غزو العراق للكويت
الدكتور المصري "حامد ربيع" أستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة القاهرة وأستاذ "النظرية
السياسية" عمل مستشارا سياسيا لـ "صدام حسين" في 1979 ... كما عمل
أستاذا في العلوم السياسية في جامعات الخرطوم وبغداد وروما وباريس ودمشق والجزائر والكويت
والإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة ميتشغان الأمريكية ... في
يوم من الأيام وهو يحاضر على طلبته في جامعة بغداد في فبراير 1988 سألهم هذا
السؤال الذي كان سببا في اغتياله : العراق لو خرج من حربه ضد إيران وهو يمتلك 50
فرقة عسكرية "الفرقة العسكرية من 20 إلى 30 ألف جندي" فأين سيذهب العراق
بهذه الفرق العسكرية ؟ فأجاب طلبته إجابات مختلفة ومتنوعة لم يكن أحدا منهم يقرأ
كقرائة الدكتور المحاضر فقال "العراق سيقضم إحدى دول الجوار وأرجح
الكـــــــويت" ... فتم اعتقال الدكتور بعدها من قبل جهاز الأمن العراقي وتم
منعه من السفر ثم تم تهريبه من العراق إلى الكويت ومن ثم إلى القاهرة حيث لقى
مصرعه بسبب عملية اغتيال "بالسم" لم يصمد أمامها سوى ربع ساعة ثم انتقل
إلى رحمة الله في 1989 ... وتتضارب الأقوال التي تقول أن جهاز المخابرات العراقي هو من اغتاله وقول أخر يتهم الموساد الصهيوني الإسرائيلي باغتياله بسبب عدد دراساته ضد الكيان الصهويني ... نأتي الأن على أمر من المهم أن نضعه على طاولة البحث
والتحليل لنسأل : لماذا الطاغية صدام حسين في الأزمة التي افتعلها قبل الغزو العراقي
خصّ الكويت والإمارات فقط وحصريا واستثنى السعودية من الإتهام بتعمد إغراق الأسواق
العالمية بالنفط حتى تهبط الأسعار العالمية إلى أدنى مستوياتها ؟ ... علما أن
أسعار النفط العالمية في 1988 بعد خروج العراق من الحرب ضد إيران كانت 14 دولار و
24 سنت وفي عام 1989 كانت 17 دولار و 31 سنت ... ويلاحظ من خلال جداول وإحصائيات
منظمة أوبك أن أسعار النفط أثناء الحرب "العراقية الإيرانية" من سنة
1981 إلى 1985 كانت الأسعار تتراوح ما بين 34 و 27 دولار ... لكم ما بين سنة 1986
إلى 1990 تراوحت ما بين 13 و 22 دولار ... فهل كان هذا الإنخفاض تم بسبب الضغط على
العراق وإيران وإفلاسهما وبالتالي يكون الإفلاس عامل ضغط سياسي لإيقاف الحرب
بينهما ؟ ربما هذا مرجح لكنه ليس سوى فرضية تحليل وليس دليلا قاطعا ... وبالعودة
لسؤالي لماذا تم تخصيص الكويت والإمارات بتوجيه اتهام العراق لهما حصريا بإغراق
أسواق النفط بالرغم من أن السعودية هي سيدة النفط التي تمتلك قوة نفطية أكبر من
الكويت والإمارات والعراق مجتمعين ؟ هذا هو السؤال الذي ليس له إجابة على الإطلاق
لعدم قربنا من قصور الحكم المعنية وبالتلى عدم اطلاعنا على خفايا هذا الأمر ...
الأمر الأخر في كتاب "الأمر لا يحتاج إلى بطل" لقائد قوات التحالف
الدولي في حرب تحرير الكويت الجنرال "نورمان شوارزكوف" يكشف في كتابه عن
فقرة في غاية الأهمية فيقول "أما في الكويت فإن
صديقي الميجور جنرال "مزيد الصانع" والميجور جنرال "جابر الخالد الصباح"
وضعا القوات الكويتية في حالة الإنذار القصوى ونشرها في موقع دفاعية شمال مدينة الكويت
وهي خطة سبق لي أن اطلعت عليها في العام المنصرم إلاّ إن أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح اعترض ملغيا القرار وأعاد
القوات إلى ثكناتها وافترض الأمير استنادا إلى خبرته أن بالوسع استرضاء صدام بالنقود"
... خطة اطلع عليها العام المنصرم !!! أي عام 1989 كانت هناك خطة عسكرية دفاعية
كويتية فعليا وضعت بسبب توقعات لاحتمالية التهديد العراقي !!! ... هذه الفقرة
لماذا تم التستر عليها ولم يصرح بها أحد في لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو
العراقي في مجلس الأمة ؟ ولماذا بيان لجنة تقصي الحقائق عن أسباب الغزو العراقي في
الجانب العسكري الكويتي تم التستر عليه ولم يسمح بنشره وحظر اطلاع العامة على
محتواه ؟ ... وفي الجانب الأخر كشف الشيخ الراحل "سعود ناصر الصباح"
الذي كان يشغل منصب سفير الكويت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1990 من أنه
كان يجلس في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وكانت القوات الأمريكية
في وضع الإستعداد والإستنفار في قواعدها في كل من "الأردن والسعودية"
للإنتقال إلى الكويت خلال أقل
من 9 ساعات ... وكان يجلس بجانب "الخط الساخن" ينتظر موافقة وزير خارجية
الكويت آنذاك سمو الأمير الحالي الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" والذي كان سموه
كان يدفع بقوة وبشدة لطلب القوات الأمريكية لكن "الشيخ جابر والشيخ سعد" رفضا طلبه
وإلحاحه ظنا من أن المفاوضات "الكويتية العراقية" التي كانت تجري في
السعودية ستؤتي ثمارها فحدثت كارثة الغزو ... كل ما سبق يضعنا في كومة من الألغاز
السياسية المحيرة والتي تذهب بالعقل إلى نظرية المؤامرة بشكل كبير مما توحي إلينا
الأحداث أن كان هناك مخطط لتسليم الكويت إلى العراق كـ "قميص مكوي جاهز
للبس" وتوريط الشعب الكويتي مع طاغية ومجرم العراق ... ناهيكم عن شهادة وزير
خارجية الأردن الأسبق "مروان القاسم" والذي أفاد "بتشبيه وإيحاء
شديد" بأن مصر كانت على علم مسبق بالغزو العراقي وأنها دفعت إلى التصعيد
السياسي وغيرت موقفها بعدما تأكدت من قوة وإصرار الموقف الأمريكي والبريطاني بعد
72 ساعة من الغزو فانقلبت على حلفائها في "مجلس التعاون العربي" والذي
كان يضم كل من "مصر والعراق والأردن واليمن" ... والأمر الأخير في هذه
الفقرة أن الكويت أعدت ملفات ضخمة جدا ومهمة للغاية تحتوي على أدلة وإثباتات
وشهادات وقرارات مكتوبة طباعة وبخط اليد وكانت هذه الملفات تم جمعها والإعداد لها
لتقديم جلاوزة النظام العراقي المجرمين إلى محكمة العدل الدولية بتهم جرائم الحرب
التي جرت في الكويت ... فأين تلك الملفات ومن أوقف هذا المسعى وأسباب ذلك ؟ ...
وألفت عنايتكم أن 70% من كبار ضباط الأجهزة البعثية العراقية والأمنية
والمخابراتية من أقذر أنواع البشر من المجرمين قد فروا من العراق واتجهوا إلى
"أبوظبي ودبي ولبنان وقطر ومصر وسوريا والأردن" وفلتوا من الحساب
والعقاب بسبب قرار سياسي كويتي لا مبرر له سوى أنه يضاف إلى كم الألغاز الكويتية
التي توحي لنا أن مؤامرة الغزو لا يستبعد أن يكون مخطط أمريكي كويتي أعد مسبقا وليس
جريمة طاغية فحسب ؟
المعارضة العراقية التي فرطنا فيها
بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم في 26-2-1991 دخل العراق في
بداية النهاية بهزيمة عسكرية مهينة مذلة بوثيقة استسلام عسكرية رسمية + خسائر
سياسية خارجية فادحة + حصار دولي اقتصادي خانق + سوء سمعة دولية شنيعة + تدمير
بنية تحتية واسعة + خسائر اقتصادية قاتلة ... كلها معطيات ومحفزات حولت العراق في
عهد طاغية بغداد بأن تكون أرض طاردة منفرة فبدأت عمليات الهروب الواسعة لسياسيين
وعسكريين ومدنيين بدأت في 1993 ونشطت في 1995-1996... وكانت المعارضة العراقية في
الخارج هائمة على وجهها لا تجد من يحتضنها سياسيا وماليا ولا أحد يستطيع أن يجمعها
وينظمها ... والتوجه السياسي الكويتي كان نشطا للغاية دوليا دافعا ومنشطا ومحفزا المجتمع
الدولي على إسقاط النظام البعثي في العراق مهما كان الثمن ... بدليل أن الكويت قد
شاركت فعليا في مؤتمر المعارضة العراقية والذي عقد في لندن في 2002 واستضافت
الكويت على أرضها مؤتمر المعارضة العراقية في 2001 وعقد المؤتمر في فندق
"شيراتون الكويت" ... وكانت المعارضة العراقية مشتتة ومنقسمة لكنها كانت
لا تعصي أمرا لأمريكان وإيران فأمريكا مرجعية أمنية سياسية وإيران مرجعية دينية
عقائدية ... وهنا الخطأ الإستراتيجي الذي وقعت فيه الكويت والسعودية بأنهم أداروا
ظهورهم للعراق ولم يتدخلوا إلا "صوريا" وكان بالإمكان أن تكون إقامة كل
أقطاب المعارضة العراقية في داخل الكويت والسعودية لقيادتها وتوجيهها لضمان عدم
خطف إيران للقيادة العراقية برمتها مستقبلا كما هو حاصل اليوم ... لكن أظن وأعتقد
أن الفكر السياسي في السعودية وهي مركز الثقل السياسي والكويت والمعنية في الأمر
ارتعبا من احتضان المعارضة العراقية لقوة علاقاتهم مع النظام الإيراني مما قد
ينعكس سلبا على الجبهة الداخلية لكلا الدولتين أو يسبب خرقا أمنيا يكون مدخلا
لإيران في دولهم ... وفي كل الأحوال تلك المبررات إن كانت في محلها فهي مبررات لا
تقاس بمدى الضرر الذي تعانيه ليس الكويت والسعودية فحسب بل كل دول الخليج من ضياع
العراق وخطفه من قبل إيران اليوم بسبب سوء تقدير سياسي كلف خسائر عظيمة تجلدنا
أيامنا هذه بسببها ... فوضعت المعارضة العراقية في الجيب الخلفي الأمريكي وقادتهم
وقدمتهم على طبق من فضة إلى إيران ومنحت أمريكا لإيران فرصا وخدمات لا يمكن
تفسيرها إلا أنها خانت دول الخليج ... وقوضتها وأطلقت العنان لإيران لحصد مكاسب
توسعية لم تحلم بها طهران في تاريخها الحديث على الإطلاق مما تعطينا تلك الإشارات
أن أمريكا وإيران حلفاء في السر أعداء في العلن ؟
الإجتياح الأمريكي للعراق وسقوط النظام البعثي
لما سقط النظام البعثي المجرم رمت إيران بكل ثقلها في العراق فاستوطن
العراق أكثر من 4 ملايين إيراني خلال 3 سنوات فقط وتحديدا من سنة 2003 إلى 2006
... وبدأ التفاهم الأمريكي الإيراني بشكل خرافي صادم وبدأ التغيير الديموغرافي في
الهوية العراقية فأصبحت الطائفية والأحزاب هم الرقم 1 في المعادلة العراقية وتم
تهميش السنة والأكراد وباقي الأقليات ... لكن من المهم بمكان أن نفهم الإجتياح
الأمريكي للعراق كيف أصبح الأمريكان والإيرانيين حلفاء جمعتهم مصلحة العراق ؟ ...
بمعنى أمريكا خطفت وكسبت حليفا استراتيجيا مهما من روسيا ومسكت ما يكفي لإذلال أي
سياسي عراقي معارض كان في الخارج ليكون له شأن في الداخل وإيران ضمنت العراق
"دينيا وعقائديا" مع قوة تمكنها لأخذ العراق في صفها سياسيا في معادلة
معاكسة لا يمكن تفسيرها سوى أن ما حدث كان دعما أمريكيا مطلقا لإيران على حساب دول
الخليج ... فلو أردنا أن نحلل الأمر عقائديا فإيران يجب أن تكون هي التابعة للعراق
وليس العكس لأن مراقد آل البيت عليهم السلام توجد في العراق وليس في إيران فكيف
العراق أصبح هو التابع ؟ ... ناهيكم أن إيران وضعت مخططا شيطانيا بعمليات تفجير لم
يشهد لها العراق من قبل قط تمت بأيادي إيرانية لتنسب الأعمال الإرهابية للطائفة
السنية فيزداد حقد الشيعة فيشعرون بحاجتهم لإيران وهذه حقائق مثبتة بل وشهد عليها شيعة
كثر ناهيكم عن صناعة إيران لصورة إعلامية إرهابية لطائفة
السنة ... مع ملاحظة في غاية الأهمية أن هذه الأعمال الإرهابية قد أضرت
بالتواجد الأمريكي ضررا بالغا عسكريا وسياسيا ومع ذلك صمتت أمريكا عن إيران صمت
الحليف للحليف ... مما ترمينا عقولنا مرة أخرى بأن عداء أمريكا لإيران هو عداء
مصطنع فهم في العلن ما صنع الحداد وفي السر هما على فراش الزوجية ... والأهم
مما سبق أن الجيش الأمريكي وأجهزته الأمنية العليا مثل "FPI +CIA" قد وثبوا ووكزوا على أسرار الجيش
العراقي بشكل مسعور ومجنون ليضعوا أيديهم على أدق أسرار الأجهزة الأمنية والهيكلة
السياسية لنظام الحكم البائد ... فيقول ضابط المخابرات العراقي "سالم
الجميلي" في شعبة أمريكا "لقد استغرق منا حرق الملفات والأوراق شديدة
الأهمية والسرية 4 أيام متواصلة وقد حقق معي كل أجهزة الأمن الأمريكية بمختلف
أنواعها وأشكالها طيلة 9 أشهر متواصلة وكانوا يريدون معرفة من هم مصادر معلوماتنا
في أمريكا وأوروبا" ... وعندما قال 4 أيام متواصلة يجب أن نفهم تلقائيا عن
الكم المرعب والمهول لما تم حرقه من أسرار الله يعلم ماذا كانت ستفعل وتغير لو
خرجت إلى العلن وربما نفس هذا الضابط يكذب ويحتال مع عدم استبعاد أنه يحمل نسخا من
أخطر درجات أسرار العراق ... وهذه نقطة أخرى تؤخذ على الخليجيين الذين تركوا مثل
هذه الكنوز تذهب سدى دون أن يحصلوا على شيء يستحق الذكر ولم يضمنوا أحدا من
المعارضة العراقية بل الكل وقف متفرجا وكأن الأمر لا يعنيهم ... وكل ما كان يشغل
الكويت هو إسقاط نظام مجرد بغداد دون أي اهتمام عن كم الكنوز التي يمكن أن تنفع
الكويت مستقبلا بل من هم جواسيس العراق في الكويت الذي صنعهم النظام البائد والذين
ربما يتخفون بيننا إلى يومنا هذا باسم الوطنية كمواطنين شرفاء وهم في حقيقة الأمر
خونة وأنجاس وعملاء للنظام العراقي العفن ؟
من بعد الكويت
والعراق
عندما عرجت بكم من الحرب العراقية الإيرانية إلى غزو الكويت إلى
تحريرها إلى غزو العراق وإسقاط نظامه المجرم إلى احتلاله ... وتمكين إيران من
القرار السياسي العراقي والقبضة الإيرانية التي هيمنت على المجتمع العراقي خرجت
وزيرة خارجية أميركا السابقة "كونداليزا رايس" في 2005 بمصطلح سياسي
جديدة أطلقت عليه "الفوضى الخلاقة" وراحت تسوق له في وسائل الإعلام
المختلفة وفي 2006 ومن قلب عاصمة الشيطان "تل أبيب" أطلقت تصريحها المزلزل عندما قالت "سنصنع شرق أوسط جديد لنشر الديمقراطية" ... وأتذكر أن الإعلام العربي تعاطى مع تصريحاتها بسخرية واسعة وخرج
المحللين السياسيين بتحليلاتهم على القنوات الفضائية وهم يؤكدون أن ما تقوله
الوزير هو هذيان سياسي لا يتوافق مع الواقع على الأرض ... وما هي إلا 5 سنوات إلا
والربيع العربي يشتعل في تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم سوريا ثم اليمن فعاد نفس
المحللين السياسيين لإعادة تحليل ما يجري دون أدنى حياء من تحليلاتهم السابقة ...
وبلا أدنى شك أن الربيع العربي كان مخطط "أمريكي إسرائيلي بتنفيذ قطري" تجمدت
كل دول الخليج ولم تقف دولة واحدة ضد قطر "آنذاك" لتوقف مهزلتها وجرائمها التي تواطئت فيها
مع الإدارة الأمريكية في عهد "أوباما" ... ولم يتحرك أحد من كل الدول
العربية ليعترض على أمريكا أو يحتج أو يسحب سفيره لدى واشنطن الكل كان خاضعا صامتا
"وربما" كان المخطط بعلم وموافقة "بعض" الدول الخليجية لم لا
؟ ... فتم تحطيم العراق وسوريا وليبيا ومصر وإلى يومكم هذا لا تعتبر قوة عسكرية
تستحق الوثوق فيها بل كل إعلامها ما هي إلا دعايات كاذبة لا أساس لها من الصحة على
الإطلاق ... لأن الوقائع والحقائق تقول لكم أن بعد تاريخ 11-2-2011 كان إسرائيل هي
من تسيطر وتحمي الحدود المصرية بالكامل بريا وبحريا من صوب سيناء ... وبالتالي كل
ما حدث صب في مصلحة الكيان الصهيوني المحتل "إسرائيل" التي أثبتت الأزمة
السورية أن كل من كان له يد بجرائمها سياسيا وجنائيا وعمليا على الأرض جميعهم ودون
أي استثناء كانوا عملاء لإسرائيل وخونة لله ورسوله وكتاب الخالق عز وجل وشريعته
... أشعلوا سوريا عن بكرة أبيها وإسرائيل التي كانت بالقرب منهم على بضعة كيلو
مترات لم يجرؤ مجرم واحد أو خائن واحد على إزعاجها ولو بطلقة واحدة ... لتتضح
الأمر بعد سنوات أن الربيع العربي ما كان من أجل الثورة على الظلم والإستبداد بل
كان مخططا ضد الإسلام وبروفة تم التأكد من عمالة العرب لإسرائيل ... فبعد الربيع
العربي انتهجوا سياسة "حماية أنظمة الحكم" ومنع سقوط أيا منها فبقدر
ولائك لروسيا وأمريكا وإسرائيل بقدر ما ستتوفر لك حماية عرشك ولو ارتكبت الفظائع
ضد شعبك ... هذه هي الإستراتيجية التي نعيشها منذ 2017 ففتحت "أغلب"
الدول العربية والخليجية أبوابها للكيان الصهيوني بتعاملات رسمية واجتماعات سرية
بشكل تُحقّـر الشعوب المغلوب على أمرها والتي تساق بالحديد والنار ... فأصبحت
الخيانة سياسة والعمالة تطورا وعدم الحياة حداثة والعين الصلفة سلطة واستحقار
الشعوب مبدأ وإسرائيل واقع !!! ... كل ذلك أصبح واقعا ونعترف بحقيقة الأمر أنه
واقع لكن دون إرادة من الشعوب والتي تلقائيا لن تكون مهيأة لأي دفاع عن أوطانها
مستقبلا لأن إدارة البلد لم تحترم رأي الشعب والحكومات داست على كرامات شعوبها
وتلك عملية في المفهوم العسكري تؤدي إلى "ضرب الروح المعنوية" بالصميم
فلن تجد مقاتلا يقاتل بقناعة وبروح عالية شرسة ... ناهيكم أن برمجة الشعوب ذاتها
تتفاعل مع محيطها الإقليمي في مواقع التواصل الإجتماعي فأصبح الخزي والعار يسبب
حرجا مؤلما للكثيرين من انبطاح حكومتهم للكيان الصهيوني + تصريحات الإعلاميين
والسياسيين الإسرائيليين تتعمد إهانة العرب قادة وحكومات وشعوبا ولن ترهقوا نفسكم
كثيرا في البحث عن أدلة تؤكد ما أقول عبر مواقع التواصل الإجتماعي في حسابات
الإسرائيليين ... كل ذلك يجب تحليله في الفهم والإدراك المستقبلي أن سقوط
"بعض" الدول العربية سيكون أسهل مما تتخيلون لأن الجبهات العربية
الداخلية هشـــــة وضعيفة بل وممزقة ولا تحتاج أكثر من تدخل خارجي بسيط فتسقط
الدولة تلو الأخرى ... وهذه نتيجة جدا طبيعية عندما يتم تجاهل الشعوب في مطالبها +
الضغط المستمر على الحريات وقمعها في عصر المعلومة والتكنولوجيا زاد من احتقان
الشعوب ونقمتها على حكوماتها + عدم أخذ العبر والدروس المستفادة من الربيع العربي
الذي حدث + الشعوب العربية رافضة أي تعاون مع الكيان الصهيوني فتم إكراهها
وإجبارها وهنا أنت صنعت كما من الأحقاد لا أحد يعرف حجمه ومقداره سوى رب العالمين
سبحانه ... ولذلك أصبح طلب اللجوء السياسي لعشرات الآلاف من العرب والخليجيين أمرا طبيعيا ومألوفا ولم نكن نشهد ارتفاع وتيرته بهذا الشكل المضطرد بالإرتفاع والذي تعدى قرع
طبول الخطر وقرع أجراس الإنذار لتنتبه المجتمعات العربية والخليجية أن جبهاتها
الداخلية قد تأثرت وتضررت بشكل واسع يتطلب تدخلا عاجلا سريعا ... لكن لم يحدث سوى
الإستهزاء والإستحقار والمكابرة وصلف العناد فأخرجوا توصيف سياسي وطني كاذب بأن كل
من يعارض حكومته فهو من الخونة وعملاء الخارج والحقيقة أن تلك المصطلحات بعيدة كل
البعد عن حقيقة الأمر بتدليس الحكومات وتعود أكاذيبها ... وفي الماضي كنا نعيب
ونشجب ونستنكر جرائم حزب البعث المجرم من شدة قذارة أفعاله لكن اليوم يا ترى كم
دولة وحكومة تفوقت على النظام البعثي البائد بألف مرة من هول أفعالها ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم