2021-01-28

المصير الأسود لرجال أمن الدولة والمخابرات ؟

 

حياة رجال أمن الدولة والمخابرات العامة نختلف من دولة إلى أخرى بالرغم من تشابه العمل لكن الفرق يكمن أن رجال أمن الدولة والمخابرات في الدول العربية يختلفون عن أوروبا وعن أمريكا وكندا وعن أسيا ... نفس العمل ونفس القيم والمبادئ الخاصة بهذا العمل لكن الفرق يكمن بالدولة وتحديد الإختلاف هو دستور وقوانين وتشريعات الدولة وطبيعة المجتمع ... بمعنى رجل المخابرات والـ FBI في الولايات المتحدة الأمريكية يستطيع بعد التقاعد أن يعمل في شركات أمنية أو أن يظهر على القنوات الإعلامية كمحلل ويمكن أن يصبح كاتبا أي يمارس حياته بشكل طبيعي ... أما في الدول العربية ذات الشهرة الواسعة بالظلم والقمع الأمني فالأمر مختلف كليا لأنه في الدول المحترمة تلك الأجهزة تعمل لحساب الدولة وولاؤها لمؤسساتها ... أما في الدول العربية فولاء الأجهزة الأمنية يكون لنظام الحكم فعليا وبنسبة مليار% لكنهم يكذبون وبصدق بأن ولاؤهم للدولة ومؤسساتها ... والفرق بين جهاز أمن الدولة وبين جهاز المخابرات العامة هو فرق واسع وكبير جدا فجهاز أمن الدولة يعمل داخل الدولة بمصادر داخلية وخارجية وقتما يرصد مؤامرة أو خطرا فإنه يتدخل ويحبطها ويقدم الجناة إلى القضاء ... أما جهاز المخابرات العامة فإنه جهاز رصد يعتمد على الإختراق الإلكتروني والجواسيس وتوظيف التكنولوجيا بنسبة 100% يراقب ويرصد ويتابع ويصور ويسجل يشاهد اغتيالا لا يتدخل يرى انتهاكا لا يتدخل يملك أدلة فساد لا يكشفها يعلم عن كل مظاهر الفساد والجرائم لا يحبطها ... إنما يوظفها ويستخدمها لأهداف أمنية ويطوعها لخدمة السياسي وتُنفذ أجهزة المخابرات عمليات اغتيال داخل وخارج البلاد بشكل محدود جدا وسبب محدوديتها يرجع إلى أهمية الهدف ودقة العملية ثم السكون والصمت والهدوء ما بعد العملية ... ولذلك توجد حرب المخابرات بين الدول تجري بشكل يومي لكن لا أحد يعلم عنها شيئا نهائيا لا إعلام ولا شعوب لأنها تجري في الخفاء بين أجهزة المخابرات ؟

التاريخ الحديث يحدثنا أن رجال أمن الدولة والمخابرات العامة بعد أن سقطت أنظمة حكمها تعرض الكثير من رجالات تلك الأجهزة الأمنية إلى الإغتيال والبعض قتلت أسرته بالكامل والكثير منهم فر هاربا خارج البلاد ... وهذا فعليا ما حدث في مصر واليمن وسوريا والعراق وليبيا وجزء واسع من أفريقيا مثل راوندا والكونغو ومالي والصومال وغيرها ... والفرق بين جنون العاملين في تلك الأجهزة الأمنية مصدره الثقافة المجتمعية وبيئة الفرد التي تغذيه بدافع حب السيطرة والوصول إلى أحد أهم مراكز السلطة في البلاد ... وعلى سبيل المثال عندما يصل أحد أفراد الأسرة إلى تلك المراكز يُفرز الفرد شحنات حب السلطة وسطوتها على المجتمع بحكم أنها سلطات أمنية ذات صيت مرعب عبر تاريخ البلاد ... وشيئا فشيئا يكتشف العاملين في تلك الأجهزة الأمنية أنه أصبح فردا منبوذا سواء داخل الأسرة أو في محيط الأصدقاء والغالبية يبتعدون عنه حتى إذا ما وصل إلى سن 50 أو 60 لن يجد حوله سوى 3 أصدقاء كأفضل تقدير ويعيش وسط خوف واضطراب نفسي دائم حتى يموت ... ويلازمه الوسواس الأمني طول حياته فتراه يشّك بالسيارات بالشارع بالناس حتى بأهله في زوجته وأقاربه ويوظف أي مسألة بديهية أو طبيعية على أنها مؤامرة يجب كشف أبعادها ... كما أن هناك نوع من العاملين في تلك الأجهزة الأمنية الحيوان البري أنقى وأشرف منه بألف مرة من هول ما ارتكبه من جرائم لا ينفع معها لا استغفار ولا غفران بل خرج من الدين وكفر بالله وانتهى أمره ... وهؤلاء يعيشون على حبوب الطب النفسي من مهدئات ومسكنات ويعيش ضحاياهم داخل أنفسهم حتى الموت ؟

إنه عمل قذر لكنه مع الأسف مهم للغاية بسبب الأخطار التي تواجهها الدول بين بعضها البعض كل دولة ولديها جواسيس في دول أخرى كثيرة ... يجمعون معلومات يرصدون نقاط القوة والضعف في الدولة والمجتمع والحكومات يحاولون تجنيد خونة الأوطان ... ولذلك أموال وميزانيات الأجهزة الأمنية لا يمكن كشفها أو معرفة تفاصيل ومجرى إنفاقها في كل دول وحكومات العالم وحتى في الدول المحترمة "شكليا" ... لكن في الأجهزة الأمنية العالمية المحترمة ذات العمل الأمني العلمي المحترف لديها في داخل أجهزتها دوائر وإدارات رصد ومراقبة على العاملين فيها ... مهمتهم ضبط سلوك العمل الأمني والتحقق من مصادر الإنفاق ومنع أي فساد مالي حتى وإن كان مصدر سري فإن الرصد يلاحق المصدر السري ومن جنده ... وسبب تلك العملية هي أن تلك الأجهزة تنفق مئات الملايين سنويا على أعمالها وهي أموال دافعي الضرائب من الشعب ويجب معرفة مسالك صرفها بدقة لكن بسرية مطلقة ومن قلب الأجهزة الأمنية ... بعكس نفس تلك الأجهزة الأمنية في "غـــالبيــــة" الدول العربية التي لدى حكوماتها أسوأ سجل في مجال حقوق الإنسان وحجم انتهاكات مرعب ومحاكم هزلية ودرجات تقاضي عبارة عن مسرحية مجرمين ... وفي الختام يجب الفهم أن حياة هؤلاء غالبا ما تكون قدرا ومصيرا أسودا محتوما ووحدة تمزقهم عند الكبر وضمير يتألم دائما ويوم القيامة الله وحده يعلم جحيم حسابهم وحسابهم وعذابهم بسبب عملهم الأمني الذي نزع عنهم قيمة الشرف والنزاهة والضمير فحول الإنسان إلى أقذر حيوان يمكن أن يخطر في بالك ... أما أديانهم فهي مجرد سخافة وتفاهة لا قيمة لها في أعمالهم وجرائمهم "إلا من رحم ربي" ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم