2022-05-21

ثورة الجيـــاع وأزمة الغذاء العالمية القادمتين قريبــا ؟

 

عندما كان العالم نائما كنت أقرأ عن فايروس غريب كان للتو بدأت صحافة دول شرق أسيا تتناوله كخبر عادي خرج من الصين كان ذلك في شهر 9 أو 10 من سنة 2019 ... لكن فجأة ظهر الطبيب الصيني "لي ون ليانغ" في شهر 11 - 12 من العام نفسه 2019 والذي يعمل في "مستشفى ووهان - مدينة ووهان الصينية" وفجر أول مفاجأة والتي ذهبت أنظارنا كراصدين ومتابعين بأن هناك فيروس جديد قد ظهر وأنه سيصبح بمثابة جائحة تجتاح العالم بأسره ... طبعا وقتها الصحف والمجلات والقنوات الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي لم تأخذ الأمر على محمل الجد والغالبية بما فيهم أنا محدثكم تأرجحت احتمالاتنا ما بين "شو إعلامي صيني" وما بين "الثقة بالقدرات الصينية" وما بين "لعبة سياسية صينية" ... لكن بتاريخ 20-12-2019 أعلنت الصين عن ظهور فيروس كورونا في "ووهان - عاصمة "هوبي" ... وفي 15-1-2020 منظمة الصحة العالمية تحذر العالم من ظهور فيروس جديد وفي 28-1-2020 كورونا يصل إلى ألمانيا ويضرب قارة أوروبا ... ثم حدث ما حدث وجميعكم تعرفونه حتى وصلت الأرقام والإحصائيات الصادرة من "منظمة الصحة العالمية" حتى اليوم وساعة كتابة هذا الموضوع بإصابات تجاوزت أكثر من 520 مليون نسمة ووفيات تجاوزت أكثر من 6.2 مليون نسمة وبعدد ملقحين بأكثر من 4.7 مليار نسمة وبعدد جرعات منحت ووزعت بأكثر من 11.7 مليار جرعة بخسائر اقتصادية عالمية تجاوز أكثر من 13 تريليون دولار ... تلك الأرقام أسردها عليكم حتى يكون الأمر منارة للبداية وهي الأصوات التي كانت تنادي وتصرخ للعالم وللبشرية بالحذر مما هو قادم ويومها كان العالم لا يسمع أو لا يريد أن يسمع أو يستخف أو يشكك بتلك النداءات فوقعت الكارثة ؟

تحذير من الدرجة الأولى

اليوم أطلق لكن نداء التحذير من الدرجة الأولى والعالم أطلق لكم أيضا تحذير من الدرجة الأولى والأمم المتحدة أطلقت لكم أيضا تحذير رسمي من الدرجة الأولى ... البشرية كافة مقبلين على أزمة غذاء عالمية لم يسبق لها مثيلا ستصاحبها قفزة مهولة بأسعار كافة المواد الغذائية والإستهلاكية ... لكن هذه المرة ستصاحب أزمة الغذاء العالمية ثورة الجيــــاع وانحطاط في الأخلاق وانهيار بالقيم والمبادئ الإنسانية وصولا إلى ثورات شعبية وسقوط أنظمة حكم عن سلطانها وسلطاتها ... وحتى أذهب بكم إلى الأعلى خطورة مباشرة حتى تعلموا حقيقة ما هو قادم إلينا جميعنا ... فيجب أن تعلموا أن هناك أكثر من 158 ألف سلسلة مطاعم سترفع أسعارها بشكل كبير جدا بسبب القمح الذي يعتبر المادة الأولى في منتجات تلك المطاعم ومنها "بيتزا هت - دومينوز بيتزا - ماكدونالدز - كنتاكي - برغر كينج - ساب واي" ... أضف فوقهم أكثر من مليــــون مطعم محلي ومحل حلويات في كل دول العالم تقدم وجباتها يوميا لزبائنها يعتبر القمح عامل أساسي في أصنافها ... أضف إلى فوق كل هؤلاء عمالقة كبار شركات الأغذية العالمية التي تصنع أشهر أنواع البسكويت والكيك بمختلف برانداتها أو ماركاتها العالمية ... وعندما ترتفع أسعار القمح تلقائيا سترتفع أسعار الذرة وبالتالي سترتفع أسعار زيوت الطبخ والتي ستأخذ في طريقها ارتفاع أسعار زيت الزيتون لأنه البديل عن زيت الطهي ... وخذوا في طريقكم اختفاء المعكرونة بكافة أنواعها وأحجامها وماركاتها لأن أساسها القمح ... ولأن الجشع صفة عند غالبية البشرية فإن أسواق وتجار السكر واللحوم بمختلف أنواعها "دجاج - غنم - بقر - أسماك" يستحيل أن يتركوا أزمة القمح تمر دون تعويض عن خسائرهم الفادحة أثناء أزمة كورونا وسيعلنون عن ارتفاع أسهر منتجاتهم بقفزات كبيرة بسبب أزمة القمح العالمية وبسبب ارتفاع أسعار النفط العالمية التي يدخل البنزين والديزل في صلب أعمالهم كوقود لسياراتهم ومعداتهم وماكيناتهم ... ليدخل العالم وتدخل البشرية ولأول مرة في تاريخهم البشري كـ "اكتســـــاح جائحة" التي لا تستثني أي شعب ولا أي دولة ... وحتى تعرفوا من أين سيأتي صراخ الجائحة والإكتساح القادم فمن الطبيعي أن يبدأ من الدول الفقيرة ثم المتوسطة ثم الغنية ... أي البداية كوطن عربي سيبدأ من "المغرب - تونس - مصر - الجزائر - ليبيا - الأردن - لبنان - سوريا - العراق - سلطنة عمان - البحرين" وموعدهم في أخر هذه السنة 2022 والبعض في بدايات السنة القادمة 2023 وليس أكثر ... وأخيرا ستضرب الجائحة "الكويت - السعودية - الإمارات - قطر" كأغنى الدول والتي ستشتري المواد الغذائية ولو تضاعفت أسعارها 500% وموعدهم 2023 وأقصاها 2024 ما لم يحدث أمرا ينهي هذه الكارثة العالمية القادمة ... وبالتأكيد أوروبا ستتوجع وتنفجر فيها المظاهرات وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وأمريكا وأغلب دول شرق أسيا ؟

كل ما سبق هو نتيجة أن العالم بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والذي فقد اليوم في 2022 أكثر من 110 مليون طن من القمح ثم دخلت الهند قبل أسبوع على خط الأزمة لتعلن إيقاف بيع وتصدير قمحها للخارج وذلك من دواعي الأمن القومي الهندي والذي تبلغ قيمة إنتاجها بأكثر من 85 مليون طن فتصبح خسارة العالم من القمح خلال 3 أشهر وحتى إشعارا أخر بأكثر من 195 مليون طن من القمح ... ولتعرفوا الحقيقة أكثر فإن البشرية بتعدادها الحالي بأكثر من 8 مليار نسمة تحتاج إلى 781 مليون طن سنويا واليوم المتوفر 586 مليون طن أي العالم خسر أكثر من 25% من احتياجاته الأساسية ... وهي القيمة التي تضمن للبشرية فترة لا تتجاوز 3 أسابيع أو شهر على أفضل وأبعد تقدير وبالتالي الهدوء الظاهري والذي يجلس من خلفه توتر مرعب هو بسبب وجود مخزون من القمح لا يتجاوز لمدة شهر إلى شهرين في الدول الفقيرة ومن 4 إلى 5 أشهر في الدول المتوسطة الفقر ومن سنة إلى سنة وشهرين في الدول الغنية ... هذا إذا أخذنا أن تصريحاتهم وأرقامهم الرسمية حقيقة وليس كعادتهم في مسلسلاتهم من الأكاذيب التي لا تنتهي ؟


ثـــورة الجيـــاع وسقوط أنظمة الحكم 

نسبة ثقة الشعوب العربية بحكوماتها = 0% والحكومات نفسها تعرف أكثر من جيد أن شعوبها لا تثق فيها وأن الصمت الواسع مصدره القبضة الأمنية المتوحشة ... لكن في الخبز والطعام فالأمر سيكون جدا مختلف كالقائل "عُض قلبي ولا تعض رغيفي" ... فالحكومات ستقع بين جحيمين فهي لا تجرؤ أن تقول لا يوجد لدينا قمح وبالتالي لا يوجد خبز لأن الشعب سيثور وبشكل دراماتيكي ليس بدافع الخبز فحسب بل أزمة القمح ستكون الحجة والعذر للإنتقام من الحكومات الفاسدة التي نكلت بشعوبها تنكيلا لا حدود له ... والبعض سيأخذ الأمر من باب الإنتقام من تحقير الحكومة له يوم طبعت مع الكيان الصهيوني اللقيط وكسرت وجهه أمام الشعوب العربية الرافضة للتطبيع ... والبعض سيدفع إلى الثورة حتى ينتقم من أفراد ومسؤلين مزقوه تمزيقا يوم كانوا في السلطة ... والغالبية ستثور لأنهم لن يفهموا أزمة قمح ولا يريدوا أن يعلموا أسباب وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا ... لكن المخطط الماسوني العالمي يجلس على طاولته متبسما لما سوف يحدث من انتقام شعبي للكثير من الحكومات التي لم تقدم ولاء العبيد ولا طاعة الكلاب لهم ... وستصل بالأمور أن من يعلن عن وصول أطنان من شحنات القمح والشعير والذرة إلى بلده كالسيد المنقذ والبطل القومي والوطني الذي لا مثيل له ... إنها ثورة الجياع يا سادة والتي ستشاهدون بأم أعينكم ما تشيب له الولدان من فظائع وحالات من الإنفلات الأمني الواسع والإستغلال البشع ... واعلموا أن اليوم الحكومات تجلس على كراسي من نار لأن المعلومات الحقيقية أن أسعار القمح  بدأت بالإرتفاع فعليا ... وما حدث في أزمة الكمامات أثناء جائحة كورونا يحدث اليوم تماما مثله في عملية من المزايدات الخُرافية على الأسعار فعلى سبيل المثال "حكومة الجزائر تشتري 5 طن بسعر 500 دولار للطن الواحد فتأتي المغرب وتشتريه بـ 700 دولار" ومن الطبيعي أن الشركات والدول المصدرة تقدم السعر الأعلى على السعر الأدنى لكن لو جاءت حكومة السعودية وقدمت سعرها على المغرب والجزائر واشترت الطن بـ 1.500 دولار فإن الشركات والدول المنتجة والمصدرة للقمح ستلغي صفقة الجزائر والمغرب كلاهما وفورا وتقدم السعودية عليهما دون أدنى تفكير ... هذا إن لم تحدث أعمال قرصنة للسفن التي تحمل قمحا متجها إلى مشتريه وبالتالي العالم سيدخل في أزمة قرصنة وأزمة تعويض لدى شركات التأمين العالمية ... فهل أدركتم أبعاد ما هو قادم بدأ من شهر 9 أو 10 القادمين أم ستسخرون في حالة من ألا مبالاة كما حدث في بدايات أزمة كورونا !!! ... ابدؤوا بتغيير ثقافتكم وتوقفوا عن ترف الكافيهات والمطاعم والسينما وشراء توافه الأمور من الملابس والموبايلات والإكسسوارات وتوقفوا عن السفر للسياحة وأوقفوا شراء العقارات وامتنعوا عن البورصات وفخ العملات الرقمية فالقادم وقريبا لا يسر لا حليف ولا عدو ولا حبيب ولا صديق ... والحمدلله الذي يسير البشرية وأقدارها ويعلمها هنا ويؤدبها هناك ويرسل رسائله لعباده علهم يتقون ويرجعون إليه ويرتدعون والحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه جل جلاله ؟



إقــــرأ 

الجزء الثالث من موضوع 

كيف غيروا خريطة الشرق الأوسط قبل 100 عام وكيف سيغيرونها قريبا

https://q8-2009.blogspot.com/2017/07/100-3.html




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم