في هذا الموضوع أنا أخاطب العقول السياسية في
وزارة الخارجية الكويتية وكل صاحب عقل سياسي "نظيف" في المجتمع الكويتي
لوضع النقاط على الحروف ... بعدما لمس الجميع انحراف سياسي وأخطاء فادحة في
السياسة الداخلية والخارجية الكويتية مما قد تعرضنا لأخطار نحن بالأساس لسنا بحاجة
لها ... مخاطر أصبحت تتمحور حول مهزلة الحياد السياسي الكويتي خارجيا وفق رؤية
الكثيرين في الخليج الذين غير مقتنعين تماما بأن الكويت تمارس سياسة الحياد في
الأزمة الخليجية ناهيكم عن تخبط السياسة الداخلية ... ولذلك أرجو أن يتسع صدر
الجميع لما سأتناوله في موضوعي هذا لتبيان الأخطاء التي أوقعونا فيها عقول مسؤلي
الخارجية ومستشاريهم والتي ربما سيكون لها ثمنا نحن بالأساس في غنى عنه ؟
السياسة الداخلية ؟
شكت الحكومة منذ سنوات كثيرا من تداخل
السلطات بمعنى السلطة التشريعية تقفز على السلطة التنفيذية ومن تدخل أعضاء مجلس
الأمة بأعمال الحكومة وصلاحياتها ... متناسية الحكومة أنها هي من سمحت بذلك ووافقت
على ذلك بل وسهلت لأعضاء مجلس الأمة هذا التدخل الفاضح وفتحت أبواب مكاتب مسؤلي
الدولة لأعضاء مجالس الأمة وحتى المجلس البلدي ... فتحول ولاء المسؤل للدولة إلى
ولاء المسؤل للعضو فأصبح معظم مسؤلي الدولة والنتيجة "في الغالب" معاملة
المواطن لا تنفذ إلا من خلال الواسطة والمحسوبية ... وجميعنا رأينا بأم أعيننا وقد
مررنا بحالات كثيرة أثناء مراجعتنا لإنهاء معاملاتنا الفرق الشاسع بين من يملك
الواسطة وبين من لا يملكها ليس ذلك فحسب فهذا الفساد قد وصل بالفعل إلى التعليم
والصحة ووزارة العدل والداخلية وغيرها ... أليست هذه أخطاء الحكومة التي أغلقت
أبوابها في وجه المواطنين ليسترزق أعضاء مجلس الأمة ومن ثم تتكسب عليهم وتخضعهم في
أعمال مجلس الأمة واستجواباتهم ؟ ... أم هل هناك من ينكر أن الحكومة وصلت برشوتها
حتى إلى التجنيس السياسي لضمان كتلة أعضاء لتمرير مشاريع الحكومة وحمايتها من أي
استجواب ... إذن نحن أمام حكومة تـأم المصلين صباحا وتقارع الخمر مساء ... والأمر
الآخر أن كل ما تأزم إقليمنا أو منطقتنا صرخت الحكومة مناديه المواطنين والسياسيين
طالبة منهم التهدئة نظرا لظروف الإقليمية الراهنة التي تمر بها منطقتنا !!! ... هي
نفس اسطوانة الحكومات السابقة بنفس الأسلوب دون تطوير حتى وصلت الحماقة بطلب
السياسي "المغفل" أن يطلب من المواطنين والسياسيين الإلتفاف حول سمو أمير
البلاد بارك الله في عمره وكأن هذا الأمر يحتاج إلى طلب أو أنه أمر جديد علينا !!!
... متناسين وعبر التاريخ الكويتي أن الكويتيين تلقائيــــا إن شعروا بالخطر تركوا
خلافاتهم جانبا والتفوا بطريقة وأسلوب حتى أعرق جيش في العالم لا يستطيع أن ينفذه
بجمال مساندة وروعة الشعب الكويتي حول قيادته ... وحتى يكون كلامي مدعما بالدليل
والحجة ففي 2010 - 2011 أثناء مظاهرات ومؤامرة "كرامة وطن" أنا لم أكن
أتفق مع الحكومة في سياستها وتخبطاتها التي أوصلتنا إلى تلك المرحلة آنذاك لكن
وقفت معها وأيدتها وبقوة وشراسة ... ليس لشيء فقط لأني أدركت أن هناك مخطط داخلي
مرتبط مع الخارج يريد بنا الشر فأيدت الفاسدين والفاشلين في الحكومة في سبيل
الحفاظ على وطننا وثقة كبيرة بحكمة سمو الأمير الذي كان يتلقى دعم شعبي لا حدود له
... فسقط مخطط السوء وخمدت الفتنة وعبرت الكويت إلى بر الأمان فكان درسا قاسيا
للجميع نرى تبعاته إلى يومنا هذا ؟
ابتزاز الحكومة للإستجوابات ؟
الحكومة في حقيقتها هي من تبتز أعضاء مجلس
الأمة وليس العكس كما صورت لنا الحكومة التي تجيد التمثيل بشكل باهر ... عضو قدم
استجواب 10 أعضاء قدموا استجوابات أين المشكلة في ذلك هذا هو العمل البرلماني أكان
استجواب مستحق أو مفتعل فلماذا كل هذه الحساسية بعد أكثر من 50 سنة من هذه
الممارسة ؟ ... الوزراء هم موظفين عموميين يتقاضون أجرا مقابل عمل وليس لأحد له
فضل على الكويت وأهلها هو عملك السياسي ومهنتيك أما أمانة الوزراء فهي راجعة لضمير
الوزير نفسه تراقبه وترصده الأجهزة الرقابية في الدولة ... أما لعبة الحكومة ورئيس
مجلس الأمة بأن هم من يريدون تحديد موعد تقديم الإستجواب وفقا وبسبب الظروف
الراهنة التي تمر بها المنطقة فهذه لعبة قديمة من العيب ليس تنفيذها بل حتى
التفكير بها ... والأفلام المصرية الحكومية الهابطة حفظناها وهي كالتالي : تضحية
من أجل الوطن - مراعاة الوحدة الوطنية - تقدير الظروف الراهنة في المنطقة - تقديم مصلحة
البلاد على المصلحة الشخصية ... إلخ ... هي نفس ألاعيب الحكومة عندما تنخفض أسعار النفط
تبدأ بحفلات الردح والصياح والنواح وطلب الإصلاح وتحمل المواطنين المساكين تبعات
سياستهم الفاشلة والموس على الروس والمواطن أجير والسكين وصل للعظم ... وتتواصل ألاعيب
حكومتنا فهي لا تريد مجلسا يستحق الإحترام فهي وحدها من تريد الإحترام لها حصريا
وكأنها تعيش دور المتفضل صاحب المنة بأنها تدير شأن الدولة والشعب ... وعندما
ترتفع أسعار النفط يعود البذخ من جديد وتتفجر مكائن عد النقود من هول الصرف
المجنون تحت بند "الشراء بالأمر المباشر" ... وبالتالي من يعمل بصدق
وبمهنية عالية وبأمانة لا يرتعب من أي استجواب بل قدموا يا أعضاء في كل فصل تشريعي
20 استجواب مرحبا بكم ولتحترق صورة النواب أمام ناخبيهم ولتحقق الحكومة انتصارات
سياسية على حساب مراهقين السياسة ... أما إن كانت تسعى للتهدئة السياسة فهذه
التهدئة ليس لها إلا طريق واحد فقط وهو عندما يرى أعضاء مجلس الأمة والشعب حكومتهم
وهي تلاحق الفاسدين وتخطفهم بقوة القانون وتوقفهم عن العمل وليس تتستر عليهم
بإحالتهم للتقاعد تراقب وتحيل للقضاء وليس بالنقل الفاسد كل حسب واسطته ومن يقف
خلفه ... وبعبع الأوضاع الإقليمية لم تعد حجة مقبولة ولن تكون مقبولة لأن أصلا
منطقتنا لم تعرف الهدوء ولن تعرفه فلا تتعلل بالمنطقة التي أنت من ضمن من يده تدير
وضالعة في ألاعيبها ؟
السياسة الخارجية ؟
بلا مجاملات سخيفة وقولا واحدا "سياسة
الكويت الإنبطاحية الخاضعة المتذللة للعراق قبل 1990 هي نفسها وبأم عينها تجري
الآن مع السعودية" ... لا نكره السعودية ولا نعاديها لكن في المقابل لا نقبل
أن يتكرر مشهد الرياء والنفاق السياسي على حساب مصالحنا كدولة وشعب ... وليسمح لي
الجميع فإن سياسة الكويت الخارجية ليست أهلا للثقة "العميــــاء" لأن
التاريخ يخبرنا أننا عندما وثقنا بحكومتنا 100% كان الغزو العراقي الغاشم هو الثمن
في يوم كان كل سياسيي كويتي يقولون نفسي نفسي وليواجه المواطنين مصيرهم وقد
واجهناه بكل شرف وقوة لأننا أدركنا أن وطننا يحتاجنا في شدته وأن هناك أجيالا من
أبنائنا سيحتاجون من يعلمهم من هي الكويت ومن هم أبناؤها ... ناهيك أن حتى تهيمن
الحكومة على السياسة الخارجية تماما يجب أن يكون مجلس الأمة في جيبها
"الخلفي" لأنه مجلس لا يستحق إلا أن يكون في الخلف لتمرير قوانين
الحكومة التي اضطهدت الحريات أمام "بصّامين" المجلس وصمت القضاء الكويتي
الذي لم ينتصر للحريات الكويتية في كل تاريخه إلا فيما ندر ... مع العلم أن المجلس
يجب أن يكون متساويا وموازيا مع الحكومة في السياسة الداخلية والخارجية وعلى اتفاق
وتفاهم عالي المستوى ... لكن هذا قدرنا ككويتيين فإما مجلس مراهقين يريد أن يأخذنا
إلى المجهول أو حكومة تعشق مركزية القرار فتقمع الحريات وتحجب الأصوات وتتوعد
بالويل والثبور وعظائم الأمور من يخالفها ... فأصاب حكومتنا مرض النرجسية وأصبحت
تمشي في الداخل كالطاووس وفي الخارج كأرانب "سوق اليمعه" ... ولم يبقى
شأنا خارجيا إلا والكويت أدخلت أنفها فيه ولم تبقى دولة ذات أهمية استراتيجية أو
لا قيمة لها أصلا ولا وزن لها دوليا إلا والكرم الطائي الكويتي أغدق عليها تحت
مسمى "القوة الناعمة" مصلح أطلق للتفاخر الأحمق وكأن الكويتيين لا عقول
لهم !!! ... نحن لا نفهم لكن أنتم كسياسيين تفهمون حسنا فمن يجرؤ منكم أن يخبرنا :
لماذا أكثر من 20 سنة وأنتم فاشلون من سنة 1970 إلى 1990 في إخضاع العراق لترسيم
حدودنا معه ؟ ولماذا نفس الفشل تكررونه منذ 27 سنة من تحرير الكويت لعدم قدرتكم
على ترسيم الحدود "النهائية" مع السعودية ؟ ... يا سادة يا كرام أنا
وأنتم ولدنا في الكويت فوجدنا السياسة هي الحياة في الكويت في العمل في المنزل في
الديوانية في المجلس في الصحف والمجلات في الجامعة في المدارس وصولا إلى القنوات الفضائية
وعالم الإنترنت ... أنتم من صنع شعب سياسي وأنتم من صنع تلك الحريات فأين خطؤنا
وأين ذنبنا في صناعة هي من أيديكم أنتم وبفعلكم أنتم ؟ ... لا تتوافق معي لا تحبني
ليس هذا المطلوب منك لكن المطلوب منك هو أن تحمي الحريات وتدفع إليها بمسؤلية
وطنية وليست تسخيرا لسياساتك ولتحقيق أهدافك فلسنا تابعين لكم ولن نكون ولسنا
خاضعين لكم ولن نكون ... لكن الكويت تعرف أكثر منكم من هم أبناؤها المخلصين ومن هم
من يتكسبون على إسمها ومن ورائها ... سياستكم الخارجية خطأ ومليون خطأ وعليها
علامات استفهام كثيرة وأغلبها تدخلات لا مبرر لها إلا "اللقافــــه" ...
وأي عقل اقتصادي مميز سيخبركم تلقائيا : أن الدولة التي تصنع نهضة عمرانية أو
إعادة بنية تحتية ضخمة تنكمش خارجيا منعا لأي تأثر قد يضر أو يسبب ضررا داخليا
يؤثر على مشاريع تنميتها ... لكن حضراتكم أبو زيد الهلالي وأبو العريف أخطبوط
تعملون هنا وتتدخلون هناك تشتبكون في مجلس الأمن وحمامة سلام في مجلس التعاون الذي
أصلا تجاوزنا وأدار ظهره لنا ... العراق يشتعل تهبون لنجدته السعودية تتورط في
جريمة قتل دولية بشعة تصدرون بيانين في أقل من أسبوع واحد دون حتى أن تنتظروا
نتائج التحقيق والبحرين تفرق في فسادها فتهبون لإنقاذها والأردن تضربه المظاهرات
فتسارعون لنجدته مصر تتقاعس عن دفع مستحقات الدولة فتعيدون الجدولة بفائدة أقل من
التافهة وكأنها منحة ... تقيمون مئات المشاريع الخارجية وتمنحون مئات الملايين على
قروض الدول الخارجية وتنفذ بسرعة البرق ... وفي الداخل دوار في شارع تتجاوز مدة إنشاؤه
أكثر من سنة دوار تخيل دوار ومشاريع يمكن أن تنجز خلال سنتين تأخذ 4 سنوات تغرق
الشوارع تنفجر من الإزدحام على الجميع أن يخرس ... الكويتي والكويتية يتألمون من
الديون والهم والغم فتزيدون جلدهم بسياطكم ادفعوا وإلا القضاء ادفعوا وإلا السجن
التزموا وإلا الفصل من العمل ... مزقتم المجتمع الكويتي بقوانين المرأة حتى تتحسن
صورتكم دوليا ويشاد لكم بالبنان وأنتم دولة متقدمة ولو كان على حساب المجتمع الكويتي
... وبالمناسبة نحن حامدين شاكرين لرب العالمين من قبل أن ننتقدكم لكن لستم منزهين
ولا معصومين من الزلل أو الخطأ ولذلك يجب أن يعاد التوازن في السياسة الداخلية
والخارجية وتقديم مصلحة الداخل على الخارج بأضعاف مضاعفة ... ويجب تفكيك ارتباط بعض الكويتيين مع
الخارج وهؤلاء ما ارتبطوا مع الخارج لولا سباتكم السخيف ووهنكم وضعفكم الفاضح لنكون
نحن البسطاء في مواجهة هؤلاء "المشكوك في ولائهم" وأنتم تجلسون متفرجين لا تتدخلون رعبا لدرجة الموت من أن تدخلون في أزمة مع أي دولة ولو كانت المالديف في أخر الدنيا !!! ... ولا أرى سوى أن المواطن الكويتي يستحق الكثير مما أنتم عاجزون عن تحقيقه
والأهم الكويت هي من تستحق أن تتقدم في الإحصائيات الدولية وعدم تقدمها ليس إلا
لسبب واحد فقط وهو أنكم فاشلون أو فاسدون ... ففي السياسة الداخلية جعلتمونا مهزلة
وفي السياسة الخارجية جعلتمونا سخرية فهل أنتم تصنعون أمجادكم الشخصية على حسابنا
وحساب الكويت أم أنتم فعليا مغيبون عن حقيقة ما يجري ؟ ... أعذروني على صراحتي لكن
هذا قول الشارع الكويتي من خلال ما رصدته ونقلته لكم بالإضافة إلى تحليلي فسلموا الأمانة لأجيال تعشق الكويت وليس لأجيال تخونها وتفسد فيها وتسرقها
... مارسوا أنتم حيادكم الذي بسببه تعرضنا ولا نزال نتعرض للسب والشتائم دون أي ذنب ونحن سنمارس
حريتنا المسؤلة ذاك حقكم تمارسونه وفق أعمالكم وهذا حقنا نمارسه وفق دستورنا
وصناعتكم السياسية التي أنتم صنعتموها لنا ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم