2023-01-01

بحث : القراءات السياسية المتوقعة لعام 2023 ؟

 

القراءات السياسة هي قراءة أحداث سياسية وتحليلها وتوقع تماديها من تراجعها من ردود أفعالها وبالتأكيد هذا الأمر مختلف تماما عن التنبؤات ... ولله الحمد مر عام 2022 دون حدوث مواجهة نووية ولا حرب في منطقتنا لكن خطر الحرب لا يزال قائما وأسبابه وتداعياته لا تزال قائمة ... لكن بات من الواضع أن قواعد اللعبة في منطقتنا أي الشرق الأوسط قد تغيرت والأوضاع في أوروبا أيضا انكشفت والولايات المتحدة الأمريكية تعيش في حالة من الضعف والتراجع السياسي هو الأول من نوعه وشكله منذ حرب فيتنام في 1955 ... وهذا ما سنأتي عليه في تحلينا السياسي وبالتأكيد الكويت ليست بمنأى عن تلك المتغيرات الكبيرة والتي سأبدأ منها أولا ؟

الكـــــويت

نعيد ونكرر ولا أعرف عدد ما عدت وما كررت وأيضا لا أعرف أيضا عدد من أعادوا وكرروا ولا نزال نعيد ونكرر نفس الأسطوانة ... يجب حسم صراعات الأسرة الحاكمة مهما كان الثمن لأنها وصلت إلى درجة تكلفة سياسية باتت تحرق سياسيا أبناء الأسرة الحاكمة الواحد تلو الأخر ... حكم الصباح يجب أن يتحرك ويجب أن ينظروا للمستقبل فالكويت دولة وليست شركة والدول لا تعرف التوقف وترفض أن تقف في مكانها ... إن الدول ما ضاعت ولا تاهت ولا تأخرت ولا حتى انتهت وزالت إلا بسبب سوء اتخاذ القرار أو تأخر اتخاذ القرار ... وبات جليا أن دول الخليج معظمها قد استفاق على مستقبل ملح للذهاب إليه وتحركوا فعليا واتخذوا قرارات صعبة وحققوا نقلات نوعية مختلفة بعضها مبهرا وبعضها سيئا لكن المهم أنهم قد تحركوا ونحن في الكويت لا نزال في صراع مؤسف حقا "الدجاجة قبل البيضة أم البيضة قبل الدجاجة" !!! ... الدائرة التي تعيش فيها الكويت يجب الخروج منها بأي ثمن كان صراع "برلمان برلمان" صراع "حكومة وبرلمان" صراع "أبناء الأسرة الحاكمة" صراع "تجار وشيوخ" ... يعني ولدك مو أغلى من عيال الناس وهذا الشيخ مو أهم من الكويت وشعبها والجميع رغما عن أنفه حبا أو كرها رضيت ولا انرضيت يجب أن تخضع للقيادة السياسية والمتمثلة بسمو أمير البلاد وسمو ولي عهد حصريــــا ... لأن الأوضاع أرسلت رسائل لدول الإقليم وللدول الكبرى أن الكويت "دولة غير مستقرة سياسيا" ... لأنهم لا ينظرون إلى حقيقة واقعنا ولا يحللون عميق تلك الأزمات التي بطبيعة الحال دمرت نفسيات الكثير من الكويتيين لأن العالم لديهم الظاهر والظاهر يقاس بكم عدد الحكومات وكم عدد مجالس الأمة وكم المتغيرات في تركيبة المجلس والحكومة وكم رئيس حكومة ... تلك الحالة من الرصد تعني الكثير والكثير جدا للمعطيات السياسية الخارجية عنك وليس صراعات ومناوشات وانتقادات مواقع التواصل الإجتماعية سواء للحكومة أو للمجلس ... وأيضا التاريخ عندما يسجل ويوثق لا يوثق تغريداتي أنا أو غيري في تويتر بل يسجل ويوثق كم رئيس حكومة جاء وذهب وكم الفاصل الزمني بين هذا وذاك وقس على ذلك أيضا برلمان ووزراء وقيادات ... وأيضا أعيد وأكرر نحن في الكويت لا توجد لدينا أزمات لكن يوجد لدينا من يفتعل الأزمات ويؤجج الصراعات ... ولذلك كلما تأخر حسم صراعات أبناء الأسرة الحاكمة فيما بينهم وصراعات التجار هنا وهناك كلما خسرت الكويت أكثر وكلما غرقت أكثر أي أن صراعات الأفراد أصبحت مؤثرة بشكل لم يعد مقبولا تركها دون حسم وغلق بابه للأبد ... والكويت دولة مؤسسات دستورية لا دولة أفراد وباتت التكلفة السياسية باهظة جدا جدا من حماية هذا أو ذاك ... والجميع يعلم أكثر من جيد ماذا تحتاج الكويت ومن لا يعلم فهو أعمى القلب وليس أعمى البصيرة ... { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } الحج ... ولو استمر هذا الوضع دون حسم دون تحرك شديد وحاسم فإن العواقب ستكون مأساوية بسبب تأخر اتخاذ القرار فهل تضحون بدولة وبشعب من أجل عيون هذا أو ذاك !!! حتما السياسة ليست هكذا ... وانقسام الشارع معارضة ومولاة لهذا أو ذاك يعتبر خطأ سياسي كارثي لأنه في النهاية يقسّم أبناء الشعب الواحد ويعزز الفتن التي بالتالي تؤدي إلى تصدع الجبهة الداخلية وعودة حالة الجمود أصبح أمرا غير مقبول والإنتقام السياسي أيضا غير مقبول ومن يعمل من أجل الكويت لا يرى شيئا غير الكويت وشعبها ومستقبلهم أما من ينظر للأشخاص فهذا أحمق سياسي ... واشرب المر حتى ترتاح من أوجاع الجسد وصدق القائل "إذا ضربت فأوجع وإذا أطعمت فأشبع وإذا مشيت فأسرع وإذا ناقشت فأقنع وإذا تكلمت فأسمع وإذا كتبت فأبدع" ... أسرعوا قبل الندم العظيم واحسموا أموركم قبل البكاء والعويل فإن من هم على الساحة ليسوا أهل حكمة ولا رأي ولا مشورة إنهم أصحاب هوى وجشع النفس وشهوة المناصب والمال الفاسد يجري في دمائهم ... فلا ينفع معهم رأيا ولا نصيحة ولا تحذيرا ولا تنبيها ... طبقوا القانون على عيالكم "شيوخ وتجار" وبسكم أفلام القانون على الفقاره ... "ألا هل بلغت اللهم فاشهد" ؟

الولايات المتحدة الامريكية 

في الحقيقة كثيرا من الأمور قد لا تتضح في بدايات الأمور بحكم أني لست ممن في المطبخ السياسي لأصحاب القرار وهذه بالتأكيد نعمة من ربي سبحانه ... لكن بعد مدة تتضح الأمور شيئا فشيئا وكأنها "لعبة تركيب القطع" لتتضح الصورة فيما بعد بشكل أوضح ... فمنذ أن حكم الجمهوري "دونالد ترامب" في 2017 والذي خالف كثيرا توجهات الحزب الجمهوري وأقنعهم بالصمت من خلال الصفات المليارية مع السعودية والتي بطبيعة الحال حرّكت نقطة وعامل البطالة في أمريكا ... وفي السياسية الخارجية التي بحماقة ترامب والذي وصف بأنه أكثر رئيس أمريكي كذاب في تاريخ كل رؤساء أمريكا ... فدمّر السياسة الخارجية الأمريكية تدميرا لم يسبق له مثيلا حتى أصبحت اليوم دولة لا يمكن الوثوق مطلقا بأي اتفاقية تبرمها مع أي دولة ... والسبب كم الإتفاقيات الدولية التي انسحب منها المعتوه ترامب في بدايات حكمه فضرب بحماقته سمعة أمريكا الخارجية بمقتل بدليل أن المجتمع الدولي لا يزال يعاني من تدمير أمريكا للإتفاق النووي الدولي مع إيران ... ثم جاء "جو بايدن" للحكم في 2021 ومنذ أن جاء وكأن أمريكا دخلت في النوم العميق أو هناك من وضعها في الثلاجة !!! ... فقد تراجعت أمريكا عالميا بشكل لم يسبق له مثيلا في حالة من الضعف السياسي المثير حقا ... وأصبحت دولة أقوال لا أفعال حتى الصحافة الأمريكية نوهت وحذرت وثارت وغضبت من هذا الضعف الأمريكي الإستثنائي والذي بات يهدد وجودها وكيانها حتى أصبح الأمن القومي الأمريكي تحصيل حاصل ... الأمر الذي يأخذنا إلى أن هناك شكوك بمدى مصداقية تقارير المخابرات الأمريكية وجهاز الأمن القومي عن حقيقة وصدقية تقاريرها عن الأوضاع في العالم ... فالأوضاع السياسية لا تخبرك إلا بأمر واحد فقط وهو هناك تغيرات واسعة النطاق بل لم يسبق لها مثيلا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في 1945 تحدث وتجري على قدم وساق وكأن أمريكا قد خرجت من اللعبة الدولية !!!

أمريكا بعدما حرّضت أوكرانيا كثيرا وكثيرا جدا على روسيا وبعد عمليات عسكرية متعددة جاءت لاستفزاز روسيا من 2014 إلى 2020 ... ها هي روسيا غزت أوكرانيا وضمّت مناطق أوكرانية لأراضيها وقضي الأمر ووقفت أمريكا متفرجة على أوكرانيا ورئيسها الكذاب "زيلنسكي" ... الأمر الذي دعى قيادات وحكومات في أوروبا لتستفيق على الخطر الروسي وسط أقوال ووعود أمريكية لا قيمة لها على أرض الواقع ... وهذا الامر الذي دعى حلفاء أمريكا في دول الخليج أن يعيدوا النظر بعد فترة رصد ومراقبة طويلة للأوضاع ما بين "أوكرانيا - روسيا - أوروبا - أمريكا" ... وأعتقد أنه قد تكونت لديهم القناعة أن أمريكا التي لم تفعل شيئا لإيران وسوريا لن تفعل شيئا أيضا لأوكرانيا وبالتالي صفة "الدولة العظمى" بدأت بالتلاشي من عقلية السياسي الخليجي الذي بطبيعته لا يعترف بالدول العظمى إلا القوية عسكريا أولا ثم اقتصاديا ثانيا ... الأمر الذي يأخذنا إلى الداخل الأمريكي والذي باتت الأوضاع فيه مضطربة وسط انقسامات شعبية استثنائية بين المواطنين الأمريكيين بين "جمهوريين وديمقراطيين" + ارتفاع أسعار الطاقة العالمية ولو أردنا لغة الأرقام أن تتحدث عن الولايات المتحدة الأمريكية ... فإنها تقول وفقا لتقارير 2022 : 67 ألف شركة أعلنت إفلاسها - 26 مليون نسمة ليس لديهم تأمين صحي - 12 مليون طفل يعيشون تحت خط الفقر - 34 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي - بلغت ديون أمريكا حتى نهاية 2022 إلى 31 تريليون دولار ... ناهيك عن بوابة العنصرية والصراعات بين الأعراق هناك والتي وصلت إلى مستوى يهدد الأمن القومي الأمريكي بدليل أن مكتب التحقيقات الفيدرالي وفي إحصائية 2020 أنه في تلك السنة قُتل أكثر من 21.500 شخص بمعدل 58 جريمة قتل كل يوم أي قتيلين في كل ساعة ... كلها أسباب لا تحدثك إلا أمريكا تتآكل وتضعف وتتلاشى من الداخل ... أما خارجيا فالضعف الأمريكي كشفه تحدي إيران لها وتحدي روسيا وتمدد الصين في مناطق النفوذ الأمريكية وفقدان حلفاء أمريكا الثقة بحليفتهم الكبرى ... كلها عوامل كافية جدا بأن تفكر بجدية أن تنتقل إلى مراكز القوى العظمى البديلة عن أمريكا ... وكما ذكرت على حسابي في تويتر أن الضعف الأمريكي قد بلغ مبلغا عظيما فهي لن تدافع عن دول الخليج أمام إيران ولا عن أوروبا أمام روسيا لكنها ستقوم بحرب كبرى أخيرة ستكون بمثابة "أكون أو لا أكون" ... أو كما ذكرت في مدونتي بمواضيع عديدة أن أمريكا ربما تستخدم لغة الدولار للإنهيار الإقتصادي العالمي للتأثير على روسيا والصين وإن أخذوا في طريقهم الكثير من الضحايا أو تقطع الإنترنت عن العالم "بشكل غير مباشر مفتعل" ... وهذا ما دعى أكبر حليف عربي لأمريكا وهي السعودية بأن تركل أمريكا بقدم واحدة وتذهب إلى المعسكر "الصيني الروسي" وسط ثرثرة أمريكية كعادتها ... وأيضا كما توقعت ولا أزال عند توقعي أن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لن يكمل مدته الرئاسية وأن نائبته "كامالا" هي من ستقود الولايات المتحدة الأمريكية في حدث استثنائي وفي ظل أوضاع استثنائية !!!

دول الخليــــج

دول الخليج حاليا لا يوجد لاعبين رئيسيين فيها إلا "السعودية والإمارات وقطر" أما الباقين فلا تأثير لهم على صعيد الصراع والتحرك الإقليمي والدولي ... والدول بطبيعتها تبحث عن مصالحها وهذا حقها وهذا أيضا ما نوهت عنه في مواضيع عديدة بل وطالبت دول الخليج في 2013 - 2015 بأن تبدأ بالإنفصال عن الحليف الأمريكي أو تنوّع تحالفاتها وتفتح قنوات اتصال مع الصين وروسيا ... والسبب أن أمريكا أضرت بالعالم العربي أكثر مما نفعته ولم تحسب حساب المستقبل ... ومن صنع من أمريكا في مخيلته هالة وعظمة أود أن أذكره بأن أمريكا ليست أمرا خارقا فوق العادة ... نعم بيدها أوراق كثيرة ومتعددة بل وموجعة لكن لا يوجد ما لا يمكن أن تستمر البشرية فيه فهل فناء الإنترنت يعني فناء البشرية مثلا ؟ ... بل وحتى لو تبادلت الدول العظمى الصواريخ النووية وهذا دمّر ذاك فهل تعتقد أن البشرية قد انتهت ؟ ... كلا وأبدا هناك جزء من العالم قد انتهى لكن باقي العالم مستمر وليس كما صوره لكم الكثير من مجانين التحليل أو الأفلام الأجنبية التي فيها من شيئا الحقيقة لكن كوكب الأرض أكبر من 20 ألف صاروخ نووي ... بمعنى أمريكا وروسيا وأوروبا يحتاجون لأكثر من 10 آلاف صاروخ نووي حتى يدمروا أنفسهم تدميرا كاملا لكن الشرق الأوسط وشرق أسيا وكندا وأمريكا الجنوبية ومناطق كثيرة جدا جدا من العالم ستكون بخير والحياة فيها مستمرة ... هذا إذا افترضنا أن الـ 10 صاروخ جميعهم سيصلون أهدافهم مع أن بمعدل النصف فقط أو أقل هم فقط من سيصلون بفضل الدفاعات الجوية بمختلف أنواعها ... وعلى الجانب الأخر دول الخليج ربما أدركت متأخرا "كعادتهم" أن المؤامرات فيما بينها والصراعات الخارجية الدامية فيما بينها لم تعد تجدي نفعا ... فقد حاولوا بشتى الطرق أن يقضوا على بعضهم البعض لكن اتضح للجميع أن الجميع سيكون خاسرا وأن ما خسرته دول الخليج على مغامراتها أكبر بكثير جدا من أن يتم تعويضه ... هذا إذا ما علمنا أن دول الخليج تكبدت خسائر اقتصادية تجاوزت أكثر من 2 تريليون دولار خلال الـ 11 سنة الماضية فقط تبخرت واحترقت هباء على الربيع العربي الأحمق وعلى ليبيا وغزو اليمن وحصار قطر ودمار العراق وسوريا وتحمل نفقات تونس ومصر ولبنان والأردن والسودان ... وبالتالي أرى أن هناك تحركات سياسية واسعة النطاق بدأت تتبلور في الربع الأول من العام الماضي 2022 وتحديدا عندما تبادل المسؤلين في "سوريا والإمارات" الزيارات الرفيعة في مارس 2022 والتي سنأتي على تفاصيلها ؟

طاغية العصر بشار الجحش والصفقة الكبرى

حاليا تعتبر روسيا هي الحاكم الفعلي لكل الأراضي السورية وما رئيسها الصوري "بشار الأسد" سوى دمية بيد الروس ... وعلى الجانب الأخر تركيا لم تعد تتحمل التكلفة المالية والسياسية لتواجدها في سوريا وتريد توجيه قواتها في أماكن أخرى لمواجهة الأكراد + الرئيس "أردوغان" يريد إنهاء ملف سوريا بأي ثمن حتى يغلق أبواب المعارضة في الوقت الذي اقترب موعد الإنتخابات الرئاسية في تركيا والتي أعلن عن موعدها الرسمي في 18-6-2023 ... بل أدت تلك الأحداث في سوريا إلى أن تركيا لم تعد تنسق مع أمريكا بخصوص قواتها وعملياتها وأصبح التنسيق 90% مع روسيا وإيران ... الأمر الذي دعى روسيا لتضع ملف سوريا أمام تركيا بضغط إماراتي كوسطاء نيابة عن "المجرم بشار" وبالفعل نجحت الوساطات السياسية والتقى رئيس أركان الجيش التركي والسوري في موسكو الأسبوع الماضي ... وخلال أسابيع أو في الربع الأول من هذا العام 2023 سيلتقي "أردوغان وبشار" في موسكو وستنسحب تركيا كليا من الأراضي التركية وهذا يعني أنه تم بيع المعارضة السورية وانتهى أمرهم هناك بنسبة مليار% ... والتأثير السياسي الروسي قد بلغ مستوى لم يسبق له مثيلا في كل تاريخها السياسي في منطقتنا وزاد عليها تحالف "السعودية - روسيا" وتحالف "الصين - السعودية" ... فأصبح الملف التركي السوري في حكم المنتهي فانتقلت الدبلوماسية إلى مصالحة بين "مصر وتركيا" والتي أتوقع أنه قبل شهر مارس القادم ستحدث نقلة نوعية على مستوى الرؤساء بتبادل الزيارات وتوقيع الإتفاقيات الرسمية ... وتدخلت روسيا في ملف "السعودية وإيران" والذي سيعزز الوساطة العراقية وسيزور وزير خارجية إيران "حسن عبداللهيان" السعودية مع وفد رفيع المستوى الأمر الذي سينعكس على انهاء التواجد السعودية في اليمن بشكل نهائي والإتفاق على حكومة يمنية موحدة ... كل هذه الدائرة الكبيرة من التحركات السياسية الإقليمية التي يتحرك فيها الحلف "العربي الإسلامي الروسي" تدور لتصب في مصلحة "إعادة إعمار سوريا" ... أي أنك تتحدث عن ضخ استثمارات وعملية إعادة إعمار كأقل أقل تقدير بقيمة 300 مليار دولار خلال أول 4 سنوات الأمر الذي سينعش اقتصاد سوريا وبالتالي إنعاش الخزينة الروسية ... أي هناك صفقة كبرى تجري على قدم وساق منذ أشهر وتحديدا منذ مارس الماضي 2022 كما أسلفت ... ننهي حرب اليمن وكافة مخاوفكم من إيران مقابل عودة "مجرم الحرب بشار" للنظام العربي بشكل طبيعي وإعادة إعمار سوريا وحقكم كمستثمرين بأن تتملكوا ما شئتم من عقارات وأراضي ... في المقابل على طاغية سوريا أن يبدأ بحملة تنظيف وتطهير للعصابات والمافيا لديه لتكون سوريا أرضا خصبة للإستثمار وإعادة الإعمار ... وطبعا الشركات المصرية والإيرانية سيكون لها نصيب الأسد وهذا ما دعى إلى وضع ملف المصالحة "المصرية الإيرانية" على طاولة الدبلوماسية الروسية السعودية الإماراتية ... ولذلك عام 2023 سيكون عام المصالحات شكلا لكن يبقى السؤال هل أمريكا وأوروبا سيقفون متفرجين على حجم هذا التحول الخرافي في لعبة الحلفاء ؟ ... أمريكا كما أسلفت هي في حالة ضعف سياسي كبير ... وفي نفس الوقت هي في حالة استنفار عسكري كبير جدا بحشود ضخمة جدا في بحر الصين بسبب "الصين وكوريا الشمالية" حتى أن قاذفاتها قد استقرت مؤخرا في استراليا وهي أقرب نقطة آمنة بالقرب من الصين ... ولذلك الحرب الكبرى الوحيدة التي ستخوضها أمريكا هل ستكون انطلاقتها وبدايتها ضد من "الصين - كوريا الشمالية - إيران - روسيا" ؟ لا أحد يعلم لكن بات من المؤكد بأنها ستكون الحرب الأخيرة ولذلك ستكون كبرى ؟

أوروبـــا العجوز تنتظر موتها 

أوروبا الصناعات التجارية لا مجال للحديث عنها فهي ذات ثقة وتاريخ عريق ... لكن كصناعات عسكرية يجب الفهم أنها "شركات خاصة" وليست شركات حكومية وحديثنا عن الحكومات والقارة الأوروبية لا تملك أدوات قوة إلا بأسلحتها النووية + حق النقض الفيتو في مجلس الأمن + تجمعها السياسي الذي يمكن أن يولد ضغط سياسي ناجح على الدول الفقيرة والمتوسطة لكن الأمر مختلف كثيرا مع الدول الغنية والعظمى ... فأوروبا تعاني من الديون وبحساب سريع ووفق أخر الإحصائيات فقد بلغت مجموع ديون كل من "بريطانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وإيرلندا" حتى نهاية 2022 أكثر من 27 تريليون دولار ... وحتى نهاية 2022 سجل "البنك المركزي الأوروبي" نسبة تضخم في الإقتصاد الأوروبي تجاوزت 20% ... ونتيجة للتهور الأوروبي الأحمق بخطف أدوار البطولة الإعلامية الكاذبة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا وبسبب صراع النفط والغاز ها هي أسعار الطاقة ارتفعت بنسبة 30% حتى وصلت إلى نسبة 80% في نهاية 2022 ... فاجتمعت كل تلك العوامل لتحرق مدخرات المواطنين الأوروبيين فارتفعت أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية بشكل جنوني وارفعت أعداد من يتلقون المساعدات الحكومية لأكثر من 15 مليون نسمة ... أضف عليها هجرة أعداد اللاجئين الأوكرانيين والتي وصلت أعدادهم لأكثر من 6 ملايين لاجئ خلال 9 شهور فقط أضف فوقهم معاناة أوروبا مع الهجرة الغير شرعية والتي قدرت أعدادها بنصف مليون نسمة سنويا ... كلها عوامل وضعت حكومات أوروبا كلها تحت ضغط اقتصادي أكبر من أن تتحمله ... وبات الجميع في أوروبا يدركون الأن أنهم قد تسرعوا بمواقفهم باتجاه روسيا والثورات الشعبية الأوروبية قادمة لا محالة خلال أقل من 6 شهور من هذه السنة ... ولذلك حذرت كثيرا في مدونتي وعلى حسابي في تويتر أن على الجميع أن يغادر أوروبا اليوم قبل الغد فثورات الجياع قادمة والإنهيار الإقتصادي مؤكد مليار% بل وبسبب الحرب ستحدث هجرات بشرية عكسية باتجاه الدول العربية وتحديدا "مصر وسوريا وتونس والمغرب والجزائر" ... وبطبيعة الحال انهيار أوروبا اقتصاديا يعني انهيار أمريكا اقتصاديا لأن كلاهما مرتبطتان ببعضهما البعض ... وأي انهيار اقتصادي لأي منهما يعني انهيار دراماتيكي سريع لعمالقة الشركات التجارية ذات الماركات العالمية الشهيرة في كافة المجالات ... إذن العجوز تحتضر وتنتظر ساعة الصفر وعلى الدول الغنية والمتوسطة وخصوصا العربية أن تبحث عن البدائل وتستعد وتعمل من أجلها اليوم قبل الغد قبل الندم العظيم ؟

الصراع في بحر الصين 

باختصار شديد الصين ستبتلع تايوان وهذا القرار بحكم المنتهي وأي تحرك من قبل "أمريكا - بريطانيا - كوريا الجنوبية - اليابان - استراليا" فإن الصين وكوريا الشمالية لهم بالمرصاد في حرب لا تبقى ولا تذر ... وأظن وأتوقع لو أقدمت الصين على ابتلاع تايوان فإن الدول المناهضة لها لن تتحرك عسكريا وستخضع للأمر الواقع بهدف منع نشوب حرب كبرى أي تضحي بواحد خيرا من أن تضحي بالجميع ... تماما كما حدث في أوكرانيا أوروبا وأمريكا ضحوا بأوكرانيا حتى لا تضيع أوروبا ... وكل الحشود العسكرية في بحر الصين ما هي إلا أدوات ضغط ولذلك أعدت الصين ورعت وكبّرت طفلها الصغير المتوحش كوريا الشمالية لتكون شيطان الرعب في المنطقة تجاه كل من تسول له نفسه بالإعتداء عليها ... هذا ناهيك عن الحليف الإستراتيجي للصين وهي روسيا بالتأكيد وبالتالي موضوع الصين لا يحتاج للكثير من الحديث عنه لأن الأمور هي الأكثر وضوحا في أي تحليل سياسي في تلك المنطقة ؟

في الختام هناك حالة من ضبط النفس العالية لدى الجميع وتلك الحالة مصدرها عندما شعرت روسيا بالخطر الحقيقي ضدها أخرجت لغة التهديد بالأسلحة النووية بشكل رسمي وعلى لسان الرئيس الروسي ووزير خارجيته والبرلمان الروسي ... وأخرجت ترسانتها النووية "المتنقلة" من مواقعها ومخازنها ورصدتها كافة أجهزة المخابرات العالمية والتي بدورها أرسلت تقارير عن جدية روسيا باستخدام تلك الأسلحة بل حتى روسيا نقلت أسلحتها إلى أماكن متقدمة من بولندا وفنلندا ... وبالتالي لعبة الدول العظمى قد دخلنا جميعنا في وضع تبادل الأدوار وفقدان حلفاء وكسب حلفاء وتبدّل مصالح وتنوع تحالفات ... وأيضا كتبت ونشرت على مدونتي قبل 3 سنوات إن لم تخني ذاكرتي أن الكويت والعالم عليهم أن يفكروا بالبدائل الناجحة في حال انهيار النظام الإقتصادي العالمي ... وسواء حدث أو لم يحدث فأنت عليك أن تفكر بشكل وطريقة مختلفة في كافة الإحتمالات المتوقعة للمستقبل فالدولار واليورو باتا في خطر الإنهيار ... والدول العربية والخليجية إن لم تستفيق وتنتبه لهذا الخطر الإقتصادي الكارثي القادم وبسرعة فإن الأضرار ستضرب الجميع بمقتل ... أما من سرق أموال الشعوب ووضعها في بنوك خارجية ومن اشترى من أموال الشعوب القصور والفلل في الخارج عليه أن يشاهد بأم عينه يوم يتبخر كل شيء ويصبح هباء منثورا ولا يملك منها شيئا ... والأيام بيننا ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم