبتها التاريخ البشري أن العلاقة ما بين الأفراد ورئيسهم هي علاقة تحكمها اتفاق وشروط بالفطرة البشرية القديمة ؟ 

إن أول ثم أول ما تبدأ به في فهم وكيفية الدين الإسلامي هو السؤال الأول والحاسم : ما هو الدين الإسلامي ؟ ... ثم لماذا نزل علينا الدين الإسلامي أصلا ؟ ... ثم لماذا نزل في الجزيرة العربية حصرا وليس في أمريكا الشمالية أو الجنوبية أو في شرق أسيا ؟ ... ثم لماذا اختص به محمد ابن عبدالله دونا عن غيره ؟ ... ومن هنا تبدأ رحلة الإجابات التي لا يمكن لأي مجتهد في الدين ولا عالم ولا كل مشايخ الدنيا أن يُكذبوا تلك الحقائق وإلا فإن دينكم اليوم ليس بدينكم الذي نزل على أمتكم منذ القدم ... تلك الحقائق لتؤكد يقينا أن دينكم ثابت وباق لم ولن يتغير مطلقا لكن المسلمين هم من عبثوا فيه كذبا وافتروا فيه تدليسا حتى وصلتكم لمياعة ومطاطية قيمه السامية فأصبح هذا يفتي بيجوز وذاك يفتي في نفس الأمر بلا يجوز وهذا يحرّم وذاك يحلل ... وما بين يجوز وما لا يجوز شطحت عقول الكثيرين عن الحق والصواب بسبب كبار العلماء "إلا من رحم منهم" لكنهم في حقيقة الأمر ما كانوا سوى صِبية سفهاء بعضهم "أخذته العزة بالإثم" والبعض انتصر لنرجسية مكانته بين العوام والبعض انتصر لمكانته ومقامه في بلاط السلاطين والحكام ... بمعنى أنهم أهل دنيا وليسوا أهل أخرة ومن كان من أهل الدنيا فلا يصل للأخرة لأنه قد أظل سبيله وظلل الأمة أو بعضا منها لشيء ما في نفسه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ... وبالتالي سَوق الشعوب والرعية كالقطعان خلف رجال الدين كان خطأ إسلاميا تاريخيا قديما لا يغتفر ولا يمكن إصلاحه حتى ولو تعرضت الأمة العربية والإسلامية للقهر والذل والمهانة فلن تقوم لهم قائمة لهم لأن مكينة التثبيط والإحباط والتخويف والإذلال لا تزال تعمل بكل قوتها منذ أكثر من 1.350 سنة بآليات المشايخ والعلماء في "تروس المكينة" كلما "كسر ترس" حل مكانه ترساَ أخر بشكل بديهي تلقائي ... وعملية الكذب والتظليل لا تزال قائمة رغم ما تعيشه الأمة من مصائب ومكائد وانتهاك صارخ واضح وصريح ليس لأفرع دينكم فحسب بل حتى ضربا بواحا فاجرا في أسسه التي لا تقبل حتى الشك مطلقا ... وحتى تفهم الحقائق على حقيقتها دون أي تلاعب بعقلك كما فعلوا لنذهب للأسئلة : 

أولا : ما هو الدين الإسلامي ؟ : هو كتاب الله نزل من السماء على رسوله "محمد ابن عبدالله القريشي" فيه تشريعات ربكم سبحانه لكم وفيه عبر وعظة وقصص الأولين وأن أصل خلقكم أن تكونوا جميعكم في الجنة التي أعدت للمتقين ولينذركم خالقكم جل علاه من يوم القيامة الذي كثير من الناس يسخرون من ذاك اليوم العظيم وبذلك وقعت الحجة على الظالمين وعلى الناس كافة بأن لا يقولوا يوم القيامة لا نعلم لا نعرف ما جاءنا نذير ولا رسول ولا نبيا وما علمنا وما سمعنا .

ثانيا : لماذا نزل علينا الدين الإسلامي ؟ : ليخرجكم ربكم سبحانه وتعالى من ظلمات الجهل والعبودية والإستعباد والكفر والشرك والفجور والذل والمهانة إلى نور حرية النفس وحق الإنسان بالحياة وحقه بكرامته واحترام أدميته وتحرير إرادته باتخاذ قراره بنفسه والتنعم بثروات أرضه والدفاع عن حرية الأخرين وبسط العدالة بين الجميع ونصر المستضعفين ورفع راية "لا إله إلا الله محمدا رسول الله" بحقيقتها لا بالقتل والتطرف وظلم النفس وانتهاك المحرمات وترويع الأمنين { الر كتاب أنـزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد } إبراهيم ... { يَمنّون عليك أن أسلموا قل لا تَمنّوا علي إسلامكم بل الله يَمُــــنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين } الحجرات .

ثالثا : لماذا نزل الإسلام في الجزيرة العربية حصرا ؟ : هي ليست حصرا أصلا لأنها أساسا هي منطقة كل الأنبياء والمرسلين منذ قديم الأزل والتي اختصها رب العالمين جل جلاله حصرا دونا عن باقي بقاع الأرض وتحديدا المنطقة التي تبدأ من أرض العراق مرورا بأرض الشام والجزيرة العربية وانتهاء بأرض اليمن والتي احتضنت كل من الأنبياء والمرسلين "يونس وإدريس ونوح وإبراهيم ولوط وأيوب وذي الكفل واليسع وإلياس وإسحاق ويعقوب وداوود وسلميان وزكريا ويوسف وموسى وهارون وصالح وإسماعيل ويحيى وعيسى ومحمد ومن قبلهم أبونا أدم" عليهم صلوات ربي وأفضل التسليم .

رابعا : لماذا اختص به محمد ابن عبدالله دونا عن غيره ؟ : أراد ربكم سبحانه بمحمد عليه الصلاة والسلام أن يبين لكم أن الإصلاح والتغيير يمكن أن يأتي من الأعلى ومن بين كبار سادة قريش ومن أحد أبنائها الأشراف في بقعة لطالما عاشت متفاخرة بأنسابها في جاهليتها التي استعبدوا فيها الناس نتج عنها الكثير من الحروب وسفك الدماء بغير حق مثل "داحس والغبراء - الأوس والخزرج - البسوس - إلخ" ... وأيضا كانوا يقتلون الأطفال الرضع ويدفنونهم أحياء بجهل "عار الأنثى" وانتهاك حقوق المرأة في نهب ميراثها حتى كانت المرأة التي يموت زوجها تورث هي مع بينتها لرجل أخر بالإضافة إلى الإفراط في نكاح النساء دون تنظيم يوقف الإنتهاكات المروعة في جاهلية العرب وعبادتهم للأصنام من دون الله .

ومن هنا نرسم الخريطة القادمة في بحثنا هذا "متعدد الأجزاء" لفهم الحقائق على حقيقتها التاريخية بأدلتها وبراهينها ... حتى يعرف الجميع أنه قد تم تظليله وتم خداعه بزعم لا أساس له من الصحة لا في دينكم ولا في شريعتكم ولا حتى من رسولكم ... والأمر الذي ألبسوكم إياه أو دلسوا فيه عليكم أنهم جعلوا الإحترام كالتقديس والتوقير كالمُحرّم في عملية تلاعب في الألفاظ في حالة من العبث في العقل وضرب قواعدك النفسية لتقييدك بعبوديتهم المطلقة ... بترهيبك بنار الأخرة كذبا وبابتزازك بزوجتك بأبنائك بأهلك بمستقبلك بكل الفجور والوضاعة لإذلالك وإخضاعك ... في حقيقة تاريخية صارخة لطالما كانت تصرخ وتنادي الجميع انتبهوا أفيقوا انظروا إليّ فربّكم سبحانه أراد أن يخرجكم من الظلمات إلى النور فما لكم يا قوم تعودون إلى الظلمات وتركلون بأقدامكم كل الأنوار التي تفضل عليكم فيها ربكم سبحانه وتعالى !!! ... وهذا ما سوف نخوض فيه في لاحقا ؟



 

  يتبع الجزء الثاني 



دمتم بود ...


2024-07-04

إلى وزير المالية .. مسرحيتك قديمة العب غيرها ؟

 

الدكتور وزير المالية / أنور علي المضف    الموقر 

 

لكم مني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أصدقك القول أني لما بحثت في تاريخك العملي والمهني ضربتني الدهشة وعلامات الإستغراب حقا ... وأسباب الدهشة مصدرها أن من خرج على تلفزيون الكويت الرسمي "البارحة" شخص مختلف تماما وكليا عن الشخص الذي تحققت من تاريخه المدهش ... وما رأيت سوى وزير مالية يكرر نفس الأعذار نفس الحجج نفس التهديدات نفس التحذيرات كمن سبقه من وزراء المالية ... يا وزيرنا أكيد تعرف العبقري "كارلوس غصن" هذا الله يسلمك ما عنده ربع مسيرتك المهنية لكن دش اليابان ورد عباقرة "شركة نيسان" إلى سنة أولى ابتدائي في علم وفن الإدارة ... استلم "نيسان" في 1999 وعليها ديون 22 مليـــار دولار ... وفي 2002 أي خلال 3 سنوات فقط أعلنت "نيسان" رسميا أنها تخلصت وانتهت من كافة ديونها والتزاماتها ... "طق لك فره معاي" الشيوخ "عبدالله السالم وأحمد الجابر وجابر الأحمد" و "عبدالرحمن العتيقي" جميعهم لا يملكون شهادات علمية ولا شهادات اقتصاد وجميعهم تقلدوا منصب "وزراء المالية" ... وفي عرف وفهم وميزان العلم والشهادة والتخصص اليوم يطلق عليهم "غير متخصصين - غير متعلمين" ... شلون يا الطيب "غير متعلمين" صنعوا اقتصادك "اقتصاد دولة" تسلف دول وتصرف على شعوب وصنعوا أول صندوق سيادي في العالم تأسس في 1953 !!! 

الأخ أنور كان من المفترض وأنت من صال وجال في اقتصاديات كوريا والبرازيل وبريطانيا والكويت والكثير ... أن تأتي بالحلول وأعددت مسبقا خطط لتنويع مصادر دخل الدولة لتتخلى عن دخل النفط الرئيسي ليكون مصدر رابع وخامس ... لا أن تخرج علينا في مسرحية مكررة سبقها قبلك وزراء المالية الفاشلين العاجزين ... والفضيحة التي لم تشعر بها أنك أولا رجل اقتصاد غزير الخبرة وثانيا جئت منذرا لا مبشرا في فترة استثنائية فيها من الأريحية باتخاذ القرارات لعدم وجود برلمان معارض أو حتى مزعج ... والفضيحة ثالثا أنك وزير مالية في دولة تملك خامس أقوى صندوق سيادي في العالم وتدير ثروة اقتصادية كويتية تجاوزت أكثر من 923 مليـــار دولار ... ودولة تملك أكثر من 5.000 محطة وقود في أوروبا وتزود أكثر من 70 مطار حول العالم بوقود الطائرات وتملك 3 مصافي نفطية عملاقة في "عُمان وفيتنام وإيطاليا" ... وفي أسعار النفط الكويتية الرسمية × انتاجك النفطي فالحسابات الأقل تقول أنك قد استدخلت أكثر من 26 مليار دينار كويتي في 2023 ... والتأمينات الإجتماعية تدير أصول ملكية لها بقيمة تتجاوز 133 مليــــار دولار ... ناهيك عن أصول "الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية" الذي أعلن في 2023 عن تعثر 25 دولة بسداد قروضها والتي تتجاوز أكثر من 100 مليون دينار كويتي ... ولا نعرف بيت الزكاة والأوقاف كم تبلغ أصولهم "المليارية" التي لم أستطع الوصول إليها كعادتهم ... وحتى نهاية مارس 2024 بلغت حجم الودائع الحكومية في البنوك الكويتية أكثر من 4.5 مليـــار دينار كويتي ... وفي بيان رسمي صادر من "بنك الكويت المركزي" بتاريخ 16-5-2024 يؤكد أن تصنيف الكويت الإئتماني سجل عند المرتبة "A1" مع نظرة مستقبلية مستقرة وفقا لتصنيف "وكالة موديز لخدمات المستثمرين" ... بمعنى يا مستثمرين العالم يا أصحاب المال اهبطوا على الكويت ولا تخافوا من وضعها الإقتصادي ولا تتوجسوا من متانتها المالية فهي محل ثقة عالميـــــة ... وما أبي أتوسع معاك بلغة الأرقام لأنها ستؤدي في النهاية إلى نتيجة واحدة وهي : من يدير شؤونكم المالية هم بضعة فشله بشهادات براقة يتفاخرون فيها على حوائط مكاتبهم و CV لـ "مردوفين" واحد يردف الثاني يعني شغل "قواري" بالإنجليزي "bicycle" ؟

أبي محد قالك إن تطوير المشاريع الترفيهية وفتح الكويت للسياحة النظيفة "بلا خمر - بلا دعارة" بكل أريحية وبدون حسابات وتعقيدات وبالنازل وبالميت يدرّون على خزينة الدولة أكثر من 5 مليـــار دينار سنويا ؟ ... وما قريت تقارير ديوان المحاسبة في 2022 اللي تقولك "الشاليهات تباع بالملايين والدولة تحصل الفتات" ونفس الديوان يقولك إن وزارة المالية التي أنت وزيرها حاليا قد امتنعت وبلطف "اعتذرت عن تقديم بيانات تفصيلية لـ 9.397 عقد خاص بعقود مراقبة القسائم والأسواق + 3.064 ترخيص لمراقبة الشاليهات" ؟ ... معالي الوزير تكفه اطلب كشف بقائمة ومسميات "البدلات والعلاوات" في الدولة بدلات تمت ولادتها على يد الفاسدين واللصوص لصناعة شعب مادي لدرجة مفرطة "بدل طريق" على أساس الكويت اهي البرازيل ولا كندا ... "بدل طعام" على أساس الموظف مسكين مو لاقي ياكل ... بدل نوبة بدل سفر بدل ضوضاء بدل شاشة بدل غطس بدل بدل بدل وبدلات واحلب الميزانية والعن والديها ... وروح زيد الدعم والدعوم ووصلها إلى 5.9 مليــــار دينار وهذا الرقم لو وزعته على 1.5 مليون مواطن كويتي يعني كل مواطن يجب أن تكون حصته من هذا المبلغ = 3.900 دينار سنويا بمعدل 325 دينار كويتي شهريا ولو كان مولود قبل يوم واحد ... وبالتالي حساباتكم مظللة لا يوجد فيها عقل ولا منطق ولا حصافة والـ "presentation" اللي تسوونه كوميدي جدا وفاضح جدا ومخجل ومعيب جدا جدا ... السيد الوزير احترمنا واحترم عقولنا فالبيانات منشورة والأرقام الرسمية لا تكذب والواقع الصارخ من التناقضات يدينكم ؟

مدونة الكويت ثم الكويت نشرت الكثير من المواضيع والكثير من الحلول المالية والإقتصادية لكن لا أحد يريد أن يسمع لا أحد يريد أن يقرأ ... وحتى من يقتنع من المسؤلين يخاف أن ينقل تلك الحلول للأعلى خوفا من يتكون تلك الحلول نهاية لطموحه الوظيفي ... السياحة النظيفة دخل ومعاملة أملاك الدولة الترفيهية بالسوق التجاري مستحيل حتى لا تغضب التجار منك ... وتطوير الجزر الكويتية مستحيل وتطوير الترفيه وصناعة 3 مدن ترفيهية عملاقة أصبح جنون ... وبيع أملاك الدولة ذات القيمة المليارية لا يمكن لأن تجار الكويتي غالبيتهم "على الهبني" صنعتهم الدولة من خلال المناقصات والمناقضات تمولها البنوك يعني "خذ من جيسه وعايده" ... وقوانين الإستثمار ترقى للمهزلة ... وقوانين تحويل المحلات التجارية في السكن التجاري والإستثماري إلى ملكية أفراد لا تحلم فيها حتى يستعبدونك وتظل على دخل الراتب فقط ... ومنع البنوك من إشراكها في القضية الإسكانية وإنشاء مدن ذات مستوى عالي من الفخامة والرفاهية "compound" أصبحنا فيه دولة متخلفة وقد سبقتنا "تايلاند - فيتنام - تركيا - مصر" وغيرها بكفاءة وتميز وبأشواط كبيرة ... وطق فره على "يواخير - جواخير جبد" تعرف شنو يعني 5.800 قسيمة ؟ يعني الله يسلمك من 20 سنة إنت المفروض خلصت منتهي من استيراد اللحوم وحققت اكتفاء ذاتي وبالتالي سعر أطيب خروف ما يطوف 60 دينار لكن الواقع له خمال ولعب وفساد ثاني ... معالي الوزير كان من الأجدر أن تعرف وطنك جيدا وتفهم واقعه تماما وتعرف مشاكله وأسبابها وكان من المفترض والمنطقي أن تأتي ومعك حزمة عروض وخرائط وبدائل من الحلول الواقعية ذات الحسابات الدقيقة والإقتصاد لغة الأرقام لا لغة هرطقات الدواوين ... ولا أن تخرج علينا كمن سبقك وتتعلل و"تعطينا شوية دراما" وأنت في دولة فاحشة الثراء التي يمكن للكويت وحدها ومنفردة أن تسدد ديون "الأردن ومصر ولبنان وتونس والمغرب" مجتمعين وفوقه تشتري قصر الملكة "إليزابيث الثانية - لندن" إذا مو عاجبك بعد ... والنتيجة النهائية لوزير المالية السيد "أنور المضف" كشف لنا أنه وزير فاشل كمن سبقه ووجوده سيكون عبئا على سمو رئيس الحكومة والوزير ما عنده شي يقدمه ومن الأخير "صبة حقنة لبن" ... الله يرزقنا بدهاة العقول من المسؤلين ويمتعنا بكويتيين قلوبهم تنفض نفض على الكويت ما يدورون كراسي ولا يعززون الـ CV على حسابنا لين صرنا مطقاقه وحقل تجارب للفاشلين ؟ 




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم