2023-04-11

هُزمت السعوديـة فاشترت أمنها من إيـران .. الأسباب ؟

 

لو تفحصت هذه المدونة وقلبت فيها لاكتشفت بكل أريحية أنها الصفحة التي كانت كثيرا ما تصرخ على السعودية محذرة منبهة ناصحة للمملكة العربية السعودية بأن تنتبه من أخطار وأخطاء سياسية كارثية وقعت فيها ... لكن الأيام أثبتت أن السعودية لا تسمع إلا نفسها فقط وتلك المسألة لها أسباب ليست مجالا لتسليط الأضواء عليها حاليا ... لكن من المهم أن نعرف يقينا ونعترف علنا أن السعودية في "حروب الوكالة" قد خسرت سياسيا وهزمت فعليا في "العراق - سوريا - ليبيا - لبنان – اليمن - تركيا" ... ثم بعد وصول أشهر رئيس أمريكي كــــذاب "دونالد ترامب" استبدت السعودية وذهبت للجنون وافتعلت مع "الإمارات - البحرين - مصر" أزمة كاذبة ... فنسبوا إلى القيادة القطرية أقوالا ليس لها أساسا من الصحة فسحبوا سفرائهم من الدوحة وحاصروا قطر وكانت هناك محاولات لغزو الأراضي القطرية وتغيير نظام حكمها بالقوة ... فأحبط هذه المؤامرة أمير الكويت الراحل "صباح الأحمد" في 2017 ... ليس هذا فحسب بل وصلت الأمور بإقحام الشعوب في الخلافات والصراعات السياسية فأصبح كل ساقط ووضيع ومنعدم الخلق يدلي برأيه "سبا وشتما وطعنا بالأعراض القطرية" ... وماذا كانت نتائج كل ما سبق ؟ ... خسائر سياسية واقتصادية وتسجيل عداء تاريخي بين الشعوب ووصمة عار في جبين السمعة السعودية في السجلات السياسية التي أصبحت وستصبح تاريخا مسجلا موثقا ؟

اليوم والسعودية نراها خاضعة لإيران خضوعا سياسيا كاملا يرقى للهزيمة وإعلان الإستسلام ... يتجلى أمامنا السؤال التالي : هل ما تفعله السعودية اليوم هو الطريق الصحيح ؟ ... الإجابة : بكل تأكيد صحيح وصحيح مليار% لكنه جاء متأخرا جدا ... وهذا التأخير في القواعد السياسية لا يخبرك إلا أنه عندما تأتي متأخرا يعني أنك ستقدم تنازلات سياسية وأمنية واقتصادية أكثر ... أي كلما تأخرت كلما زاد تقديم التنازلات ... والوضع أصلا واضحا منذ سنوات فأمريكا عاجزة عن الدفاع عن السعودية أمام إيران لأنها ستكون مضطرة للدخول في حرب كبرى مع إيران وهذا له تبعات كارثية بالغة لدرجة الزلازل على "درجة 9 ريختر" لأن وقتها كل عواصم دول الخليج ستتدمر وطهران أيضا ستتدمر وأهل الخليج من أولهم لأخرهم ليسوا أهل حرب نهائيا وبالمطلق ليسوا أهل قتال وحرب ونفس طويل لأن خبرتهم في هذا الأمر = 0% ... وهذا أيضا ما كتبت ونشرت حوله محذرا دول الخليج وعلى الجانب الأخر أيضا كتبت وشرحت في قسم "البحوث السياسية للمدونة" من أن إيران خدعت الجميع دول الخليج وأمريكا وأوروبا ... فإيران قبل 2010 كان يمكن تدميرها وسحقها عن بكرة أبيها فتلاعبت بالإعلام والتهديدات والرسائل الإعلامية لتكسب الوقت فقط وقد نجحت وكسبته واستكملت قوتها العسكرية ... وليس هذا فحسب بل مشروعها النووي قد اكتمل ولم يبقى إلا أن تعلن طهران عن نجاح أول تفجير نووي وبذلك تدخل إيران النادي النووي وتحقق سيطرة مطلقة على المنطقة وهذا قد يحدث في أي وقت في أي لحظة ؟


السعوديـــة 

السعودية لديها أفكار ومشاريع اقتصادية وسياحية وتوجه سياسي اقتصادي صرف وهذا التوجه جاء بعد أن أيقنت حجم خسائرها في مسألة التدخل في الشؤون الداخلية للدول شأنها شأن إيران ... كلاهما يتدخلون في شؤون الدول والحكومات ... وفي 15-5-2016 في موضوع "اعترفوا هزمنا في اليمن" ذكرت حقيقة والتي تجلت اليوم واقعيا فقلت نصا "كيف تصنع تنمية وأنت في الجهة الأخرى "اليمن" تستنزف عشرات المليارات شهريا فأي تنمية والخزائن خاوية" ... والقصد أن رؤيتك التنمية لن ترى النور وأنت تستنزف المليارات سنويا على حرب خاسرة وغزو فاشل ... أضف فوق هذا أن الطائرات المسيرة الحوثية قد قلبت الموازين فعليا وكشفت حقيقة عجز السعودية عن حماية أرضها من أي هجمات خارجية ... وهي التي حاصرت نفسها من جهة اليمن ومن جهة العراق وعدوها اللدود أمامها أي إيران ... وتحضرني ذاكرتي بمقولة وزير خارجية سلطنة عُمان السابق السيد "يوسف بن علوي" عندما وجه نقدا "ضمنيا" إلى السعودية قائلا "لا تُدخل نفسك في صراعات ثم تأتي في النهاية وتطلب مساعدتنا" ... وعلى الجهة الأخرى في لعبة عندما تأتي متأخرا ستقدم تنازلات أكثر كما أسلفت ... والسعودية ضيعت فرصة سياسية لا تقدر بثمن يوم أفشلت مفاوضاتها "عبر حلفائها في اليمن الجنوبي" مع الحوثيين في الكويت 2016 واليوم سلطنة عمان تقود الوساطة بنجاح لأن السعودية هي من تريد أن تُنهي كل شيء مهما كان الثمن ويا ليتك حسمت أمرك في 2016 لكانت الخسائر السياسية والإقتصادية أقل بكثير جدا جدا ... ولذلك اليوم في 2023 أظن وأعتقد أن إيران هي من فرضت على السعودية أن بوابة اتفاقية السلام مع الحوثيين سيكون ثمنها عودة العلاقات الدبلوماسية السعودية مع سوريا ونظام "جحش سوريا" ... وكان هذا ثمنا باهضا وأكثر قسوة حتى من الجلوس مع الحوثيين أنفسهم لأن السعودية هي من قادت الحراك الدولي لإسقاط نظام "بشار الجحش" بتصريحات رسمية وإعلامية لا حصر لها وهي من أنفقت مئات المليارات هناك واليوم تخسر ملف سوريا وملياراتها وتخضع لأكثر وضيع وطاغية في زماننا ... والحقيقة أن عودة العلاقات السياسية بين السعودية وإيران في الحقيقة يضمن أمن السعودية الخارجي صحيح 100% لكن هذا الأمر يعتبر ظرفيا وقتيا أي كمن يشتري وقتا أو مسكن للآلام ويرفض التدخل الجراحي ... لأن العقيدة الإيرانية هي ذاتها العقيدة الفارسية كلاهما يستمتعون جدا بالنفس الطويل جدا في أي أزمة أي مباحثات سياسية لإنهاك خصمهم مشكلين عليه ضغطا بل حتى ينتظرون من يأتي من بعد خصمهم ؟

أمريكا وأوروبا 

أوروبا لا نحتاج للحديث عنها مطولا فهي أمة ضعيفة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا ... أوروبا ضعيفة عسكريا واقتصاديا لكن قوتها تكمن في أسلحتها النووية التي تمتلكها "فرنسا وبريطانيا" + فيتو مجلس الأمن الدولي + الإستثمارات الخليجية هناك والمنتجات الأوروبية الفاخرة التي تطرب مزاج شعوب الخليج المترفة ... أما اقتصاديا فكل أوروبا دول مزقها الدين الداخلي والخارجي وبالتالي الحديث عن أوروبا لا أراه سوى أنه مضيعة للوقت لأمة انتهت فعليا لكن الإعلام والمهوسون يريدون إحياء الأموات ... أما أمريكا فقد بدأ ضعفها منذ عهد "باراك أوباما" الذي نفذ سياسات شيطانية بهدف حرق الشرق الأوسط وإشعال حرائق الربيع العربي التي أدت بنتائج عكسية لم تحسب أمريكا لها حساب "على المدى البعيد" وشدت من أزر إيران في العراق وتلاعبت وخانت دول الخليج في الكثير من المواقف ... والخطأ الذي يعيشه الكثيرين من الراصدين والمتابعين للشأن السياسي هو أنهم يظنون ويعتقدون أن أمريكا هي إلـــــــه مقدس لا تخطئ في حساباتها ولا قيد أنملة !!! ... يا سادة أمريكا دولة يحكمها بشر وليس مخلوقات فضائية حتى تصدمنا بما ينسف عقولنا وعلومنا وواقعنا ... وأنا أسألكم : أين الإمبراطورية الرومانية العظيمة ؟ والإمبراطورية الفارسية المرعبة ؟ والإمبراطورية اليابانية والروسية والإسبانية والبرتغالية والروسية والبيزنطية إلخ إلخ !!! ... لكن من اليوم الذي وصل إليه للسلطة المعتوه "ترامب" كانت علامات وإشارات ببداية نهاية أمريكا ... فقد وصل للسلطة رئيس كذاب معتوه مجنون لا يفقه سياسة "أ ب ت ث" سياسة الأمر الذي يأخذنا تلقائيا وبشكل لا يقبل الشك أن الناخب الأمريكي سفيه جاهل لا يدرك الحقائق ناخب عاطفي يثيره وتحركه بضعة أكاذيب ... واليوم ما يحدث في أمريكا هو أن الدولة العميقة قد تحركت حتى لا يصل ترامب للبيت الأبيض من جديد وتريد أبله خرف اسمه "جو بايدن" أن يتمرس في السلطة لتحقيق مخططات الحرب العظمى في أوروبا وحرقها لتكرار سيناريو الحرب العالمية الثانية ... وهذه أيضا من الحسابات الخاطئة جملة وتفصيلا بدليل خسائر أمريكا الفادحة في قوائم حلفائها الموثوق بهم في العراق ودول الخليج وأمريكا الجنوبية ودول شرق أسيا ... وبدليل أخر هو استخدام العملات المحلية في الصفقات التجارية الكبرى بين الدول بعيدا عن الدولار ... وبدليل أخر أن أمريكا اليوم منقسمة شعبيا وتقسيم مرعب حقا قد يهدد السلم الأهلي تماما ... واليوم أوروبا أدركت أن أمريكا رمتها بين فكي روسيا وجعلتها في هزيمة سياسية فادحة أمام أوكرانيا التي رئيسها يكذب لدرجة الوقاحة ويظلل شعبه ويأخذهم إلى التهلكة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... وللمرة الرابعة أكررها : أمريكا لن تخوض أي حرب لعيون كائنا من يكون بل ستخوض حربا واحدة كبرى عظيمة تجاه الصين أو روسيا فقط ولا أحد غيرهم وستهزم أمريكا في تلك الحرب هزيمة نكراء لأن كل الحسابات تؤكد مليار% أن ميزان القوى قد تغير 180 درجة ؟


الصيـــن

السعودية أدركت بشكل متأخر جدا أن الصين هي حليفة إيران التي لن تترك طهران حتى لو دخلت في حرب ضد أميركا ... وأدركت السعودية أيضا مؤخرا أن الإتفاقية التي وقعتها إيران والصين لمدة 25 سنة في 2021 تعني مزيدا من القوة والنفوذ لإيران في منطقتنا ... وأدركت السعودية كعادتها وما أكثر ما تدرك متأخرا أن أمريكا لم تعد حليفا يمكن الوثوق به ... وأن أمريكا تبيع المملكة الأوهام وتتلاعب بها ووقفت أمريكا عاجزة تماما أما كل الهجمات "الحوثية والإيرانية والعراقية" التي طالت المواقع النفطية السعودية ومطاراتها ... واكتشفت السعودية حالة التلاعب الأمريكية والتلكؤ بإمدادها سريعا بالدفاعات الجوية "باتريوت" الأمر الذي اضطر السعودية بشراء "باتريوت" من الكويت في 2018 وشراء النفط الكويتي في 2019 بعد هجمات "بقيق وخريص" ... فوجدت السعودية نفسها أمام واقع مؤلم وهو أن من كان ينصحها في السابق هو من كان على حق وصواب وهي من كانت على خطأ ... ولو سألت السعودية : في كل مغامراتكم التي امتدت لأكثر من 8 سنوات ماذا حققتم من انتصارات وأين ؟ وماذا استفدتم من حرق أكثر من 1 تريليون دولار في كل تلك المغامرات ؟ ... بالتأكيد لا توجد إجابة لكن الواقع مسجل وموثق صوت وصورة بأدلة لا تقبل الشك بالمطلق ... ومن هنا نفهم لماذا السعودية تجرأت وبدأت في لعبة تغيير الحلفاء لتحل الصين محل أمريكا كحليف موثوق يستطيع أن يوفر كامل الأمن والحماية الخارجية للسعودية بدلا من أمريكا ... وكيف لا وطوق إيران بيد الصين وروسيا وبالتالي الصين أصبحت أكثر وسيط موثوق فيه في عودة العلاقات "السعودية الإيرانية" والتي ستجعل إيران في حالة انضباط مع حلفائها امام السعودية حتى لا تخسر الصين واتفاقيتها المهمة جدا معها ... وفي الختام صدقت نصائح وتحليلات مدونة الكويت ثم الكويت وخسرت السعودية في سياستها الخارجية بنسبة 100% ... وهذه نتيجة طبيعية عندما تكره الناصحين والمحذرين ولا تستمع إلا لنفسك وهذا ثمن بديهي للنرجسية ... والسعودية اليوم عليها أن تفهم أنها في الطريق السياسي الصحيح لكن عليها من الأن وصاعدا تعي أن حليفها الإيراني داهية سياسة والذي يجب أن تكون السعودية على مستوى الدهاء لا القرارات الإنفعالية أو المتسرعة ... لان دهاء إيران مصدره عقيدة "النفس الطويل" والسعودية عليها أن تتحلى بالنفس الطويل في تحقيق وجني مكاسبها السياسية المستقبلية ... لكن يجب أن تكون هناك خطط ورؤية وقواعد أهداف يتم تنفيذها وإن لم تكن لديك خطط بعيدة المدى فبالتأكيد أيضا النصر سيكون من نصيب إيران ... ولتحذر السعودية ولا تستهين فإن إسرائيل وإيران وتركيا أعينهم على الحجـــــاز بنسبة مليار% فاحذروا وأدركوا أنفسكم قبل فوات الأوان وقتها ندمكم لن ينفعه شيئا ... لا تقول ما علمناك ؟


إقــــــــــــرأ

اعترفوا ... هزمنا في اليمن ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2016/05/blog-post_15.html


السعودية تؤيد وتشرّع الخروج والتمرد على الحكام ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2017/09/blog-post_6.html


كشف حساب دولة قطر .. ما لها وما عليها ... 2

https://q8-2009.blogspot.com/2017/09/2.html


فصل الحجاز عن السعودية وعودة الحكم التركي ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2022/03/blog-post.html


فكــر وتاريـخ المدرسة الخمينيـة ؟

https://q8-2009.blogspot.com/2016/12/blog-post_15.html




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم