2019-02-01

رأيا ونصيحة ... أعيدوا معارضي الخارج ؟


كل من تابعني منذ وقت طويل يعرف ومتأكد بل ومتيقن أني ضد كل المعارضين الكويتيين وضد أسلوبهم في الطرح وضد توجهاتهم وضد كل أفعالهم المشينة والمسيئة للكويت وقيادتها وشعبها ... وكلنا نالنا الكثير من الأذى منهم من خلال أفكار شاذة وممارسات وضيعة ودخيلة علينا والكل يعلم أنهم قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في العقل والمنطق وأن كان هناك مخطط لهدم وإسقاط مؤسسات الدولة بمخطط داخلي وخارجي استهدف الكويت ونظام حكمها مباشرة ... ضف على ذلك أن كل الأحكام القضائية التي صدرت بكل درجات التقاضي ومنح كافة الحقوق للمتهمين وكانت أحكاما صحيحة لا شك ولا لبس فيها ... وكنت ولا زلت ضد فكرهم الأحمق وتوجهم الأرعن والحقيقة قد اتضحت وبانت نتائج كل الأفعال الصبيانية والغير مسؤلة التي قاموا بها بدليل ما يدفعونه اليوم من ثمن لطريق خاطئ ظنوا أنه طريق الصواب ... وإذ أكتب هذه الكلمات لا يعني أني أتوافق معهم هذا لم ولن يحدث لأن القناعات متضاربة بيننا لكن هناك شيء يجمعنا جميعا ألا وهي الكويت الأرض والوطن والكيان والوجود هي من دفعتني أن أكتب اليوم ما أكتبه بدافع وطني ولبعد نظر ثاقب بعيد المدى ؟
 
أيها الأخوة والأخوات أيها السادة والسيدات أيها العقلاء والحكماء لقد فرضت علينا حكوماتنا فرضا وكرها وإجبارا أن نعيد العلاقات مع العراق حكومة وشعبا ... وكانت الحجة أنه إلى متى ستكون القطيعة موجودة بين بلدين وشعبين ؟ ... بالرغم من عدم اكتمال دفع تعويضات الغزو العراقي وبالرغم من عدم عودة باقي رفاة شهدائنا الأبرار وبالرغم من حجم الجرح الشعبي الكويتي كل ذلك حدث ويحدث حتى أصبحت "الكواسير" تصدح في مهرجانات "هلا فبراير" ... فإن كان غزوا واحتلالا واستباحة كل المحرمات أظهرت أجنحة ملائكة الرحمن في ظهور حكوماتنا من أجل العراق فلم "قرون الشيطان" ترتفع على أبناء وطننا ؟!!!؟ ... نعم هذه هي الحقيقة التي يجب اليوم أن نواجهها ونعالجها بحكمة وببعد نظر وببصيرة وبقلوب مفتوحة وليس بتكبر وعناد وكم أحقاد لم يعد لها أي مبرر فكل من اضطر إلى الهرب بسبب قضايا سياسية كان مضطرا مكرها بسبب هزيمته وفشل مشروعه وخطأ فكره ... مع الإنتباه والتأكيد أن الأحكام القضائية التي صدرت ضدهم بعضها كانت صحيحة 100% كأصول وكدرجات قضائية لكن بعضها كانت أحكاما مفرطة ومبالغ فيها فأي عقل ومنطق يقبل بمجموع أحكام قضائية يصل مجموعها إلى 20 و 50 و 70 سنة حبس ضد شخص واحد وبسبب مجرد آراء وبالتالي هذا هو الإفراط بعينه !!! ... هم أخطؤا ونقر بخطئهم لكن هذا قدرنا أن يكون هناك إبنا عاقا في الأسرة وبنتا حمقاء في العائلة فلا نحن أفضل من سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي نبذه قومه ولا نحن أفضل من أخوة يوسف عليه السلام الذين تآمروا عليه أخوته ... بل وحتى نبيكم ورسولكم محمد ابن عبدالله عليه الصلاة والسلام كان الصادق الأمين الحبيب الودود وبعد أن جاء لقومه برسالة الإسلام انقلبوا عليه وأصبح الشاعر الساحر المجنون !!! ... وبالتالي لا يمكن أن نسمح لأنفسنا أن نقف أو نجلس في موقف التناقض لأنفسنا قبل التاريخ ونرحب بالغازي العراقي ونسب ونلعن ابن الكويت العــــاق ... فكما بررنا لحكومتنا أيضا علينا أن نبرر لأبناء وطننا فبالنهاية كل ما صدر لا نتفق معه لكنها تبقى أقوالا وآراء سياسية صدرت بمكانها الصحيح أو خالفت كل ما هو غير مقبول فإنه ماضي وانتهى ... واليوم لدينا مشكلة حقيقية مشكلة أننا نعيش كحال يوم القيامة كل يقول "نفسي نفسي" وهذا ما نحن عليه أصلا ولا نقبله فهناك حالة سياسية واجتماعية يجب حلها والوقوف على أسبابها ومعالجتها اليوم قبل الغد وإلا أصبحنا شركاء في هذه المجزرة التي تحدث ... نعم مجزرة فماذا تسمي ابتعاد كويتي وكويتية عن وطنهم كرها ورغما عنهم فقط لاختلاف رأي سياسي وإن كان مجرّما باسم القانون وحتى وإن كان مخالف للقانون ؟

هل تريد أن نعفوا عن الجميع ؟
نعم عن الجميع الجميع الجميع باستثناء من رفع السلاح بوجه الدولة وأخص تحديدا "خلية العبدلي وداعش والقاعدة وحزب الله" ... وموضوعي يخص من صدرت عليهم أحكاما قضائية بسبب قول أو رأي في الداخل والخارج وحتى من صدرت عليهم أحكاما قضائية في قضية "اقتحام مجلس الأمة" أرجو أن يعود الجميع إلى وطنهم إلى أرض الكويت إلى أهله وناسه ... لا أقبل أن تستمر معاناة الأسر الكويتية بأبنائها ورجالها في وضع يمكن حله ويمكن احتوائه فقد نالوا من الدروس والعبر الشيء الكثير بل وأعرف أكثر منكم أن بعضهم لا يزال الشطح في عقله والبعض يظن أنه "غاندي ومانديلا" ... لكن ماذا تفعل معهم هل تقطع رؤوسهم أم تصبر عليهم وتدعوا لهم بالهداية ناهيك أن مثلما أنت تراهم متخلفين فكريا هم أيضا ينظرون إليك أنك متخلف فكريا ... وهذا الأمر جدا طبيعي فربكم لم يخلق عباده إلا وهم مختلفين في العقل والفهم ومستويات الإدراك ولولا اختلافنا لما حدث اتفاقنا والناس منذ خليقتها وحتى قيامتها سيكونون مختلفين في الفكر والفهم ؟

لم تجب بصراحة هل نعفوا عن الجميع ؟
عن الجميع بل واصنع عملية "تبييض السجون" أي لا أحد في السجن سوى قضايا القتل وأمن الدولة "التنظيمات الإرهابية" والمال العام ... طلع الناس وخل تفرح الناس ورجع اللي "منحاشين" وفرح أهلهم واجمع شمل الآلاف واصنع فرصة سيخلدها الزمان وسيخلدها التاريخ ... يا أخي ترى مثل هذي الأمور ما هي معجزة لكن ضيق الأفق وكم الحقد هما المعجزات الحقيقية التي تستغرب أن الثأر والحقد إلى متى سيكون موجود بين الناس ؟!!!؟ ... غير معقول أن تكون رحيم ورؤوف مع العراقيين باسم السياسة وفي نفس الوقت تكون جبار منتقم شديد العقاب مع الكويتيين !!! ... سجلت عليهم أحكاما قضائية وتاريخهم مكتوب ومنشور ومثبت صوت وصورة ومنحهم "فرصة اجتماعية وليس سياسية" ستضيف عليهم الحجة فوق حجة الأحكام القضائية ... ومن لم تداويه الأحداث سيداويه زمانه وسيجلده التاريخ بسوء أفعاله لكن كواقع نحن أمام مشكلة إنسانية صرفة ومعاناة كويتيين منا وفينا ... وحتى لو اختلفنا نبقى كويتيين ومن نختلف معهم كان ولا يزال وسوف يبقى خلاف وصراع فكر وليس صراع وجود وتهديد النفس بالقتل فزوجة المعارض أختي وابنته ابنتي وأخاه أخي ووالده والدي ... فإن لم تتطهر أنفسنا من الماضي البغيض ونتعالى ونتسامى على جراحنا من أجل أبناء وطننا إذن فأي وطنية نحملها وأي إنسانية نفتخر بها ... ما حدث أظن وأعتقد أنه كان كافيا وليتحرك الحكماء والمصلحون النبلاء والشرفاء بهدوء وبعيدا عن الإعلام الكذاب الدجال وأبعدوا كل أعضاء مجلس الأمة عن هذا المسعى فهؤلاء ليسوا من أهل الثقة ولا الحكمة بل هؤلاء تجار أزمات لا يمكن الوثوق بهم ... أعيدوا مسلم البراك وفيصل المسلم وعبدالحميد دشتي وعبدالله الصالح ورانيا السعد وجمعان الحربش ووليد الطبطبائي وغيرهم لم ولن نتفق معهم لكن افتحوا صفحة جديدة وأعيدوهم إلى وطنهم ... وأصلحوا قوانين النشر قوانين الخزي والعار التي منحت حثالة المجتمع أهمية وقدرا ما كان ليحلموا به لولا قوانين تقييد الحريات المعيبة بحق الكويت وتاريخها وشعبها ... أعيدوا من في الخارج وليكن خلافنا في الداخل فغدر اليمن بنا وسامحتموه وطعننا الفلسطينيين وأصفحتم عنهم فألينوا قلوبكم ولتميل إلى أخوتكم { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } الشورى ... وأجر الله ليس مالا ولا منصبا ولا من توافه دنياكم فالأجر هنا يكون أكثر وأكبر مما يتوقعه ويتخيله العبد ... فاللهم يا رافع السماء ويا باسط الأرض يا رازق كل عبد وطير يا مؤمن كل خائف ومستجير وحد صفوف الكويتيين واجمع شملهم على الحق واجعلهم مخلصين لوطنهم ولمن يحكمهم وجنب وطننا وشعبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنك أنت السميع العليم وأنت مجيب الدعاء يا ذا الجلال والإكرام .






دمتم بود ...