تأتيك دعوة لأداء "العمرة" من صديق
أو صديقة من قريب أو غريب من جمعية تعاونية من فاعل وفاعلة خير لا شيء في ذلك
والأجر عند رب الأجر سبحانه ... لكن أداء مناسك الحج هذه بالذات الكل يجب أن يتوقف
عندها ويوقرها ويحترمها ويعظم شعائرها تعظيما كبيرا لأنها من أصل الإسلام ومن
أركانه الرئيسية ... وإني أرى مفسدة قد طغت على مناسك الحج وأرى شبهات بل وأرى حتى
باطلا في ممارسات الكثيرين الذين ربما يأتون رب العالمين يوم القيامة وليس في
سجلهم أي حج في حياتهم ... وإن كان البعض قد تعلق بفتوى من هذا ومن ذاك فإن الفتوى
هي مجرد "رأي" مهما كان قائله فإنها في نهاية الأمر رأي وليس أمرا مقدسا
ولا مما يظنه الجميع ... فإن اطمئن قلبك إلى رأي هذا وفتوى ذاك فأعد حساباتك جيدا
فإن الأمة لم تهلك إلا من رأي المفسدين ومشورة المنافقين وخصوصا ونحن في زمن الدين
السياسي الذي تحالف معه تجار الدين ... فأصبحت الفتاوى تأتي وفق الهوى والظلال
ووفق الظرف والحاجة حتى سادت الشبهات الكثير من ممارسات أهل التقاة والتبس الأمر
على أهل الثقاة واشتبه الفعل على أهل الحكمة ؟
عندما شرّع لكم ربكم فريضة الحج التي لا نقاش
ولا جدال فيها على وجوب وصحة فريضتها كان الهدف هو لتطهير الإنسان من معاصيه
وذنوبه ... وإعطاء الإنسان فرصة ثمينة في دنياه حتى يغفر له رب العالمين ذنوبه
وتقصيره في حق ربه وليس المغفرة مما اقترفه بحق الناس ... فالله سبحانه يغفر لمن
يشاء لمن أذنب في حقه وتجاوز وتطاول على الله وليس المغفرة من ذنوب وأخطاء ارتكبت
في حق الناس { إن الله لا يغفر
أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما } النساء ... وبالتالي لا تحسب أن الحج هو مغفرة مطلقة كاملة
تامة وإلا وقعت في الجهالة وحتى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته
أمه" فإنه تقول وافتراء على رسولنا كعادة
الكثيرين ... فالله يغفر في حقه لمن يشاء من عباده ولكن عدالة رب السماء لها وجه
أخر يستهزأ بها الكثيرون فهناك من سرق ومن طعن وشتم ومن قتل وأرهب وأرعب ... ومن
تحايل ونصب ومن أخذ أموالا بالباطل ومن تاجر بالدين ومن سيس الإسلام ومن خاض في
السياسة كذبا وزورا وبهتانا وهناك من تعمد عمدا تمزيق المسلمين ومن افترى على الله
ورسوله الكذب والبهتان ومن نال شهرة من وراء الإسلام وأصبح مليونيرا أي تاجر دين ...
وهناك من أكل مال اليتيم واستحل أموال الربا وظلم هذه وظلم هذا وهناك من أتت ساحرا
وصنعت إفكا عظيما ومن فرقت بين زوجين وهناك من وقفوا في المحاكم شهدوا زورا ومن ظلموا
وهناك قضاة من فسدوا وحكموا ظلما وهناك وهناك وهناك ... وتلك أمورا لا يغفرها الله
لعباده في دنياهم بل يؤخر حسابها وقصاصها ليرى المرء بأم عينه يوم القيامة عظمة
المشهد يوم تقتص البشر منن البشر بأمر الجبار المنتقم عندما تأتي عدالة ملك الملوك
وجبار الجبابرة سبحانه لتعيد الحقوق إلى أهلها ... { وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ
يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي } الفجر { إنا أنذرناكم عذابا
قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا } النبأ { وعرضوا
على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ووضع الكتاب
فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنـــــا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة
ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا } الكهف ... هيهات ثم هيهات أن يفلت كل هؤلاء من الحساب ما لم يتوبوا
ويستغفروا ربهم ويبدوا ندما عظيما ويعيدوا ما سرقوه وما جمعوه من مال حرام قبل أن
تلتحفهم قبورهم وتحل قيامتهم ؟
شبهات ومفسدة الحج
إن الله طيب لا يقبل إلا طيب والطيب هنا هو
المال الحلال النقي من الذنوب والمعاصي والنفس الذاهبة إلى التوبة وغسل النفس من
المعاصي والنية الصادقة المتوجهة إلى خالقها وحده لا شريك له ... لكن ما نراه في
أيامنا هذه نعوذ بالله من هذا المنقلب ومن هذا الفساد الذي عم وانتشر في مناسك
الحج ... فيذهب رجل الدين مجانــــا على حساب الحملة الفلانية نظير أن يقيم لهم
جلسات دينية أثناء حجهم وهذا فساد وتجارة بدين الله وتحايل والتفاف ... وهناك
وزارة ترسل "بعض" موظفيها على حسابها وهذا فساد وأموال حرام لأنها أموال
عامة أي أموال الشعب ولا أحد يملك الإذن بمنحها هكذا إلا أمير البلاد أي حاكم
البلاد الذي إما أن يأمر بهذا الأمر شخصيا أو يفوض غيره صراحة وعلنا بهذا الأمر
... أما وزير أو وكيل يتفضل على موظفيه بالحج فهذا الأمر مفسدة عظيمة وليس من مال
الوزير ولا الوكيل ... وأما من يذهبون كبعثة حج "رسمية" فإنه عمل مقابل
أجر وليس بالمجان وهنا الأمر ينسحب على وزارة الأوقاف والمطافئ والجهات الأخرى في
الدولة فالكل ذهب لأداء عمل بمقابل أجر وبالتالي حجتهم تقع عليها الشبهات العظيمة
... وحتى وزارة لداخلية في الكثير من الدول العربية التي ترسل بعض رجالها لأداء مهام
وظيفية صرفة في عملهم فهؤلاء ليسوا حجاج بل موظفين ذهبوا في مهمات أمنية ... وكل
موظف ذهب لأداء وظيفته بمقابل أجر فهو عمل وليس حج وهذا عملك وهذه وظيفتك تؤديها
ثم تعود ثم تحصل على مكافأة مالية أو لا تحصل هذا شأن عملك ... لكن تذهب إلى الحج
كحــــــاج 100% وليس كموظف وليس لمهمة فالحاج له أجره العظيم وأيضا الموظف له
أجره فوق عمله لكن لا تلبسوا الباطل بالحق وتقول هذا حاج وموظف وفي نفس الوقت يؤدي
مهمة ... فيعود الموظف في السنة المقبلة لأداء مناسك الحج كحـــــاج وليس كموظف
وهنا يدخل كليا في خانة الحجاج ... ومن ألبس عليكم أن الحج هو عمل فقد أتى بهتانا
عظيما وافترى افتراء كبيرا ؟
حج الـ VIP
سؤال في غاية الأهمية غاب عنه الكثيرون :
لماذا يتعرى الرجل في الحج 100% ولا يلبس إلا قطعة قماش "ثوب الإحرام"
وبشرط أن يكون لونه أبيض ؟ ... إنها علامة وأمرا ودلالة على أن الناس سواسية عند
الله سبحانه وفي حجهم لا فرق بين ملكا وأمير ولا تاجرا ولا فقير الكل سواسية ...
يمشون مع بعضهم بعضا ويختلطون بعضهم بعضا لا غرور ولا كبرياء ولا عنصرية ولا
نرجسية لا كره ولا بغضاء ... مناسك واحدة وطرق واحدة وصلاة واحدة وقبلة واحدة لا
تحزب ولا مذاهب لا أفكار ولا معتقدات الكل مسلم والكل مؤمن بالله الواحد الحنان
المنان سبحانه ... فكيف تجرأتم على حج ربكم ومزقتم الناس وفرقتموهم فرقا وأشياعا
!!! فهذا حملة فقيره إذهب بعيدا وهذا من حملة غنية هيئوا لهم كل وسائل الترف والراحة
وهذا رئيس حكومة افسحوا له الطريق وهذا حاكم لا أحد يقترب منه وهذا حمام التجار
وهذا حمام الفقراء وهذه مائدة الأثرياء وهذه مائدة الفقراء !!! ... يا لكم من عقول
تافهة ويا لكم من أنفس وضيعة ويلكم من الله يا من فرقتم المسلمين حتى في حج ربهم
ويل لكم من رب لا يرضى ولا يقبل ولم يأمر بما أفسدتم به مناسكه وعباده ... أهذا حج
إلى بيت الله أم سياحة كما تعودتم عليها ؟ ورجالا ونساء لم يعطوا الله حقه فألهتهم
مواقع التواصل الإجتماعي تصويرا وتفاخرا ولغوا وحديثا سفيها ونسي الكثيرين القرآن والتسبيح
والتكبير والتهليل والصلاة والذكر الحميد والأسف والندم على ما فرطوا فيه في
حياتهم ... أهذا حج أم مفسدة جلبتموها إلى مشاعر ومناسك ربكم !!! أهذا حج إلى رب
واحد أم كره وبغضاء جلبتموها إلى أرض أعدل العادلين سبحانه !!! أهذا حج أم فساد
وقبح وذم ونميمة أبت نفوس "بعضكم" إلا أن تأخذ شياطينها معها في حجها
... أعيدوا مراجعة أنفسكم وحجكم
حتى لا تقفوا بين يدي ربكم يوم القيامة وأنتم بلا أي حج بسبب فسادكم وشبهاتكم وسوء
أعمالكم وقذارة أموالكم ... وإياكم ثم إياكم أن يخرج من بينكم إبليس فيتذاكى على
رب العالمين ويدعي بهتانا أن فتوى هذا ورأي ذاك هو الحق والصواب ؟
إلى الحكومة السعودية الموقرة
لقد تمادى الكثرين بالسفاهة ولقد أفرط
الكثيرين بجهله فتناسوا حرمة تقديس وتعظيم شعائر الله في أيامه الخاصة فبلغت
المفاسد مبلغها وعظم الإنحراف كثيرا والناس إن تركتها على الهوى فإنها ستفرط وإن
لجمتها تعود وتستغفر ... لذا أرجو وأتمنى في مواسم الحج أن تنقطع خدمة الإنترنت
بالكامل ونهائيا عن كل وجميع الحجاج بلا أي استثناء حتى انقضاء موسم الحج + تغلق
وتقطع كافة الإتصالات لعموم الحجاج ودون أي استثناء على أن يتم فتحها لمدة ساعتين
بالكامل خلال الفترة ما بعد صلاة العشاء فقط وحصريا ... ومن يعترض فليعود إلى وطنه
وأما الحجة فهي لتعظيم وتوقير شعائر الله في أيامه المباركة فلا اتصالات ولا لغو
الحديث ولا تصوير السفهاء ... كما أتمنى أن تدعو الحكومة السعودية لكافة المحسنين
المسلمين في أنحاء العالم بحقهم بالتبرع المباشر عبر "وزارة الحج
والعمرة" السعودية فقط وحصريا بأن كل محسن ينشأ مشروع تبرعه أو يتشاركون مجموعة محسنين
ووزارة لحج هي من تنفذه ... محسن يريد التبرع بأحذية ومحسن يريد التبرع بوجبات
غذائية ومحسن بالمياه ومحسن بالكساء ومحسن بالمال ... على أن يتم شراء كل ما سبق
من خلال المحلات وتجار السعودية فمنها صنعت عملية اقتصادية ومنها أدخلت أموالا
ضخمة ومنها صنعت أجرا عظيما ... بمعنى أنت تحدد مشروع تبرعك ونحن من ينفذه ويرسل
لك فيديو وصورا بنجاح عملك والتحويل المالي يتم قبل موسم الحج
بثلاثة أشهر ليتسنى للقائمين على المشروع أن يحققوا أقصى درجات النجاح له ؟
{ ومن يُعَظِّمْ شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } الحج
دمتم بود ...