2021-11-01

الكويتيين شعب لا يتعلم ولن يتعلم ؟

 

هذا الموضوع يشمل "السواد الأعظم وليس الجميع" من الأمة الكويتية سواء سياسيين اقتصاديين مؤسسات مجتمع مدني ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ومواطنين ... لذا اقتضى التنويه .

الموضــــــــوع

من المؤسف حقا وببالغ الأسى قد وصلت إلى قناعة راسخة يقف خلفها أدلة كثيرة لا حصر لها تؤكد أن الأمة الكويتية هي أمة لا تتعلم من أخطائها ولا كوارثها ولا نكساتها ولا هزائمها حتى ولو احتوت على الذل والمهانة والإنكسار ... أمة تمتلك عقلية سطحية ترفض مواجهة نفسها ومحاسبة نفسها وجلد نفسها أمة ثرثارة صنعتها حكومات طويلة من أفسد وأفشل الحكومات ساعدها في ذلك مخرجات انتخابية لا ترقى أن تكون محل الشرف والنزاهة ... ولا تعرف من أين تبدأ حتى تسطر للكويتيين كوارث ومصائب كادت أن تمحي وجودهم وكيانهم بنسبة 100% وبالتأكيد سيظن الكثيرين أني أتحدث عن الغزو العراقي في 1990 ... بينما الأمر قد وقع قبل ذلك بكثير في حادثة تاريخية موثقة ومسجلة تفصيليا وبالأسماء وقد كتبت عنها في موضوع "تاريخ المعارضة الكويتية وانعكاساتها على الجنسية الكويتية" بتاريخ 16-12-2017 "راجع الموضوع المكون من 4 أجزاء" ... في حادثة طلب مجموعات شبابية ومعارضة كويتيين بمطالباتهم بإسقاط حكم الصباح للأبد وبضم الكويت للعراق ... ويومها فتح العراق أراضيه للخونة ووفر لهم الأمن والأمان والصحف والإذاعة للهجوم على الكويت وحكامها بدفع شرس لإسقاط الكويت وضمها للعراق في عهد ملك العراق البذيء "غازي الأول" ثم مشى على دربه وصي العراق "عبدالإله بن علي" في عهد الملك "فيصل الثاني" ... ولولا عناية ربكم سبحانه وتعالى ثم قوة شخصية ووطنية حاكم البلاد آنذاك الشيخ / أحمد الجابر الصباح "طيب الله ثراه" لما أصبحتم اليوم كويتيين ولا توجد كويت أصلا ... ولم يتعلم الشعب الكويتي وقتها حقيقة ما حدث وما كان يهدد وجودهم وكيانهم واعتقد الكثيرين أن الأمر عشق السلطة وحب المال واستبداد أسرة الحكم "الصباح" بينما كانت الكويت بأسرها على حافة السقوط ونهاية الجميع وللأبد ... فهل تعلمتم من هذا الدرس شيئا ... كلا ؟

ثم جاءت الديمقراطية الكويتية في 1960 وأُقر دستور 1962 ثم أول انتخابات مجلس أمة في تاريخ الكويت في 1963 ... ديمقراطية وانتخابات وتقديريا 90% من الشعب الكويتي لا يعرف ديمقراطية ولا حقوق ولا واجبات طبخة طبخت على يد الشيخ الراحل / عبدالله السالم الصباح وبين تجار الكويت بدافع تهديدات العراق "عبدالكريم قاسم" بمطالبة ضم الكويت للعراق التي هي أصلا كانت دعوة المعارضة الكويتية ما بين سنة 1938 وحتى 1956... بدليل انظر لأسماء الفائزين في انتخابات 1963 و 1967 لتعرف حجم هيمنة التجار على صناعة القرار آنذاك وصولا حتى يومنا هذا ... ولا يمكن أن أغفل نقطة مهمة وهي تعداد سكان الكويت آنذاك وكيف قفز "التجنيس السياسي الفاسد" بأعداد خُرافية بقفزات مهولة ... فمن 113 ألف كويتي في 1957 إلى 168 ألف ... وفي 1965 إلى 307 ألف وفي 1975 أي 194 ألف خلال 18 سنة ... ثم قفز التعداد السكاني بسبب "التجنيس السياسي" في عهد الشيخ / صباح السالم + الشيخ / جابر الأحمد + الشيخ / سعد العبدالله من 307 ألف كويتي في 1975 إلى مليون كويتي في سنة 2006 بزيادة 700 ألف كويتي خلال 31 سنة فقط ... ويسجل التاريخ السياسي الكويتي الحديث أن "التجنيس السياسي" أوقف كليا في عهد الشيخ الراحل / صباح الأحمد الجابر الصباح "طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته" ... ولا حاجة لذكر أسباب التجنيس السياسي الذي كان لعبة فاسدة لإسقاط هذا ولإنجاح ذاك في الانتخابات ولو على حساب الكويت وهويتها وعلى حساب الوطنية والشرف والضمير الوطني ... وكلنا اليوم نعرف جيدا أن هناك من يذهب إلى صناديق الإقتراع وهو غير مقتنع لمن سيمنح صوته وهناك من منح صوته تدفعه نزعات الجاهلية مثل "القبلية والطائفية والعنصرية" ... فهل تعلمتم من هذا الدرس شيئا ... كلا ؟

ثم أزمة اقتصادية عاصفة كارثية كادت أن ترمي بـ 90% من أبناء الأسرة الحاكمة والتجار وأبنائهم والطبقة الثرية والمتوسطة في السجون بسبب "لعب القمــــار" بما سميت آنذاك بأزمة "سوق المناخ" ... وكادت هذه الأزمة أن تسحق اقتصاد الكويت بشكل يجعل لا فرق بينكم وبين أي دولة فقيرة نائية ... متنفذين صنعوا لهم بورصة تداول أوراق مالية خارج مبنى وكيان بورصة الكويت الرسمية وبعيدا عن أي قوانين وأي ضوابط في حالة متطابقة كليا مع توصيف "دولة داخل دولة واقتصاد داخل اقتصاد" ... وليس أكثر من معرفة أن 8 أفراد فقط كانوا يديرون أكثر من 55 مليـــــار دولار من سنة 1979 إلى 1982 ثم الضربة القاضية في 1985 فوقع في الفخ أكثر من 6.000 كويتي وكويتية وفر مئات الآلاف ونجوا بأنفسهم ... ثم في مجلس 1992 أي بعد الغزو وتحرير الكويت وعودة الحياة النيابية إلى الكويت لم يناقشوا هموم الشعب وإعادة الإعمار وعلاج الشعب من الأضرار النفسية والمادية ولم يعوض الصامدين أحد وتركوهم وجها لوجه مع "لجنة تقدير أوضاع التقديرات الناجمة عن الغزو العراقي" ... لكنهم أولا ناقشوا كيف يطلقون سراح 6.000 مغامر ومغامرة من عُلية القوم بالتأكيد فعقد الشيخ الراحل / سعد العبدالله صفقة مع رئيس مجلس الأمة / أحمد السعدون صفقة سياسية لإنقاذ عُلية القوم ... وبالفعل تم إنقاذهم من السجن المؤكد بالموافقة التشريعية والنيابية على "قانون المديونيات الصعبة" في القانون 32/1993 و 41/1993 بتاريخ 31-8-1993 بموافقة 42 نائب وامتاع 7 عن التصويت ورفض 2 ... وتم سحب من الإحتياطي العام للدولة "مال عام" بقيمة 5 مليار و 600 مليون دينار كويتي والسداد لـ 6.100 فرد ابتداء من تاريخ 31-12-1991 بأثر رجعي ... مع ملاحظة شديدة الأهمية أن 5.6 مليار دينار في 1993 = اليوم أكثر من 22 مليار دينار وفق أسعار تطور الأسعار بشكل عام منذ 30 سنة  ... فهل تعلمتم من هذا الدرس شيئا ... كلا ؟ 

ثم جاءت صفعة العزو العراقي للكويت في 2-8-1990 وفرار حاكم البلاد ورئيس الحكومة والوزراء و 90% من الأسرة الحاكمة والكثير من تجار الكويت إلى الخارج + أكثر من 200 ألف كويتية وكويتية من أصل أكثر من 600 ألف وفق التعداد السكاني للكويتيين آنذاك أي ثلث الشعب فر وهرب إلى الخارج وظل ثلثين الشعب الكويتي صامدا على أرضه ... تنكيل وتهجير واعتقال وذل وإعدامات ونقص حاد جدا في الطعام وهم وغم ومأساة دولة وشعب وكيان دولة ... والكل في الداخل والخارج أجمع على عودة الكويت لأهلها مهما كلف الأمر على أمل أن تعود الحبيبة إلى حبيبها الدولة والشعب وشكرا لو تم إجراءات تحقيق ومحاسبة ... ولم يتصور أحدا أن أزمة الغزو يمكن أن يستهان بها لهذه الدرجة فتحررت الكويت وعاد من كان هاربا في الخارج ... وتم استحقار الصامدين بشكل لا يوصف وكأن من هرب كانوا هم الأبطال الوطنيين ومن صمد وصبر كان غبيا لا يفقه شيئا في الحياة وأفضل تقدير من الدولة والحاكم والحكومة كانت منحة بقيمة 500 دينار فقط لكل من صمد على أرض الكويت ... لا شيء لا نهضة لا تطور لا إصلاحات سياسية لا محاسبة سياسية لا محاسبة شعبية وحتى مجلس الأمة بأعضائه كانوا متواطئين تماما مع الحكومة بل مجلس 1992 كان أسوأ مجلس في تاريخ الكويت ... كل ما فعلته الحكومات آنذاك هو إعادة ترميم ما تم تدميره فقط لا أكثر ولا أقل لا مشاريع لا نهضة لا مؤتمرات إقليمية أو دولية باستثناء "مؤتمر دول مجلس التعاون" لا وجود لإسم الكويت على الساحة والمحافل الدولية لا رؤية أبدا لا شيء فظلت الكويت 15 سنة وكأنها وضعت في الثلاجة فهرب المستثمرين الكويتيين إلى دبي وقليلا جدا إلى الإستثمار في تركيا التي كانت على موعد فعليا مع نهضة مستقبلية آنذاك وأصحاب أمريكا وبريطانيا ارتفعت أعمالهم هناك وأضاعت "صبية" الحكومة ومجلس الأمة على الكويت مئات المليارات طيلة 15 سنة ... حتى جاء إلى حكم الكويت الشيخ الراحل / صباح الأحمد في 2006 ثم اليوم ما تشاهدونه فعليا وواقعيا من إصلاحات سياسية ومشاريع عملاقة ونهضة ... فهل تعلمتم من هذا الدرس شيئا ... كلا ؟ 

ما بين سنة 2012 و 2014 و 2015 مرت الكويت بأزمات كادت أن تدخل الكويت في حرب أهلية طاحنة تجر خلفها حرب طائفية متوحشة ... ففي 2012 هناك من أدخلت الكويت من ضمن قائمة "دول الربيع العربي" بزعم الإصلاح ومكافحة الفساد فدبت المظاهرات في أرجاء البلاد وروعت العباد وانتهكت فيها كل المعايير الأخلاقية ... وقد كانت "قطر وقناة الجزيرة" صوتا للرعاع والغوغاء وكان قادة الحراك يبثون الأكاذيب لتهييج الشارع الكويتي الذي وبنسبة 80% لم يكن مع الغوغاء ... فقد تطاولوا بالسب وشتم أمير البلاد جهارا نهارا في فتنة عظيمة كادت أن تحرق البلاد والعباد ولم يتركوا عرضا ولا شرفا ولا كرامة أحدا حتى خاضوا فيها والتخوين والعمالة نصيب كل من يعارضهم ... لدرجة أن سمو أمير البلاد الراحل / صباح الأحمد "طيب الله ثراه" قال في 10-2012 "بغت تضيع" أي كادت الكوت أن تضيع بسبب الفوضى وقال الراحل أيضا "حفنة من الناس عبثت فصبرنا عليهم ثلاث سنوات أن الله يهداهم" ... وكان المخطط للربيع العربي في الكويت هو إسقاط حكم الصباح في الكويت وإن لم يكن فإسقاط الأمير وولي عهده واستبدالهم بوجوه شابه من الأسرة ... وفي 2014 الإفتراء الجسيم الذي افترى فيه الشيخ "أحمد الفهد الصباح" على سمو الشيخ "ناصر المحمد الصباح" + رئيس مجلس الأمة الراحل "جاسم محمد الخرافي" وكبير القضاة في الكويت "فيصل المرشد" واتهمهم بالعمالة للخارج وبتلقي الرشاوي والمؤامرة والخيانة ضد أمير البلاد ... وفي 26-3-2015 خرج الشيخ "أحمد الفهد الصباح" باعتذار مصور على تلفزيون الكويت معتذرا ومبدي أسفه وندمه على ما تقدم به من افتراءات وكادت تلك الفتنة تشعل عداء مجنونا ما بين أسرة الحكم وبين تجار الكويت ... وفي اليوم التاسع من شهر رمضان بتاريخ 26-6-2015 وقع تفجير إرهابي في "مسجد الإمام الصادق" في منطقة "شرق - الصوابر" راح ضحيته 27 شهيد أغلبهم كويتيين وسعودي وبدون وهود 2 وباكستاني واحد وجرح أكثر من 250 مصلي ... ولولا عناية الله ولطفه بالكويت وأهلها ثم الحنكة السياسية الباهرة التي قادها الأمير الراحل / صباح الأحمد "طيب الله ثراه" وإلا لقامت ردود أفعال طائفية بدافع الإنتقام في وقت آنذاك الصدور تغلي غضبا فأخمد أمير الكويت الفتنة ولم يسمح لكائن من يكون بأن يرفع صوته فوق صوت التسامح والإعتدال واللحمة الوطنية ... والحكمة الأميرية هي من جعلت عزاء النساء في البيت الخاص بالحكام "قصر دسمان" ترأست العزاء وكانت في مقدمتهم أخت أمير البلاد الشيخة الفاضلة "أمثال الأحمد الجابر الصباح" وجعل عزاء الرجال في مسجد الدولة الكبير القريب جدا من قصر الحكم وكان أول المعزين أمير البلاد الراحل والقيادة السياسية وكبار الأسرة الحاكمة الكريمة بالإضافة إلى إعادة ترميم المسجد بأفضل مما كان عليه ولو كلف الملايين وأول من صلى بل أمّ المصلين بعد إعادة ترميمه وافتتاحه كان قائد وأمير البلاد الراحل / صباح الأحمد "طيب الله وأسكنه فسيح جناته" ... فهل تعلمتم من هذا الدرس شيئا ... كلا ؟ 

حوادث وكوارث جسيمة ماضية كادت أن تشطب الكويت من على خارطة العالم وبعضها كاد أن يضيع وطننا بحرب أهلية طاحنة وبعضها بجرائم لا مثيل لها إلا في نفوس الشياطين والأوغاد ... كلها كانت بدعوى الإصلاح الكاذب والعمالة والخيانة والجهل والحماقات السياسية بسفهاء لم يقرؤوا التاريخ السياسي الكويتي ولم يتعلموا منه شيئا ولم يتقوا الله بوطنهم ولم يراعوا حرمة الناس والأبرياء والآمنين ... وصولا إلى يومنا هذا لا تزال الحماقات مستمرة كل تدفعه نزعات قبلية أو طائفية أو عنصرية أو انتقام شخصي ويغلب على السواد الأعظم الجهل والسطحية وتفاهة الثقافة ... يثرثرون وكأنهم ليسوا كويتيين يقارعون بجهلهم كائن من يكون وهذا ديدن مراهقي السياسة الذي يجهلون تاريخهم وماضيهم فتربعت الشياطين في رؤوسهم وخُـيّـلَ إليه أنهم شيئا وما هم بشيء ... لم يتعلموا من ماضيهم وكوارثهم ولم يتعظوا من أزمات كادت أن تسحقنا جميعا تخيل أزمات كادت أن تقضي عليك للأبد وأنت لا تزال مستمرا بجهلك بفسادك بغبائك بغرورك وكأنك لست ابن الكويت أو كأنك تعمل من أجل القضاء عليها !!! ... واليوم وفي زمانكم هذا 2021 ونحن على موعد للدخول في سنة 2022 لو سألت أي كويتي : ماذا تعرف عن مصائب وكوارث كادت أن تشطب هويتك للأبد ؟ الإجابة : لا شيء والقليل من يعرف وليس بيده شيء ... نظام حكم وحكومات وأعضاء مجلس أمة وأجهزة أمنية وإعلامية وصحافة ومراسلين صنعوا من طاغية العراق وعفن اللحود "صدام حسين" رمزا وكاد أن يكون إلــــه "والعياذ بالله" من هول تعظيم الشأن والتطبيل بشكل جنوني فاق كل التوقعات والتصورات ... كويتيين كانوا يعلقون صور طاغية بغداد في صدر دواوينهم ولا حديث في مجالسهم إلا "صدام حسين" ثم استفاق الجميع على صفعة الغدر والخزي والعار فتحول الحبيب الغالي إلى نكرة ساقط وضيع وفجأة حولوه إلى طاغية مستبد ... لم يكونوا يعلمون !!! وعلى افتراض أنهم لم يكونوا يعلمون فمن الطبيعي والمنطقي أنهم بدأ من تحرير الكويت أن لا يقفوا صامتين أمام أي طاغية ومستبد في أي دولة فهل فعلوا ذلك !!! الإجابة : بالتأكيد كلا ... وقبل طاغية العراق عفن اللحود كان هناك جنون التعظيم للرئيس المصري "جمال عبدالناصر" وعشق الإتحاد السوفييتي والشيوعية والمتيمين بأمريكا وأوروبا ... بيع بيع بيع في الكويت لا توجد مشكلة فما هي إلا محطة أستغلها وأكل منها وأكسب من خلالها المال والوظيفة والتعليم المجاني والعلاج المجاني وسياحة السفر للعلاج لكن فيما أعشق فهي أهم من الكويت !!! فهل مر عليكم كفر بواح ونفاق كذاب بهذه الدرجة وبهذا المستوى من الوضاعة ؟ ... السواد الأعظم اليوم فعليا لا يعرف قيمة الكويت ولا يعرف فعليا حقيقة تاريخها ولا يُقدّر أكثركم عظيم النعم التي يتنعم بها بفضل من رب العالمين جل جلاله سبحانه وتعالى "إلا من رحم ربي منكم" ... والسؤال يأتي تلقائيا : ماذا بكم وماذا حدث لكم أيعقل أن لا تُقدّروا كوارث ضربت أرضكم وكادت أن تشطبكم من على وجه الأرض ؟ ... أم أن شيطانيكم أنستكم كم أنتم ضعفاء والأهم أنه لولا عناية الله سبحانه بنا لهلكنا جميعا ... معارضة عميلة خائنة ثم معارضة غبية الأهداف ثم معارضة شيطانية زعزعت أمن واستقرار البلاد ثم حملات لا حصر لها من الكفر بنعم الله علينا جميعا لا علي ولا عليك بل علينا جميعا ... وفساد حكومي مصدره فساد الواسطة لا الكفاءة والولاء للفرد أهم من الولاء للدولة ... في جيب كل منكم "هاتف ذكي" وكأن الكرة الأرضية في جيبه وكل مكتبات العالم وكل معلومات البشرية وعلومه وتاريخه كل شي في جيبه لا يكلف نفسه عناء البحث ولو قليلا من المعلومة وتحري الدقة ... تطبل للدولة هذه وتنكر دولتك !!! تمتدح حاكم الدولة الفلانية وتنكر على حاكمك ولو عطس !!! تصفق بحرارة لكل مشروع يفتتح في دولة خارجية وتُـقَـبّـح أي افتتاح لأي مشروع في وطنك !!! ... بكبسة زر من هاتفك من كمبيوترك يأتيك كل شيء من الخارج ولو كان في قارة بعيدة عن قارتك ولا تفهم معنى هذا التسخير !!! ... تخرج من بيتك وقلبك أمن مطمئن على أهلك ولا تتفكر بهذه النعمة العظيمة !!! تعلم عن حجم البطالة في الدول المجاورة وتشاهد حجم إذلال شعوبهم والبطش الأمني بهم والتجسس عليهم وأنت مغيب كليا عن نعمة الكويت !!! ... تبيع دينك ووطنيتك وشرفك وضمير من أجل هذا السياسي التافه وذاك النائب المراهق بدافع الجهل أو الحماقة أو الحزبية أو المذهبية أو القبلية أو العنصرية والطائفية وتعلم يقينا أنك بذلك سجلت نفسك في قوائم أهل جهنم والهالكين من الكذابين والخائنين والمنافقين وتستمر وتكابر ولا تبالي وكأنك تعيش في عصر وزمن الجاهلية ... وكأننا في أمواج بحر يتلاطم بنا في تاريخنا القديم والحديث فمن التطبيل لبريطانيا إلى التطبيل للهند إلى الخضوع لمصر إلى الإنبطاح للعراق واليوم التطبيل الأعمى للسعودية ... ومن جنون إلى جنون وكأن لا أحد عرف شيئا ولا تعلم شيئا ولم يتعظ من شيء وكأن الكويت نكره وطن تافه وما هو بذلك وكأن حكامكم طغاة قتلة مجرمين وما هم كذلك ... كثر المنافقون في وطني وكثر الأوغاد في بلادي وكثر الأوغاد على أرضي فلا حمدا ولا شكورا ولا عقولا وينطبق عليهم قول ربكم في سورة الفرقان { أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } ؟

مشكلتنا أننا في دولة لا حكومات تتعلم من التاريخ السياسي الكارثي الماضي الذي كاد أن يضيع الكويت وشعبها ولا مجالس أمة تَعتَبِر مما حدث في ماضيها المخزي ... وشعب "سواده الأعظم" قتله النفاق الإجتماعي وعشق المظاهر وسطحية الثقافة وكثرة الثرثرة وتصديق كل شيء ولو كانت نملة تشاجرت وعلا صراخها مع كاشير في جمعية تعاونية !!! ... إقرأ لا أريد ابحث لا أريد تحقق تَبيّن كما أمرك ربك لا أريد ... أريد أن أسمع فقط وأتابع ما يكتبه فلان في أحد مواقع التواصل الإجتماعي لأنه من الثقاة !!! ... وكيف عرفت أنه من الثقاة ؟ هل تعرفه شخصيا ؟ جلست معه شخصيا ؟ قرأت له مواضيع وأبحاث مثلا ؟ راجعت من ورائه لتتحقق مما يكتب وينشر للعامة ؟ ... كلا لكنه مقنع بالنسبة لي !!! ... يا هذا إن إبليس اللعين أيضا مقنع لمئات الملايين والمليارات من البشر منذ أبوك آدم وأمك حواء عندما ضحك عليهم إبليس اللعين وحتى قيام الساعة ... يقول ربكم سبحانه والذي أصلا عُـذِر بخلقه من بني آدم في سورة البقرة { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم تُوفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يُظلمون } ... فاتقوا ربكم في أنفسكم وأقوالكم واتقوا ربكم في كذبكم ونفاقكم واتقوا ربكم في نعمة وطنكم الكويت وما أسبغ عليه من نعم وخيرات وفضلا وتفضلا منه سبحانه عليكم ومنحكم ما لم يمنحه لأكثر من 7.5 مليــــــار نسمة على وجه الأرض ... واعلموا أن الأمم السابقة عندما يقول الفرد منهم "لا أعلم ولم أكن أعلم" ربما فعلا كان لا يعلم وعجز أن يعلم لكن أنتم حصريا في زمانكم هذا لا عذر لجهلكم ففي جيبكم تسخير من ربكم لكل شيء فلا عُذر لجهلكم ... وسبحان الله الذي يَخلق ولا يُخلق يَرزق ولا يُرزق وسبحان الذي لا تخفيه خافية السموات والأرض إلا ويعلمها جل جلاله وسبحان ربي الصابر على عباده ما فعلوه في الأرض من فساد وقتل وتجويع وتنكيل وتهجير وإذلال وفساد وسرقات ... { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } البقرة ... ياكلون من خيرها وينكرونها تحفظهم ويغدرون فيها تعزهم الديره ويهينونها رجالا على أرضنا وعبيدا مناكيد ملاعين خارجها ... ألا لعنة الله على الظالمين الفاسدين الكاذبين المنافقين ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم