تنظيم الإخوان المسلمين وهو أعرق التنظيمات الإسلامية انتشاراََ وتمدداََ في العالم الإسلامي على الإطلاق ... تنظيم تحدثت عنه كثيراََ بمواضيع متعددة وبينت وكشفت حقائق هذا التنظيم حتى في عميقه ... والحقيقة التي لا يريد الكثيرين أن يستوعبها أن "تنظيم الإخوان المسلمين" لا ينشط ولا يتحرك إلا في الدول التي تنتهج الأنظمة الديمقراطية والحزبية فقط وحصرياََ ... بمعنى التنظيم مهما عمل ومهما نشط في "الإمارات والسعودية وعُمان" وغيرهم فإن مصيره الفشل والفشل المطلق لأنها دول ليس فيها دساتير وديمقراطية وأحزاب ولو حتى تمدد في كل وزرات وهيئات تلك الدول أي أن جهودهم ستكون عبثا ... ويجب الإقرار أن الإخوان المسلمين يملكون الخبرة والممارسة كمحترفين في كيفية اختراق القواعد الشعبية الإنتخابية بل وصناعة انقلابات في قواعد الأحزاب السياسية في الدول الديمقراطية والحزبية فقط وحصريا ... ونفس تنظيم الإخوان المسلمين أصبح اليوم لديه عقيدة راسخة بأنه فاشل وغير مهيئ في استلام سلطة الحكم في أي دولة وحتى في الدول الديمقراطية والحزبية ... وهذا بالتأكيد نتيجة تجربتهم الفاشلة في تولي سلطة الحكم في مصر في 2012 والتي كشفت لهم أن حكم الدولة يختلف اختلافا كليا عن إدارة حزب أو نجاح في الإنتخابات البرلمانية أو اكتساح بتولي قيادة حزب واختراق حتى أحزاب مضادة لهم ... فتولي الحكم يناقض ويعارض جملة وتفصيلا كل القيم والمبادئ الإسلامية في عقيدة الإخوان أنفسهم بدليل يوم تولى الإخوان المسلمين الحكم في مصر لم يستطيعوا أن يتدخلوا في مراقص وبارات الخمور هناك وكل ما فعلوه أنهم رفعوا قيمة الضرائب عليهم وتفرقوا وتشتتوا لنيل غنائم ومغانم غزوتهم السياسية فكشف الوجه الحقيقي للمسلم المتسامح المبتسم المتواضع ... بدليل أخر "حزب العدالة والتنمية" في تركيا منذ 2001 وحتى اليوم لم ينجح بأسلمة تركيا العلمانية الليبرالية ولم يستطع أن يغير من ثقافة الأتراك ولا حتى بـ 5% من ناحية الخمور والمراقص والدعارة وتجارة الربــــا وهي الأشهر على الإطلاق في كل تاريخ تركيا والعثمانيين من قبلهم ... وعلى النقيض كيف نجحت "حركة طالبان" في أفغانستان بأسلمة الدولة والشعب رغما عن أنفهم لأنهم وببساطة نظام حكم خارج إطار القانون الدولي بمعنى غير مرتبطين بالمنظمات الدولية الإنمائية والحقوقية ولم يوقعوا على 90% من مواثيق تلك المنظمات وبالتالي هم يسيرون خارج نطاق القانون الدولي وفق عقيدتهم ... إذن فعلياََ وعملياََ وواقعياََ تنظيم الإخوان المسلمين ليس إلا بعبع يخوفون فيه أطفال السياسة وفي نفس الوقت ورقة تستخدمها أنظمة الحكم المعادية للإسلام والباهرين بكراكتر أو تقمص دور الإسلام والمسلمين ؟
لو راجعتم ما قبل الثورة المصرية التي أسقطت نظام "حسني مبارك" في 2011 وتحديدا قبلها بـ 6 أشهر ستجد أن "حملة كفاية" قد تواصلت مع تنظيم الإخوان المسلمين التي عملت من خلف الستار فضخت القوة الشعبية في الحملة بل وحتى الإعلام المصري قد تم خداعه ... ولما نجحت الثورة قفز تنظيم الإخوان المسلمين على الجميع واستعرضوا قوتهم في الشارع المصري فاكتسحوا الميادين وسط صدمة من قيادات "حركة كفاية" وتفاجأ الشارع المصري بشخصيات مصرية اتضح أنها شخصيات إخوانية وحتى بعض العلمانيين والليبراليين انقلبوا وتحولوا لإخوان بغية قطف ثمار الثورة وتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو شعبية ... ولو راقبت الثورة التونسية على رئيسهم "زين العابدين بن علي" أيضا في 2011 سوف تكتشف أن بعد نجاح الثورة التونسية قفز الإخوان المسلمين على الثورة ووصلوا لسلطة الحكم في 2015 عبر "منصف المرزوقي" عبر بوابة "حركة النهضة" ومرشدها "راشد الغنوشي" ... ثم ثورة "ليبيا واليمن وسوريا والعراق" كلها ثورات لم يجرؤ ابن أبيه أن يُشيطن تنظيم الإخوان المسلمين لأن شعبيتهم آنذاك كانت هي الأعلى وبشكل لم يسبق له مثيلا في كل تاريخهم ... ولاحظ أيضا الثورة في "اليمن وسوريا والعراق" ماذا كان يسرد الإعلام والذباب الإلكتروني وبقوة آنذاك ؟ ... كانت السردية إيران وخطر إيران ولا شيء إلا إيران بهدف تعزيز النعرة العربية وكررهم لإيران وتاريخها ... ونفس الفريق الذي تأمر بمخططات وأدوات إقليمية ودولية على "سوريا وليبيا واليمن والعراق" هو نفس الفريق الذي دب الخلاف فيما بينهم فيما بعد ومن ثم حاصروا أحد أعضاء فريقهم وهي قطر في 2017 ... عندما حاصروا الدوحة وأطلقوا أكبر هجمة إعلامية وسياسية وذبابية وفنية على الإطلاق بوحشية لم نشهد لها مثيلا من قبل ... واليوم نفس الفريق يتأمر على "لبنان وغزة" لكن اليوم توجه الإسطوانة والبوصلة باتجاه الإخوان المسلمين !!! ... مع أنهم بالأمس كانوا يجلسون معهم ويتحالفون معهم والمواكب الأمنية والرسمية كانت تنقل وفود الإخوان المسلمين وحماس وتوفر لهم الحماية في كل الدول العربية ؟
إني أرى خيال سياسي بدأ يُخيم فوق الأجواء غائب تماما عن وعي المتابعين والباحثين وهي سياسة "كره بعض الشعوب لأنظمتها السياسية" وقد تجاوزوا بمراحل من النجاح الباهر في تلك الصناعة ... وهذه السياسة ولدت أو أوجدت ليس بمحض الصدفة بل هي سياسة "تفكيك أذرع القوة لأنظمة الحكم" ... فمن أزمة "الربيع العربي" في 2011 - 2012 إلى أزمة "غزو اليمن" في 2015 "الأزمة الخليجية" في 2017 إلى أزمة "حرب غزة لبنان" في 2023 ... كلها أحداث متقاربة ومتسارعة استهلكت واستنفذت كامل الرصيد الشعبي لدول عربية وخليجية بل وبسبب "الحرب على غزة" هبطت معدلات شعبية دول عربية وخليجية إلى ما دون 50 تحت الصفر ... الأمر الكارثي والأخطر أن تلك الدول في اليوم الذي تتغير فيه المخططات والتحالفات الخارجية القادمة والتي أصلا سردتها "مدونة الكويت ثم الكويت" لن يجدوا من يقف معهم ولا حتى رأي عام شعبي عربي في الخارج يساندهم أو يتعاطف معهم بل الجميع سيشمت بهم والجميع سيتمنى زوالهم نكاية وتشفيا بما فعلوه في الأوطان العربية وما فعلوه بغزة ... ولذلك صنعت تلك السياسية لهذا السبب لتفكيك قوة تلك الدول وإضعاف قدراتها لتجد نفسها في يوم ما تواجه مصيرها وأقدارها منفردة بلا قوة بلا دعم بلا حتى جبهة شعبية صلبة متماسكة لا داخلية ولا خارجية ... وهذه السياسة الأمريكان والكيان الصهيوني هم أكثر من يمارسونها ومحترفين فيها لأقصى درجة ... فشاه إيران "محمد رضا بهلوي" كان أقرب المقربين لإسرائيل وأمريكا ويم سقط في 1979 رفضت أمريكا استقباله ورفضت إسرائيل هبوط طائرته حتى للتزود بالوقود واستقبله الرئيس المصري "أنور السادات" ومات ودفن هناك ... و "حسني مبارك" قبل ثورة يناير 2011 بشهرين كان يقهقه باتصالاته مع "باراك أوباما & هيلاري كلينتون" ومع رئيس حكومة الكيان الصهيوني "إيهود ألمرت" لكن وقتما اشتدت الثورة على مبارك قالوا له ارحل وفورا ... وماذا فعل الكيان الصهيوني بجيش "أنطوان لحد" الموالي لها في لبنان يوم فرطت بأخلص المخلصين لها في سنة 2.000 ... ولا أقرب من "بارك أوباما" وقبل رحيله بـ 28 يوم أفرج عن 4 مليار دولار لصالح إيران مقابل لإفراج عن الجنود الأمريكيان المعتقلين في طهران في 2016 وأيضا توقيع صفقة بيع 80 طائرة من نوع "بوينغ" مع الحكومة الإيرانية بموافقة البيت الأبيض ... ولذلك لا تستبعد مطلقا أن تستنجد حكومات عربية وخليجية في قادم السنوات ويقينا قبل 2030 وتستعين بالإخوان المسلمين لإعادة صناعة رأي عام شعبي ليقف معها إعلاميا ودوليا بسبب عدم وجود ما يكفي من متعاطفين مع تلك الدول التي تتأجرح حاليا بالسقوط ؟
ومن هنا فإني قد كتبت ونشرت مطولا وكثيرا ما حدث وما يحدث وما سوف يحدث وفق القراءات السياسية ... فالأهداف واضحة وضوح الشمس فبعد أن فشلوا في "سوريا والعراق وليبيا واليمن" تعاد نفس فصول التأمر في "غزة ولبنان" من قبل نفس المجموعة التي تعمل لصالح وفي خدمة "إسرائيل & أمريكا" ... ولذلك فإن القراءات السياسية تخبرني أن "غزة ولبنان" ما هم سوى غطاء لأمر أكبر وأهم وأعظم قادم خلال السنوات القريبة جدا القادمة وهي
1- ابتلاع الضفة الغربية وجعل اتفاقيات "أوسلو - غزة أريحا" كأنها لم تكن .
2- تخيير قيادات عربية ما بين ابتلاع جزء من أراضيهم أو تغييرهم أو سقوط أنظمة حكمهم للأبد .
3- الإستيلاء على أراضي واسعة من "الأردن ومصر والسعودية" وضمها رسميا لأراضي الكيان الصهيوني .
4- كل من ينتهج عقيدة المقاومة بالقول أو الكتابة أو النشر أو الفعل المدني أو العسكري سيتم تصنيفه على أنه عنصر إرهابي .
5- تفريغ الدول العربية الديمقراطية والحزبية من محتواها ليتسيّد حكم الفرد فيها ودولا ديمقراطية ستلغى دساتيرها كليا .
6- جيوش عربية سيصدر قرار بحلها على غرار "قرار بول بريمر بحل الجيش العراقي في مايو 2003"
7- "مكة المكرمة والمدينة المنورة" سيكون لهما وضع مختلف يتأرجح بين أحداث السيادة والإشراف عليهما من قبل قوى خارجية ستحكم وتدير المشهد كاملا هناك .
8- من 2025 الأحداث في تصاعد متسارع الأحداث مع احتمالية بمؤشرات كبيرة بحروب ومعارك على جبهات عديدة وانقلابات سياسية .
9- من 2030 يبدأ الإنهيار الكلي في الشرق الأوسط "الحرب الكبرى - إيران" والحرب النووية "أوروبا أمريكا روسيا الصين اليابان كوريا الشمالية والجنوبية وأستراليا وكندا وتايوان والفلبين"
10- 2035 لا يوجد بالمطلق لا إنترنت ولا سيارات ولا طائرات ولا دراجات نارية ولا اتصالات ولا قنوات فضائية كل شيء سيعود بدائي ... فناء أبدي لعصر الحضارة وانتهاء لثورة التكنولوجيا .
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم