يعتقد الكثير من السفهاء أنه إن وجد لديك مراقص وبارات خمور ودعارة بجانب
وجود المساجد والكنائس فهذا يعني أنك دولة منفتحة ومتطورة ... لكن الجهلة نظرتهم
تعتمد على قصر نظر صرفة بعدف رغبة ذاتية شخصية للظفر والطمع بالتمتع في مغيبات
العقل مهما كان الثمن ... والعرب بطبيعة "غالبيتهم" هم كذابين منافقين
تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا منذ جاهليتهم وحتى في أوائل إسلامهم وصولا حتى يومنا
هذا ... وسأسوق لكم حكاية حقيقية وقعت في الكويت وأحدثت صراع بين بعض تجار الكويت
وبين رئيس الحكومة الراحل الشيخ "سعد العبدالله الصباح" ... فبعد تحرير
الكويت في 1991 توقفت الكويت ولم تعرف أي نهضة باستثناء ترميم ما دمره الغزو
العراقي حتى تضمن الكويت توثيق تعويضاتها الناتجة عن الغزو العراقي ... وقتها
تطايرت إلى أسماعنا نهضة دبي وتطورها فذهب الكثيرين إلى الشيخ سعد مطالبينه
بالتوقف عن حالة الشلل الإقتصادية التي تسبب بها وأن يبدأ بالتحرك بصناعة النهضة
والتطور والإنفتاح في الكويت ... فكان رده : لن نفعل شيئا حتى ننتهي من طاغية
بغداد ... وكان هذا رده للجميع بالرغم من الآراء والأفكار الكثيرة والمدهشة التي
قدمت له لكنه أصر على موقفه وإثر ذلك انتقلت رؤوس الأموال الكويتية من وطنها
الكويت وصبتها صبا مجنونا في دبي ومنذ 1994 إلى 1999 هيمن تجار الكويت على دبي
وكان أبرزهم الراحل "عبدالعزيز المساعيد" مالك صحيفة الرأي العام ...
وحسب معلوماتي الكويتيين لم يستثمروا في الخمور والمراقص آنذاك بل كانوا عمالقة
الأراضي التجارية والوكالات التجارية العالمية ... وهذه لعبة الكويتيين منذ القدم
مما أدى إلى أن يشتكي الكثيرين إلى حاكم دبي آنذاك الراحل "مكتوم بن راشد آل
مكتوم" والد الشيخ الحالي "محمد" ... فلم يتحرك الشيخ يقم الشيخ مكتوم بأي تحرك ضد احتكار
الكويتيين حبا لهم وفيهم وكان عاشقا للكويت وأهلها بالإضافة إلى صلة قرابة ونسب مع
إحدى عوائل الكويت الكريمة ... ولما توفى حاكم دبي "مكتوم بن راشد" تولى
ابنه حاكم دبي الحالي محمد هو من واجه احتكار الأراضي من قبل الكويتيين وقتها بدأت
دبي تنطلق إلى العالمية ... ولما اشتهر إسم حاكم دبي سمو الشيخ "محمد بن راشد
آل مكتوم" جاء إلى الكويت وعرض مخططاته لتطوير الجزيرة الخضراء على شارع
الخليج العربي لدينا وطلبها كمستثمر وكما قال "أرد جزء من دين الكويت
علينا" ... فرفض طلبه ثم جاء مرة أخرى للكويت عارضا على الكويت أن يدخلوا
كأكبر مستثمرين في دبي بشرائهم لأصول ضخمة مليارية لتسديد ديون دبي في أزمتها
المالية في 2009 فرفض أيضا طلبه ... لكن هذه المرة الرفض كان بسبب عدم السماح
لانفصال دبي عن الإمارات والسلطة المركزية في أبو ظبي وبالفعل بعد رفض التمويل
الكويتي والسعودي تدخلت أبو ظبي "مركز المال" في الإمارات واشترت جزءا
من أصول دبي ؟
ما سبق هي حكاية قصيرة لها الكثير من المعاني تتأرجح ما بين ضعف
القرار السياسي وذكائه وما بين فشل القرار السياسي في الكويت بالتطوير لمدة تجاوزت
أكثر من 18 سنة ما بين 1991 إلى 2011 ... ورغم شدة ضررنا من تجمد الإقتصاد الكويتي
إلا أننا نسجل أيضا إيجابية بأن الحكومات الكويتية لم تنفتح كما أرادوا لها بسياحة
الخمور والدعارة ... ويظن الكثيرين أن سياحة الخمور والمراقص والدعارة تعني أنه
الإنفتاح وأن هذا هو شكل المجتمع الحقيقي الصحي السليم وما دونه فهو مجتمع واقتصاد
مريض ... وسأرسم لكم سيناريو هو الأقرب إلى الواقع لو الكويت سمحت للمراقص
والدعارة والخمور على أرضها ... فتحت الكويت سياحيا كائنا من كان يدخلها وسمحت
بإقامة أفخم المراقص وسمحت للدعارة وملأت الأسواق من كافة أنواع الخمور وأفخرها
وجلبت لكم أشهر الشاذين على الأرض والفرق الموسيقية الإباحية وغير الإباحية ...
فهل تعرف ماذا سيصيب بيتك وأهلك ؟ ... انتبه أنا لم أقل بعد المجتمع ووطنك بل حددت
بيتك أمك زوجتك أختك ابنتك ابنك فقط ؟ ... هؤلاء هم أول من سيصيبهم الأذى ولن تأمن
من إنحراف أحد منهم ولا حتى 1% ثم إن كانت نسبة الزواج والطلاق في الكويت حاليا 50%
فإن وقتها وفي ظل وجود ما تسمونه أنتم الإنفتاح ستكون نسبة الزواج 10% ونسبة
الطلاق 90% ... وستضرب العنوسة كل بيت فيكم لبناتكم الشريفات العفيفات لماذا ؟
لأنك وفرت كل وسائل الجنس وحياة اللهو فلماذا الشاب يتزوج وأمامه اللحم الرخيص
بثمن بخس ؟ ... ضف على ذلك ارتفاع نسبة زواج الكويتيين من العاهرات كلمتين دمعتين "وتخرفن
الريال" فما هي سوى 10 سنوات من انفتاحكم السفيه فيحدث تغيير ديموغرافي سينسف
هوية المجتمع الكويتي عن بكرة أبيه ... ولا تصدقوا حديثي هذا بل غوصوا وتعمقوا
كثيرا في مجتمع الإمارات وشاهدوا واقرؤا بأم أعينكم معاناة الأشراف من شعبهم ماذا
يقولون وكيف يعانون من انفتاح حكومتهم ... وأما الأغبياء الذين يرون في السعودية
انفتاح فهي هزيمة حرب يا هذا نعم هزيمة عسكرية تم تعتيمها من خلال صرف الأنظار
عنها عبر الترفيه الذي يسعد ويفرح مليون سعودية روح ولا يهمك نخليهم 3 ملايين سعودي
فرحان بالترفيه الحاصل عندهم وماذا عن الباقين أكثر من 17 مليون مواطن من أصل 20
مليون نسمة ؟ ... وماذا عن بطالة أكثر من مليون مواطن سعودي وماذا عن أكثر من 65%
من الشعب السعودية بلا مسكن مستقل ؟ وماذا عن تردي الخدمات والبنية التحتية والفيضانات
وغياب النهضة ونسبة الفقر الشديد الذي تجاوز نسبة 12% ... واسألوا أهل البحرين
الكرام ماذا فعلت في مجتمعهم المراقص والبارات وابحثوا في المغرب كيف مزقهم الفقر
فباعوا "بعض" بناتهم شرفهن في المراقص وكيف انتعشت تجارة المخدرات لديهم
فأصبحت تدر عليهم أكثر من 5 مليار دولار سنويا ... واسألوا أهل لبنان وتونس
والأردن والعراق وسورية ... وأما مصر فهي الأعرق تاريخيا في مجال الدعارة والخمور
بتاريخ بدأ في سنة 4.000 قبل الميلاد وإلى يومنا هذا بل كانت بيوت الدعارة هي
تجارة مرخصة رسميا في مصر لأكثر من 100 عام ... وأيضا لا تصدقوني فقط على جوجل اكتبوا
"الدعارة في مصر أو البغاء في مصر" لتعرفوا صدق ما أسوقه إليكم ؟
ويبقى السؤال المحير : لماذا الدول العربية لم تنتهج السياحة النظيفة
؟ بمعنى سياحة دون خمور وبلا دعارة رسمية ؟ ... فالسعودية أقوى وأكبر دولة لها
حظوظا بالسياحة الدينية التي لو وظفتها بالشكل الصحيح لصنعت دخلا يتجاوز دخل نفطها
بأكمله ... ومصر لو صنعت السياحة النظيفة لصعقتم من هول المليارات التي ستدر عليها
ولبنان لم يستغلوا طبيعتهم إلا ما لا تتجاوز نسبته 30% وإيران لم تستخدم كنوزها
وإلا لأصبحت نمسا الشرق الأوسط ... لماذا الإنفتاح لدى الكثرين منكم لا تكون سياحة
إلا من خلال المراقص والدعارة والخمور ؟ ... يمكن أن تفرح وتستمتع بل وتأمن على
نفسك وأنت في أي وطن عربي آمن مطمئن على نفسك وأهلك لكن تلك الدول تحولت إلى
ظاهرها الإنفتاح والوسطية والتسامح وباطنها دول قمعية بوليسية لا تقيم لله وزنا
ولا وقارا من هول فظائع انتهاكات التعذيب التي وصلت إلى القتل العمد ... فإن كانت
الدولة الفقيرة المعدمة تجد لها عذرا في المراقص والخمور حتى تسد به ما يستر فضائح
فسادها وفشل عقولها فما عذر الدول الخليجية شديدة الثراء بالإنفتاح الجنسي واقتصاد
الخمور ؟ ... وقبل أن يخرج علينا "تاجر نساء" يسوق على المغفلين بأنه
حقق الأرقام الفلانية نتيجة الدخل والتطور فليخبر الأصنام : كم أنفق أولا على
التجهيزات وقيمة الفرق الترفيهية والموسيقية ورواتب العالمين والمصروفات والنثريات ثم ليخرج لهم الدخل
الحقيقي ؟ ... وفي الدول العربي خذوها مني فإن معظم الحكومات العربية لا تصرح
بالحقائق وتتكتم عن عمد بحجب الأرقام الحقيقية لواقع مجتمعاتها ... وكدليل على ما
أقول ادخلوا موقع وزارة الداخلية المصرية ونزلوا إحصائياتها الرسمية فلن تجدوا سوى
أكاذيب وترهات لا تتوافق ولا تتطابق على الإطلاق مع واقع مجتمعها ألم أقل لكم إن العرب
بطبيعتهم كذابين منافقين ... الخلاصة : لا نريد انفتاح الدعارة ولا انفتاح الخمور
ومن يريد ذلك فهناك دولا عربية هي من جعلت من نفسها "حمام عمومي" فليذهب
من يذهب إليها ويقضي حاجته وليعد إلينا نظيفا مع حسن الظن والتقدير للشرفاء والكرام
... وشهادة حق أقولها لأبرأ ذمتي أمام ربي سبحانه وهي أن هناك الكثير الكثير
وبمئات الملايين من العرب المسلمين الشرفاء غير راضين على ما فرض عليهم من عري
وتفسخ مجتمعي وهم يبرؤون إلى الله مما هم في كما نبرأ نحن من السفهاء في وطننا ...
انظر لوطنك ولمجتمعك ولأهل بيتك والآمنين في منازلهم قبل أن تنظر إلى لذة ونشوة
شخصية بأنانية مفرطة ووقاحة وبجهل أعمى ... فيا أيها الأغبياء أنتم في دنياكم ضيوف
وحياتكم مجرد ممر وليس مقر ومن يريد أن يذنب فليذنب على نفسه ولا يجلب إثمه وذنبه
على الآخرين ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم