2020-02-21

أعـــداء العبيــــد الحقيقيين ؟


التاريخ يحدثنا عن تاريخ العبيد والذي يتجاوز أكثر من 7.000 سنة قبل الميلاد مع الألفية الثانية فنحن نتحدث عن أكثر من 9.000 سنة من التاريخ البشري ... ويظن الكثيرون أن مجتمعات العبيد بنفس نمط وشكل المجتمعات الطبيعية لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق مثل أيامكم هذه فإن حياة السجون تختلف كليا عن الحياة خارجه وحياة فاحشين الثراء تختلف عن حياة الحكام وموائد البسطاء تختلف تماما عن موائد السلاطين ... فإذا كنتم أنتم تضعون على مائدتكم الطبق الرئيسي فاعلموا أن هناك من الأثرياء من يضعون ما لا يقل عن 3 أطباق رئيسية وأيضا هناك من لا يجد أي طبق رئيسي وهم الفقراء نسأله سبحانه وتعالى أن يرحم حالهم ويرفع عنهم ... إذن لكل ظرف حياة ولكل فئة حياة وهذه هي الطبيعة البشرية التي مزقها الطمع باسم الطموح ... والعبيد هم امتداد تلقائي لحالة البشر في أيامنا هذه لكن العبيد أصحاب البشرة السمراء تحديدا هم أكثر جنس بشري تعرض للإضطهاد على مر آلاف السنين ظنا وجهلا بالتأكيد بأن هذا الخلق دلالة على أن السماء أو الآلهة خلقتهم حتى يخدمون الأسياد أي خلق السود حتى يخدموا البيض ... لكن من المفارقات العجيبة والغريبة في فئة العبيد قديما أنهم فيما بينهم كانوا يكرهون بعضهم بعضا بشكل متوحش لدرجة القتل والأمر الأخر الأغرب أن هؤلاء العبيد صنعوا مقامات فيما بينهم الأعلى مستوى والرعاع !!! ... فالعبد الذي يعمل لدى سيد من الطبقة العليا ينظر إلى العبد الذي يعمل لدى سيد عادي بنظرة ازدراء واستحقار وهذا وذاك يترفعون ويستحقرون العبيد الذين يعملون في المزارع والمصانع وفي الموانئ ... والثقافة السائدة آنذاك كانت تعني أن إهانة العبيد الرعاع البسطاء للعبيد الذين يعملون عند علية القوم يعني أن هذا الأمر فيه تطاول وجرأة على السيد الأبيض نفسه ... وببساطة كبيرة قد تصل الأمور إلى قتل العبيد البسيط جهارا نهارا أو يحبس في حفرة لمدة شهر أو أكثر أي أن العبد هو عدو العبد ؟
 
في فلم "Django Unchained" والذي أنتج في 2012 من تمثيل العمالقة "Leonardo DiCaprio" و "Jamie Foxx" ... تطرق الفلم إلى حقيقة ما كان يحدث في أوساط العبيد في نطاق ضيق بالتأكيد لكنه كشف عن واقع أسقطه على الكم الذي لن يستوعبه العقل البشري الحالي من كم الظلم الذي تعرض له العبيد ... وبكل أسف فإن واقع الفلم كان موجودا وحقيقيا قبل سنوات قليلة في مصر وتحديدا قبل سنة 1953 أي في أيام حكم الملكية فكانت مصر تطبق العبودية بأدق تفاصيلها بالرغم من إسلام شعبها ... ومن هذا الذي ينكر تاريخ العبيد في دول الخليج والعراق وأمريكا وبريطانيا والهند والعالم بأسره ... لكن الإسقاط في موضوعنا هم العبيد كيف كانوا في صراعات شديدة العنف وبالغة الكره والحقد فيما بينهم بالرغم من أنهم عبيد ملكيتهم تابعه لسيدهم وإن مات سيدهم تنتقل ملكيتهم إلى الإبن وإذا أنجبوا فإن ابن العبد تلقائيا يصبح عبدا ... فالعبيد مخلصون للغاية ولأقصى درجة لأسيادهم من الأثرياء وأصحاب السلطة ويعتقدون أن ضعف سيدهم هو ضعف لهم وبخسارته هي خسارة لهم ويقاومون بكل ما أتوا من قوة حتى يحافظون على مكانة سيدهم ... فإفلاس سيدهم يعني أن ملكيتهم ستنتقل لسيد آخر أو سوف يتم بيعهم في الأسواق وبالتالي ستسقط هيبتهم وتنكسر شوكتهم ليكون تلقائيا سخرية للعبيد الفقراء مع عدم استبعاد حالة الإنتقام ؟
 
يتساءل الكثيرون كيف العبيد السود دخل عليهم العبيد من ذوي البشرات المختلفة ؟ ... الحالة الزمنية والتي قدرناها بأكثر من 9.000 سنة هي السبب الأول كمد زمني كان كافيا بأن ينتج مئات الملايين من العبيد عبر الأزمنة بالوان مختلفة ... والسبب بتنوع شكل وألوان العبيد هم البيض بالتأكيد فقد كان السيد ينكح العبدة الخادمة لديها فإن أنجبت ولدا أو بنتا لا يعترف بها ويتم طردها وبيعها في الأسواق وهذا الأمر كان أمرا بديهيا جدا ... وهذا العرف كان سائدا بين كل أمم الأرض بكيفية التعامل مع العبيد والممالك أي المملوكين ينح الأبض سمراء فتنجب أبيض أو أسمر فاتح ومع مرور السنوات الطويلة إنجاب وإنجاب ثم إنجاب فيظهر نسل جديد من أصل عبيد لكنه أبيض البشرة ... وهذا الأمر ينطبق حتى في سنوات الخلافة الإسلامية "الأموية والعباسية والعثمانية" بدليل وجود ملايين الجاريات والجارية جاز لسيدها أن ينكحها أي بمثابة كالعبدة وإن كانت بنتا بكرا ... ولذلك فلتان الأبناء من آبائهم كان بسبب أمهاتهم بأنهن من نسل العبيد ومن العار أن أصيل النسب يتزوج بعبدة أو حتى يعترف بابنه أو ابنته بسبب أمه وما "عنتر ابن شداد" إلا واقعا وشاهدا لا يقبل الشك في واقعية وموضوعية الماضي المؤسف ... والحمدلله أن ظهر وعيا وقوانين منحت سمر البشر حقوقهم الطبيعية والتي طال أمدها منذ قرون طويلة لتصبح اليوم العنصرية أمرا مقيتا لا تخرج إلا من أنفس قذرة مريضة ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم