في
الجزء الأول استعرضت معكم إيجابيات الحكومة وفي الجزء الثاني استعرضت معكم
سلبياتها مع إيجاز بسيط لمهزلة مجلس الأمة وكتبت التقييم النهائي لأداء الحكومة
خلال أزمة وباء كورونا ... وفي الجزء الثالث والأخير هذا أضع بين أيديكم الحلول
والبدائل التي يجب أن تنتبه لها الحكومة أكثر من جيد وأقرع نواقيس الخطر للعموم من
القادم فصلا ما سيحدث وفق ما أوقعه وما أظنه وفق خبرتي السياسية ... ولذلك من
المهم جدا أن يكون الحديث القادم ذوو أهمية في موضوع توثيقي مهم للغاية ؟
الحلــــــول
تحسبا للمستقبل
على
الحكومة وعلى المعنيين في الأمر أن لا يفرحوا بالأداء الحكومي لأن الأداء تضارب ما
بين إيجابي وسلبي وهذا لا يعني أن نفقد الأمل في قدراتنا ... كلا وأبدا بل بالمطلق
لأننا نمتلك حقائق وقدرات إيجابية كثيرا جدا لكن علينا أن نفهم هذه الحقائق بشكلها
الحقيقي لا وفق أمزجتنا وهيلمان سلطان أي مسؤل ... والعوامل الكبيرة التي تمتلكها
هي
1- الوطنيــــة
نعم عامل الوطنية هذا لو استخدمته بأقصى درجة كن واثقا بأنك ستسيطر على أي أزمة قد
تحل في البلاد بثقة مطلقة وبنسبة لن تقل عن 100% ... فإياك ثم إياك أن تستهين
بأخطر وأقوى عامل بيدك فالوطنية استثمار فإن جهلت الإستثمار فيه فلا تأسف على بيعك
غدا أيا كان اسمك أو منصبك أو ثرائك أو قيمتك في المجتمع .
2- قدرات
الكويت المالية الكبيرة والضخمة بفضل من رب العالمين سبحانه والتي تمنحك قوة
واندفاع لعمل ما تريد وبثقه كاملة بل ويمكن أن تنافس الوقت وتسابق الزمن بسبب هذه
القوة التي لا أحد فيكم يعرف قيمتها .
3- القوة
البشرية والكفاءات الكويتية والتي أثبت الغزو العراقي أنها طاقات ذات ثقة لا حدود
لها وطاقات الشباب في مختلف أعمالهم في أزمة كورونا كانوا قوة بشرية لم تستغلها
الحكومة فاعتمدت على القليل وأهملت الكثير .
ثلاثة
عوامل الحكومة لا تعرف كيف تستغلها أفضل استغلال ولا تريد الحكومة أو الحكومات
الكويتية أن تفهم قيمة المواطن الكويتي والقوة البشرية خصوصا للشباب من الفئة
العمرية 18 إلى 35 سنة ... فالقدرات الاقتصادية تستطيع من خلالها أن تحول الطائرات
والسفن البحرية اتجاهاتها صوب الكويت وتستطيع أن تنجز وتصنع ما يشيب له الولدان
وبأرقام قياسية ... وموظفي الدولة يجب أن تبدأ بإعادة تأهيلهم من جديد فلا يمكنك
لومهم وأنت الفاشل ولا يمكن أن ترميهم بالحجج وأنت الفاسد فجميعنا يعلم أن كل موظف
كويتي يعمل في وظيفة لا يتم تأهيله مسبقا اذهب واستلم عملك وهناك يعلمونك ... ماذا
يعلمونه وكيف يعلمونه وعلى أي أساس لا شي إلا أنك كمن يقول للبريء اذهب وتعلم
الإجرام أو لمن لا يعرف اذهب وتعلم الإهمال والفساد لأنك أنت من أرسلته بنفسك إلى
عالم الإهمال والفساد في نظام هيكلي مهترئ ... ولذلك على الحكومة أن تعيد النظر
بشكل كامل بإعادة النظر في هيكلة الدولة وتقليصها وإيجاد فرص عمل للكويتيين وإيجاد
بدائل أخرى غير النفط ... وأقولها بكل أسف للحكومة : بضعة أفراد من تظنون أنهم
عصب اقتصاد الكويت وأنهم أهم رجالاتها فظنكم ليس في محله وأنتم مخطئين مليار%
والدولة التي تقوم بسبب 10 أو 20 فرد فهذه دولة ورقية لا قيمة لها ونحن لسنا دولة
ورقية بل نحن أساس ومعيار القيمة ... لكن متى تفهم أن أي رجل فاسد يستحيل أن يرى
إلا مصالحه هو فقط والفاسد بالمناسبة ليست لديه وطنية فلا تصور لكم عقولكم جهلا أن
الفاسدين لديهم شرف الوطنية فهؤلاء عبيد الدينار والمصالح ومتى ما انتهوا منك كان
مكانك في أقرب سلة مهملات ... والعالم كله سيتغير بعد كورونا رغما عن أتوفكم
سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا وفي منطقتنا العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص أصبحت
ملتهبة للغاية وكذب ثم كذب من يعرف متى ستتفجر الأوضاع ... أي يجب الفهم والعلم
والإدراك والإحساس أنك ربما تستيقظ في أي يوم وفي أي لحظة وتسمع وتشاهد الأخبار أن
الإنفجار قد وقع ... وهذا الحديث ليس استعراض يا هذا وليس تخويف يا عزيزي بل هو
حديث من ينذرك ويحذرك ويقول لك "أسرع بالتغيير أسرع بالعمل أسرع بالإنجازات
ليس أمامك وقت" ... ودلــــع العمل الذي أنتم فيه يجب أن يتغير عن بكرة أبيه
أي يجب أن تحول العمل في كل الدولة وفي كل مشاريعها "صباحا ومساء" ...
ولماذا أنت بالذات تفعل هذا ؟ لأن من سبقوك من مسؤلين كانوا يلعبون يا عزيزي
وكانوا يصنعون أمجادهم الشخصية وأفلام الوطنية ليس هذا وقتها فالجدال يضيع الوقت
والوقت إن سقط منا ووقع المحظور كن واثقا أن ندمك وقتها لن يكون له قيمة بل أنت
كلك على بعضك لن تفلت من النقد الشعبي والمحاسبة ؟
باعتقادي
الحكومة الحالية وحتى الحكومات القادمة لا يريدون حلولا حقيقية لأن من يتفنن
بإدارة ملفات كثيرة وعديدة داخلية وخارجية لا يمكن أن يكون غبيا في الملف الاقتصادي ولا ساذجا في الملفات الشعبية والوطنية ... وبالتالي أنا أزعم بأن هناك تعمد ومقصدا من جعل الكويت ضعيفة ومضطربة اقتصاديا
مضطرة للإقتراض الخارجي لضمان تدفق أموال المناصب ومكافآتها واستمرار العمل في
مناقصات الدولة وعمولاتها ... أما خسارة الدولة أو اقتراضها الخارجي فالأمر غير
مهم المهم أن المجد الشخصي باق ونمو الأرصدة البنكية تنموا سريعا ... ولو وضعت أنا
وغيري مليون حل فإن مصيرها في أدراج النسيان لأن أصحاب القرار لديهم حسابات شخصية
لا حسابات وطنية صرفة ... والسؤال الذي يفرض نفسه فعليا : إن كانت كل هذه الأجهزة
الرقابية والمحاسبية والقضائية وتحدث سرقات وشبهات ويفر من يفر ويستمر العجز
وتتعمد الحكومة إحداث كل أشكال العجز والخلل الإداري فما هو ذنب المواطن ؟ ...
والسؤال الأهم : لماذا في كل سرقة أو شبهة لا يتم الكشف عنها قبل بل بعد !!! وأين
محاسبة قادة ورؤساء الأجهزة الرقابية ولم الإصرار على بقائهم في مناصبهم بعدما
تبين أنهم مهملين أو متواطئين أو ربما أصحاب شخصية أتفه من أن يتولوا مناصب قيادية
بمثل هذا المستوى الرفيع ؟؟؟ ... وإن تحدث المواطن تقول له "إخـــرس"
وإن حدث لديك عجزا جئت باكيا وتقول ساعدوني فهل يستوي الفاشل مع الصالح والفاسد مع
الشريف ؟ ... وبالتالي نحن أمام نظام إداري هيكلي فاشل لدرجة الكارثة ونحن أمام
إدارة مالية للدولة خاطئة 100% وأمام تشريعات وقوانين فاسدة ... فإن اقترضت فمن
يضمن أن يتوقف فسادك وإسرافك في المال العام وأنتم أسياد الحجج بل والأكاذيب ؟ ...
ثم لماذا الإقتراض أصلا ولدى الكويت ودائع حكومية في دول عربية وأجنبية كثيرة ؟ أي
لدينا أموالنا النقدية وليست استثمارات وأصول كلا وأبدا إنها أمــــوال مودعة في
حسابات دول لمساعدة اقتصادها ... فإن كنتم صادقين وتعانون فعليا فاسحبوا تلك
الأموال أو بعضها من تلك الدول ولا داعي للإقتراض على أمل إصلاح الإستهتار الذي
أنتم فيه ... وأخاف ما أخاف أن نكون على موعد مع مواجهة "شعبية حكومية"
وليست مواجهة "برلمانية حكومية" فلا تستهتروا بالمواطنين ولا تظنوا أن
القوانين المقيدة والمكبلة للحريات قد تنفعكم ... نعم نفعتكم في فترة زمنية وصحيح
وأتفق مع ذلك لكنها لا تجدي أي نفع في أي صرخة شعبية مزلزلة ... وتذكروا أكثر من
جيد أن التعداد السكاني لا يخبركم إلا بحقيقة واحدة وهي أن كل خدمات الدولة
وبنيتها التحتية لا يستهلك منها المواطن إلا ما لا تتجاوز نسبته 30% فقط والـ 70%
هي للأخوة والأخوات المقيمين ... وبالتالي وتلقائيا نسقط نظرية الفساد والشبهات
والسرقات على الأصل وهي أن بعـــــض الكويتيين هم أسياد الفساد وهم أصل السرقات بدليل
كثر هروب اللصوص من البلاد في السنوات الأخيرة وقبلها هروب اللصوص في ثمانينات
القرن الماضي ... وأعيد وأكرر أن من يدير ملفات حكومية عديدة ليس بعاجز عن إجاد
الحلول لكنهم لا يريدون الحلول بل يريدون استمرارية تدفق الأموال لصناعة أمجادهم
الشخصية على حساب مجد وطنهم وهؤلاء ليس لهم دخلا ولا 1% بأي مقياس من مقاييس
الولاء والوطنية والشرف ؟
لتعلم
الحكومة وليعلم الوزراء كافة أن من ينافقهم فهو عدوهم ومن يجاملهم فقد خدعهم وقد
أن الأوان أن تتغير كل قواعد العمل في الكويت وآن الأوان بأن يسحق كل من يريد أن
يصنع مجده الشخصي على حساب الكويت ومالها العام ... وليعلم كائنا من يكون بأن إن
كانت لديه كرامة فليس بمجهوده الشخصي ولا بإمكانياته كلا وأبدا بل الجميع لديهم
كرامة لأن لديهم وطـــــن وأي وطن يا هذا إنها الكــــــويت ... وليعلم كل من يعمل
أن عمله بمقابل أجر وليس تفضلا منه وأنه يتقاضى راتبا من المال العام أي أن كل من
يعمل هو موظف أجيـــر فاعطوا وطنكم ما يستحق ... ومن يتباهى بمنصبه أو بشهادته
عليه أن يراجع أقرب طبيب نفسي لأنه بالتأكيد إنسان مريض يعاني من خللا في عقله أو
علة في قلبه لكن يحق لك أن تتفاخر بعملك وبإنجازاتك شرط أن يكون لديك دليل وبصمة
لا تتغير خدمة لوطنك ومقر عملك ... ومن يتصور في عقله أن هناك في الكويت مصطلح
"الدولة العميقة" فهذا مختل عقليا فكل من ترونهم مجرد مناصب وأقارب
والتغيير قادم رغم أنف الجميع خلال أشهر وأقصاه في 2021 ... فمن أراد أن ينهض بوطن
لا يلتفت لأصوات النشاز ولا لعقول الحمقى ولا يتأثر بمن يطلق عليهم
"المختصين" فليس كل مختص يعني أنه ذوو ذكاء ودهاء في تخصصه ... ولا أدعي
لنفسي ما ليس بي فبالتأكيد هناك آلاف الكويتيين والكويتيات أهل ثقة وكفاء وذكاء
عالي المستوى فامنحوهم الفرصة وأقيلوا من لا فائدة منه واستبدلوه بمن له فائدة ...
وبوابة تغيير هذا الفساد وهذا الخلل يكون من ديوان الخدمة المدنية هو بداية
الإصلاح إن كنتم تنشدونه حقا واعلموا أنه في العمل الحكومي مهما تعددت الصراعات
ومهما تعددت وجهات النظر يبقى الكويتي أكثر ولاء من الوافد في العمل الحكومي ...
ولاحقوا الفاسد أينما ذهب وضعوه في عهدة القضاء وكافؤا المجتهد أينما ذهب فهو مكسب
لا خسارة واعلموا أن الكويت في أيامكم هذه لا تزال تدار بالعقليات القديمة التي
تظن أنها تفهم وهي لا تدرك أن عقلها قد توقف في ماضي السبعينات ... فاعملوا اليوم
كأنكم أمواتا غدا فإنكم لن تتخيلوا حجم ودقة حساب رب العالمين سبحانه وتعالى ومهما
جمعت من مال ومهما ارتفعت سمعتك فإنك ميت لا محالة ... فاتق الله يا ابن ادم بنفسك
وبوطنك وبأبناء وطنك قبل أن يأتيك يوما لن ينفع ندمك شيئا ولو ملأت الأرض دموعا
وبكاء ؟
دمتم
بود ...
وسعوا
صدوركم