المغرب دولة أكاد أكون على ثقة كاملة بأن 90% من شعوب الوطن العربي لا يعرفون عنه شيئا إلا ما يثير غرائزهم الجنسية وبالتأكيد أن هذا جهل فكري ونقص ثقافي ... فنحن نتحدث عن أرض تأسست فيها ليست حضارة بل حضارات عديدة متعددة قبل الميلاد حتى جائها الفتح الإسلامي في سنة 91 هجرية - 709 ميلادية ... وما يميز المغرب هو موقعها الجغرافي الإستثنائي الخطير فعلا فهي تحتل موقعا مطلا على المحيط الأطلسي وتسيطر على مضيف "جبل طارق" في البحر الأبيض المتوسط ... وهذا الجبل سمي على إسم القائد الإسلامي "طارق بن زياد" في الفتح الإسلامي للمغرب وكان وليا على مدينة طنجة المغربية في القرن الأول الهجري وتحديدا في عهد الخليفة "الوليد بن عبد الملك" الأموي ... وموقعها بالتأكيد كان محط أطماع كثيرة وصراعات عديدة فهي قريبة جدا من أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وليست بعيدة عن مصر والشام ... بدليل أن أخر أبناء العهد الأموي وهو "عبدالرحمن الداخل" والمعروف أيضا بـ "صقر قريش" وإسمه "أبو المطرَّف عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي" ... قد طارده العباسيين مطاردة لا رحمة فيها بغية قتله في ثورة العباسيين على الأمويين ففر من الشام إلى مصر إلى أن وصل إلى أخواله في المغرب ... أخواله المغاربة من قبيلة "بني نفزة" من "برابرة طرابلس" ويعود نسبها إلى أعرق قبائل الأمازيغ الذين يعتبرون السكان الأصليين لشمال أفريقيا منذ قرون وليس عقود ومرت عليهم لغات ولهجات الحضارات والأمم ما قبل التاريخ وما بعده مثل "الفرعونية والكوشية والسامية والتشادية والأوموتية" ... ومن طرابلس إلى مكناس ثم إلى سبته المطلة على البحر الأبيض المتوسط التي احتلها البرتغال في 1415 ثم قررت أسبانيا ضم البرتغال لها في 1580 وظلت سبته حتى يومنا هذا قابعة تحت الإستعمار الأسباني ... ولو التبس عليكم أن طرابلس في ليبيا وليست في المغرب فهذا تاريخكم الحديث الذي قسمه ومزقه الإستعمار أما في التاريخ القديم فقد كانت أرض المغرب تبدأ في برقة وبنغازي مرورا بالجزائر الحديثة وصولا إلى غرب السنغال بالقرب من "دكـــار" ولا وجود للصحراء الغربية التي فرضها الإستعمار ... والصحراء الغربية المتنازع عليها هي في حقيقتها مجرد كيان لقيط أوجده الإستعمار لأن المغرب لو قضت على الصحراء الغربية يعرف الأوغاد "بريطانيا وأسبانيا" أن الدور القادم سيكون عليهم ... والمغرب كانت هي البوابة الرئيسية التي فتحت أرض الأندلس أو الحكم الإسلامي في الأندلس ولذلك الكثيرين يجهلون الإرث التاريخي ليس الكبير فحسب بل والمرعب في المغرب ؟
المغرب اليوم يحكمها نظام ملكي تأسس في سنة 1956 بعد الإستقلال عن الإحتلال والحماية والتسلط "الفرنسي والأسباني" ومن هذا التاريخ أصبح يطلق على الحاكم لقب "جلالة الملك" ... وما قبل ذلك كانت المغرب تعرف باسم "السلطنة الشريفة" نسبة أن حكامها من آل البيت "عليهم السلام" أي أشراف الهاشميين الذين قدموا من "ينبُع - المدينة المنورة" وحكموا هناك منذ أكثر من 1.300 سنة وحتى يومنا هذا ... وتحديدا من السلالة السعدية وحاكم المغرب الحالي "محمد السادس" هو يمتلك نسبا "هاشميــــا" دقيقا جدا ترجع أصوله إلى "العرب الأقحاح" الذين مركزهم التاريخي حصرا في "مكة المكرمة والمدينة المنورة" ... وبعد فتن المسلمين بعد وفاة أشرفنا عليه الصلاة والسلام وما حدث من مصائب لآل البيت عليهم السلام تشتت من تشتت ورحل من رحل فانتشروا هنا وهناك ... ولو عدتم للكشف عن أسماء حكام "السلطنة الشريفة" في المغرب وما قبلها وما بعدها فستجدون أن كل الأسماء هي أسماء عربية أصيلة متطابقة ومتشابهة مع أسماء الخلافة العثمانية والعباسية والأموية والأندلسية ؟
في مقاييس جمال النساء أستطيع أن أقول حقا بأن نساء المغرب هم أسيـــاد الجمال في قارة أفريقيا بأسرها ولا منافس لهن ... وحتى يكون الأمر منطقيا فلا يمكننا أن نقول أن في كل دول أفريقيا لا يوجد جمال كلا وأبدا بل يوجد وجمال ساحر وسبحان من خلق وصور وأبدع فيما خلق لكن ليس بالكم والكثرة كما في المغرب ... أضف فوق ذلك أن الثقافة المغربية للمرأة منذ القدم تأسست على طاعة الزوج طاعة عمياء وتلك الثقافة المجتمعية مستمدة ليس من التاريخ الإسلامي بل ما قبل التاريخ حتى ... ولذلك المجتمع المغربي اليوم وفي 2020 لا يزال المجتمع المغربي متعلق تعلقا شديدا باعتزاز واضح لا شك ولا لبس فيه بأصالته من حيث ديكور المنزل والأثاث والأكل لا يرغب بالتنوع ويرفض التنوع مفتخرا بتاريخه ... ونادرا جدا جدا أن تجد منزل مغربي متطور أو "modern" والأمر ليس مسألة فقر أو قلة مال كما يعتقده الكثيرين بل حتى منازل وقصور الأثرياء هي على الطراز المغربي الذي يمتزج ما بين الثقافة المغربية التي اكتسبتها من العصر الأندلسي ... في الشعر حدث ولا حرج فذاك تاريخ عريق وفي الطرب فلا تبحث لأنك لن تعرف نهاية لإرث عريق يقارع فن اليمن عريقة التاريخ ؟
هل المغرب دولة دعارة ؟
بعدما اخترصت لكم تاريخ المغرب الشيء القليل منه كاستدلال على أن المغرب ليس كما يظنه الكثيرون منكم لكنها أرض تاريخ وإرث تاريخي فعلا ... أما ما فتن الناس في المغرب فهو الجمال المغربي الذي صاحبه الفقر والفقر الشديد جدا ... هو الفقر الذي تحدثت عنه كل دراسات علم وعالم الإرهاب وأجمع الجميع على أن الفقر هو العامل الأول للأسباب المؤدية إلى الإرهاب والتطرف الديني والغلو الفكري ... الفقر الذي يعزز الجهل بين الأمم والشعوب فكان الفقر هناك فقرا متوحشا حقا والحياة هناك أستطيع أن أصفها "صراع من أجل البقاء" ... الأسر هناك تعيش على مبالغ تبدأ من ألف درهم مغربي و 2.000 و 3.000 وأفضلها 5.000 ولا تتجاوز 8.000 درهم مغربي أي نحن نتحدث عن 100 دولار = 30 دينار كويتي وصولا إلى 870 دولار = 260 دينار ... والمغرب ذوو الـ 37 مليون نسمة تتحدث الإحصائيات الرسمية عن أن عدد العاطلين في 2021 فقز إلى مليون ونصف عاطل بينما في الحقيقة وعلى أرض الواقع هناك 10 ملايين عاطل ... وكانت ظروف المغرب صعبة ما قبل كورونا ولما اجتاحت الجائحة العالم زاد الفقراء فقرا فوق فقرهم ... ومع ذلك المغرب ليست كما يتصوره الكثيرين بأن المغرب دولة دعارة بل هي مثل مصر ودبي وسوريا والجزائر وتونس والبحرين وتركيا والكثير من الدول العربية ... توجد مراقص والخمور مسموح فيها وبالتأكيد توجد بنات ليل لكن أتحدث بالمعنى الرسمي والقانوني فإن الدعارة مجرمة قانونيا عقوبتها من شهر إلى سنة حبس ومن يتخذ الدعارة القسرية أي بالإكراه أو الإبتزاز فإن العقوبة تصل إلى الحبس 10 سنوات ... والشرطة المغربية الفساد فيها متغلغل فيها كثيرا أي أن أنك ربما تجد رجل أمن شريف وقد تجد رجل أمن فاسد يقبل الرشوة أو هو بنفسه من يطلب الرشوة ... ورجل الأمن الفاسد يذهب بنا إلى أن كل الحكومات المغربية وكل أعضاء البرلمان والبرلمانات في المغرب بمختلف توجهاتهم جميعهم فاسدين وجميعهم يكذبون بصدق ويسرقون بأمانة ... وبسبب هؤلاء اللصوص والفاسدين لم تجد الكثير من الأسر المغربية الكريمة النجاة إلا من خلال طرق الدعارة السرية فلا عمل في القطاع الخاص ولا وظائف حكومية ولا أمن ولا خدمات ولا مستشفيات ولا رعاية صحية ولا تعليم ... كمن يقول لك أنت لوحدك امضي في طريقك واصنع ما شئت لكن كن على حذر واسرق بذكاء واستغل بدهاء واستغل الأغبياء ... أما طالبين المتعة الجنسية فبالتأكيد هؤلاء لا يعرفون حجم الفقر المهين الذل الذي لو اكتشف 10% منه لتمزق قلبه ولأنفطر قلبه من هول ما سوف يشاهد ... وابحثوا عن حجم الفقر وأهواله في المغرب ومصر وتونس وسوريا والعراق وغيرهم فهل نلوم من باعت جسدها أم نلوم حكومات اللصوص ونواب علي بابا والمليون حرامي ؟ ... ومن يقول "تموت الحرة ولا تأكل من جسدها" فتلك أقوال مأثورة لكنها مجرد شعارات لم يذق صاحبها طعم الذل والمهانة لأن واقع الأرض يقول لك إن لم تأتي الفتاة أو المرأة بالمال من دعارتها فإن والدتها لن تجد أدويتها وإخوانها لن يجدوا طعام الغد ... ناهيكم أن أكثر العلاقات حبا وعشقا بين المغاربة غالبا ما يفرقها الفقر وظروف الحياة الصعبة فهم في البداية عشاق متيمين يُمنون أنفسهم بقوتهم بمكافحة الحياة لكن للحياة رأيا أخر وصفعات قاسية لم ولن يحسبوا حسابها ... ومنهم من صبر وكافح ومنهم من استلم للأمر الواقع ... ولا تنظروا لتقارير الدعارة في المغرب فكُتّاب تلك التقارير لديهم الشجاعة أن يكتبوا وينشروا عن "الدعارة السرية" في المغرب لكنهم لا يجرؤون أن يكتبوا عن الدعارة في أوطانهم وهم يعلمونها علم اليقين وكلنا نعلم أكثر من جيد ما يحدث في أوطاننا من ممارسات الدعارة والعلاقات الغير شرعية ومن ينكر ما أقول فهو كـــــذّاب ؟
فشل الحكومات المغربية ؟
الحكومات المغربية تُعتبر من أسوأ حكومات العالم العربي فهي تحتل سجل وتاريخ قذر جدا جدا في مجال حقوق وانتهاكات الإنسان وحكومات فاسدة بشكل خُرافي ... على الرغم من أنها تملك كل المقومات التي يمكنها أن تصبح دولة سياحية راقية محترمة ... حكومات لو كان فيها من ينتفض قلبه على بلاده لتحول المغرب إلى سويسرا والنمسا فالمغرب تمتلك طبيعة ساحرة ومناظر خلابة ومتاحف فيها من إرث التاريخ ما يجعل السائح يقف متعجبا على هذا الإرث المدفون وشعب كريم مضياف ... حكومات لا تعرف أبسط أبجديات العمل وفن الإستثمار ولا تفقه شيئا في صناعة الإنسان ورجال دولة لا يحملون إلا قلوبا من حجر ... حكومات لو التفتت للنهضة والتطوير ومكافحة الفساد لقفز المغرب قفزات اقتصادية مرعبة ... وأغلب ما يهرب منه المستثمرين أن قوانين الإستثمار في المغرب ليست كافية وسطوة أصحاب النفوذ أقوى من سطوة القانون والقضاء ... وطن رخيص جدا من حيث الإقتصاد والحياة الاجتماعية والأيدي العاملة وتلك ميزة مغرية جدا للمستثمرين لكن حجم الفساد وارتفاع معدلات الجريمة هما من منع عن المغرب فرص استثمارية لا تقدر بثمن ... وليس أقرب من شركات الإتصالات والإنترنت هناك فهم أفضل علامات يمكنكم أن تكتشفوا فيها حجم الفساد في هذا البلد شركات كاذبة محتالة استغلالية تعطي أسوأ الخدمات وتتقاضى أعلى المبالغ إنها عصابات حقا ... وفي الختام "الدعارة السرية" موجودة في كل دولة عربية وخليجية والدعارة الرسمية العلنية موجودة في أوروبا وأمريكا والصين واليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا الجنوبية وغيرهم لا يوجد شعب ملائكي على وجه الأرض ... والفساد مسألة نسبية نستطيع كشفها من خلال الحكومات التي تعمل ليل نهار على نهضة وطنها وراحة شعوبها من الذين لا يفعلون شيئا غير التصريحات الكاذبة ووعود الأوهام وتعزيز الفساد واللصوصية الحكومية في الأوطان العربية ... وسبحان الصابر على كذب وجرائم وفساد عباده ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم