أطلق
عليهم "المتصابين أو المتشببون" وهي صفة شملت النساء والرجال لكن في
المجتمعات العربية ذات العادات والتقاليد المتشددة والتي يكثر فيها الجهل وضع
الرجل وحده في قفص الإتهام ... ومن مواصفات هذا الأمر أن الرجل يكون ما بين الـ 40
سنة وحتى الـ 60 سنة هم الفئة المستهدفة في تهمة "المتصابين" ...
والمتصابي هو رجلا من متوسط العمر وكبير يقع في علاقة حقيقية مع فتاة ما بين 18 و
25 سنة أي هناك فرق بين الطرفين يتراوح ما بين 25 سنة إلى 35 سنة ... وهذه الحالة
ليست نادرة بل هي شائعة في كل مجتمع عربي فكانت مسرحية العملاق الراحل
"عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية "مراهق في الخمسين" دلاله حقيقية
وواقعية على وجود هذه الشريحة ... وفي هذا الشأن خرجت عشرات الأراء ومئات التحاليل
النفسية التي تحاول فهم وتفسير هذا السلوك الذي يتقبله البعض ويرفضه الكثيرون لكن
الحقيقة كانت هي الصدمة التي لم يعلم بها الكثيرون منكم بل وفاجأت حتى المتخصصين
... فكانت النتيجة الصادمة أن تلك العلاقات ذات الفارق العمري الكبير بينهما هي
علاقات طبيعية ومنطقية ولا يوجد عليها أي علامة استفهام وأن التوافق الفكري أو
النفسي لا يسبب أي خلل في العلاقة ... وعن نفسي وأستطيع أن أؤكد لكم أن مثل تلك
العلاقات شكليا هي غير منطقية لفارق السن وعلى ذلك أستدل بأمرين الأول هو زواج
الرسول عليه الصلاة والسلام من السيدة خديجة رضي الله عنها وهو في عمر 25 وهي في
عمر 40 أي الفرق بينهما 15 سنة ... وزواج أشرفنا علينا الصلاة والسلام من السيدة
عائشة وهي في عمر 9 سنوات وهو في عمر 51 ودخل بها بعد بلوغها أي الفرق بينهما 42
عاما وكانت السيدة عائشة هي البنت البكر الوحيدة من بين زوجات الرسول ؟
المنطق
الحديث يتحدث أن المعاشرة بين كبير السن وبين الصغيرة تثري حياة الرجل بالشيء
الكثير وتحقق له متعه يصعب جمال وصفها ... لكن ما بعد الفراش هنا تنفجر التساؤلات
حيث أن فارق العمر الكبير يحدث تضارب بين من له تجارب كثيرة في الحياة وبين الفتاة
التي لا خبرة لها ولا مقارنة حتى ... وعلى الجانب الأخر ذهب الباحثون والمحللين
النفسيين إلى إسقاط المقارنات بين المثليين الجنسيين في شذوذهم الوضيع والمحرم فكان
الأمر عبارة عن توافق فكري وجنسي فقط ولم يكن توافق في العمر على الإطلاق ... وفي
زمان آبائنا وأجدادنا ومن سبقونا فقد جرى العرف بينهم أن الرجل "في
الغالب" لا يتزوج إلا الصغيرة بفارق لا يقل عن 10 سنوات ويصل حتى إلى 25 سنة
مما دل وأثبت الأيام نجاح تلك الزيجات ... بل بالعكس في أيامنا هذه أن نصبة الطلاق
بين المتقاربين في العمر تكون مرتفعة بعكس الزيجات التي يوجد فيها فارق كبير فإنها
تكون الأكثر استقرارا ... وبالتالي ليس بالضرورة أن تقارب العمر يحقق نجاح العلاقة
وليس بالضرورة أن فارق العمر يحقق نجاح العلاقة فالتحليلات أثبتت أن فارق العمر
ليس هو المشكلة بقدر حالة الإنجذاب والتوافق بين الطرفين ... لكن الحقيقة الصادمة
التي ترفضها المجتمعات العربية تحديدا وحصريا هي من صنعت سيف التنمر والإنتقاد
وصولا إلى السخرية من فارق العمر بين أي اثنين ... ومثل هذه العلاقات أو الزيجات
أطلق عليها بـ "الحب المتطرف" أي أنك يجب أن تحذر بشدة من أن تتدخل فيها
لأن الطرفين المعنيين في العلاقة قد اختاروا المواجهة مع كائن من يكون للدفاع عن
علاقتهما وحبهما مهما كان الثمن ؟
أسباب مغامرة
الرجال المتصابين ؟
أول
سبب سلط عليه الضوء في المجتمعات العربية هو سخرية الناس من الكبير في العمر
وبمعنى أدق لو رجى في عمر الـ 60 أراد أن يتزوج فتاة أو مطلقة في عمر الـ 30 ...
فإن مثل هذه الجمل "أنت في عمر والدي – رجلك في القبر وتبحث عن امرأة – اخجل من
نفسك واحترم سنك – لو تزوجتني ماذا أناديك يا بابا" ... وتلك من المفارقات
العجيبة التي لا تحبط الرجل بل بالعكس ترتفع وتيرة تحدي الأمر بشكل غريب وكأن هناك
من ضخ فيه "الأدرينالين" فيتفتق ذهنه ويبحث عن البدائل عنادا
ونكاية بمن أهان رغباته ... وبالتالي تتجه أنظاره إلى الدول الفقيرة والناس
البسطاء التي من طبيعتهم ومن عاداتهم أن ترتبط الفتاة الصغيرة بالكبيرة وتدخل معه
في علاقة أو تتزوجه وتنجب منه بتكاليف صادمة ... وأتذكر أني كتبت موضوعا عن مغالاة
المهر في دولنا مقارنة مع الدول العربية الأخرى فكان الفرق شاسعا وكبيرا لدرجة
الصدمة من حجم المغالاة المجنون وكأن الزواج أصبح تجارة وليس مودة ورحمة ... ولا
تستغربوا لو قلت لكم أن مهر الزواج في بعض الدول العربية من فتاة باهرة الجمال
والقوام لا يتجاوز 300 دينار كويتي = 984 دولار ولو حدث مغالاة مع كل التكاليف
الأخرى فإنه لن يصل ولن يتجاوز 1.500 دينار = 4.900 دولار ... ولذلك من الجهل في
مجتمعاتنا وبين أوساطنا الأسرية أنهم من أسرع من يرمي التهم ويسخر من مثل تلك
الزيجات معللا بنرجسيتهم المعتادة بأن الرجل قد تم سحره أو البنت طامعة به أو
هدفها الجنسية ... وتناسى الجميع أن هناك الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة والتجار
والمواطنين والوزراء وكبار مسؤلي الدولة أمهاتهم ليس كويتيات لكنهن أنجبن نعم
النسل ونعم الرجال والأخلاق ... وهناك زيجات من أجنبيات كانت فاشلة وطامعة ووضيعة
مثلها مثل أي زيجة تحدث لكن الحقيقة أن سخرية البيئة المحيطة بالرجل وتهميشه وعدم
فهمه هم السبب الأول لأن يتفتق ذهب الرجل ليحث عن صناعة مرحلة جديدة من حياته ...
ومن الأسباب الأخرى لزواج الرجل من فتاة صغرى ربما تكون بسبب شخصية زوجته القوية
والتي نجحت بفرضها عليه مما أدى إلى وجود سطوة شديدة في المنزل وتهميش الرجل وشخصيته
كما أن هناك أسباب أخرى كمثل المرأة كثيرة التطلب وكثيرة الإنتقاد والتململ والرغبة
بالتجديد والتغيير ؟
بعدما
سبق فإن هناك واقع يحدث بينكم وتخجلون من الحديث عنه بإسقاطكم صفة العيب فيه وما
هو بعيب ولو كان بعيب أو بخجل فمن منكم يستطيع أن يعيب برسوله عليه أفضل صلوات ربي
وتسليما ؟ ومن يستطيع أن يعيب على حكاما وملوك تزوجوا صغيرات السن ؟ ... لكن لأنه
رسولنا لا أحد يجرؤ على أن ينتقده لأنه الإستثناء في كل شيء وذاك لأنه حاكما أو
أميرا لا أحد ينتقده لأن الرعب من القبضة الأمنية لا شك فيها ... لكن عندما يحدث
الأمر مع الإنسان العادي تنطلق الألسنة إلى عنان السماء نقدا وذما وتنمرا عليه
والحقيقة قطعية الثبوت أن لا أحد بالمطلق يعرف حقيقة العلاقة بين اثنين إلا
الإثنين أنفسهم ... فكل علاقة ولها أسرارها التي لا يعلمها غيرهما ورب العالمين
سبحانه وما أكثر الناس كبيرات السن اللاتي ارتبطن أو تزوجن بشباب أصغر منهن بـ 20
و 30 عاما ... وفي النهاية يجب التسليم المطلق والتام أن كل حالة ارتباط أو زواج
هو أمر مقدر من ربكم كتب على ابن آدم من قبل أن يخلق ولا يوجد شيء يحدث بين البشر
بمحض الصدفة بل هي أقدار كتبت بدقة تفوق العقل البشري فهما وقدرة وتنظيما ... وطالما الأمر سار بين الإثنين ويسير بالتراضي وبالشكل الرسمي
والقانوني وبمكاشفة ومصارحة مطلقة ولم يحدث كذب أو خداع أو ابتزاز فالأمر منتهي
... ورأيك أنت أو رأيي أو رأيك أنتي لا قيمة له ولا حتى 1% فلا رزقك علي ولا
عافيتك مني ولا أنتي ستكونين شفيعة لهم يوم القيامة وبالتالي من تدخل فيما لا
يعنيه ليس كونها إلا ثرثرة الجهل التي لا قيمة لها ولا تأثير على أي علاقة بين
اثنين ... فدعوا
الخلق للخالق عل وعسى أن يرحمكم ربكم في الدنيا والآخرة ويرزقكم سبل الحكمة
والبصيرة والرشاد ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم