2023-09-17

تجارة الدين مزدهرة في الكويت ؟

 

تعودنا في الكويت أن تُنتهك الحياة المدنية "السوية" الطبيعية من قبل شراذم "منفصلين عن الواقع" في صراع محتدم ما بين التطرف السياسي والتطرف الإسلامي والتطرف الليبرالي ... جميعهم يرتدي قناع اللطافة والرفق ويرفرف أمامنا بأجنحة السلام في تمثيلية وقحة لدرجة اضطراب المعدة من فرط سطحية التمثيل ... قواعد اللعبة كما هي لم تتغير في الكويت المتطرف السياسي يمسك بالخيوط فيتلاعب بالإسلاميين والليبرالي يتودد نفاقا للمتطرف السياسي حتى يحصل على مساحة أكبر من المجتمع ... المجتمع صنعوا من "أغلبيته" مجتمع متطرف يمارس الإرهاب الفكري تحت شعار من هو ليس معي فهو ضدي بل وفاسق ... التطرف الإسلامي في صراع داخلي متوحش ما بين "السلف والإخوان المسلمين" والشيعة يصارعون من أجل حماية مساحاتهم وحقوقهم ... والمتطرف السياسي يتلاعب بالجميع يحركهم متى اقتضت الحاجة لصرف نظر الشعب عن أمر يُدبّر أو لتغيير التوجه العام المليء بالإنتقاد من فرط فشله السياسي ... فتخرج لنا المعادلة القديمة والتي لا تزال مستمرة دون أدنى حياء أو خجل مفادها "المتطرف السياسي : أنا نعمة الله عليكم ... المتطرف الإسلامي : أنا وكيل الله على الأرض ويده التي يبطش بها وسيفه الذي يقتص فيه ... المتطرف الليبرالي : أنا وكيل البشرية المتحضرة المتمدنة مهمتي إخراجكم من الظلمات إلى النور" ... ولن يفهم الناس أن أي نائب إسلامي في مجلس الأمة هو "تاجر دين" لأن الدستور هو قانون وضعي يخالف الشريعة الإسلامية وبالتالي كل رجل دين يخوض في البرلمان رجل دنيا لا رجل أخرة ... والسياسة فن الأكاذيب والوعود الفارغة والدين يحرم الكذب وخيانة الوعود وعدم الوفاء بها ... عاد تعال فهّم نوابغ الكويت 😎 ... وأنا أقرأ المطالب السطحية المتخلفة للنواب الإسلاميين أدركت بأن تجارة الدين السياسي في بلادي مزدهرة والمجتمع يسيطر عليه الإرهاب الفكري وسط تصفيق من الحكومات البلهاء ... التي لا تعلم بأنها تصنع بيدها قوة في يوم ما ستقفز في وجهها قوة منافسة لها في السلطة رغما عن أنفها ؟

الإختــــــلاط 

مجتمعات اليوم تضرب لك ليس المستحيل بل وصولا حتى إلى ضربا من الخيال أن تفصل الجنسين "الذكر - الأنثى" إلا لو كنت من "حركة طالبان الإرهابية" طبعا ... في الشوارع والأسواق والمولات "اختلاط" ... في الدوائر الحكومية والشركات "اختلاط" ... في الحج والعمرة "اختلاط" ... في الإحتفالات الشعبية والرسمية في البلاد "اختلاط" ... في العلاج والمستشفيات والمستوصفات "اختلاط" ... هذا الإختلاط هو أمر بديهي لأن في كل كل كل التاريخ البشري لم يحدث أن حدث فصل بين الجنسين إلا في الدول وبين الأمم التي تزدهر فيها تجارة الدين السياسي ... وفي الدول التي يتخذ فيها النظام السياسي رجال الدين كأدوات مساعدة لإخضاع الرعية لرغباته وتنفيذ سياسته أي رجال الدين بوق الفساد ولسان الشيطان ... وهذا حدث في زمن الفراعنة وروما واليونان وممارسة متجذرة في الخلافة الإسلامية كلها وغيرهم الكثير ... ولأن موارد الدولة + العقل والمنطق + السيرة البشرية جميعهم يرفضون الفصل بين الجنسين في الحياة العامة ... لكن تُرِك تأسيس حياتك الخاصة والأسرية وفق عاداتك وتقاليدك أي وفق ما تعودت عليه أنت ووفق تقليد متوارث ألفته أنت ... أما في الماضي أي قبل 400 و ألف سنة أيضا لم يكن هناك فصل بين الجنسين وكذب ثم كذب من قال أو يقول أن كان هناك فصل بين الجنسين ... ومن يقول ذلك اسأله : كيف كان هناك فصل بين الجنسين وتجارة العبيد العراة والجواري العاريات كانت أسواقهم مزدهرة ومنتشرة في كل مكان في كل الخلافة الإسلامية ؟ لا وبل كان تقام مزادات البيع بعد كل صلاة جمعة ... ولا يمكن وبالمطلق بل من المستحيل أن تسقط المقارنات بين الحياة الإجتماعية والسلوك البشري وواقع ظروف الحياة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وزمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم مقارنة بنا وبزماننا وبالمطلق تسقط وتفشل المقارنة جملة وتفصيلا ... فهذا جنون وتغييب للعقل وسلبا للإرادة وتطويعها في غير مسلكها الطبيعي ... ولأننا تربينا وتعودنا على كذب الإسلاميين الذين لا يزالون يعيشون كأن العالم بلا عقل وهم فقط من منحهم الله العقل والبصيرة والحكمة !!! ... وخذ على سبيل المثال قوله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } فكانت طبيعة المرأة آنذاك تعمل في المنزل وزوجها يعمل خارج المنزل ... واليوم لو أردت أن تطبق نص الآية الكريمة حرفيا سينهار المجتمع فلا معلمات ولا مدرسات ولا عاملات ولا طبيبات ولا صيدليات ولا فنيات ولا مهندسات + سترفع عليهم ملايين القضايا المالية بسبب التخلف عن سداد مديونياتهم لدى شركات السيارات والبنوك ... هذا ناهيك عن عجز رجال اليوم وعجز مطلق عن تحمل كامل المسؤليات المالية والمعيشية وسيتباكى الرجال قبل النساء من كشف عجزهم أمام تلك الأعباء ... كن واقعيا لا مثاليا ولا تكابر على واقع أكبر حتى شريعتك القديمة لأن ظروف الحياة تغيرت بشكل مهول ؟ 

كوميديا منع الإختلاط وظليل الشعب 

هو القانون رقم 24 لسنة 1996 بشأن تنظيم التعليم العالي في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والتعليم في المدارس الخاصة ... والذي خرج في فترة زمنية توصف لك وقتها مدى ضعف النظام السياسي آنذاك في الكويت ... وهنا أنا أشير تحديدا إلى ضعف الأمير وولي العهد والحكومة حصريا بعكس قوة مجلس الأمة وقتها وقوة التيار الإسلامي ... الذي كان غاضبا ويريد الإنتقام من "قانون المديونيات الصعبة في 1993" الذي أقر في المجلس الذي قبله "مجلس 1992" ... متوعدا الحكومة بالقصاص من جريمة ذاك القانون الذي وفر غطاء مالي لعصابات كانت تلهو بالإقتصاد فأرادت الحكومة أن تراضيهم فتم مراضاتهم بمنح آلاف الجناسي لأقارب النواب "تجنيس سياسي" وهدية فوق ذلك منح التيار الإسلامي "قانون منع الإختلاط" ... على أمل من الحكومة بأن تصنع برلمان ليبرالي قادم فتلغي قانون منع الإختلاط ففشلت كعادتها ... هو ذات القانون الذي تم تصميمه تفصيليا حسب مقاس العادات والتقاليد "القبلية" في انتهاك واضح للدستور المدني ... فكان "قانون منع الإختلاط" الذي يصنّف وبنسبة 100% أنه تجارة بالدين في واقع "الدين السياسي" الصرف ... والذي فعليا وواقعيا وتاريخيا لا يوجد منع اختلاط بين عوام أي شعب إسلامي لا حديثا ولا قديما ... فلا توجد دولة تفصل بين الجنسين إلا في دول الخليج وإيران في المراحل التعليمية ولا يوجد فصل بين الجنسين في قاعات المحاضرات إلا في الكويت حصريا ... وحتى يكتمل تلاعب "الدين السياسي" فالمنع في قاعات المحاضرات وإن كان المحاضر رجلا لكن لا مانع من الإختلاط خارج قاعات المحاضرات !!! ... فبربكم أريتم مثل هذا الإنفصام ومثل هذا الجهل الفاضح المُحقّر للعقول السوية !!! ... متناسين الإسلاميين حصريا بأن في بيد كل رجل وامرأة صبيا وبنتا بيدهم موبايل وكمبيوتر والذي من خلالهم يستطيعون أن يشبعوا رغباتهم الجنسية والشاذة والمتوحشة كيفما يشاؤون ... لكن الرقابة والمسؤلية الذاتية تبقى اليوم هي الأساس رقم 1 في الممارسة والتوجه والتقييم ... وربما لا يعلم الكثير منكم أن في كل مواقع التواصل الإجتماعية كلها توجد حسابات لكل مشاهير المحتوى الإباحي والجنسي ... ويعرضون وينشرون كل الإباحيات بشكل علني وتحت حماية وموافقة "تويتر - فيسبوك - انستغرام - يوتيوب" وغيرها ... أليست تلك المواقع أيضا فيها الدفاع عن الإسلام والمسيحية واليهودية وننشر فيها الآيات والأذكار والأدعية وننشر فيها الوعي وغيرنا ينشر فيها الفساد !!! ... إذن يجب الإقرار أن زماننا هذا الناس تخاطب بالعقل وبقوة الإقناع وأن الرقابة الذاتية هي السلاح الأول لمنع تفسخ المجتمعات ومنع الرذيلة فيه ... لكن خاطبهم بالعقل وأقنعهم بالمنطق والأهم أن تجارة الدين الخسيسة يجب أن تنتهي وتتوقف ... الخوف من فهم الدين الصحيح والإعتدال السوي هو سبب تطرف اليوم الذي يرفض الإعتراف بهزائمه التاريخية المهينة والمذلة التي لا تعد ولا تحصى ... وشخصيا أنا أرفض الخضوع للتيار الإسلامي المتطرف وأيضا أرفض الليبرالية الحمقاء كما أرفض المتطرف السياسي المختل نفسيا وعقليا ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم