2023-01-21

كوشنر .. عندما خطف البيت الأبيض الأمريكي ؟

لقد قرأت حكايات وروايات عن مدى قوة تأثير "اللوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة الأمريكية ... وكل السياسيين والمطلعين وحتى الصحافة العالمية الجميع يعلم نفوذ وقوة وحجم التغلغل الصهيوني في عميق المؤسسات العليا في أمريكا ... وكم مرة أنقذ اللوبي الصهيوني رؤساء أمريكا السابقين مثل "روزفلت - ترومان - أيزنهاور - جونسون - نيكسون - بوش الإبن" ... لكن لأول مرة في تاريخ أمريكا يتم اختطاف البيت الأبيض الأمريكي الذي هو مركز قرار أمريكا داخليا وخارجيا وأصبح خاضعا بنسبة 100% لإسرائيل ... اختطاف بمعنى الكلمة وحرفيا وبمعنى أدق هو وكأن في عهد المعتوه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أصبحت إسرائيل هي من تحكم وتتحكم بأمريكا وبشكل علني لم يسبق له مثيلا في الحقبة من سنة 2017 إلى 2021 ... لا بل والأغرب أنه بعد انتهاء ولاية "ترامب" لم تتحرك المؤسسات الدستورية الأمريكية ولا مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ "FBI" ولا وكالة المخابرات الأمريكية الـ "CIA" ... للتحقيق كيف إسرائيل اخترقت البيت الأبيض الأمريكي وطوعت وأخضت رئيس أمريكا لإرادتها وبشكل كامل ومطلق ... وكيف أمريكي الجنسية يهودي الديانة والولاء "جاريد كوشنر" كان عميلا لا يقد بثمن لوكالة المخابرات الإسرائيلية "الموساد" سابقا "أمـــان" حاليا ... وكيف هذا العميل قدم خدمات عظيمة لإسرائيل خدمات لا تقدر بثمن مما يأخذني الإستقصاء إلى أن أمريكا مخترقة بأسرها أو يسهل اختراقها وليست بالعظمة التي تصورها سينما هوليوود ؟

 من البديهيات في عالم المخابرات والسياسة أن تُبنى الخطط والأهداف بعيدة المدى والتي تبدأ من 5 سنوات إلى 20 سنة ... وتوضع ضوابط وشروط لضمان استمرار تلك الأهداف وسلامتها دون النظر لأي تغييرات في السلطة سواء تغير وزير الخارجية أو مدراء المخابرات وحتى الحكام ... لأن تحقيق تلك الأهداف هي أعلى ثمنا ونصرا بكثير جدا من المسؤلين لأن تلك الأهداف تخدم مصالح الدولة العليا لا مسؤليها أيا كانت أسمائهم ... ولذلك عندما تتبعوا وتتبعت معهم خطوات العميل الصهيوني المميز "جاريد كوشنر" لم أجد فيها أمرا غريبا بل بالعكس هذه هي طبيعة الصهاينة أو العقيدة الصهيونية التي تبني بالنظر للبعيد والأبعد ... فأجداد "جاريد كوشنر" نزحوا في نهاية الخمسينات كيهود من الإتحاد السوفييتي ولجؤا إلى أمريكا ووالد كوشنر كان عامل بناء في الثمانينات ثم مطور عقاري ثم أسس شركة للتطوير العقاري ثم تهرب ضريبي ثم اعتقال ثم حكم بالسجن لأكثر من سنة والإقامة الجبرية لعدة أشهر في منزلة ما بين 2005 - 2007 ... لكن الإسرائيليين دائما لديهم خبرة بصناعة العملاء والنظر للأبعد فوجدوا في "جاريد كوشنر" هم الطعم المميز لأن الإسرائليين إذا حكم أي رئيس أمريكي فإنهم تلقائيا يبدؤون العمل والتخطيط لمن بعد هذا الرئيس من وكيف وهل ممكن ... فوجدوا شاب وسيم في مقتبل العمر خريج جامعة هارفرد العريقة قليل الحديث عميق التفكير يتطابق مع فاتنة جميلة اسمها "إيفينكا" ابنة أمريكي ثري وأيضا يعمل في مجال تطوير العقارات وأينما يجد فرص تجارية فإنه يدخل فيها مباشرة ... وهذا الرجل هو "دونالد ترامب" صاحب الإستثمارات في بطولات الملاكمة والمصارعة وملاعب الغولف وصالات القمار والمجلات الإباحية وتطوير العقارات وبناء الفنادق والأزياء والمجوهرات إلخ ... فالتقى ابن مطور العقارات اليهودي "جاريد كوشنر" بابنة مطور العقارات الثري "إيفينكا دونالد ترامب" في 2005 ... وبعد علاقة دامت 4 سنوات تعرف كوشنر على أدق تفاصيل ترامب وشركاته وعائلته تم الزواج بين "إيفينكا - كوشنر" في 2009 بعد أن تركت ديانتها المسيحية وتحولت إلى الديانة اليهودية ... والغريب في الأمر أن "جاريد كوشنر" كان تابعا للحزب الديمقراطي وليس للحزب الجمهوري بل قدم تبرعات للحزب الديمقراطي في 2015 بعدما استفاد من عائلة ترامب وحققت أسرة كوشنر ثروة قدرت بـ 1.6 مليار دولار ... ولو أردت أن تفهم اللعبة بحقيقتها فإن "ترامب" كان شأنه شأن أي أمريكي يتحدث في الشأن العام والسياسي ليس أكثر ... لكن في سنة 2000 والتي كانت سنة تحرك ترامب للدخول في الشأن السياسي على نار هادئة بتخطيط من سابع المستحيلات أن هذا المعتوه يملك عقل أن يفكر بهذا المستوى ... لتتضح المسائل فيما بعد أن "جاريد كوشنر" هو من حرّض ترامب وهيأه للدخول في المعترك السياسي بتكتيك خدع به الجميع بأن ترامب جهوري وصهره ديمقراطي أي هما متضادان في الفكر والتوجه ... مما ساعد هذا الأمر أن يصرف أنظار الإعلام والراصدين لتحرك ترامب كما خططوا له لإيصال "ترامب الدمية" لأعلى سلطة قرار في أمريكا ؟

 

بوصول "دونالد ترامب" للسلطة في 2017 كشفت كافة الأوراق وتحول "جاريد كوشنر" من الحزب الديمقراطي إلى الحزب الجمهوري ودخل البيت الأبيض الأمريكي وحصل مباشرة وفورا على منصب "كبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة" ... لتكتمل الصورة أكثر فأكثر عندما اتضح أن "جاريد كوشنر" التقى مرات عديدة مع وزير خارجية أمريكا السابق والذي يعتبر داهية العقل السياسي في أمريكا "هنري كيسينجر" ... وعندما يجتمع ألماني المولد يهودي الديانة اللاجئ اليهودي الذي هرب مع عائلته من ألمانيا النازية عام 1938 وأصبح مستشار الأمن القومي في عام 1969 ... أي يهودي معتق يلقن اليهودي "كوشنر" بعمر أحفاده دروسا مكثفة في السياسة وكيف إسقاط خصومه في البيت الأبيض الأمريكي هنا تضع ألف علامة استفهام حولهما ... بدليل أن "جاريد كوشنر" وبالفعل أسقط كل خصومه في البيت الأبيض الأمريكي بفضل حجم وقوة تأثيره على الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ... فتقدم باستقالاتهم كل من وزير الخارجية "ريكس تيلرسون" واستقال مستشار الأمن القومي "جون بولتون" واستقال وزير الدفاع "جيم ماتيس" ... وأكثر من 50 شخصية رفيعة في مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية بما فيهم رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ "FBI - جيمس كومي" ... ونتيجة لذلك التطهير الواسع النطاق والذي لم يسبق له مثيلا في كل تاريخ رؤساء أمريكا كان من البديهي أن يتم إخضاع الرئيس الأمريكي لكل رغبات أسياده في تل أبيب ... فدمر الإتفاق النووي الدولي مع إيران واعترف بأحقية إسرائيل بكل مرتفعات الجولان السوري ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وأصدر عفوا رئاسيا عن والد كوشنر ؟

أيضا وبسبب كوشنر وبنسبة 100% وقعت البحرين والإمارات اتفاقية سلام وتطبيع كامل مع إسرائيل ورتب لقاءات رفيعة المستوى مع قيادات إسرائيلية وسعودية واعترفت إسرائيل بذلك ... بل الغريب مما كشفته التسريبات والوثائقيات في التطبيع الإماراتي البحريني مع إسرائيل ان رئيس الكيان الصهيوني "نتن ياهو" لم يكن راغبا ولا حتى متحمسا بالتطبيع مع هاتين الدولتين آنذاك وبفضل كوشنر تم الأمر لأن إسرائيل كانت ولا تزال متحمسة جدا بالتطبيع مع السعودية حصريا ... وكوشنر هو شخصيا من منح الضوء الأخضر لحصار قطر وهو في نفس الوقت من أمر أمرا واضحا وصريحا بإنهاء حصار قطر ... وسبب فك الحصار عن قطر هي المكاسب المهولة التي حققتها إيران من خلال التعاون القطري الإيراني وتحقيق إيران إيرادات مالية ضخمة من خلال عبور الطائرات القطرية الأجواء الإيرانية وحجم تدفق المنتجات الإيرانية التجارية للأسواق القطرية نتيجة الحصار ... وكوشنر هو مهندس "صفقة القرن" التي كانت تستهدف تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بتواطؤ وخضوع كامل من قبل كل من "مصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين والمغرب والسودان" ؟

وهكذا كان دور ابن إسرائيل المخلص في تقديم خدمات عظيمة لدولته الأم إسرائيل وكيف خدمها وضحى من أجلها ... وكيف اليهودي تلاعب بالعرب والخليجيين بشكل كله خزي وعار ... فكانت نتيجة تلك الأعمال الجليلة للعميل الصهيوني "جاريد كوشنر" بأن الأعلام الإسرائيلية أصبحت ترفرف فوق عدة عواصم خليجية ... وقد رأينا جميعنا أن البيت الأبيض الأمريكي هو قابل للإختراق السياسي والتلاعب به وإخضاعه لأجندات خارجية ... لتتضح الصورة ما بعد "دونالد ترامب" أن كل المؤسسات الأمريكية مخترقة من قبل وكالة المخابرات الإسرائيلية وسط صمت مريب من الشعب الأمريكي الذي أصبح أكثر حماقة من كونه أكثر وطنية ومدرسكا لحقيقة الأمور ... أضف إلى ذلك أن الصحف الأمريكية التي تدعي الوطنية والحرية استمتعت بـ "الخرس الطوعي" خوفا من فقدان هذا وظيفته وتلك الصحيفة تمويلها لتتضح الصورة أكثر فأكثر أن حتى الصحف الأمريكية قد تم اختراقها ... لتتضح الصورة بل وسجلها ووثقها التاريخ السياسي أنه كان هناك في يوم من الأيام يهودي الدم والهوى والقلب اخترق البيت الأبيض الأمريكي وأخضع القرار السياسي الأمريكي كاملا لرغبات الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب بعدما اخترق اسرة ثرية أمريكية وتزوج ابنتها وأوصل والدها إلى حكم أمريكا فاخترق العائلة وشركاتها وأصبح الأمر الناهي في البيت الأبيض وكأن "رئيس الظل" الحقيقي ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم