من بلاء العقل العربي السطحي بطبيعة "غالبيته" فإنه في الكوارث تعوّد أن يتفاعل مع ردود الأفعال لا الأفعال نفسها ولا حتى يريد أن يعرف من صنع تلك الأفعال ... فتجده الشخصية العربية تعيش في حالة هروب من ذاتها لتتعلق بأي عذر بأي حجة حتى تبرر أي عذر أي حجة فقط لترفع عن نفسها "الحرج الذاتي" ... أو يبرر لحكومته المتخاذلة أو المتقاعسة أو المتواطئة مع أن هذا السطحي لا شأن له بأفعال حكومته ... بمعنى هو أحد رعايا حكومته وحكومته اتخذت مواقفها بناء على توجهات سياستها وهو ذات المواطن المستنفر ليس له قيمة أصلا في حسابات حكومته المتخاذلة ... وفي حالة أخرى من شتات تلك الشخصية المختلة المضطربة المريضة لا يزال سوادها الأعظم مؤمنا إيمانا مطلقا بأن حكومته إن قالت فهي الصادقة وحاكمه إن قال فهو الأمين المنزه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!! ... وبالتالي تلك الشخصية المعقدة في حقيقتها هي واقعة كليا في سلوك "العبودية الطوعية" أي أنه عبــــدا دون أن يشعل أن إرادته قد سلبت منه وأنه فقد إرادته لكنه يعيش في دراما الحرية الكاذبة ... بدليل أن هذا التافه يستطيع أن ينتقد كل دول العالم وشعوبها لكنه لا يستطيع أن ينتقد "ضريبة القيمة المضافة" في وطنه ولا يجرؤ أن ينتقد سياسة بلاده الداخلية أو الخارجية ولا حتى ابن أبيه من يجرؤ على انتقاد سياسة حكومته ولو كان مديرا صغيرا فيها ... وبدليل أن الأدلة والحقائق تسجد تحت قدميه ولا تحتاج إلا للنظر إليه ومع ذلك يرفض أن يراها ويشاهدها ويحللها ويقتنع بها لأنه فاقد العقل مسلوب الإرادة وانتهى أمره ... ويعيش في دراما العارف المستثقف الوطني المدافع عن سمعة وطنه حتى لو كان وطنه من الدول سافلة منحطة السمعة ؟
من مضحكات الأمور أن الكثير من السطحيين يعتقدون أننا لا نعلم شيئا قط عن الجرائم التي ارتكبتها الدول والمنظمات ... لا يا مسكين نعلم بل ونعلم أكثر منك بمراحل وكتبنا وشرحنا ووثقنا تلك الحقائق توثيقا بشتى أنواع الأدلة ... وثقنا "جرائم حركة حماس وجرائم إيران في المنطقة وتاريخيا حتى ووثقنا جرائم السعودية في المنطقة وجرائم روسيا وأمريكا وقطر والإمارات" وغيرهم ... ومشكلتك لا تقرأ لا تبحث وليست مشكلتنا لأنك من النوع الذي يستأنس السمع لا القراءة يهوى كل من يعزف على أنغام قناعاته لا ما يخالفها ... بل وحذرنا السعودية مرارا وتكرارا من مخططات ذاهبة إليها بأقدامها فماذا تريدنا أن نفعل أكثر من ذلك هل نستجدي الجميع !!! ... ومن وضع أو صنع أن تصبح السعودية وكيلة المذهب السني في منافسة مع مصر وأزهرها بمقابل من صنع وجعل من إيران والعراق وكلاء شيعة العالم ؟ لا أحد إلا أمواج من الجهل التي استبد فوق العقول والرؤوس ... ومن صنع تلك المذاهب ومن ومنذ مئات السنين ينفخ في نار الفتن الطائفية ؟ ومن صنع "الحشد الشعبي - حزب الله - القاعدة - داعش - إلخ" ؟ ... ومن رمى بزهرة شباب المسلمين في "الجهاد الكــــاذب" في "أفغانستان والعراق وسوريا واليمن والشيشان والبوسنة والهرسك والسودان والفلبين" ... يوم كان مشايخ الشياطين والعلماء الملاعين يصدرون مئات فتاوي الجهاد في تلك الأراضي ووصفها بأنها "من أعظم درجات الجهاد" وكان الدين السياسي يتلاعب بالشعوب ويستغل الدين أبشع استغلال ... مع أن الكيان الصهيوني اللقيط كان أمام الجميع ويرتكب المذابح والمجازر أيضا أمام الجميع حتى وتلك الحركات الجهادية في قمة عظمتها وقوتها وتنظيماتها لكن ظل الجميع يتفرج على فلسطين المحتلة وانتهاكات المسجد الأقصى ... وخذ هذا الهذيان العقلي الواقعي : خرج من فلسطين المحتلة فلسطينيا انتهكت أرضه واستبيح عرضه اسمه "عبدالله عزام" ترك فلسطين المحتلة أرضه ووطنه وذهب إلى أفغانستان ليصنع ويؤسس "تنظيم القاعدة" هناك ... تخيل !!!
يا كرام أغلب الدول العربية اليوم لديها تاريخا قذرا من الجرائم والمؤامرات فيما بينهم بمخططات وأوامر "ماسونية صهيونية أمريكية أوروبية روسية صينية" ... دول تحالفت في ملفات وتصارعت في ملفات ومن أدوات هذه الدول والتي أدت أدوارها "تركيا - الأردن - قطر - السعودية - الإمارات - مصر - إيران - لبنان - اليمن - سوريا - العراق - ليبيا" جميعهم ضالعين في المؤامرات والخيانات ... واضطرابات بأيادي خارجية في "تونس - المغرب - الكويت - البحرين - لبنان" ... والتاريخ موجود وتوثيقات المدونة موجودة لكن أغلبكم لا يريد أن يفهم الحقائق وربما لأنه واقع تحت تأثير "الإرهاب الفكري" سواء "إرهاب مجتمعي" أو "إرهاب مواقع التواصل" ... والأهم من كل ما سبق أنكم متى تدركون ومتى ستعرفون أن كلما صاح الكيان الصهيوني استنفرت الأساطيل والدول والحكومات والجيوش لنصرتها ... مع أنهم يدركون أكثر من جيد أنها دولة لقيطة ولديها تاريخ حافل بالجرائم التي ترقى لـ "الجرائم النازية" ... وأنتم في كل اعتداء صهيوني في فلسطين المحتلة تتفرقون فريقا مستنكرا وفريقا ناصرا وفريقا لا مبالي !!! ... متى تدركون أنه منذ مئات السنين كلما ارتفعت راية للإسلام والمسلمين استنفر العالم المسيحي والماسونية والصهيونية العالمية لكسر تلك الراية وأنتم لا تزالون في بلاهة وحماقة "سنة شيعة - إيران - السعودية - حماس - الإخوان المسلمين - سلف - صوفية" !!! ... يا أخي حرر فلسطين المحتلة وحرر المسجد الأقصى وبعدها اصنع ما شئت وافعل ما شئت وقل ما شئت ولك وعدا مني أني سأخرس أمامك بل وبكل احترام ... لكنكم ترون بأعينكم الإبادات الجماعية وقتل الصحفيين وقتل الأطفال والسناء وقصف المستشفيات وتدمير الحياء والحرب الإعلامية المستعرة ... والتحالف "الصهيوني المسيحي" يرسل التعزيزات العسكرية لإسرائيل وطائرات الشحن العملاقة لم تتوقف رحلاتها طيلة 30 يوم وهي تنقل الأسلحة والذخائر لقتل إخوانكم المسلمين الأبرياء في غزة في مشاركة واضحة علنية لقتل إخوانكم جهارا نهارا ... وأنتم لا تزالون تثرثرون حماس هي السبب ؟ السعودية لها تاريخ مشرف ؟ إيران ستنتقم ؟ هل أنتم مجانين أم حمقى أم الجهل حولكم إلى دواب الأرض لا يسمعون ولا يعقلون !!! ... يا سادة أدركوا دينكم ويقين شريعتكم في أنفسكم واتقوا ربكم فيما تقولونه وما تنشرونه ... يا سادة هذه حرب دينية لا يوجد فيها علم دولتي ودولتك بل هي مجرد مواقف سياسية يسجلها ويوثقها التاريخ فحسب في واقع التوثيق السياسي وتاريخ مواقف كل شعب ... والراية الوحيدة التي يجب أن ترفع ليست أعلام الدول العربية والإسلامية بل راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فقط وحصريا ... انظر كيف الحكومات الغربية تحالفت وانظر للوقاحة السياسية وعدم الحياء لأي درجة وصلت بهم ... وفي المقابل انظر أنت في الدول العربية كيف تتعامل بكل هشاشة وضعف بل وبكل تفاهة رأي وعقل ... وإني أخاف عليكم من سخط الله وعقابه بكم فاتقوا ربكم وأفيقـــــــوا من جهالتكم وحماقتكم وتوحدوا لدينكم ولأمتكم واركنوا خلافاتكم وأحقادكم جانبا وانصروا إخوانكم الموحدين المسلمين في "غزة الصامدة" ... واخجلوا من مواقف الأحرار والشرفاء من كافة الطوائف والملل والأديان التي ليست من دينكم وخرجوا بمظاهرات لم يسبق لها مثيلا نصرة للإنسانية تجاه ما يحدث من بشاعة الجرائم في غزة ... وأنتم يا إخوانهم يا مَن مِن دينهم تثرثرون وكل واحد منكم لديه وجهة نظر في توافه الأمور متجاهلين عظائمها ... اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين ... اللهم انصر إخواننا المجاهدين في غزة وثبت أقدامهم وانصرهم على عدوهم وعدونا يا قوي يا عزيز واربط على قلوب أهل غزة وكن مع المستضعفين منهم يا ذا الجلال والإكرام ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم