2024-04-20

التقدم والتطور لا يصنع منك دولة محترمة بدليل .. ؟

 

هناك قناعة مريضة وعقلية منفصلة عن الواقع ذات مرجعية واضح أنها أسيرة للوكالة الحكومية النازية لفرض الإيديولوجية النازية ... أو بما تسمى وزارة التنوير والدعاية العامة للرايخ الألماني ‏التي قادها النازي "يوزف غوبلز" صاحب أول صناعة لترسيخ الأكاذيب على أنها حقائق وصاحب مقولة "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" ... وبكل أسف هذا حال الكثير من الدول العربية التي لا تزال منفصلة عن الواقع ظنا منها أنهم هم فقط من يعيشون على كوكب الأرض أو اعتقادا أنهم محور ومركز مجرة "درب التبانة" !!! ... فقد صنعوا وتقدموا وتمكنوا ونجحوا والبعض حتى غيّر من شكل مدينته ودولته في حالة من محاولة "سلب العقول" التي بشكل لا إرادي تؤلب الاخرين على حكوماتهم وحكامهم ... ولنكون واضحين وصرحاء في المسألة هم نجحوا نعم بالتطور والتقدم وإخضاع التكنولوجيا في خدمة الإنسان وصنعوا وسائل الترفيه وسهولة النقل بشكل ممتاز واختصروا الوقت وسابقا الزمان أيضا صحيح ولا نختلف في ذلك لكن هناك وجه أخر أكثر رعبا مما لم ينظر إليه ممن سُلبت عقولهم وأبهرتهم المناظر التي تتلاعب بالعقل ؟

وفي الدول التي تبحث عن التطور والتقدم وتواكبه هي صنعت الحجر ولم تصنع الإنسان ... مثل أوروبا هي لم تصنع الطبيعة بل سخرتها لخدمتها والتكنولوجيا في دول الخليج هي لم تخترع الإنترنت ولم تصنع حتى هاتف لكنها وظفت تلك التكنولوجيا لخدمتها ... وما فائدة أن تصنع مستشفى وفق أعلى المعايير العالمية ولا تملك أطباء محترفين وممرضين متخصصين ذوو خبرة وأجهزة متقدمة ؟ ... وما فائدة أن تصنع شارع جميل ومزدهر ومميز والناس ترمي فضلاتها وتدمر الأرصفة ؟ إلخ من الأمثلة ... ستقول يجب أن تطبق القانون دون استثناء وهذا صحيح لضمان استمرار جودة وسلامة ونظافة الطرق والمستشفيات إلخ ... لكن هناك ما هو الأهم وهو أصلا محور موضوعنا هذا ... وأول ما أبتدئ به هو أن على الجميع أن يعلم أن السواد الأعظم اليوم من الدول العربية والخليجية تُزوّر احصائياتها الرسمية وتكذب في إعلامها دون أدنى خجل أو حياء ولديها فرق الكترونية وظيفتها الكذب والتدليس والفجور الفاحش ضد كل من يخالفها أو يعارضها ... وبالتالي يقينا يجب أن تعلموا أن احصائيات سياحتهم كذب واحصائيات معدلات الجريمة لديهم كذب واحصائيات البطالة ونسبة الطلاق وأعداد المساجين وغيرها كلها أكاذيب في أكاذيب ... وبكل أسف السواد الأعظم من الدول العربية لا وجود للقضاء المحترم فيها ولا وجود للأمن النزيه ولا وجود للعدالة النسبية وارتفاع مرعب في نسب الفقر والبطالة وتدني الخدمات الطبية وانهيار التعليم وتفشي الدعارة في مجتمعاتهم والإباحية على مواقع التواصل الاجتماعية ونسب الإجهاض لديهم مرتفعة جدا جدا من خلال الإجهاض في بلدانهم أو السفر ليومين في الخارج ... وهروب المستثمرين الأجانب ورفض مستثمرين الخارج من المشاركة في المشاريع الإقتصادية العملاقة وارتقاع الدين الخارجي للدول العربية والخليجية ونقص في النقد الأجنبي ... والأهم أن هناك دولا تملك أسوأ سمعة خارجية على الإطلاق سمعة إرهابية لدول قمعية بوليسية مستبدة لا وجود للقانون فيها ولا وجود للعدالة فيها الكل في تلك الدول يتعايش يتعايش يتعايش فيها مع متطلبات العيش الإضطراري فيها ... وشعوب تعيش وسط خزي وعار حكوماتها مما يجري في "غزة البطلة" وقلوبهم تإن من الوجع والحسرة وهم يشاهدون الصهاينة يجولون أسواقهم وشوارعهم ويسكنون فنادقهم الفاخرة وسط حماية أمنية من حكوماتهم لم تتوفر أصلا لأبناء البلد ؟

إن كانت سمعتك الخارجية سيئة فلا تتعب نفسك في سياحتك حتى وإن وفرت الدعارة والمراقص والخمور ... لأن الدعارة والخمور أصلا متوفرة في 99% من دول العالم ... ولا تبني المؤسسات والمستشفيات والجامعات وأنت تستعبد الإنسان وتقمع رأيه وتحجر فكره ومعتقلاتك وسجونك تإن من الظلم وقضاؤك والحمام العمومي لا فرق بينهما ... إن أول ما تصنعه هو الإنسان الذي بدوره يمكن أن يصبح معلما وطبيبا ومهندسا ورجل قضاء ورجل أمن ورجل رياضة وفن ورجل تكنولوجيا ورجل دين معتدل ورجال ونساء للمؤسسات المدنية التي تراقب وتحاسب وصحافة تملك أدنى إحساس ووعي بالمسؤلية وأمانة الكتابة والنشر ... مجتمع صنعت فيه الإنسان أولا ثم صنعت القانون ليحميه من أي جور أو ظلم تجاه كائنا من يكون ولو كان ابن الحاكم نفسه ... قانون يحمي الطوائف والمعتقدات والمملل يأمنون لعدالة تطبيق القانون في ظل قضاء يملك أدنى درجات العدالة والشفافية والإحترام لذاته أولا قبل أن يكون للجميع ... لكن الواقع واقعيا وفعليا يخبرنا أن هناك دولا عربية وخليجية اليوم قد دمرت سمعتها الخارجية عن بكرة أبيها حتى باتت الشعوب العربية لا تحترم تلك الدولة وذاك الشعب لا بل هناك شعوبا أصبحت شهيرة جدا ببذائتها وسوء أخلاقها وجهلها وعبوديتها على مواقع التواصل الإجتماعية ... ومتى ما فقدت احترامك لدى الأخرين فأنت مجرد فقاعة هواء مهما صنعت ومهما أنجزت ومهما أبهرت فإنك لا تخطف سوى عقول السفهاء والمراهقين ومطايا الملذات الوقتية ... وبطبيعة الحال ما هذه بدول ولا أصلا يصلح أن يطلق عليها دول إلا كونها شركة استولت على أرض وسوقت على المغفلين نظرية الوطن والوطنية وكل من يخالف الرئيس التنفيذي للشركة فهو خائن وعميل !!! ... أفيقوا من سباتكم فاليوم التي تضرب أو تنهار فيها بعض الدول العربية والخليجية ستتفاجئ شعوبها بكم الشماتة بهم بشكل لن يتصورونه مطلقا ليدفعوا وقتها ثمن جهلهم وبذائتهم وحماقتهم وعبوديتهم ... مباني جميلة وخدمات متطورة وشعب جاهل كمن صنع بوفيه طعام فاخر في الغابة للحيوانات !!! ... أصل حياتنا هو الإنسان لا المباني وأصل المباني هو الإنسان الذي أنشأها ... فإن فشلت بصناعة الإنسان فيوم جد الجد سيفر الطغاة والمستبدين واللصوص من الأراضي التي استولوا عليها وسيبقى الإنسان ضحية الإنسان فقط لأن هناك إنسان رسّخ في عقله المريض أنه هو إلــــــه مقدّس والإنسان الغبي لا يريد أن يتعظ ممن في القبور التي بالقرب منه ولا يتعظ من سيرة التاريخ القديم والقريب منه ... وتستمر مسرحية الإنسان الحمــــــار صوتاََ وعقلاََ وماءََ وعلفـــاََ وكان الله بالسر عليماََ ؟



دمتم بود ...


وسعوا صدوركم