2023-05-01

قـــاع الحضيض للدراما العربية التافهة ؟

 

عندما سئلت : هل شاهدت مسلسل "محمد رمضان" الجديد ؟ ... أجبت : أنا لا أشاهد أي عمل لممثل ساقط وضيع الخلق ولو منحوه الأوسكار وهذا الإمعة كان أحد أدوات السياسة المصرية والإماراتية التي استغلوه أثناء الحصار على قطر ومارس سقوط أخلاقي لا يعبر إلا عن مدى وضاعته وحقيقته "انتهى الجواب" ... إن أعمال السينما والدراما الخليجية والمصرية والسورية واللبنانية لو جمعتها كلها على بعض فإنها لا تساوي شيئا فنيا وتمثيليا بل من العيب أن تُقارن مع أعمال هوليوود وتركيا من حيث إبداع الممثلين وروعة الإخراج وجنون وخطورة الكتّاب والسيناريو ... هذا بالإضافة إلى أني أتابع عن كثب أعمال نيجيريا وأثيوبيا وكوريا الجنوبية ... وبات من الواضح وجليا أن منتجين الأعمال العربية يعيشون في حالة انفصال عن الواقع تماما أو أنهم باتوا يستغلون نسبة جهل المشاهدين من العرب حصريا في مجتمعاتهم ... مع أن هناك مشاهدين من العرب تركوا الأعمال العربية واتجهوا لمشاهدة ومتابعة أعمال أمريكا وإيطاليا وفرنسا وكوريا الجنوبية وتركيا ... والسبب في ذلك أن الأعمال العربية أصبحت أتفه من التفاهة نفسها ... قصص مكررة ممثلين رغم مشوارهم الطويل إلا أنهم أصبحوا يتصنعون الأدوار بسخافة لا تعبر إلا أنهم قد انتهوا ومات الفن في نفوسهم أو أنهم أصيبوا بمتلازمة الشهرة ؟

الأعمال العربية بتنا نحفظها مقدما ... فالأعمال المصرية تعبر عن البلطجة والرشوة والمظلوم الذي في النهاية سينتصر على عقدة الفقر وينتقم ممن استغلوا فقره أو رجل المال والثراء الذي يمكن في مصر أن يشتري كل شيء بما فيهم الناس ورجال السلطة ... والأعمال السورية تعبر عن كيد النساء ومؤامراتهن وشبيحة المجتمع السوري ... والأعمال الكويتية تعبر عن مؤامرات نساء وخيانات وصراع على الورث ومسلسلات تعبر عن التراث الكويتي القديم الذي يسوقونه لنا بكل كذب ... ومؤخرا عادت الدراما العراقية التي هي أيضا دخلت في سباق التفاهة والسخافة والتقليد الكاذب لتصوير مجتمع العراق مغايرا كليا للحقيقة التي يتهرب منها الجميع ... مهزلة فنية يديرونها تجار الفن بوجوه قبيحة تغطيها الثياب الجديدة والمكياج الذي يستر فشل الممثلين ... ضحكهم مصطنع وبكائهم كوميدي وتأثرهم مسرحية والسبب أنهم لم يقتبسوا الشخصية بحقيقتها وغير مقتنعين أصلا بأدوارهم بقدر ما هم مقتنعين بثمن عقودهم ... عمال درامي مدته 25 دقيقة والباقي دعايات ومسلسلات حشو بحشو ومضيعة للوقت لا تعبر إلا أن القصة تافهة والعمل غير مترابط وبالتالي النتيجة تكون : عمل ساقط ... ممثلة تبلغ من العمر أربعين عاما وبالمكياج تظهر بنت الـ 20 عاما ممثلين كبارا في السن بعلاقاتهم وواسطاتهم بات واضحا أنهم أصبحوا يتحكمون بمن يظهر وبمن لا يظهر ... نجوم أغلقوا الأبواب في وجه كل طاقات الشباب رغم أن دولهم تُخرّج في كل سنة العشرات والمئات من خريجين المعاهد العالية للفنون المسرحية والفنية ولم يمنحهم أحد فرصتهم ... نصوص خالية من الإثارة والتفرد ومخرجين بطانتهم من المنافقين أدخلوا في نفوسهم بأنهم عظماء وما هم بذلك مطلقا ... والطبيعي اليوم أن من بين كل 100 عمل درامي عربي لن تجد المميز فيه إلا ما لا يتجاوز الـ 5 أعمال في أحسن الأحوال ؟

لا اريد أن أضع مقارنات بين عظمة الأعمال الأجنبية والتركية وأقارنها بين تفاهة الأعمال العربية لأنه من العيب فعلا أن تقارن فيما بينهم ... لكن بالتأكيد من تابع بحيادية وبرؤية حتما سيكتشف أن المشاهد العربي قد تعرض للغش وللخداع وللكذب ... بتسويق أعمال درامية وسينمائية عليه هي مكانها الحقيقي في سلة المهملات ولو عرضت تلك الأعمال العربية في أي معهد عالي للفنون المسرحية والفنية حتما ستكون النتيجة للجميع : راسب ... أعزائي القراء جميعكم تعرض لخداع وقح من كل الأعمال العربية بلا استثناء فعندما يقدمون لك عمل درامي تافه فهذا يعني أنك أنت مشاهد تافه أو يرونك تافها لا تستحق إلا مثل هذه التفاهة وهم بالمناسبة يعلمون يقينا أن عملهم تافه وسخيف ... لكن الكل يريد أن يعمل كممثلين وطاقم عمل لأن الجميع لديه التزامات مالية ولذلك يُفهم السبب أن الممثلين كيف يتصنعون أدوارهم ولا يقتبسون ولا يعيشون في شخصية القصة وهذا مما يريمنا في تحليلنا أن الممثل غير مقتنع بالقصة من أساسها ... والأمر الأخر الذي يجب أن لا نغفل عنه أن هناك صراع متوحش بين أسواق الإنتاج وسوق المنتجين وشاشات العرض وبالتأكيد السياسة لها دخل وحتما أتحدث عن "شــــاهد - MBC" ... الذين دمروا صناعة الدراما والسينما في مصر تدميرا كليا وصُناع الأعمال اللبنانية والسورية أصبحوا يتسولون تلك القنوات وفي الطريق الأعمال الكويتية التي أصبحت مطية لهم ... والأكيد أن اليوم لا يوجد فنانين حقيقيين في وطننا العربي كلهم تجار مال وتجار فن الذي أصبح لديهم الفن مجرد وظيفة وليست موهبة وقيم ومبادئ رفيعة ... ولذلك منذ سنوات أنا لا أشاهد أي عمل كويتي إلا ما ندر وندر جدا وتقريبا كل 4 سنوات أشاهد عمل واحد واليوم أقول وداعا لمشاهدة أي عمل عربي ... هنيئا لكم قاع الحضيض وأعتذر لنفسي أني منحتكم وقتها لمشاهدة تفاهاتكم يا تجار الفن الرخيص ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم