2022-02-11

بحث : جدوى الكويت من البقاء في منظومة دول الخليج ... العالة ؟

 

هذا الموضوع بحث سياسي ذوو مراجع وواقع تاريخي الهدف منه لفت الإنتباه للأخطاء السياسية الكويتية الجسيمة التي كانت ولا تزال تقع في نفس الأخطاء ... والهدف من هذا البحث هو التنبيه للأخطاء التي إن استمرت قد تمحي الكويت بأسرها من الخارطة الجغرافية والسياسية ما لم ينتبه الجميع ويأخذوا هذا الموضوع على محمل الجد والمسؤلية الوطنية الرفيعة بعيدا عن العاطفة والأنانية بسطحية العقول وعمى القلوب وضبابية العيون ... لذا اقتضى التنويه .

الموضــــــــوع

من المؤسف حقا أننا في الكويت لم نعد نقرأ بحوث سياسية ولا تحليلات سياسية صرفة تكون الكويت في أولوية اهتماماتها ... ربما لأن أصحاب الشأن أو المتخصصين وجدوا أن تغليب المصالح الشخصية أفضل من تغليب المصلحة الوطنية ... وربما حتى لا يخسروا رصيدهم من الأصدقاء والأشقاء في الخليج وربما خوفا على وجاهتهم الاجتماعية أو لأسباب أخرى ... لكن الأكيد والواقع أن الكويت تخلو من بحوث سياسية مكثفة تتحدث عن السياسة الخارجية للبلاد وتراقبها وترصدها وتحللها فهذا الأمر اللافت مع الأسف في وقتنا هذا ... وعلى افتراض أن الكويت سقط حكمها وآل الحكم لغير حكم الصبــــاح فما هو حال الشعب الكويتي وقتها ؟ ... وعلى افتراض أن الفوضى قد دبت في العالم بأسره وعادت البشرية إلى حُكم الغاب وقامت إيران أو العراق أو السعودية بابتلاع الكويت وتنصيب واليا أو محافظا أو أميرا عليها فماذا سيكون حال الشعب الكويتي ؟ ... السيناريو وفق خيالنا المتواضع والمندفع في نفس الوقت سيقول أنه ستنشأ خلايا مقاومة لن تصمد أكثر من بضعة شهور أو بضعة سنوات ... والسيناريو الأخر من الخيال يقول أن الشعب سيسلم بالأمر الواقع والبعض وربما الكثيرين سيتخذون قرار الهجرة إلى أرض أخرى ودولة وشعب أخر ... تلك المعطيات من الأسئلة والأجوبة التي سطرتها من وحي الخيال لها دلائل ووقائع تاريخية لا يمكن إنكارها بالمطلق ... فالتاريخ السياسي الكويتي يحدثنا أن السعودية كانت طامعا بالأراضي الكويتية وقامت بمحاولات غزو الكويت مرات متكررة ... مثل "معركة الجهراء" في 1920 و "معركة الرقعي" في 1928 وابتعلت ثلثين الأراضي الكويتي ما قبل سنة 1900 ميلادية ... ونفس التاريخ يحدثنا أن العراق أيضا كانت له أطماع أيضا بضم الكويت لأراضيه بدأها ملك العراق "غازي بن فيصل" في الثلاثينات عندما احتضن المعارضة الكويتية "راجع موضوع : تاريخ المعارضة الكويتية وتأثيرها على الجنسية" وقاموا مجتمعين بمحاولات حثيثة لضم الكويت للعراق وإسقاط حكم الصباح كهدف رئيسي ... تولى مهمة عداء الكويت بعد "الملك غازي" وصي العرش الأمير "عبدالإله بن علي" في الأربعينات ... ثم تهديدات الرئيس العراقي "عبدالكريم قاسم" بضم الكويت للعراق في 1961 ... ثم محاولة غزو الكويت في 1973 عندما اجتاحت القوات العراقية "مركز الصامتة" الكويتي الحدودي مع العراق وتوغلت القوات العراقية بضعة كيلومترات ... ثم الزلزال في 1990 غزو العراق للكويت واجتياح الأراضي الكويتية بالكامل من قبل طاغية بغداد "صدام حسين" ... كلها وقائع وحوادث تاريخية سجلها ووثقها التاريخ السياسي الكويتي والأرشيف البريطاني كانت كافية أن تستفيق الكويت من غفلتها السخيفة وعبثها السياسي ومجاملاتها التي ضيعتنا في السابق وتتغير سياستها لكن ما حدث هو العكس بمزيد من الفشل والتخاذل الوطني والسياسي وجُبن العقول وتردد النفوس ؟

ونحن في الشهر الثاني من العام 2022 عندما نرى سنوات التاريخ الكويتي بكوارثه سالفة الذكر يحدث إسقاط تلقائي يشوبه الذهول والصدمة وفي نفس الوقت خيبة الأمل ... لأن إن كان التاريخ الكويتي يصرخ علينا جميعا بالحذر والإنتباه أن سياسة الكويت البليدة لم تعد تنفع في أيامنا هذه بالمطلق ... وفي مشهد يتقارب مع وضع الكويت السياسي لا بل أكثر خطورة من وضع الكويت السياسي والجغرافي ... فأمامنا مشهد دول مثل : كوريا الجنوبية - تايوان - فيتنام - تايلاند - جنوب أفريقيا وغيرها ... دول قامت من الصفر بل من تحت الصفر وصنعت اليوم اقتصاديات مرعبة وتحالفات واسعة النطاق فاصلة فصلا كاملا بين الهوية واللغة والدين والمعتقد لأنها ببساطة وضعت مصلحة الدولة فوق الجميع ومقدمة الأمن القومي السياسي والأمني والإقتصادي فوق كل اعتبار اجتماعي ... ومن المهم أن يعرف الجميع أن التلاعب بالمصطلحات السياسية التي تم استحداثها لم تخرج إلا من قبل أكثر السياسيين كذبا وإجراما وفسادا مثل مصطلح "الأمن القومي العربي - البعد الإستراتيجي - المصالح القومية العليا" وغيرها من الخزعبلات التي تم استغفال العقل العربي فيها فاتبع المغفل بما ساقوه عليه من كذب وتدليس ... والواقع السياسي التاريخي بمدارسه السياسية لا تتحدث عن منظومات دولية بل تتحدث عن تحالفات سياسية بين الدول واتفاقيات تحدد شكل ونوع العلاقات بكافة أشكالها ومضامينها ... واليوم توجد مشكلة حقيقية كبيرة وكبيرة جدا تواجه الكويت "الغافلــــة" والتي تتمثل بتواجدها في منظومات إقليمية فاسدة فاشلة لم تجني الكويت من ورائها سوى الخسائر وخيبات الأمل ... ناهيكم عن إقحام الكويت بنزاعات لم ينالنا من ورائها سوى الأذى والإستغلال المادي ؟

من الطبيعي أن نجري جميعا نظرة على الواقع الخليجي الحقيقي لجميع الدول التي تضم منظومة "دول مجلس التعاون الخليجية" 

1- كل دول الخليج تعتمد على أمنها الخارجي بنسبة 100% على الخارج .

2- كل دول الخليج تعتمد على غذائها ولبسها ومستلزماتها من الخارج وبنسبة تتفاوت ما بين 80% إلى 95% .

3- كل دول الخليج وبنسبة 100% ترسل أبنائها للدراسة في الخارج سواء دراسة مدنية أو عسكرية .

4- كل دول الخليج لا تصنع أسلحتها بل تستوردها بنسبة 100% .

5- كل دول الخليج تعتمد في سياستها الخارجية بنسبة 100% على "أمريكا - بريطانيا" لأنهم من ضمن "الرعايــــا" السياسية لبريطانيا وأمريكا التاريخيين .

6- كل دول الخليج استثماراتهم الضخمة مودعة وتدار في أوروبا وأمريكا .

لذلك ينطبق مفهوم "مشيخة الخليج" كمشيخة قبائل كفكر وتوجه وسياسة تعتمد بنسبة 100% على الولاءات لا الكفاءات وتَتذلّل الرعية بالعطاء لا الحقوق ... بدليل أنه ما أن يموت حاكما حتى يأتي من بعده لينسف إنجازات من قبله ويغير سياسة من قبله وتلك عقلية المشيخة يا سادة التي لا تمت بأي صلة لأي مدرسة من المدارس السياسية العالمية ... تتطابق تلك العقلية من المشيخات مع عقلية مشيخات قبائل أفريقيا والأمازون وهذا واقع حقيقي وليست سخرية ليعلم الجميع أن الفرق بين مشيخة الخليج وبين المشيخات الأخرى المال فقط أي مشيخة الخليج يتمتعون بالثراء الفاحش والمشيخات الأخرى كان الفقر صديقهم الأزلي ... والشعوب الخليجية تحديدا بطبيعتها مطمئنة لحكم المشيخة لأنها أولا شعوب قبائل بنسبة 80% + أفضل أنواع الحكم العربية حصريا والتي أثبت مدى جدواه "الإجتماعي" وعلى الجانب الأخر أثبت مدى فشل نظام الحكم "الرئاسي والجمهوري في دول الأحزاب" في باقي الدول العربية ... لكن مثل هذا الحكم يشكل خطرا على وجود الدول والكيانات والشعوب لأنه حكم ربط نفسه بوجود وبقاء الدول العظمى أو الكبرى ولأن أمنه الخارجي يعتمد عليهم بنسبة 100% ... مع ملاحظة أن الشعوب الخليجية قد تكون في ترابط هنا ومحبة هناك ويجمعهم الدين الإسلامي واللغة العربية لكن هذا لا شأن له في ما أتحدث عنه من تغيير سياسي وتحول سياسي ونقلة سياسية نوعية ؟

لو وسعت مدارك العقل قليلا لتخرج فقعات العاطفة السخيفة وسألت أحد أهم السياسيين وليس أحد العامة : ما أهميتنا كدولة الكويت بأن نبقى في منظومة "دول مجلس التعاون الخليجي" وفي منظومة "جامعة الدول العربية" ؟ ... حتما سينطلق بلبل السياسة ويسطر علينا هرطقاته وسيأخذك إلى الأمن القومي العربي والبعد الإستراتيجي ويذكرك بالدول العربية والخليجية التي وقفت معك في كارثة الغزو ... ثم سيجنح بك إلى التعاون الخليجي والعربي في المحافل الدولية وفي القضايا المصيرية وكأنك جالس أمام تلفاز أثناء نشرة الأخبار بحديث المجانين ... وكأن العرب لهم رأيا أمام رأي وقرار أمريكا وبريطانيا وروسيا والصين أو يتحدثون وكأنهم قوى عظمى حاملات طائراتهم تجوب البحار والمحيطات وصناديقهم السيادية تتراقص أمام تريليونات الدولارات !!! ... وكأن هناك دولة عربية واحدة تملك حق النقض الدولي "الفيتـــو" في مجلس الأمن الدولي !!! ... لقد تعمد الإعلام العربي تعمدا وصل إلى درجة المرض العقلي حقا أنه أصبح لا يستطيع العيش دون كذب ودون تزوير ودون تلفيق ودون صراعات بهدف تغيّيب العقول... فهل فتح أحدكم كتب التاريخ ليحدثنا ما أخبار الصراعات بين : الجزائر والمغرب - العراق وتركيا - السعودية وإيران - مصر والسودان - سوريا وقطر - الإمارات واليمن ... فمن بقي من دولكم العربية !!! بل حتى قطر التي هي عضوا في منظومة دول الخليج كاد أن يحدث عليها غزوا عسكريا في 1996 وغزوا عسكريا في 2017 وكلاهما محاولات غزو خليجية بنسبة 905 بدعم سياسي ولوجستي مصري !!! ... هي نفسها قطر التي تآمرت لإسقاط الأنظمة السياسية في الكويت والبحرين ومصر وأشعلت ليبيا وسوريا واليمن فعن أي منظومة عربية نتحدث وتتحدثون والخلافات أصلا لا تزال مشتعلة والبعض منها كالنار تحت الرماد ... وما حدث في الأزمة "الخليجية الخليجية" والتي دامت 4 سنوات من 2017 إلى 2021 كانت أقوى جرس إنذار وتنبيه للكويت تحديدا وحصريا بأن تنتبه وتستفيق من سباتها المزعج ... فمن خلال ما شاهدناه من كذب وتزوير وفجور مزلزل في الخصومة وإجراءات انتقامية تضعك كمحلل كسياسي كمراقب في موضع جدية إعادة التفكير في هذه المنظومة "مجلس التعاون" ومدى جدواها وأمنها أو خطرها عليك كدولة وكسياسة وكتحالف موثوق فيه ... ولا يمكن أن تستمر وضعية التذلل لدول الخليج كفضل ومنة خالدة أبد الآبدين على مواقفهم تجاه الكويت أثناء الغزو العراقي ... والذي كالعادة يتجاهل الإعلام والمستثقفين من كل خسيس ووضيع أن يحجب ويكتم الحقائق التاريخية التي تؤكد وتثبت بالأدلة أن "صدام حسين" كان يتحدث عن الكويت والسعودية والإمارات وأكد ذلك برسائله السرية التي كشف عنها الرئيس الإيراني السابق "هاشمي رفسنجاني" وفوق هذا "صدام حسين" صرح واتهم جهارا نهارا علنا حكام الكويت والسعودية والإمارات مجتمعين وأن حدود العراق البحرية تمتد إلى أخر سواحل الإمارات وبالتأكيد التعتيم مبدأ خليجي !!! ... لكن فوق كل ما حدث وجدنا أنفسنا في كارثة سياسية "خليجية خليجية" فذهب كل طرف ليضرب منظومة "دول مجلس التعاون" بعرض الحائط ويطبّع العلاقات بينه وبين الكيان الصهيوني تحت ذريعة ومبدأ "سيادة الدول" وهذه السيادة أصبحت تعرض أمنك الوطني لخطر فادح وكارثي ... فإن كان المبدأ سيادة الدول فإن صفة المنظمة تنسف عن بكرة أبيها ويعود الجميع إلى الأصل السياسي وهو سيادة الدول واتفاقياتها السياسية الإقليمية والدولية ... فلم يأخذ أحدا رأي "منظومة دول الخليج" ولم يلتفت أحد لمصالح الكويت الإستراتيجية ولم يعبأ أحد للأمن القومي الكويتي وهذا الأمر بالمناسبة من حق دول الخليج ... لكن كمنظومة سياسية لديها أُطر قانونية ودبلوماسية ولها تاريخا حافلا بالشجب والتنديدات تجاه الكيان الصهيوني ثم تنقلب عليك وعلى المنظومة بأسرها وتطبع مع الكيان الصهيوني فهنا وجب أن تتوقف أنت وتعيد قراءة المشهد لا أن تسايره وكأنك الجمل السادس في القافلة !!! ... ناهيك عن ارتباط الكويت بمنظمة أوبك للدول المصدرة للنفط وما تكبدته الكويت من خسائر اقتصادية قاسية إرضاء ومجاملات لحلفاء أنت بالأساس أخر اهتماماتهم !!!

إن التأثير الاجتماعي أو المزاج الاجتماعي الطاغي حاليا تجاه السعودية هو نفس المزاج الإجتماعي الذي كان طاغيا تجاه العراق ما قبل 1990 ... لدرجة أن السفارة العراقية في الكويت كانت تقيم حفلات راقصة تملأ طاولاتها الخمور علنا وتدعوا للكويت وليس للعراق أكرر السفارة العراقية كانت تدعو للكويت الفنانين من مصر ولبنان لإحياء مناسبات السفارة القومية وبالتأكيد مع بعض فنانين الكويت ... والحكومة كانت تعلم كل ما كان يجري وأعضاء مجلس الأمة آنذاك كانوا على علم بما كان يجري والشعب كان مخدرا غبيا مغفلا والجميع لم ينتبه إلى الأمن القومي الكويتي ولا إلى أي مدى تم اختراق الكويت بمؤسساتها وبأجهزتها بإعلامها ... وحتى القرار السياسي الكويت بات في جيب البنطلون العراقي الخلفي وليس حتى الأمامي ... وقبل السعودية والعراق كان المزاج الاجتماعي السخيف طاغيا تجاه مصر وفلسطين وقبلهم كان باتجاه بريطانيا والهند ... هذه الأمواج من الأمزجة الشعبية العاطفية سببه جهل وسطحية الحكومات الكويتية وإفلاسها السياسي وعدم وجود خطوط سياسية أي دولة تسير بلا أهداف ولا رؤية سياسية ... سياسة حمقاء أودت بحياة وطن وشعب وكارثة تاريخية لم يتعلم منها أحدا بل وحتى في مجلس الأمة في 1992 لم تجري محاسبة حقيقية بالمطلق بل كان مجلسا متخاذلا متواطئا ... ووصولا إلى اليوم فلا نرى رؤية واضحة للسياسة الكويتية ولا بعدها الإستراتيجي كمن ربط مصيره بمصير الأخرين !!! ... أي كمن يقول إما أنا والسعودية وإلا فلنذهب جميعا أو إما الكويت والعراق وإلا فلنذهب جميعا أو إما الكويت ودول الخليج أو ليذهب الجميع !!! ... وحتما وبالتأكيد ما هكذا تدار السياسة ولا هذا عقل السياسي الحقيقي ولا هذا حديث أهل المدارس السياسة ... فالسعودية لديها مصالحها أهم من الكويت بألف مرة والعراق له مصالحه السياسية أهم من الكويت بألف مرة وإيران لديها مصالحها أم من الكويت بألف مرة فأين مصالح الكويت ؟ أهدافها ؟ استراتيجيتها ؟ أمنها اقتصادها مجتمعها ؟ ... ما هو وضع وشكل الكويت بعد 5 سنوات ؟ وبعد 10 سنوات وبعد 20 سنة ؟ وبعد 30 سنة ؟ ... أنا أراهن أي مسؤل في وزارة الخارجية أن يعلم ويعرف إلى أين نحن ذاهبون بعد 5 سنوات كله على بركة الرحمن ؟

إن الدول ذات السياسة الحكيمة والدول التي تمتلك بعد نظر لا تربط نفسها بدولة عظيمة واحدة أو اثنتين ولا تربط مصيرها مع منظومات سياسية إقليمية ضعيفة وفاشلة وفاسدة ... ولا ترهن مصالحها بيد كل سفيه وغير منضبط ولا تستخدم أموالها إلا كسلاح اقتصادي يعود بالمنفعة والمكاسب السياسية المؤكدة ... والأمن القومي الكويتي إن كنتم تعرفون يبدأ من منع أي أجنبي يعمل في أي سفارة من سفارات دولة الكويت في كل أنحاء العالم ... والأمن الدبلوماسي يبدأ بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفق وطنيته وكفاءته وإخلاصه لا وفق القبيلة والعائلة ... والحكومات لا تنشأ وفق الأهواء والولاءات والشعوب تُقاد ولا تقود ومتى ما أصبح الشعب يقود الحكومات فإن الهلاك مصير أي أمة والتاريخ يشهد عليكم لا لكم ... وقد آن الأوان أن يعاد النظر بصورة وشكل الكويت السياسي والإقتصادي والإجتماعي داخليا وخارجيا دون النظر للأصوات الجوفاء والغوغاء فنحن أمة يجمعنا الدينار ويفرقنا العصا وليس الطبلة فحسب ... أن الأوان أن تنسحب الكويت من منظومات إقليمية لا قيمة ولا تأثير لها مثل "جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي" ... وآن للكويت أن يعاد رسم سياستها الدولية بأن تصبح دولة لا تتدخل بشؤون الأخرين ولا حتى بالصلح بين الأشقاء فما أتعسنا بأشقائنا ولم يجلب علينا البلاء سوى أشقائنا ولم تستنزف أموالنا إلا من خلال أشقائنا ... والسياسة الجديدة يجب أن تكون مبنية على تحالفات دولية ذات جدوى أمنية وسياسية واقتصادية ترعى مصالح الكويت العليا أولا وأخيرا لا مجاملة لهذه الدولة ولا خوفا من تلك ... ولا أفضل من مثل سويسرا دولة في قلب أوروبا لكنها لم تنظم للإتحاد الأوروبي دولة لا تتدخل في شؤون أي دولة في العالم لا سلبا ولا إيجابا ولا تتفاعل مع أي دولة لا إنسانيا ولا غير إنساني دولة لا يشغلها سوى مصلحة شعبها وتطوير استثماراتها ... وازدهار الكويت لن يحققه لك أعضاء مجلس الأمة من الثعابين والمتلونين والمزاج الشعبي لن يتغير إلا إذا رأى المواطن صفحة جديدة وسياسة جديدة ورؤية جديدة تقتص من الفاسدين وتحرر القضاء من أي ضغوط سياسية أو اجتماعية وتجعل الناس كأسنان المشط لا فرق بين ابن حاكم ولا ابن تاجر ولا ابن عضو ولا ابن فقير ... دستور جديد للبلاد وتحرر كامل من التبعية العربية والخليجية المتخلفة وتعزيزا وتمسكا بالثوابت الكويت الأصيلة بمواقفها المشرفة من الكيان الصهيوني وتعزيز هويتها الإسلامية وانفتاحها الإجتماعي والثقافي والفني وتفكيك الأحزاب السياسية كافة التي تسترزق على المجتمع الكويتي ... وتعزيز روح المواطنة وتأديب كل عنصري وقبلي وطائفي واجتثاثهم من مجتمعنا وفتح أبواب الإستثمار الجريء وفتح أبواب "السياحة النظيفة" ... وتحويل عقيدة العصابات أن الكويت شركة خاصة إلى دولة ذات مسؤلية مجتمعية عامة ... وتحويل العمل في القطاع الحكومي إلى عقد عمل الذي يضمن الكفاءة ويطرد الفاشل والبليد والمهمل وعالة الواسطات ... دولة بانفتاحها الإستثماري تحقق فرص عمل للجميع وتحول الجزر الكويتية الكئيبة إلى "مالديف الخليج" ... وقتها سيتحقق للبلاد عوائد مجزية أخرى غير النفط ووقتها مرحبا بالضرائب عندما نرى الضمائر تنتفض على المال العام والشوارع رائعة والزراعات التجميلية تملأ الكويت والقانون قاسي وصارم وفوري على الجميع ويوم نرى أن من اتصل أو ذهب ليتوسط يتم فصله من العمل وإحالته للقضاء والكثير من الأفكار ؟

ما سبق هي رؤيتي وفكري لوطني والحمدلله لا أملك قلبا يحمل كرها لدولة وشعبا أخر لا إيران ولا السعودية ولا العراق ولا دولة عربية ولا شعبا عربيا فإن كانت هناك انتقادات لآرائي فهي انتقادات لسياسات دول وحكومات لا شعوبا ومجتمعات ... لكن واقعنا مخزي مخجل كمنظمات إقليمية على كثرتنا لا قيمة لنا ناهيكم أن كل الدول العربية ترتبط بعلاقات خاصة وبمعاهدات خاصة بين بعضها البعض فما حاجتنا لمنظمات فاشلة بالية أثبتت أزماتنا أنها وقفت تلك المنظمات عاجزة مشلولة أمامها وحكومات عربية خضعت كليا أمام المال الخليجي ... ناهيكم وحتى يومنا هذا الخلافات "العربية العربية" مستعرة حتى اللحظة وسوف تستمر أكثر وأكثر وتشتعل أكثر وأكثر هذا الخلاف تحركه أمريكا وذاك الخلاف تحركه روسيا والمسرحيات السياسية لا تنتهي ... بعكس لو كنت بعيدا عن الجميع ومتحررا من كل المنظمات الإقليمية وقتها خياراتك السياسية ستكون أكبر وأوسع ناهيك أن المكاسب الإقتصادية ستكون أعلى ... أما المجتمع الكويتي فهو مجتمع ثرثار كثير الكلام وقليل العمل صنعته حكومات فاسدة ومجالس أمة من اللصوص مجتمع عاطفي يمكن بمنحة أميرية أن تقلب الطاولة السياسية برمتها على من تريد ونحن بحاجة إلى مجتمع عقلاني لأجيال عقلانية كويتية وطنية ... وعندما يرى أبواب العمل والإستثمارات قد فتحت على مصراعيها والسياحة النظيفة بدأت تلفت النظر بقوتها وقتها تلقائيا سيتم تفكيك "التكدس الوظيفي" ... لكن كوضع الكويت الحالي فهو وضع خطر جدا ويحمل على أعتابه مخاطر سياسية قادمة لا تحمد عقباها ... والإعتماد السياسي أو الرهان على الدول العربية الكبرى كمن دخل سباق خيل على ظهر سلحفاة وبيديه دجاجة ... يا سادة بلادنا الكويت تمتلك قدرات ومقدرات مرعبة لكنها بيد الجبناء والفاسدين والفاشلين ممن اعتمدوا بنسبة تتراوح ما بين 90% و 100% على الواسطة لا الكفاءة ... فالكويت تمتلك عقول كويتية خطيرة وطاقات شبابية جبارة وتمتلك موارد مالية سلطانية وتمتلك سمعة دولية محترمة جدا جدا فما الذي يمنعك من أن تتحرر وتنطلق برؤية واستراتيجية وشكل جديد للكويت إلا أن تكون فاشلا أو فاسدا أو لصا أو جبانا وأيا من تلك الصفات إن حملت أحدا منها فمستقبل الكويت وشعبها وأجيالها في خطر ماحق بنسبة 100% إن لم يكن اليوم فغدا ؟

الواقع الخليجي اليوم كل دولة تلعب وفق مصالحها وتتضارب في الخارج بسبب مصالحها والكل يلعب خارج منظمة "مجلس التعاون" أي أننا أمام منظمة شكلية لكنها في الواقع هي في حكم الميت ... وخذوا من الأزمة الخليجية عبرة ومن النقلة النوعية القطرية عظة ومن تايوان وكوريا الجنوبية مبدأ ومن سويسرا كواقع سياسي فرض احترامه على الجميع ... وأراهن أن اجعلوا الكويتي والكويتية يعملون بوظيفتين صباحا ومساء واجعلوا يحسن من مستوى معيشته ودخله ووقتها لن تجدوا أحدا يهتم بالسياسة ولا بالحكومة ومجلس الأمة ... الناس بفطرتها بطبعها تعشق وتطمع ودائما تطمح لتحقيق أعلى درجات تحقيق العوائد المالية لبناء مستقبلها ووجاهتها ومستقبل أبنائها ... وهذا لن يتحقق إلا برجال دولة حقيقيين وطنيين وسياسة لديها استقلالية وقوة وسرعة قرار ونفوذ دولي دبلوماسي نشط في السلام العالمي وليس في الصراعات الدولية والإقليمية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل ... فلا تربطوا مصيرنا بيد الأخرين حتى لا تضيعوننا كما ضيعتمونا في 1990 بسبب سياسات خاطئة وقناعات خاطئة مثلما تفعلونه اليوم بسياسات خاطئة بفكر خاطئ وتوجه كارثي ... ولتكن الكويت ثم الكويت هي أساس أي مبدأ بل المبدأ الأول في السياسة والإقتصاد ورؤية مستقبل الكويت وأجيالها ... سياسة يستمر خطها دون التأثر بتغيير حاكم أو موت حاكم بسياسة لها داعميها من الصف الأول والثاني والثالث من أسرة الحكم ... وإن تم التعديل عليها يذهب التعديل للأفضل والأحسن والأجرأ والأضمن مع عدم السماح مطلقا بأي خطوة ربما تؤدي إلى تراجع أو تأثير بسياسة الكويت سواء سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا ... ومن صنع مجتمعا اتكاليا بليدا ونشر فساده عليه أن يتحمل مسؤلياته أن ينفض الغبار عن هذا المجتمع الذي امتلأ بالنفاق الإجتماعي والترف الفكري والإتكالية المؤسسية والثرثرة الحمقاء وفساد الواسطة ... وهذا وضع بالمطلق لا يبشرك بالخير ولا بديمومة بقاء الكويت كدولة على الخريطة في ظل عقليات فضلت مصالحها الشخصية على مصلحة البلاد العليا ... فجميعنا ماضون إلى قبورنا لكن عليكم أن تعلموا أن هناك أجيالا قادمة إما أن تترحم عليكم في قبوركم أو تلعنكم كما تلعن إبليس وشياطين الأرض ... إما كويت جديدة بسياسة جديدة ونهضة جديدة واقتصاد جديد ومجتمع جديد ومفهوم جديد للأمن القومي الكويت والتحرر الكامل من التبعية الخليجية التي أصبحت عالة علينا وأصبح ضررها أكبر من نفعها أو الثمن سيكون يوم تبكي الرجال ووقتها لن ينفع بكائها شيئا ... والقرار لكم والحساب يوم القيامة لا يقبل الشك أو اللبس ولا 1% ؟



ألا هل بلغت اللهم فاشهد 


دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 




2022-02-08

نحن معلّقين ونظن أننا ثابتين ؟

 

كل علماء الكيمياء والفيزياء وكل النظريات العلمية فشلوا في فهم حقيقة موضوعنا هذا ... وقد عودونا كبار العلماء في كل التخصصات أنهم إذا ما فشلوا في مسألة أو في نظرية أو في واقع فإنهم يلتزمون الصمت المطبق ... وعلى ما أقول أدلة كثيرة لا حصر لها وعلى سبيل المثال كيف العلم والعلماء بكل تطورهم المذهل لا يزالون عاجزين عن منع موت الإنسان ومنع التشوهات الخلقية للجنين والعجز الكامل أمام غضب الطبيعة "رياح - زلازل - براكين - فيضانات" ... وكيف فشل كل علماء الكيمياء والفيزياء وكل الباحثين والمتخصصين باستكشاف كامل مساحة الكرة الأرضية سواء اليابسة أو البحار ؟ ... أي يجب أن تعلموا أنه وحتى يومنا هذا لم يتم اكتشاف كامل مساحة اليابسة بنسبة 100% وبمعنى أكثر دقة هناك أماكن من اليابسة حتى يومنا هذا لم تطأها أقدام بشرا ... كما أن هناك بشرا لا يزالون يعيشون وفق طبيعة القرون البدائية وما أكثر أسرار غابات الأمازون والكونغو وفالديفيان وعدد القبائل البدائية التي يعيشون فيها ... ولا تزال البشرية عاجزة عن معرفة واستكشاف الجبال والكهوف إلا ما لا تتجاوز نسبته 70% وفق أبسط تقدير ... كذلك البشرية وحتى يومنا هذا عاجزة عن فهم أسرار البحار والمحيطات وكل علماء البحار لم يكشفوا من أسرار المياه إلا ما نسبته لا تتجاوز 20% وظلت الـ 80% مجهولة حتى يومنا هذا ... بدليل أخر أن العلماء حتى يومنا هذا لا يعرفون ولن يعرفوا كم عمق المحيطات ... ناهيكم أن حسابات علماء الفيزياء والكيمياء فيما يخص عالم الأرض يقفون عاجزون عن فهم دقيق ومحدد سواء لوزن الأرض وكمية المياه فتنتشر الأرقام المليارية والتريليونية كتقديرات أكرر "تقديـــــرات" لأنهم لا يملكون الأرقام والأعداد الصحيحة والواقعية مما يفسر حالة من عجز العلم البشري عن فهم وإدراك ما هو أكبر وأعظم منه بسنوات ضوئية ... ينطبق على ما أقول هو عجز وكالة الفضائية الأمريكية ناسا بتحديد أرقام لعدد الكواكب والنجوم فترمي أرقام خرافية من باب "التقديـــــرات" ... مثلما اليوم لا أحد يعرف ولن يعرف حتى قيام الساعة كم عدد نمل الأرض لأنه رقم خُرافي وغير مرئي بالمجمل ... ناهيك عن عجز حكومات الدول العظمى وكل علماء الفيزياء من فهم وإدراك المركبات والمخلوقات الفضائية والتي تمتلك عظمة وثورة فيزيائية وكيميائية وهندسية تفوق كل العلم البشري مجمعا بسنوات ضوئية ... وحتى نختصر هذه الفقرة فإني أوجزها بأن كل كل كل علم البشرية ما هو إلا كقطرة واحدة من محيط أو كلتر واحد من مياه أحد محيطات البحار ... وهذه المسألة لا يمكن تقديرها إلا بنسبة 0.001% من عظمة الخالق عز وجل ؟

أعزائي القراء الكرام أقول ما سبق حتى أضعكم في حالة واقعية حقيقية من أن الإنسان لا يزال عاجزا ويظن أنه قادرا ناقصا ويظن أنه كاملا ضعيفا ويظن أنه قويا ... فيكفي أن تمر عليكم عاصفة ثلجية فتشل البلاد والعباد وكفى بالزلازل مثالا لتعيدكم 10 سنوات للوراء ولو فتك بكم تسونامي محترم فستتوقف الحياة لديكم بنسبة 100% لمدة 3 أشهر أو سنة للإصلاحات و 3 سنوات لعودة الحياة لطبيعتها كما كانت ... ولو وقعت حربا بين دولتك وبين دولة أخرى فخلال أقل من 3 أشهر سينهار اقتصادكم ويطرد الآلاف من وظائفهم وستهرب رؤوس الأموال وتلقائيا سيعم الظلام وطنكم بسبب قصف محطات الكهرباء والماء ... كلها أدلة واقعية تؤكد أن الإنسان يعيش في غرور وغفلة ويظن فيما ليس في محله ويعتقد أنه قادرا وفي الحقيقة أنه أوهن من بيت العنكبوت مقارنة مع حجم وعظمة الكرة الأرضية التي تعتبر أنت وأنا ووطنك وكوكبك مجرد حبات من الرمال مقارنة مع ما يوجد في المجرة الكونية "درب التّبانة" ... وصولا الأن لأخذكم إلى أنكم بشرية معلقة ... فهل رأيتم الجسور الزجاجية التي صنعت من أجل الترفيه في بعض دول شرق أسيا ؟ ... حتما شاهدتموها فهل رأيتم حالة الرعب التي أصيب بها غالبية من سار عليها لكن في الحقيقة جميعنا نعيش هكذا 100% والمعجزة السماوية الربانية والعلمية والنفسية والعقلية فرضت علينا جميعا أننا نعيش آمنين مطمئنين 100% ... لكن سبحان ربكم الذي له عجائب مما يخلق وحقا ضربا من الخيال والعقول أن تدرك عظمة ما يخلق الخالق عز وجل وأسباب ما يخلق وكيف يخلق جل جلاله ؟ 

البشرية المعلقة 

علمتنا الهندسة أن لا بناء دون أساس ولا أساس دون ركائز وقرأنا في الحسابات الهندسية وفهمنا أن لو عمارة من 100 طابق يمكن أن تسقطها بيد واحدة لو كان حجم سحب الضغط من زاوية الـ 90 = 100 ضعف من كتلة البناء الإجمالية ... واليوم أنا وأنتم جميعنا آمنين في منازلنا ظنّاَ منا وقناعة كاملة بأنها آمنة والأمان يوفر لك سكينة العقل والقلب مجتمعين ... أضف إلى ذلك أن مصدر قناعتك ترسخت يوم رأيت غيرك أيضا آمن في سكنه ورأيت المباني الشاهقة والناس تسكن في الدور الـ 20 و 50 و 100 وأكثر ثم بالتأكيد اطلعت على طرق البناء التي سبقتها مخططات هندسية ... لكنكم جميعا لا تعلمون أنكم معلقين ... نعم معلقين فكيف تظن أنك ثابت وفي الحقيقة أن كوكبك بأسره هو معلق أصلا !!! ... فهل كوكب الأرض الذي نعيش عليه جميعنا له أسس هندسية كما درسنا وعلمنا وفهمنا ؟ له أعمدة ؟ له ما يمسكه وفق عقلنا المتواضع من ركائز وأسُس المنطقية والهندسية ؟ ... لا شيء مجرد كوكب معلق وطالما أنك تعيش في كوكب معلق فهذا يعني تلقائيا أنك أنت أيضا المعلق الأضعف في المعلق الأكبر ... وكل الصور والشواهد والأدلة تثبت لك بأم عينيك وبالأدلة والبراهين أن كوكبك معلق ليس له أي فهم أو علم أو حتى نظرية في علم الفيزياء الذي يعتمد بنسبة 100% على النظريات الفيزيائية والتي يتم اعتمادها كالعادة وفق الحسابات البشرية الفيزيائية ووفق منطق وعلم الرياضيات البشرية ... وطالما ندور في فلك البشرية فإننا سنستمر في النظريات والتقديرات والتجارب ... وحتى أصدمكم أكثر كيف توجد لدينا سماء زرقاء وفوقها مباشرة فضاء أسودا !!! ... ولماذا الشمس تعطينا الضوء والحرارة مجتمعين في كل يوم والقمر لا يعطينا سوى الضوء الذي بسببه تم اعتماد السنة القمرية كتقويم بشري ؟ ... ولذلك لا يزال الإنسان جاهلا بعظمة ما خلق رب السموات والأرض سبحانه من علم { وما اوتيتم من العلم الا قليلا } ... ولذلك أظن وأقدر أن كل البشرية منذ خلق أبونا آدم عليه السلام وحتى قيام الساعة فإن كل البشرية لن تصل إلى علم ما خلق ربنا جل جلاله إلا ما لا تتجاوز نسبته 0.001% ... وسبب هذه النسبة أن الإنسان والبشرية لا يزالون يجهلون ما في الأرض وباطنها وما في البحار وباطنها وما في الفضاء بكواكبه ونجومه ومجرته الكونية جهلا صريحا وعلما متواضعا ... ولما عجز الإنسان ذهب إلى رمي أرقام بالمليارات عن الكون والخلق كعادته بـ "تقديـــــرات" دون دليل مادي واحد يستند عليه ... وسبحان من علّق كوكبكم وتعيشون عليه آمنين مطمئنين { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا عن مكانهما ولئن زالت السماوات والأرض عن مكانهما ما يمسكهما من أحد من بعده إن الله كان حليمًا غفورا } فاطر ... { ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لَرَءُوفٌ رَّحـِـيمٌ } الحج ... تلك بعض بعض بعض معجزات ربكم جل جلاله أن يجعلك تعيش على الأرض المعلقة وأنت بطبيعتك البشرية ترتعب أن تكون معلقا والمعلق لا يأمن والله جعلك آمنا ... فسبحان خالق كل شيء من العدم وسبحان الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كُفُوًا أحد { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } يس ... فاعقلوا وتعقلوا وتفكروا في خلق ربكم واعرفوا حجمكم جيدا فقوتك يا ابن آدم ستضعف وجمالك سيذوب ومالك سيأخذه غيرك وسكنك ليس لك وقبرك ينتظرك وحسابك مؤكدا ويقينا فاتقوا ربكم وسبحوه واستغفروه سبحانه كثيرا لعلكم تُرحَمون ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 







2022-01-23

عبقرية الأفكار أكبر من سطحية رجال وسيدات الأعمال ؟

 

لو حددنا موضوعنا بشكل عام برجال الأعمال العرب تحديدا ثم قلصنا الدائرة لتختص رجال وسيدات الأعمال الخليجيين ... فبالتأكيد كفة رجال وسيدات الأعمال الخليجيين ستكون هي الغالبة ليس بسبب عبقرية رجل وسيدات الأعمال العرب والخليجيين كلا وأبدا لكن لأن منطقة الخليج منطقة نفط وغاز وبذخ وترف فيتسيد الخليجيين بشكل عام على باقي العرب ... ولو سلطنا الأضواء على ما هي تجارة رجال وسيدات الأعمال في عالمنا العربي بشكل عام ؟ ... الأمور التقليدية التي أصبحت اليوم ونحن في 2022 وكأنك تحاكي عقلية رجل أعمال يعيش في سنة 1950 ... وانظر بنفسك على ماذا يعيش أثرياء الخليج في تجارتهم واستثماراتهم "وسطاء عمولة على صفقات النفط والغاز - لعبة احتكار الأراضي والعقارات في أوطانهم الفاسدة - تداول أسهم وسندات - قروض بنكية بضمان تنفيذ المناقصات الحكومية أيضا الفاسدة - التداول سرا في العملات الرقمية - بناء أسواق ومولات بقروض بنكية ومن مدخول إيجاراتها يتم سداد أقساط البنوك - سلسلة مطاعم أو كافيهات" ... تلك هي النشاطات التي يمارسها رجال وسيدات الأعمال بنسبة لا تقل عن 80% وجميعها تجمع الفساد والجهل وسطحية العقول ؟

لو سطرت حقائق مؤكدة 100% على سبيل المصال للحكومة بأن لديكم دخل = 5 مليار دولار سنويا دون أن تدفعوا فلسا واحدا هل سيصدقون ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... ولو جئت لرجل أو سيدة من الأثرياء وقلت لهم فكرة من خلالها تدفع 10 دنانير = 33 دولار مقابل سيارة "بوغاتي شيرون" أو الـ 10 دنانير بمقابل منزل في أرقى مناطق الكويت بوثيقة حرة أي غير مطلوب للأقساط ولو كان ثمنه مليون دينار فهل سيصدقون ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... ولو قلت لرجل أو سيدة أعمال ادفع 50 مليون دينار تحصل بمقابلها على 300 مليون دينار خلال سنتين كأقصى حد ولو دفعت 100 مليون ستحصل على مليار دينار كويتي خلال 4 سنوات فهل سيصدق أحد ؟ الإجابة : بالتأكيد كلا ... تلك بعض الأفكار قانونية 100% وصحيحة وحقيقية 100% لكن ظاهرها أو من يقرأها من المستحيل أن يصدقها لا بل ستترسخ في قناعاته بأن كلها عمليات نصب واحتيال أو سرقة بذكاء جريء ... بينما الحقيقة تؤكد أنها أفكار صادمة صاعقة وتلك مشكلة معظم رجال وسيدات الأعمال يعيشون في قالب متجمد يرتعبون من جرأة الأفكار ويعيشون بتوجس دائم من احتمالية تعرضهم للنصب والإحتيال والسرقة ... ونوعا ما هم لديهم "بعض" الحق لأن كل من يقف أمامهم ويطرح عليهم الأفكار غالبا ما يكونوا من توافه العقول وضعاف الشخصيات ... ولطالما ناديت كثيرا في مدونتي هذه أن رجال الأعمال العرب بشكل عام هم من أفشل وأتفه العقليات على مستوى العالم وأن تلك العقليات يجب أن تنزع ثياب الجبن والخوف وتتسلح بدرع الشجاعة وتحرير العقل من هواجس لا أساس لها من الصحة ... ناهيكم أن فكر الإدارة لا يزال فكر رجعي متخلف وطريقة إدارة فريق العمل أو الموظفين لا تزال طريقة تقليدية بالية ... ولو أردت أن أضرب مثالا فأرسم التصور وكأنك تمتلك طائرة كبيرة من أحدث الأنواع وأكثرها تقنية وكفاءة لكنك ترتعب أن تحلق بها في السماء وإن حلقت لا تخرج من أجواء الكويت !!! ... ولذلك ينطبق المثل القائل : السلاح بيد الجبان لا يرعب ... ومن لا يرعب فهو أضعف من أن تنظر له أو من المستحيل أن يلفت انتباه سوى الرعاع والمساكين ؟

موقع اليوتيوب العالمي الشهير كشف لنا عن حقيقة وجود مواهب خطيرة وعباقرة مذهلين لكنهم مهملون لا أحد يتبناهم ... والسبب في ذلك أن تلك المواهب ترى في نفسها أنها أكبر من مستوى أن يأتي موظف سطحي تعتليه النرجسية أو الخوف من المستقبل من أن يفقد وظيفته ربما بسبب تلك المواهب ثم يأتي ويقيمها ... أو أن ما عرض عليهم من المال وجدوا أنه أقل بكثير جدا مما يستحقونه أو وجدوا بيئة العمل خانقة مقيدة لمواهبهم وعبقريتهم ... ولذلك العالم بأسره اليوم وجميع حكومات العالم تعتمد بالدرجة الأولى اليوم على الشهادات أي من يملك أفضل شهادة وأعلى نسبة درجات فيها ... بينما للحقيقة وجه أخر مختلف كليا تماما وهي أن الخبرة أهم من الشهادة والموهبة أهم من الخبرة ... فكم من طبيب معتمد قتل مريضا وكم من محقق فاشل وكم من قاضي فاسد وكم من وزير لص وكم من مسؤل يعيش على الرشوة وكم من أستاذ جامعي يبتز الفتيات جنسيا وكم من معلم فشل بصناعة الأجيال والمحامين حدث ولا حرج بسمعتهم على مستوى العالم بأسره ... كلها مراكز علمية وعملية أصحابها ممن يملكون الشهادات العليا فهل نفعوا أو أصلحوا أو طوروا ؟ كلا وبالتالي ليس بالضرورة أن كل من يملك شهادة يعني أنه ضليع في مجال تخصصه ... ومن المهم أن يعلم الجميع أن الموهبة هي نعمة من ربكم لا يهبها لكل البشر لكن يختص بها من يشاء من عباده والأفكار العبقرية هي أيضا موهبة ونعمة ... والأمة العربية منذ مئات السنين تشتهر بأنها تسخر من المواهب ومن العقول العبقرية ولطالما كانت عدوا لدودا لتلك المواهب والعقول ... وانظروا في سيرة الفلاسفة والعلماء وعظماء التاريخ العربي والإسلامي كم حطوا من قدرهم وكم آذوهم وكم طعنوا بهم ثم جاءت الأيام لتصفع الأمة الإسلامية بأسرها على وجهها ليكتشفوا وكعادتهم متأخرا أن كان من بينهم عقولا سبقت زمانها وكانت تنظر أبعد مما تنظر إليه الأمة بأسرها ... ولا يزال رجال وسيدات الأعمال يعيشون في قمقم الخوف والجهل وتمزق عقولهم وأجسادهم الهواجس والوساوس فيعيش المرء منهم ويموت وما حقق شيئا ولا سجل إسمه في التاريخ ويموت دون أن يترك بصمة حقيقية ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2022-01-18

لكم السياسة ولنا الله سبحانه وشريعته ؟

 

من الطبيعي أن الحكام هم من يقودون شعوبهم ومن الطبيعي أن الحكومات تنفذ أجندات وسياسات الحاكم لأن الشعوب بطبيعتها لو ترك لها الأمر لاختل ميزان العالم ... فالبشرية في كل تاريخها السياسي والإجتماعي لم ولن تتفق على رأيا واحدا حتى قيام الساعة لا بل حتى في مسألة الأديان السماوية ورب العالمين سبحانه أيضا يوجد خلاف بشري على ذلك ... تلك الخلافات وتعدد الأراء وتضارب الأفكار والأيدولوجيات وإن كنا نراها مسألة سلبية لكن لها إيجابيات وأولها أن الخالق عز وجل جعل كل إنسان مسؤلا عن أقواله وأفعاله وترك له حرية الإختيار وزاد جل جلاله من عدالته بأن ترك للإنسان حتى حرية الإيمان أو الكفر به وصولا إلى حرية الإنسان بالإلحاد ... كل ذلك حتى لا يكون للإنسان يوم القيامة له أي حجة عند من خلقه سبحانه مثل قول السفهاء الذين قالوا ولا يزال يقول الكثير منهم "لو أراد الله لنا الخير لما تركنا فيما نحن فيه" ... والإجابة على مثل هذه الترهات أجيب عليها يوم نزلت في كتاب الله قبل أكثر من 1.400 سنة في سورة النحل وتحديدا في الآية رقم 35 { وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عَبَدْنَا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حَرَّمْنَا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم فهـــــل علــــى الرُّسُــــــلِ إلا البـَـــــلاغُ المُبيــــن } ؟

من عيوب السياسة العربية والخليجية أن لا تزال تكرر أخطاء الماضي ولا تزال تصر على أن كل الشعوب العربية مجرد قطعان أغنام لا تعي ولا تفهم لا بل { إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا } الفرقان ... لا أحد يفهم إلا الحاكم ولا أحد عبقري إلا الحاكم ولا أحدا أشرف من الحكومات ولا أكثر ذمة وشرفا من الوزراء ولا تقديس إلا لأسرة الحاكم والويل لمن يسمهم بشعرة أو بكلمة فإن مصيره الهلاك ليكون عبرة للرعاع الأوغاد ... ومع ذلك فمنذ حركات التحرر العربية من الإستعمار والتبعية الأجنبية في خمسينات وستينات القرن الماضي وحتى اليوم لم تشهد من كل الدول العربية إلا التخلف والتبعية والضعف ... نتج عن ذلك تعزيز الجهل والتخلف بين أكثر من 3 أجيال جاءت وسط تخلف وفقر وبطالة وقمع واستبداد وشعارات حكومية فاقت أكاذيب "مسيلمة الحنفي الشهير بمسيلمة الكذاب" ... ومن الطبيعي أن لا توجد "المدينة الفاضلة" إلا في عقلية وأحلام الفيلسوف "أفلاطون" لكن حتى الوسطية لم تنعم بها الأمة العربية فإن نعمت بالوسطية كان توحش الرعية يجرهم إليها جهلهم أو يعطيك الحاكم نهضة وتطور لكن تنعدم الحريات بفساد القضاء ... وتلك المشكلة التي لا تزال قائمة منذ أكثر من 70 سنة تقريبا وحتى يومنا هذا والتي لا أستطيع أن أصفها إلا أن الحكام والحكومات يدفعون ثمن جهلهم بالإنسان وعدم صناعة الإنسان وعِلم الإنسان وتغيير الفكر والأيدولوجيات الإنسان وتوفير حياة كريمة للإنسان وعندما تفشل بصناعة الإنسان الحقيقي فمن الطبيعي أن تتصادم مع جهله حماقته وعشقه للعادات والتقاليد المتخلفة ؟

منذ 44 سنة بدأ الحكام والحكومات العربية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني اللقيط بدأَ من مصر في 1978 ثم فلسطين في 1993 ثم الأردن والمغرب في 1994 ثم قطر وعُمان في 1996 ثم البحرين والإمارات والسودان في 2020 واتصالات وثيقة جدا وتنسيق أمني رفيع مع السعودية "غير رسمية" بدأت في 2017 ... جميعهم يعللون ويتعذرون بأن ما فعلون يندرج تحت "سيادة الدول ومصالحها المشروعة" ... لكن لشعوبهم حديث أخر وبنسبة 95% ترفض الشعوب رفضا قاطعا أي علاقات مع الكيان الصهيوني اللقيط مما يعني أن العلاقات بين الدول العربية وبين الكيان اللقيط فرضت على الشعوب فرضا وكرها وإجبارا ... وهذا مما يدل على فشل السياسيين فشلا كارثيا وما التطبيع سوى قشور من العلاقات مما يعزز فرضية أن العلاقات بين الحاكم والمحكوم هناك ليست على خير ما يرام ولا هي على ود واتفاق ... وبالتأكيد عدم الاتفاق بين الحاكم والمحكوم مرجعيته عقائدية دينية صرفة زاد عليها الأثر التاريخي على واقع الأرض ولو أردنا أن نذهب أبعد من ذلك فلا أقل من توصيف أن الشعوب اختارت أن تنحاز إلى كتاب الله سبحانه وتحذيراته جل جلاله في مقابل أن الحكام والحكومات اختارت أن تقف ضد كتاب الله وشريعته ... والمسائل التي تمس كتاب الله سبحانه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في فهم وإدراك وعقيدة المسلمين بطبيعتها هي مسائل غير قابلة للنقاش ولا التفاوض ولا حتى مسموح لك أن تطرحها ... والمراقبين والمحللين السياسيين جميعهم يجمعون أن الدول العربية التي طبّعت مع الكيان الصهيوني اللقيط جميعها بلا أي استثناء لم تحقق أي مكاسب سياسية ولا اقتصادية بل بالعكس كانت إسرائيل هي من ربحت من الجميع وكسبت مع الجميع وأخضعت الجميع ... وهذا مما ينسحب على تأكيدنا في بداية الموضوع "لم نشهد من كل الدول العربية إلا التخلف والتبعية والضعف" ... ولذلك اليوم نحن أمانا مواقف متضاربة وهي أن الشعوب العربية في صف وحكامها وحكوماتها في صف أخر وكلا الفريقين على خلاف كبير جدا من المسألة "الإسرائيلية الصهيونية" ... فلو ضربت دولة لها علاقات مع الصهاينة فشعوبها ترمي باللوم على قادتها وحكوماتها وفي الخارج تنتشر الشماتة بتلك الدول ... مع الإنتباه أن الشماتة في الحكام والحكومات لا في الشعوب التي أصلا هي مغلوب على أمرها ولم يسألها أحد في مسألة التطبيع ولم تستفتها حكوماتها في هذا الشأن ؟

التناقضات السياسية اليوم أصبحت كلها نفاق في نفاق ويكاد المرء أن يصاب بالجنون من هولها ... تقصف إسرائيل الأراضي السورية فالكل صامت لا شجب ولا تنديد تقصف طائرات سعودية الأطفال والمدنيين في اليمن فالكل صامت لا شجب ولا تنديد ... يقتل الصهاينة الفلسطينيين ويصادرون أراضيهم ويحاصرون غزة وأهلها فالكل صامت لا شجب ولا تنديد ... تستولي الإمارات على مناطق في اليمن وتسرق الكنوز الطبيعية في "جزيرة سومطرة" وتنفذ عمليات عسكرية وتمول الحرب الأهلية فالكل صامت لا شجب ولا تنديد ... وإذا ما ضُربت السعودية والإمارات فهنا تقوم القيامة والكل ينهال شجبا وتنديدا بأشد العبارات !!! ... فأي معايير سياسية أصبحنا نعيش فيها !!! ... كان "معمر القذافي" كافرا طاغيا مستبدا وكان ممنوع أن تمسه بكلمة وإلا سيف القانون لك بالمرصاد ... وكان "صدام حسين" طاغيا مجرما مستبدا الويل لك إن مسسته بحرف فحتما أنت عميل إيراني وجب الإنتقام وتطهير الأرض من أمثالك ... وكان "زين العابدين بن علي" في تونس رجل المخابرات الذي وصل للسلطة ونكل بالشعب التونسي تنكيلا دمويا والويل لمن يمسه بكلمة ... ومجرم الحرب القاتل السفاح "علي عبدالله صالح" حكم اليمن بالحديد والنار والفساد والرشوة وضحك على دول الخليج والويل لك إن جئت به في موضوع يسيء له وغيرهم الكثيرين ... أي معايير سياسية تنتهجونها وأي تناقضات تمارسونها فهل الحق إلا الحق والباطل إلا باطلا ... ولكم في الأزمة الخليجية أكبر دليل ومثال صارخ للتناقضات المريضة فمن نظام الحمدين والدويلة قطر وحملات التشويه الفاجرة إلى سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورعاه والعلاقات الأخوية والظهر والسند !!! ... هل أنتم مجانين أم نحن ؟ ... يا سادة تلك حالة سياسية شاذة متناقضة تعاني من أمراض نفسية وعقلية ولا تمت بأي صلة للفكر والعمل السياسي بأي صلة وليس لها أي سطر في كتب المدارس السياسية الحقيقية ... إلا لو اعتبرتم أن الشعوب هم مجرد حيوانات لا عقل لها أو كدود الأرض لا قيمة له رغم كثرته مع أن من خلقهم سبحانه لم يخلقهم عبثا إلا لسبب وأسباب فما بالكم بالإنسان ؟

إن من حق الشعوب أن تعادي الكيان الصهيوني اللقيط وتعادي حلفاؤه لأن هذا شرعا "كمن أعان على الإسلام والمسلمين وعاداهم" وهذا وجبت معاداته ... فلكم السياسة والدنيا وما فيها ولنا الله سبحانه وتعالى وشريعته في كتابه فوالله وبالله لن يقبل الكيان الصهيوني اللقيط إلا أن يجردكم من ملابسكم ويخزيكم أمام شعوبكم وتكونوا لهم عبيدا خاضعين ويتربع رغما عن أنوفكم في عقر داركم ... أم أنت أيها السياسي أو أنت أيها الخائن العميل أعلم من ربكم وخالقكم بهم !!! ... أفلم تتدبروا كتاب الله وفيما قالوا وما فعلوا بحق خلقكم وخلق كل شيء سبحانه ؟ أفلم تتدبروا تحذير الله منهم ؟ أفلم تعتبروا مما حل بمن قبلكم ؟ أفلا تعقلون ولا تهلكوا الأمة أكثر مما هي فيه من هلاك ؟ أفلا تتقوا ربكم بالفساد والسرقات والدعارة والخمور والمراقص والخلاعة بين الشعوب ؟ أفلا تستحون من ربكم وأنتم تضعون لحوم الخنازير أشكالا وأنواعا في فنادقكم ؟ ألا تتقون ربكم في الدماء الزكية والأنفس البريئة التي تآمرتم عليها في "اليمن وسوريا والعراق وليبيا" ؟ ألا ترحموا القلوب التي أوجعتموها وهم يرون الصهاينة الأنجاس وهم يطؤون أراضي أوطانهم ؟ ... { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم } البقرة ... مهما على شأنك ومهما بلغ سلطانك فإنك ميت فهنيئا لأهل النار نارهم التي اشتروها في الدنيا وهنيئا لأهل الجنة الذين صدحوا بكلمة الحق في دنياهم ... { فلما نسوا ما ذُكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فَرَحوا بما أوتوا أخذناهم بَغتة فإذا هم مُبلِسون فقُطِع دابِرُ القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين } الأنعام ... ربكم حذركم من اليهود أنفسهم فما بالك بالصهاينة !!! انتهى الدرس يا غبي من 1400 سنة ؟




دمتم بود ...



2022-01-11

إيران تخلصت من قاسم سليماني وهذه هي الأدلة ؟

 

"قاسم سليماني" ومن لا يعرف هذا الرجل الذي وصل تأثيره بأن أصبح أقوى من قائد الجيش ومن رئيس المخابرات الإيرانية ومن وزير الخارجية لا بل تجاوز الرئيس الإيراني نفسه ... ووصل إلى درجة أنه أصبح الرجل المقرب من "المرشد الأعلى" والأكثر إخلاصا ووفاء له ... وشخصية "قاسم سليماني" كانت تحت أنظار المراقبين والمحللين السياسيين منذ سنوات وفي نفس الوقت كان أهم رجل تحت الرصد والمراقبة والمتابعة في أجهزة المخابرات العالمية بعد "أسامة بن لادن" ... وبالقفز على سيرته الذاتية التي يمكن للجميع أن يراجعها على صفحات الإنترنت نذهب مباشرة إلى هذا الرجل الذي ملك قلوب معظم الإيرانيين وتحول إلى أسطورة ومفخرة لإيران وأنصارهم في "العراق وسوريا ولبنان واليمن" ... سليماني الذي قلب موازين الحرب الأهلية في سوريا واليمن والعراق من الطبيعي أن يكون محط أنظار الجميع رجل ذوو بأس شديد وعزيمة صلبة وعقيدة ثابتة لا تتزعزع ... تلك المواصفات تعتبر أمنية لأي حاكم ودولة وشعب وسياسة وأرض وواقع لكن في إيران الأمر جدا مختلف ... فإيران دولة "عقيدة دينية" صرفة وليست "عقيدة سياسية" أو أيديلوجية سياسية والفرق بينهما أن العقائد الدينية دائما ما تكون ثابتة لأنها مرتبطة بالدين بعكس العقيدة السياسية والأيدولوجيات فهي متغير وغير ثابتة بحكم ما تتطلبه ظروف كل مرحلة زمنية وكل ظرف سياسي ... ومن يعيش في قلب اللعبة السياسية حتما هو فهم واطلع على الحقائق بعكسنا نحن كمراقبين ومحللين من نبحث ونحاول تجميع الصورة لفهم الواقع ... وسنعرف في نهاية الموضوع هل فعلا إيران دولة دينية عقائدية أم دولة سياسية استغلت الدين كغطاء للحكم السياسي ؟

إيران عقيدتها دينية نعم لكنها في نفس الوقت سياسية ولو جمعتهما سيصبح لديك "الدين السياسي" وهي من ألاعيب القديمة التي أول من انتهجها في التاريخ الإسلامي هم "بنو أمية" أو بما تعرف بـ "الخلافة الأموية" وفي أوروبا بالتأكيد الفاتيكان بلا منافس ... تلك العقيدة تريد مقاتلين مجانين من أهل البأس والصلابة لكن ممنوع أن يصلوا إلى السلطة إلى السياسة إلى المراكز العليا من نظام الحكم ... لأن وصولهم للأعلى يعني تهديد مباشر وفعلي وحقيقي لنظام الحكم وضوء أخضر للإنقلاب في أي لحظة ... وعلى سبيل المثال وليس ببعيد "أسامة بن لادن وتنظيمه القاعدة" صنعته السعودية والمخابرات الأمريكية ولما نظر للأعلى وطمح بالسلطة كشفوا الغطاء عنه وتخلصوا منه ... وما يجمع الشخصيتين "قاسم سليماني وأسامة بن لادن" أن كلاهما عندما يتلف القوم من حولهم ويجمعون أنصار ومقاتلين يصلون لعشرات الآلاف هنا تلقائيا يتدخل السياسيين فيرفعون الكرت الأحمر للاعبين أو عملية طرد من اللعبة لمن تم صنعهم ... وبالعودة إلى موضوعنا فإن أول سؤال قد يتبادر إلى ذهن الجميع : هل إيران يمكن أن تقتل ابنها البار أو على الأقل تتخلص ممن يقف في طريقها وفكرها وعقيدتها الشيعية تحديدا ؟ ... الإجابة : نعم وبشكل قطعي الثبوت وبتأكيد تصل نسبته 100% نعم ثم نعم ... العقيدة الإيرانية بشكل عام والشيعية بشكل خاص تستمتع وتتلذذ على آهات التضحيات التي سارت عليها أجيالا وأجيال والتي تأسست وبنيت على مقتل "الحسين بن علي" في 680 ميلادي أي قبل 1342 سنة ... وعندما تبحث عن أسباب استحضار حادثة أو جريمة قتل وقعت قبل 1342 سنة ولا تزال حاضرة حتى يومنا هذا وبقوة فهنا تحضر أمامك العقيدة ومفهومها الطبيعي ... لكن السؤال من يوظفها سياسيا لصالحه ؟ بمعنى تستحضر حادثة عقائدية بعكس أن توظفها سياسيا مستغلا الدين أو العقيدة فتوجهها بشكل سياسي صرف لتحقيق مكاسب سياسية لا تمت بأي صلة للدين وللعقيدة بأي شكل من الأشكال ... وفي هذه الحالة تتكون لدينا منطقية ومفهوم وواقع "الدين السياسي" بدليل أن إيران هي من يجب أن تكون تابعة للعراق وليس العراق تابعا لإيران بحكم أن مركزية الشيعة تقع في العراق لا في إيران لكن للدين السياسي حديثا أخر ... على الرغم من أن آل البيت عليهم السلام ليسوا إيرانيين أو من الفرس القدماء بل هم عرب أقحاح من قلب وأصل العرب ولدوا وترعرعوا ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ؟

مقتل سليماني 

المشهد هو كالتالي أو كما أرادوا لنا جميعا أن نعيشه ونصدقه ... أمريكا تقتل "قاسم سليماني" ومن معه من خلال صاروخ اطلق من طائرة مسيرة في 3-1-2020 ... ثم بعدها بـ 5 أيام وتحديدا في 8-1-2020 إيران تقصف قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار العراقية وانتهت المسرحية التي أراد الجميع أن يصدقها !!! ... لكن للحقيقة وجه أخر مختلف كليا فهل رجل بمثل وزن وحجم وثقل "قاسم سليماني" ينتهي بقصف صاروخي لقاعدة عسكرية أمريكية "خالية" !!! ... لا بل وصلت الرسالة لأمريكا بأن إيران ستضرب تلك القاعدة الأمريكية وعليهم أن يخلوها منعا للإصابات وهذا ما تم فعليا ... وفي 3-1-2022 قامت إيران بعمل مسرحية هزلية تافهة مخصصة للشعب الإيراني مفادها أنها قررت فرض عقوبات إيرانية على 125 مسؤلا عن مقتل قاسمي ومصادرة أموالهم في إيران واعتقالهم فور وصولهم للأراضي الإيرانية والمضحك أن لا أحد منهم يمتلك دولارا واحدا في إيران ولا يفكر أحدا بزيارة طهران ... خصوصا إذا ما قرأتم الأسماء مثل "وزير الدفاع الأميركي بالإنابة السابق "كريستوفر ميلر" - وزير الدفاع السابق "مارك إسبر" - وزير الخزانة السابق "ستيون منوشين" - رئيس الإستخبارات المركزية الأمريكية السابق "جينا هسبل" - مستشار الأمن القومي السابق "جون بولتون" - المبعوث السابق الخاص بشأن إيران "برايان هوك" - المبعوث الخاص بإيران السابق في الخارجية "أليوت أبرامز" - مسؤول الرقابة السابق على الأصول الأجنبية بالخزانة الأميركية "أندريا غاكي" - الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وغيرهم" ... أسماء تؤكد أن ضرب قاعدة أمريكية خالية ثم بعد سنتين تفرض عقوبات وهمية لأفراد بهدف التأثير الإعلامي "الداخلي" ... كلها معطيات تؤكد أن إيران هي من قتلت "قاسم سليماني" وتخلصت منه ولو كان الأمر عكس ذلك لانتقمت إيران من مقتل ابنها المخلص بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في الخليج وحركت قواتها في لبنان وسوريا تجاه الكيان الصهيوني ... لأن الذريعة المنطقية والقانونية أصبحت متوفرة وأمريكا أعلنت عن مسؤليتها بشكل واضح وصريح وعلني عن مقتل سليماني ... لكن المؤكد أن إيران أدركت خطر "قاسم سليماني" على نظام الحكم برمته + الخلافات والصراعات داخل أذرع النظام في الجيش والحرس الثوري وأفرع إدارات المخابرات الإيرانية وصراع أجنحة النظام بين الخارجية والحرس الثوري والرئاسة وصولا إلى مركزية المرشد الأعلى ... أضف إلى ذلك أن إيران لها سوابق كثيرة وتاريخية بقتل الشيعة وارتكاب الجرائم والمجازر بحقهم كما حدث في العراق من سنة 2004 إلى 2010 بعمليات تفجير واسعة النطاق وتداخل المشهد ما بين الإرهاب السني والإرهاب الشيعي في تلك الفترة ... وبدليل أخر مقتل الشيعة في أفغانستان والتي اشتهرت بـ "مجزرة أفشار" عبر حليف إيران "أحمد شاه مسعود" والصديق المقرب وحليف "قاسم سليماني" ... وشهادة الهارب في بريطانيا "ياسر الحبيب" بمسؤلية إيران المباشرة عن تفجيرات البصرة وبغداد وقتل الشيعة الناشطين من معارضين إيران في البصرة بشهادة قياديين عراقيين شهدوا له بذلك صراحة ... وقتل المتظاهرين في بغداد خلال الـ 5 سنوات الماضية وحتى اليوم والتفجيرات التي راح ضحيتها الأبرياء خلال الـ 3 سنوات حتى اليوم أي بعد انتهاء تنظيم داعش الكافر ... وتلك هي مصلحة إيران أن تجعل العراق ضعيفا ممزقا غارقا بالعملاء والمرتزقة ولذلك اليوم قبضة "النجف وكربلاء" بيد إيران وليس بيد أهل العراق ؟

خريطة مقتل سليماني 

سليماني أصلا كان مرصودا 100% من قبل أجهزة المخابرات العالمية في كل يوم وكل ساعة ومهما غير من هواتفه فإنه لم يكن ليغيب إلا ليوم أو يومين كأبعد تقدير ... أضف إلى ذلك أن تحركاته في سوريا والعراق ولبنان وخطوط سيره كانت تحت المجهر فلم لم يتم اغتياله لا في سوريا ولا في لبنان وليس في أرض المعارك أثناء الحرب ضد داعش وتم اغتياله تحديدا بعد انتهاء داعش وفي فترة السلم وفي رحلة عادية على طائرة مدنية جدا عادية ... وهل عقلية ودهاء سليماني غابت عنه أنه لا يعلم أنه مراقب ومرصود حتى يستقل طائرة مدنية !!! ... ثم يركب في موكب وهو يعلم يقينا أن خط السير في أي لحظة وفي أي يوم وفي أي ساعة يمكن أن يكون من بينهم جواسيس للمخابرات العالمية !!! ... بالتأكيد يعلم لكنه كان على يقين بأنه لو تم اغتياله فهذا يعني أن إيران ستشعل الأرض نارا في المنطقة ثأرا لمقتله فهل حدث ما كان يتمناه سليماني ؟ ... وهنا نستجمع كروت اللعبة لنحاول تركيبها لتكتمل الصورة وهي نحن كمراقبين وكمحللين لم نتوقع أن يكون الرد الإيراني بهذا الضعف والهشاشة والمسرحية السخيفة مما يؤكد أن إيران ضالعة بنسبة 100% باغتيال "قاسم سليماني" ... ولو ذهبنا للسؤال الجريء : هل إيران لديها اتصالات مباشرة مع أمريكا ونسقت معها في عملية اغتيال سليماني ؟ ... الإجابة : نعم سواء بشكل مباشر أو عبر وسيط بينهما نسق ورتب عملية الإغتيال وسيناريو الرد الإيراني الأقل من التافه والسخيف والذي لا يتماشى مطلقا مع مسلسل التهديدات الإيرانية العلنية المستمرة لأمريكا ... وعملية بوزن "قاسم سليماني" من المستحيل والمحال أن لا تعلم عنها مسبقا "دول الخليج وإيران والأردن ومصر وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل" ... وما شاهدناه كانت مسرحية إقليمية دولية واسعة النطاق للتخلص من أهم رجل كان يشكل خطرا على النظام الإيراني وفي نفس الوقت أخطر رجل كان يشكل خطرا على إسرائيل ولتستمر اللعبة ولاعبيها ... والجميع أتقن دوره فيها سواء بالمشاركه أو بالتنديد أو بالحزن أو بالبكاء ؟

نضيف على ما سبق الصراع الشرس والمتوحش بين "وزارة المخابرات الإيرانية وبين مخابرات الحرس الثوري" والذي بدأ بالظهور في أواخر 2017 ورجّح كفة مخابرات الحرس الثوري الذي يتفرع منها "فيلق القدس" الذي كان يرأسه سليماني ... وسليماني كان "المسؤل الميداني" عن الملف الإسرائيلي والذي أيضا ليست بالصدفة أن يتم اغتيال "قاسم سليماني" في شهر 1-2020 ثم في نفس السنة وفي شهر 11-2020 أي بعد 10 أشهر يتم اغتيال أهم شخصية في برنامج إيران النووي الفيزيائي "محسن فخري زاده" جهارا في وضح النهار ... نعكس كل تلك الحوادث على صراع أجنحة النظام الإيراني بتمرد الرئيس الإيراني السابق "أحمد نجاد" عندما فجر مفاجأة مدوية في 6-2021 فقال : المسؤل عن الجواسيس الإسرائيليين في وزارة الإستخبارات هو نفسه جاسوس يعمل لصالح إسرائيل ... ولو عدنا للوراء أكثر فسوف نكتشف بسهولة أن في عهد الخميني مارست وزارة الإستخبارات والأمن القومي آنذاك عمليات القتل بسلسلة الإغتيالات في إيران والتي طالت العديد من الكتاب والمثقفين والمعارضين ... بمعنى أن تكون إيرانيا أو شيعيا فهذا لا يمنع من قتلك أو تلفيق التهم ضدك أو سجنك أو الإستغناء عنك سواء كنت فردا أو كانوا مجموعة أفراد ... وكل من يمس السياسة الإيرانية بسوء أو يشكل خطرا على النظام الأعلى للمرشد الإيراني فهو في حكم الميت أيا كان إسمه أو منصبه أو شهرته دون النظر لمستوى تدينه أو قوة مرجعيته الدينية ... ومتى ما أصبحت ذوو شهرة وشعبية عارمة في قلب إيران يعني أنك أصبحت مصدر تهديد للنظام الأعلى في هيكلة النظام الإيراني وهو منصب المرشد الأعلى ... وهو ما ذكرته تسريبات وزير الخارجية الإيراني العريق "محمد جواد ظريف" والذي كشف في حديث مسجل مسرب له في 4-2021 بخلاصة مفادها أن "قاسم سليماني" أقوى من الحكومة ووزرائها وفوق كل سياسة الرئيس ولا يخضع للسياسة الخارجية الإيرانية وأنه "سليماني" لا يرجع بالقرارات والأمور إلا للمرشد الأعلى فقط وأن سليماني كان أحد أسباب فشل السياسة الخارجية الإيرانية بتحقيق مكاسب عظيمة كانت قاب قوسين أو أدنى من تحقيقها لولا فوضوية سليماني في خط السياسة الإيرانية الخارجية ؟

لقد ذكرت سابقا وفي مقالات عديدة أنه يجب الفهم والإقرار والإنتباه والحذر أن لا إيران تمثل شيعة العالم الإسلامي ولا السعودية تمثل سنة العالم الإسلامي كلاهما نظامين سياسيين يتعاملان بفكر ونهج سياسي صرف وأن العقيدة والدين ما هم سوى مظلة للشرعية السياسية لا أكثر ولا أقل ... وهذا تقليد متطابق تماما مع حكم "بني أمية والعباسيين والعثمانيين" الجميع استغل الدين والكل عبث بالشريعة والكل تلاعب برجال الدين وفتاويهم وخزعبلاتهم وهرطقاتهم ... صنعوا "الحجاج ابن يوسف الثقفي" فبسط لهم مزيدا من الملك وانتهى وبعد موته اعتقلت أسرته وعُذّبوا وسجنوا وأمر أمير المؤمنين "سليمان بن عبدالملك" بلعن الحجاج على منابر المساجد ففعلوا ... والعباسيين صنعوا البرامكة فزادت ثرواتهم ولان الحكم لهم أكثر وانتهى البرامكة في السجون وقتل أنصارهم أما العثمانيين فلا أكثر شهرة من الصدر الأعظم والساعد الأيمن لـ "سليمان القانوني" والذي تحول من صعلوكا إلى الرجل الثاني في الخلافة العثمانية وهو "إبراهيم باشا" ثم انتهى مقتولا ... وحسن البنا وسيد قطب في مصر والغرياني في ليبيا والحسيني في القدس وبن لادن في السعودية وسليماني في إيران والقائمة لا تنتهي كيف النظام السياسي يطوّع الدين من أجل تحقيق مصالحه ومتى ما انتهت المصلحة انتهوا أصحابها إما نفيا أو سجنا أو قتلا ... وفي الختام كان خطر "قاسم سليماني" قد تجاوز منصب رئيس الدولة ثم أصبح يشكل تهديدا مباشرا على منصب المرشد الأعلى ولو حدث انقلاب على هذا المنصب لانتهت إيران وانتهى معها حكم الملالي للأبد ... وكلما استشرى الجهل بين العوام كلما طال أمد أنظمة الحكم بمجرميهم ومنافقيهم وفاسديهم فشاهدوا الصورة بحقيقتها وليس بالصورة التي هم يريدونكم أن تشاهدوها بروايتهم ؟




دمتم بود ...


وسعوا صدوركم 





2022-01-01

المعارضة الكويتية وتفاهـة العقـول ؟

 

لن أعود بكم إلى معارضة الأربعينات والخمسينات حتما سيكون تاريخ قذر قاسي مليئ بالغدر والخيانات بل لا يمكن أن نطلق عليه تاريخ معارضة لأنها كانت خيانة بحقيقتها ... خيانة بإسقاط حكم الصباح وأن تلغى وتشطب الكويت للأبد وأن تكون الكويت إحدى محافظات العراق والشعب الكويتي يتحول إلى شعب عراقي ... نعم ما قرأتموه كان واقعا وحقيقيا وعليه شواهد وشهود وكتب ومراسلات وأدلة وثقته بالإسم والتاريخ وفحش الخطاب ... راجع موضع : تاريخ المعارضة الكويتية وانعكاسها على الجنسية الكويتية" المنشور على المدونة بتاريخ 16-12-2017 والمكون من 4 أجزاء ... أما معارضة 2010 فهي تختلف عن معارضة 2020 من حيث الوجوه فقط لكن كلاهما نفس العقلية لا جديد ثرثرة وشعارات واتهامات دون دليل وفجور فاحش في الخصومة ... كلها معطيات تؤكد أن الكويت لا يوجد فيها معارضة سياسية صرفة بل صراعات شخصية وصلت إلى حد الإنتقام من الأشخاص دون أي اعتبار لمصالح الوطن العليا ... ولا حاجة للتذكير بجرائم المعارضة الكويتية "الصبيانية" التي بدأت بخسائر "صفقة الداو كيميكال" وتهديدات بشأن مشاريع نهضة شديدة الأهمية والتي اليوم شاهدة على من على صواب ومن كان على خطأ ... وعلى سبيل المثال "طريق الجهراء ومشروع طرق جمال عبدالناصر" وغيرها من المشاريع كانت المعارضة رافضة لها بل وهددت رئيس الحكومة السابق سمو الشيخ "ناصر المحمد" بالإستجواب وطرح الثقة فيه ... ومن معارضة 2010 والتي رفضت إلا أن تكون جزء من "الربيع العربي" وللتذكير ففي 2010 تقدم النائب "علي الراشد" مقترحا بمواد لتنقيح وتعديل الدستور فهبت المعارضة ضده في هجمة شرسة ضده شعارها الإعلامي "إلا الدستور" ... لكن في 2011 تقدمت المعارضة مشروعها بتنقيح الدستور !!! وكانت مواد كلها تنزع سلطات سمو أمير البلاد لتحوله من أمير إلى غفير ومن حاكم إلى بروتوكول حاكم أي ممثل شكلي للبلاد بلا سلطات ... وكل الأدلة والشواهد تؤكد أن معارضة 2010 جعلت من المقام السامي لسمو أمير البلاد خصما وندا فتجاسرت على رمز البلاد وتطاولت عليه وحرضوا الغوغاء ففقدت الأخلاق ودفن الأدب لدى الكثيرين فتناولوه سبا وشتما وذما فكان القضاء لهم بالمرصاد لوأد بدعة خسيسة لا يخوض فيها سوى الأوباش عديمي الخلق هاتكين أسس وقيم الدين ... لتعود بنا ذاكرة الأيام وكتب التاريخ عندما سجلوا أن سيد النهضة الأمير الراحل الشيخ "صباح الأحمد" ناله مثلما نال ممن سبقوه حكام الكويت من سادة النهضة الراحلين "أحمد الجبار الصباح وعبدالله السالم الصباح" من طعن وشتم وتطاول رغم إنجازاتهم الخُرافية لوطنهم في زمنهم ووقتهم ؟

أما في معارضة 2020 والتي نجحت باستغفال سذاجة معظم الناخبين والتي كانت بفعل حملات إعلامية 95% منها أكاذيب وافتراءات واستغلال جهل العامة وضرب الروح المعنوية بين أفراد الشعب ... وبالفعل نجحت تلك الحملات بصعود أغلبية برلمانية من المعارضة 90% منهم "لصوص ديمقراطية" أي نواب فرعيات محتقرة شعبيا ومجرمة قانونيا ... ومنذ 2010 وحتى يومنا لا يوجد مشروع معارضة واحد على طاولة البحث ولا توجد أهداف حقيقية للمعارضة ولا يوجد لها برنامج زمني وكل ما هو متوفر مجرد هرطقات شعبية "فساد - مكافحة الفساد - مواجهة المفسدين" ... مع أنهم التزموا صمت الشياطين أمام "جريمة الفرعيات أو التشاوريات" وصفقوا لمن وصل بالكذب والتظليل والفساد إلى كرسي البرلمان ... وفي انتخابات رئيس مجلس الأمة والتي جرت بين العضوين "بدر الحميدي - مرزوق الغانم" تم انتهاك المادة 35 من اللائحة الداخلية التي تفرض سرية الإقتراع فقام الفاسدين الذين جاؤوا من ممارسات فاسدة فانتهكوا سرية التصويت إلى علنيته في 14-12-2020 ... واليوم فتحت أبواب الشرور لعودة الهاربين في الخارج وحتى لو كنت لا أحبذ مثل هذا الأمر بشكله الحالي لكن أدبيات التعامل ما بين الحاكم ورعيته تفرض احترام المقام السامي وتوقير قراراته ... فما بالك بحكام الكويت الذين عرف عنهم بغالبيتهم طيبة القلب وسعة الصدر والعفو والسماح لمن أخطأ بحق نفسه وبحق قيادته وبحق دولته ... فلما عاد رموز المعارضة التي شاخت وكبرت وعلى حساب الإرهابيين في "خلية العبدلي" عادوا للعمل السياسي دون أدنى ذرة من محاسبة النفس أو الإعتراف بأخطاء الماضي ... وعادوا لنفس الأخطاء ونفس التفكير السطحي بلا نهج بلا فكر بلا مشروع وطني بلا أهداف بلا جدول زمني ليس هذا فحسب بل وسط انشقاق كبير جدا في صفوف المعارضة القديمة التي أصلا تعاوني من انشقاق فباتت اليوم تعاني من انشقاق ما بين الوجوه القديمة والجديدة ... بل تخيلوا أنهم ظلوا سنوات هاربين في تركيا وعادوا ولا يوجد لديهم مشروع معارضة إصلاحي رغم وجودهم لأكثر من 1250 يوم هناك في هدوء كان كافيا لمراجعة النفس وصناعة رؤية جديدة ... لكن الأكيد أنهم عندما عادوا شاهدوا كويت جديدة لم تخطر على بالهم أن تكون كما كانت عندما فروا منها ؟

إن الفساد قضية تاريخية سجل التاريخ أول من شرّع قانونا لمحاربته ومكافحته هي الإمبراطورية البابلية على يد سادس حكامها الشهير "حمورابي" في 1754 قبل الميلاد ... أما اليوم فإني أوجه حديثي لكل فرد سواء كان كويتيا أو غير كويتي : هل أنت صالح بنسبة 100% ؟ لم ترتكب مفسدة واحدة ليس طيلة حياتك بل في كل سنة كم مرة تخطئ وتفسد ؟ ... هل أنت صالح أم فاسد أم بين البينين ؟ هل منزلك صالح أم فاسد أم بين البينين ؟ هل أهلك وعائلتك من الصالحين أم من الفاسدين ؟ ... تلك الأسئلة تأخذنا إلى أن أنت وأهلك نواة من المجتمع والذي ينسحب على الأمر إلى الشعب والأمة التي بنسبة مليار% لا يوجد شعب صالح 100% ولا يوجد شعب فاسد 100% إذن المسألة نسبية وطالما المسألة نسبية إذا من سابع المستحيلات أن تتفق الأمة على رأيا واحدا ... ولو أردت دليلا وواقعا ملموسا فانظر إلى دينك وإلى مذاهبه فهل هناك إجماع عليه بنسبة 100% ؟ الإجابة الواقعية : بالتأكيد كلا ... لأن الليبرالي يرى الإسلام من وجهة نظره والشيعي له رأيا والسني له رأيا والصوفي له رأيا والإباضي له رأيا والملحد له رأيا والفلاسفة والمفكرين لهم رأيا ... فإن كان الخلاف والفساد ضرب أديان السماء فهل من الجنون أن نظن ونعتقد أن العدالة ستتحقق بنسبية الفساد في المجتمعات وبين الأمم !!! ... انظروا بأنفسكم من تجار الإقامات ؟ كويتيين ... من عصابات الأسماك والخضروات ؟ كويتيين ... من عصابات المناقصات ؟ كويتيين ... من أفسد العلم والتعليم لدينا ؟ كويتيين ... وزرائك كويتيين وكلائك كويتيين مشرعيك كويتيين موظفيك كويتيين ... فمن أين هبط الفساد هل ببراشوت من السماء أم الكويتي هو الفاسد وكويتي صالح يصرخ من فساد كويتي فاسد !!! ... ونفس الأمر تماما ينطبق في كل دولة عربية وأجنبية لا بل أن الصين في مسائل الفساد تتراوح الأحكام بوحشية وبقسوة ما بين الحكم المؤبد والإعدام فهل هناك من يختلف أن الصين تنين الفساد والغش التجاري ؟ ... ولا أنت ولا أنتي ولا أنا ولا مخلوق على وجه الأرض أعلم بالجنس البشري ممن خلقهم جل جلاله فانظر في كتاب ربك الكم المهول والمخيف ممن سبقوك لتكتشف بسهولة أن مصيبة الأرض كان ولا يزال وسوف يبقى هو الإنسان الذي أفسد وفسد وقتل وسرق ونهب وحتل واستولى وشرد وظلم وصولا إلى اختراعات شيطانية لآلات القتل والحرب والتعذيب بلا شفقة أو رحمة ... ويبقى صراع الإنسان في قضية الفساد تحكمه الأخلاق والأديان لا الحكام والحكومات ولا القوانين ... ولا أقرب مما نقول إلا رسولكم عليه الصلاة والسلام فمن الصادق الأمين إلى الكذاب الساحر المجنون أليسوا من قومه ومن جنسكم البشري فانظر كيف لا تتفق الأمة على رجلا ولا على رأيا فكيف تريدهم أن يتفقوا على فطرتهم وجيناتهم !!! فتخلق الظروف والحياة هذا صالح وذاك فاسد ... وسبحان ربكم الذي يقلب القلوب ويعلم ما تخفيه نفوسكم ويعرف من هو فيكم الكذاب الأشر من المؤمن الصادق فلا تأخذ دور الإله ولا تتمثل بصورة الأنبياء الأتقياء فكل الدول العربية اليوم هي دول فاسدة وشعوب أغلبها فاسدة وفوقهم منظمة دولية "الأمم المتحدة" فاسدة فما هو تعداد الكويت الـ 4 ملايين نسمة مقارنة مع 8 مليار نسمة = 8.000 مليون نسمة ... كمن ينظر لحبة من الأرز في طبق كبير مليئ بملايين حبات الأرز ترك الطبق وصب جُل تركيزه على هذه الحبة !!! حتما إنه الجنون بعينه ... وسبحان الصابر على عباده ؟




دمتم بود ...



وسعوا صدوركم