لا يمكنك أن تتحدث في أي موضوع دون أسباب ثم تدلل الأسباب بوقائع ثم تقارعها بالحجج والأدلة لتكتمل الصورة أمام المتلقي أو الخصم ... ولذلك اليوم لو وضعت أمامي خريطة العالم لقلت لك : العالم بأسره ذاهب إلى الهاوية ... وهذا الحديث سيكون حديث المجنون أو حديث الثرثار إن تم إطلاقه جزافا وبشكل عام لكن يمكن أن ألفت انتباهك وأخطف عقلك وأشد بأقصى الدرجات تركيزك لأضع أمامك ليس دليلا بل أدلة على حقيقة وصدق ما أقول هنا وهناك ... ولذلك في موضوعي هذا ليست الكويت فقط وحصريا هي المعنية بالأمر بل العالم والبشرية كافة مقبلة على سنوات من زلازل الأحداث التي لن تعرف البشرية عدد الضربات ومن أي اتجاه ستأتيها من كثرتها وشدتها ... ولأني كويتي ومن الكويت فالواجب الوطني وأمانة الكتابة والبحث والنشر تقيّديني وتلزمني بأن أكتب وأنشر هذا الموضوع ليس بنظريات بل بأدلة وحقائق ومقارنات وجلب الماضي وإسقاطه على الحاضر ثم رمي الحاضر على المستقبل ... فامنحني تركيزك بإمعان دقيق لأن ما سوف تقرؤونه لن أعيد كتابته مرة أخرى بسبب كثرة ما كتبت ونشرت وكم النصائح والتحذيرات التي أصلا لا أعرف عددها وبذلك أكون هنا قد أبرأت ذمتي أمام ربي سبحانه ثم أمام ضميري ثم أمام وطني ثم أمام قيادتنا والشرفاء والمخلصين من الكويتيين وغيرهم ؟
قبل 7 سنوات لو قلت لأي مواطن قطري : احذر ولا تثق بالسعودية ومصر والإمارات والبحرين وانتبه منهم لإنهم بعد بضع سنوات سيُطبقون عليكم بحصار طويل وسيفتعلون معكم أزمة سياسية ودبلوماسية عاصفة ... حتما الناصح سيكون معتوه ومجنون وربما عميل وفق عقلية المستمع أو المتلقي في حينها ... ولو قلت لأي كويتي قبل 35 سنة : العراق سيغدر بكم وصدام سيغزو بلادكم وأميركم سوف يفر ويهرب للخارج مع حكومته بسبب "مباغتة الغزو" ... حتما الناصح سيكون معتوه ومجنون وجاسوس أو خائن وفق عقلية المستمع أو المتلقي في حينها ... والأمثلة على ذلك كثيرة جدا وأكثر مما نتخيل جميعنا من أحداث سياسية واقتصادية واجتماعية استهتر واستهان الناس فيها في حينها ... لكن عندما وقعت الأحداث أصبح الجميع يتعامل معها وفق ردود الأفعال لا الأفعال نفسها وفي علم السياسية الذي دائما يحذرك من الوقوع في فوضى ردود الأفعال ... لأنها ببساطة تكشف عن حقيقتك وحقيقة أوضاعك وقوتك ومعنوياتك أي تكشف كل نقاط قوتك وضعفك ... بعكس دهاة السياسة الذي يصنعون الأحداث والأفعال ومن ثم ومن خلال مكاتبهم يتفرجون مستمتعين بردود الأفعال وسط ابتسامة الواثقين مع فنجان القهوة ... كل ما سبق يأخذنا إلى أننا في الكويت تحديدا وفي الخليج وفي عالمنا العربي بشكل عام الجميع "مُغيـّـــــب تماما" عن الحقائق ... وتلك الحالة يعود الفضل فيها بطبيعة الحال إلى صنّاع الأحداث والأزمات الذين جعلوك أنت وأنتي وحكومتك أنت وحكومتك أنتي تعيشون جميعكم في فوضى ردود الأفعال ... لدرجة تتفجر أزمة تلو الأزمة لأسباب ليست تافهة بل لا ترقى حتى إلى الطفولة البريئة مثل مشاجرة بين مواطن ومقيم وأنت لست طرفا في الأمر فتنتصر لابن بلدك ... ومشاجرة في مباراة كرة قدم فتجد الردود والتعليقات والتي من المفترض أن تكون رياضية قد تحولت إلى ردود سياسة !!! ... وأشغلوك في قضايا الفساد والتعليم والتسليح والعلاج والكثير من القضايا المهمة التي أنت أصلا منذ يوم ولدت وأنت تسمع بها لكنك لم ترى لا إصلاحا ولا تطويرا حتى وأنت في هذا العمر ... أي أن هناك مكينة من التظليل وحالة من اختطاف الوعي لصرف الأنظار عن حقائق لا أنت تريد أن تشاهدها ولا هم يريدونك أن تركز معها ؟
منذ ما يقارب الـ 12 سنة عاشت الكويت وعشنا معها في أزمات سياسية كادت أن تفرط فيها الأمور وكادت أن تنحني فيها المسارات إلى مستويات جدا خطيرة وجدا عظيمة ... لا بل أنا ممن توقع أن يكون للسلاح قول الفصل في ما كان يجري وما كان يحدث والحمدلله أن توقعي خاب ولم يحدث وهذا بفضل من الله سبحانه الذي لطف بنا وبدولتنا ثم بفضل الإدارة المحترفة التي أدارها "نظام الحكم" في عهد سمو أمير البلاد الراحل "صباح الأحمد" وسمو ولي عهد الأمير الحالي الشيخ "نواف الأحمد" ... ولو أردت أن أسمي تلك الحقبة فلا يمكن أن أطرز لكم الحديث بما تهواه أنفسكم وإلا أصبحت من الكاذبين ومن المنافقين والحمدلله لست منهم ... لكن كانت فترة عصيبة تأرجحت فيها الأمور إلى أعتاب محاولة إسقاط نظام الحكم ووصلت إلى درجة هز أركان النظام وضرب القضاء وتحقير المؤسسات الدستورية العليا الثلاثة "التشريعية - التنفيذية - القضائية" ... سب وشتم وتطاول في مواقع التواصل الإجتماعية ومظاهرات مؤامرات اجتماعات خبيثة نجسة واستهتار بالأمن الوطني الكويتي ... كلها كانت مرحلة جعلتنا أمام شرذمة تدعي الوطنية والإصلاح لكن كانت أفعالها تقول عكسها والشيطان كذلك أيضا كان من الناصحين { وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين } الأعراف ... فلا يمكننا أن نثق بكل رأي وبكل نصيحة دون البصيرة والعمق في البحث في النصيحة نفسها وقائلها وظرفية توقيتها ومدعاتها ... وفي تلك الحقبة كنت أيضا أكتب ناصحا ومنذرا ومحذرا من أن العالم مقبل على حرب صغرى ثم حرب كبرى ثم حرب عالمية ثالثة ... وقد أكدت أن موعد تلك الحروب ما بين سنة 2020 و 2022 وحيث أننا في 2022 إذن انتهى التوقيت أو قارب على الإنتهاء وعلى الجميع أن يعلم أن عقارب الساعة شارفت على الإنتهاء وفي أي ساعة في أي يوم في أي شهر يمكن أن تفاجئنا الأخبار العالمية بـ "خبــــر عاجـــل" عن بدء الحرب ... أقول ما أقول وأنا أرى قومي في حالة من "ترف الحديث والتفكير" ليتعارك هذا مع ذاك وهذا ضد هذا وفلان ضد علان ... حتى جاءت جائحة كورونا فخرس الجميع عندما أدركوا فعليا حجم الكارثة التي ضربت العالم بأسره ... أي لا يخضع القوم إلا وقت المصائب ولا يشعرون بالمسؤلية إلا وقت الأزمات مع أن المخاطر أمام الجميع لكن القوم كأنهم ينتظرون صاعقة تحل بهم حتى يعود إليهم رشدهم !!
أنتم كمواطنين مخطئين بنسبة ليس 100% بل مليار% إن ظن أحد منكم أن العيشة والحياة المرفهة والمنعمة التي نعيشها بفضل من الله عز وجل أولا ثم بفضل حكامنا وحكوماتنا هو أمر دائم ومضمون ... وعلى الجانب الأخر من الطبيعي أن الحكومات لا تخبرنا بالحقائق لأنها مسائل ذات شقين الأول : يندرج تحتها أسرار الدول التي تجري فيما بينها بعلم ومعرفة الطبقة العليا من أصحاب القرار في جميع الدول والكل يعلم أسرار الكل ولا أحد أفضل من الأخر ... والشق الثاني : هو أن الحكومات لا تضمن إن صارحت شعوبها بالحقائق بأن لا يحدث "هلع اجتماعي" والذي تلقائيا سيُحدث ارباكا أمنيا وفوضى بشرية في دولتك مع احتمالات كبيرة بحدوث انهيارات اقتصادية وعمليات سحب مجنونة للأموال لأن أفراد المجتمع من المستحيل أن يكون الجميع على مستوى وعي واحد ... وأنا هنا إذ أعلن أن ما ستقرؤونه ليس بداعي تأجيج الهلع ولا بداعي التخويف لكن باعي اتخاذ كافة سبل الحيطة والحذر والإستعداد لترقب أحداث إقليمية وعالمية ذات تأثير كبير وشديد وعظيم علينا ... والذي أرى أنه ما زال أمامنا "القليل من الوقت" لنكون نحن وليس غيرنا وأعيد وأكرر نحن أي نحن كدولة كحكومة وشعب ومجتمع كأفراد في الكويت... ما زال أمانا الوقت لبدء الإستعدادات وبشكل فوري وسريع لأحداث قادمة لن تغيرنا نحن كأفراد فحسب بل وحتى كدول ستتغير رغما عن أنف كل دولة وكل حكومة ولا أحد مطلقا سينجو مما هو قادم لا أحد بالمطلق ... ولذلك كتبت كثيرا من المواضيع محذرا وناصحا حكومتي بأن تستفيق من سباتها السخيف وأن تترك ألاعيب اللجان والدراسات التي لا يعدها إلا شرذمة من أصحاب الشهادات العليا لكنهم بنصف عقل وبنسبة اطلاع لا تتجاوز 20% ... ومن غير المعقول أني أنا أو بعضا من الأفراد نرى أبعد من نظرة الحكومات فهذه فعلا مصيبة ... ومن فصفص التاريخ كثيرا وقلب تاريخ الدول والشعوب حتما هو على يقين بأن دورة الأيام كثيرا جدا ما فعلت فعلتها مع أمما وشعوبا وها هي دورة الأيام يلوح أفقها وتتشكل سحبها وغيومها من بعيد متجهة إلينا ونحن في حالة من ألا مبالاة ؟
نحن أمام نقاط ملتهبة ونعيش إما وسطها أو بالقرب منها وفي كل الأحوال نيران تلك النقاط سوف يأتينا منها ضرارا وأضرارا ... وعليه أبدأ معكم في هذه النقاط الملتهبة ثم ماذا تعني ؟ ثم ما هو حجم ضررها ؟ ثم ماذا يجب أن نفعل ؟ ... ففي أوروبا نحن أمام "الغزو الروسي لأوكرانيا" والتي يمكن أن تتطور فيها الأمور إلى حرب عالمية "تقليدية" أو إلى حرب عالمية نووية ... وفي منطقة الخليج العربي نحن أمام احتمال مرتفع جدا للحرب "الإيرانية الأمريكية" ... وفي الشرق الأوسط نحن أمام حرب "إسرائيل مع مليشيات ودول متعددة" ... وفي دول شرق أسيا نحن أمام "احتلال الصين لتايوان" وحرب شاملة عظيمة هناك ... وفي شمال أفريقيا نحن أمام "حرب المياه" التي ستكون حربا شاملة لعدد من الدول الأفريقية وبالتأكيد مصر دولة أفريقية من بينهم ... وفي أمريكا نحن أمام "الإنهيار الإقتصادي الأمريكي وحرب أهلية" ومدى تأثيرها الواسع على المكسيك من جهة وعلى دول أمريكا الجنوبية من جهة أخرى ... وعلى الجانب الإقتصادي نحن على موعد قريب مع "ثورة الجياع" ستجتاح دولا كثيرة وعديدة عربية وأجنبية وما حدث في "سيريلانكا" ما كان سوى بروفة وجرس إنذار لما هو قادم في الطريق فعليا ... وفتح أبواب انتشار الفيروسات والأوبئة "بفعل فاعل" بعملية ممنهجة ... أضف إلى ذلك تضارب التحالفات الدولية والإقليمية مثل تحالف "دول مجلس التعاون الخليجية" وتحالف "إيران تركيا روسيا" وتحالف "حلف الناتو - أوروبا وأمريكا" وتحالف "دول أمريكا الجنوبية" وتحالف "روسيا والصين" ... جميعها تحالفات متفقة على الأسس الدولية لكنها مختلفة كثيرا على الأفرع والمصالح والمكاسب نتج عنها تمدد روسيا على حساب أمريكا في مناطق عديدة من العالم وتراجع النفوذ الأمريكي كثيرا وتحديدا منذ وصول الأبله المعتوه "دونالد ترامب" وتحالف "إسرائيل وأكراد العراق" ... واختفاء التأثير المصري في منطقتنا كليا حتى أصبحت مصر ذات التأثير رقبتها بيد "السعودية والإمارات" اللتان أصبح بيدهم مجتمعين أو منفردين أن ينهار الإقتصاد المصري كاملا خلال 24 ساعة فقط ... أدى ذلك إلى تمدد الكيان الصهيوني اللقيط على حساب الجميع وحقق مكاسب اقتصادية لم يحلم بها في تاريخه ونجح الصهاينة بتحقيق حلم سيدهم "بن غوريون" وها هم في مكة والمدينة وكل السعودية والإمارات والبحرين والإمارات وعُمان بعدما انتهوا من قطر ... وفي شمال أفريقيا هناك تونس الواقعة بين فكي كماشة "ليبيا والجزائر" والصراع الذي يمكن أن يتفجر في أي لحظة بين العدوتين اللدودتين "المغرب والجزائر" والصراع الدموي المتوحش في ليبيا ... كلها وأكثر نقاط ملتهبة تتراوح درجاتها ما بين الخطير والمرتفع جدا والمتوسط ولا أحد يعرف بالمطلق من سيطلق أول طلقة ومن أين مصدرها لتتفجر بعدها الحرب ومن ثم سلسلة من الإجراءات والمفاجآت التي لن يكون أحد بمنأى عنها ؟
يتبع الجزء الثاني
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم