2021-01-11

وداعــا للعمــلات الورقيــة ؟

 

عرف الإنسان أول تعامل اقتصادي في تاريخ البشرية عبر عملية "المقايضــــة" ... أي تعطي صوف يعطونك حليب يعطونك قمح تأخذ ملابس تعطي ملابس تأخذ دجاج وهكذا كانت البشرية تتعامل في معيشتها وتجارتها قبل آلاف السنين ... وفي الصفقات التجارية كانت المقايضة تتم عبر ملكية الأراضي وكلما كانت قيمة الأرض عالية أي يوجد بها ينابيع أو يمر من خلالها نهر كلما ارتفعت قيمتها في المقايضة ... ثم انتقلت عملية المقايضة إلى عملية بيع وشراء عبر العملات ذات القيمة من الذهب والفضة وكانت تصك تلك العملات بشعار الإمبراطورية أو الدولة كنوع من التفاخر ودليلا على الهيمنة الاقتصادية أو السياسية أو الاقتصادية ... ثم تطورت العملات فأصبحت أوزانا كي تصبح متاحة بيد الفقير والغني مثل الفضة والذهب بعدة أوزان مثل زمانكم عندما تذهب إلى أي محل ذهب فيبيعك "ليرة ذهبية" كل وزن وله ثمن عيار 18 عيار 20 عيار 24 ... وتلك كانت سيرة البشرية في التعاملات الاقتصادية والإجتماعية منذ آلاف السنين حتى ضربت أول عملة ذهبية قبل 600 سنة قبل الميلاد في اليونان وتحديدا في عهد ملك "ليديا الياتس" ... حتى فجرت الصين طريقة التعامل بالأوراق النقدية والصكوك النقدية في سنة 1200 ميلادي ثم جرت بعدها أوروبا إلى التعامل بالأوراق النقدية في سنة 1600م ... ومن هذا التاريخ وحتى يومنا هذا البشرية أصبحت تتعامل مع الأوراق النقدية وبدقة أكثر أن البشرية عرفت التعاملات النقدية الورقية قيل 400 سنة فقط ؟

في زماننا هذا 2021 العالم يتجه فعليا وحقيقة إلى إلغاء كافة التعاملات النقدية "الورقية والمعدنية" وأظن وأتوقع أنه في غضون الـ 5 سنوات القادمة ستختفي 50% من مظاهر النقد ... وبعد 10 سنوات سيجد الجميع أن مظاهر الأوراق النقدية قد اختفت بنسبة لن تقل عن 90% حتى تختفي بشكل نهائي ما بعد 2030 ... ولو لاحظ الكثير منكم أن في أيامكم هذه أصبحت غالبية تعاملاتنا عن طريق البطاقات والتحويل عبر "كي نت" بسبب سرعة ودقة نظام التحويل المصرفي الذي أدى إلى تحول كافة وزارات وهيئات الدولة بالتعامل المالي الإلكتروني واختفى التعامل النقدي حتى بات اليوم الكثير من الأفراد يتبادلون الأموال عبر إرسال روابط التحويل البنكية والتسوق الإلكتروني ... ومن أسباب التحول المالي الإلكتروني حرق ومنع كافة عمليات غسيل الأموال التي لا تتم إلا عبر العملات الورقية + سهولة الوصول إلى أي مواطن لمعرفة وفهم "الملائة المالية" وكشف كافة حركة التحويلات الخاصة به سواء كان "فردا أو مؤسسة أو شركة" + مواكبة الدول المتقدمة التي أصبحت 80% تتعامل عبر بطاقات الدفع + ربط كافة الأفراد بشبكة تبادل المعلومات النقدية في مجال مكافحة الإرهاب ومنع تمويل أي حركة أو جماعة ذات تصنيف إرهابي سواء محلي أو إقليمي أو دولي ... لكنكما أن هناك فوائد للتعاملات المالية الإلكترونية هناك أيضا سلبيات لها مثل ضرورة وجود أرضية شبكة إنترنت عالية الجودة لا تقل عن "4G & 5G" + لا توجد ضمانات بنسبة 100% لمنع عمليات اختراق أي شبكة مالية + خطورة منصات العملات الإلكترونية التي اكتسحت العالم دون معرفة المصدر الرئيسي لتلك العملات والتي حذرت ومنعت العديد من حكومات العالم أي تعامل معها بسبب خلو تلك العملات الإلكترونية من أي مرجعية أو وزن أو سند اقتصادي ... بمعنى كل عملة ورقية نقدية تعبر عن مستوى ومتانة اقتصاد أي دولة وما يقابلها من نقد احتياطي أجنبي ومقدار الذهب وحجم ثقة المستثمرين في تلك الدولة وتنوع مصادر الدخل ... أما العملات الإلكترونية مثل "بتكوين" فهي تأخذ قيمتها من خلال حجم ومستوى التعامل دون معرفة مطلقة بأي ضمانات تقف خلفها أي بسهولة جدا أن تضرب أموال المتداولين أو المتعاملين فيها وتتبخر أموالهم دون أي مرجعية اقتصادية أو حتى قانونية ولا يحق لكائن من يكون أن يقاضي مصدر تلك العملات الإلكترونية لأن مصدرها مجهول ليس له كيان قانوني يمكن الرجوع إليه ومخاصمته قضائيا ؟

المخطط القادم والتي تسعى له "الماسونية - الصهيونية - الدولة العميقة" هي : إلغاء هيئة الأمم المتحدة + عملة إلكترونية واحدة + اقتصاد عالمي موحد + حكومة عالمية واحدة تدير كل العالم بحلول عام 2030 – 2035 ... ودون أدنى شك أن خلال هذه الفترة الحروب الكبيرة هي أمر لا جدال فيه لأن التاريخ البشري وغريزته "المريضة" كانت تصنع الحروب في التاريخ القديم من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية مثل "الممرات البحرية - الأراضي الخصبة - السيطرة على المرتفعات - السيطرة على المياه العذبة" ... أما في التاريخ الحديث فالأهداف تحولت إلى السيطرة على الدول التي تمتلك المعادن الغنية والمهمة مثل "الحديد - النحاس - الذهب - المغنيزيوم - الرصاص والزنك" ... وزاد عليه "النفط - الغاز" ... وتلك السيطرة تمثلت بالإحتلال والإستعمار "البريطاني الفرنسي الإيطالي الأمريكي الروسي" للدول العربية والأفريقية ثم إشعال الفتن والصراعات والحروب وتحديدا في المناطق الثرية بالثروات الطبيعية حتى أصبحت منظمة أوبك لمنتجي ومصدري النفط بيد أوروبا وأمريكا ... وبالتالي لا شيء يجري صدفة على الإطلاق فهم من يصنعون الأزمات ويخترقون القانون الدولي حتى يفرضون على الجميع مسألة الضروريات ولا تفكر كثيرا فهم أسياد صناعة المبررات المقنعة دون الرجوع للأسباب ودوافعها ... وبالتالي العالم متجه دون إرادته إلى التحول الرقمي والتبادل الاقتصادي والمالي الإلكتروني والأرواق النقدية ستكون مجرد ذكريات جميلة ولنرصد في 2025 كيف سيكون الوضع بشكل عام وقتها سيكون هذا الموضوع قد ضرب صميم الحقيقة ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم