2019-01-05

سباق ... من وصل الكويت أولا ؟


في الكويت نعاني حقيقة من مشكلة الثقافة المجتمعية وهي مشكلة جميعنا غارقون فيها بشكل جنوني لكن البعض لا يشعر بها والبعض الأخر يعرفها تماما لكنه يتجاهلها والبعض الأخر يعرفها وهو أحد أضلاعها ... والمشكلة تكمن بالعنصرية والفوقية والمرض النفسي المتمثل بـ "الأنــــا" فينظر للأخرين بنظرة فوقية استعلائية لا تخلو من الإستحقار معتقدا أنه وكيل الله في الأرض أو لم يخلق رجل ذوو نسب وعراقة في البلاد سواه !!! ... وهؤلاء يعيشون في مرض نفسي شديد الخطورة حتى وإن كذبوا وإن زوروا التاريخ وحتى لو افتروا واستمرؤا الباطل فقط ليكونوا هؤلاء هم الأسياد بنفس صارع الملكية وطبقيتها قبل 70 سنة وما قبل ... وفي موضوعي هذا أسلط الضوء على هؤلاء المرضى الذين يظنون أن الكويت هي ملك لهم ورثوها عن أبائهم وأجدادهم وهم فقط من يحق لهم الحديث بالوطنية وبالجنسية ومن يستحق أن يعيش على أرض الكويت ومن لا يستحق وهذا نشكك به وذاك كلا ... عنصرية متوحشة لم تكن في الكويت قديما بل تلك العنصرية خرجت تحديدا ما بين عام 2007 - 2010 حتى أصبحت حالة إجتماعية مرضية شديدة الخطورة لدرجة تهدد الأمن السلمي في المجتمع الكويتي ؟
 
عوامل التغيير
الكويتيين وفدوا واستوطنوا الكويت من الدول المجاورة والتي كانت "الجزيرة العربية قديما السعودية حديثا - العراق - إيران" قبل سنة 1750م أي قبل 269 سنة ... ومن هذا وذاك ومن هذه العائلة ومن تلك ومن هذه القبيلة وتلك أصبحت كيان ثم مجتمع ثم سيادة ثم دولة وسيادة مطلقة واتفاقيات إقليمية ودولية ... هي هي نفس العملية في كل دول العالم وتكوينها فلم يخلق الله دولة وشعب وكيان وسيادة هكذا بل كل ما حدث ويحدث هو تدبير من رب العالمين سبحانه ... أي كل دولة هي عبارة عن مجموعة وافدين ومستوطنين ثم تحولوا إلى أصحاب أرض ثم وطنية ثم سيادة وكرامة وعلى هذا الأساس كانت تحدث المعارك والحروب بسبب السيــــادة والنفوذ الذي يبسطه الأفراد أو المجموعات على الأراضي التي تقع تحت سيطرتهم ... وبالعودة إلى الوراء قليلا فلم يكن أهل الكويت "قبل النفط" أهل ثراء ولا أهل مال فاحش بل كانوا بسطاء بل وفقراء وهذا لا يعيبهم على الإطلاق لأنهم ببساطة لم يفقدوا كرامتهم ولا شرفهم في أعمالهم وممارسة حياتهم ... ناهيكم أن ذاك الزمن لم تكن هناك حدود مرسمة بدقة ولا معاهدات أو اتفاقيات دولية بل كانت علاقات ثنائية كل دولة تدير سياستها مع محيطها وذلك لم يكن بالمناسبة إلا من العهد الجديد ... العهد الجديد يحسب من بعد سقوط الخلافة العثمانية رسميا في 1924م أي أقل من 100 سنة وفي عرف التاريخ فإن 100 و 200 سنة لا تعتبر شيئا ولا تقاس بالأهمية في مقابل الأمم والشعوب السابقة ... وبالتالي لفظا ونطقا وفهما وعقلا فإننا كتوزيع المخطط البريطاني لخريطة الشرق الأوسط نعتبر دول حديثة النشأ بشكل رسمي وفق السياسة الدولة الجديدة لما بعد الخلافة الإسلامية ... والسخرية تكمن بمن يتفاخر بأنه يعرف أهل الكويت معرفة جيدة وكأنه اخترع الذرة أو جاء بأمر جديد !!! ... فلا جديد في الأمر فأهل الكويت بأسمائهم ومصاهراتهم يعرفون بعضهم البعض عز المعرفة بحكم أننا كيان ودولة صغيرة وبالتالي المجتمع صغير فمن الطبيعي أن نعرف بعضنا بعضا معرفة وثيقة أيضا ... ومن هنا تبدأ حكاية الفوقية والعنصرية فـ "بعض" أبناء التجار يترفعون عن مصاحبة أحد أبناء الرعاع أي فقراء العامة ويحرص بشدة أن ينتقي أصدقائه من الطبقة المخملية ... والبعض الأخر فإنه يضرب لك مثالا بدماثة الخلق والتواضع بالرغم من شدة ثرائه وعراقة نسبه وما بين هذا وذاك يكون الميزان هو الأخــــــلاق والثقة بالنفس ... وقصص تكون الشعوب هو أمر لا إرادة لأحد في ذلك إنما هي تسيير الحياة وتدبير الأيام من ربكم منذ عشرات آلاف السنين دولا قامت ودولا سقطت شعبا عاشت وماتت وشعوبا تولد من جديد فهذا الأمر خارج عن الإرادة أو التغيير لكن قابل للتأثير بعيد المدى ؟

هل تريدنا أن نصمت أمام عبث التجنيس ؟
بل إن سكت فأنت متواطئ معهم وخائن لأرض أنعمت عليك وجادت عليك بما لم يجده الزمان ... لا تسكت ولا تسمح بأن يتم العبث بالهوية الوطنية "الجنسية" وهذا دور كل مواطن شريف لكن بجانب ذلك هناك أيضا من الأولويات ذات الأهمية بالغة الشدة والحرص أرى تم هدمها بتعمد وكأنه مخطط كتب ورسم بعناية فائقة لتفريغ الكويت من هويتها ومن محتواها ... أيها السيدات والسادة هويتكم الوطنية ليس الجنسية فحسب التي عبثت فيها الحكومات الكويتية من سنة 1965 إلى 2006 أي 41 سنة من التجنيس السياسي والعبث المجرم في الهوية الوطنية مارسه السياسيين أمام مرأى ومسمع من الجميع جهارا نهارا ... من حاسبهم ؟ لا أحد ... من سيحاسبهم ؟ لا أحد ... من يفتح ملفات التجنيس من أول منح جنسية في سنة 1959 والذي صدر القانون قبله بسنة واحدة 1958 على أن يتم تطبيقه في 1959 ؟ لا أحد ... من يحاسب اللبناني والسوري والعراقي والإيراني والسعودي والفلسطيني وغيرهم الذين نالوا الجنسية بشكل غير قانوني قبل صدور قانون الجنسية في 1958 ؟ لا أحد ... فأصبح الوضع "طوّف وعدّي وشدد من الآن ورايح" فتوقف التجنيس السياسي المتوحش في عهد سمو الأمير الحالي الحبيب الغالي / صباح الأحمد الجابر الصباح ... لكن هناك ضرب متوحش أخر يتم في هويتنا الوطنية وهو تدمير جيل ما بعد تحرير الكويت جيل أصبح الكثير منه فارغ المحتوى لا ثقافة ولا فهم ولا عقل ... جيل استورد الأغاني العراقية والسعودية ونسي عراقة وفخامة فن الكويت جيل فضل البوكسر والبنطلون على الزي الوطني ... جيل لا يعرف تاريخه ولا ماضيه ولا يعرف المفردات الكويتية الأصيلة جيل صنعوا فيه تجاهل ولا مبالاة للشعراء فهد بورسلي وفهد العسكر وأحمد العدواني والعدساني والرومي والضويحي وغيرهم ... جيل لا يعرف من هم عباقرة ومدارس التلحين في وطنهم أمثال المدارس العريقة كـ أحمد باقر وعبد الرحمن البعيجان وخالد الزايد ويوسف المهنا وحمد الرجيب وغيرهم ... جيل لا يعرف مثقفين ومبدعين الكويت كأمثل أحمد السقاف وإسماعيل فهد إسماعيل وعبدالعزيز الرشيد وسيف مرزوق الشملان وخالد سعود الزيد والشايجي وعبدالمغني وغيرهم ... أفيقوا من سباتكم وأعوا من أدخل الثقافة العراقية رغما عن أنوفكم قبل الغزو واليوم من "يُسعود" المجتمع وفرض عليكم الثقافة السعودية رغما عن أنوفكم ... إفهموا لماذا يتم منح الجنسية لمن حتى لا يعرف أن يردد النشيد الوطني جزئيا وليس كاملا ولا يعرف هم حكام الكويت ولا يعرف حتى المفردات الكويتية ويفز قلبه فزا غريبا مريبا إذا سمع طربا عراقيا أو سعوديا أو سوريا أو إيرانيا ... هويتنا الوطنية ليست جنسية فحسب بل لغة ولفظا ونطقا ولبسا وثقافة وعلما وغيرة وطنية وعشقا مجنونا للكويت ... هويتنا الوطنية لا تكون مدعاة للخونة والعملاء الذين يعملون في الخفاء في محاولات تجنيس أقاربهم الأوباش ليتسللوا إلى قلب وطننا بفعل أحد الأنجاس ويتم ركل المستحقين وتجاهل لجنة العم "صالح الفضالة" التي رفعت ملفات للبدون المستحقين والمستوفين الشروط ... والمهزلة التي نعيش فيها أن هناك من يرضع أبنائه حب وعشق الكويت ولو كانت أرضا جرداء قاحلة وهناك من يربي أبنائه على كره الكويت وسرقة ما يمكن سرقته وضرب الهوية الوطنية بالولاء للخارج لا الداخل ... أفيقوا من جهلكم عالجوا مرض العنصرية والفوقية وتذكروا أنكم في يوم من الأيام كان بعضكم لاجئا وضيعا في الخارج والبعض الآخر كان تحت ذل وإهانة الغزو والإحتلال ... ولذلك أرجو وأتمنى أن يعاد النظر في قانون البصمة الوراثية ويتم فحص كل الشعب فلا يتساوى أبناء الزنــــا بأبناء الحرة ولا الشريفة العفيفة بالوضيعة العاهرة وستر الأيام لا يمنع عقاب الآخرة لو كنتم تعلمون ... كل كويتي لديه قلب ينبض بعشق الكويت يعرف تماما أن الكويت بحاجة إلى إعادة هيكلة وإعادة تأهيل وتطوير وتطهير الشعب من شوائبه من المزورين والمدلسين ومن عبثوا بالأنساب فأصبح الوضيع سيدا فوق السيد نفسه ... والأغبياء يعيشون في مرض العنصرية والفوقية والأرض من تحتهم هشــــة يستحقرون هذا بسبب مادة جنسيته وذاك بسبب أصوله وهذا بسبب أمه وذاك بسبب عمه وبسبب هذه الجهالة ركبكم المتردية والنطيحة دون أن تشعروا فأصبحوا سادة وسياسيين ومشرعين وفي أعلى المناصب الحكومية ... انتقاصك للناس واستحقار من لا يعجبك هذا دليل أنك تربيت في بيئة لا تمت للإنسان بأي صلة ولا دخل لها بالدين ولا بأخلاق رسولنا وأشرفنا وأطهرنا عليه الصلاة والسلام ؟

ألا لعنة على قوم لا يتعظوا من غزو ولا تردعهم قبور الدنيا ؟





دمتم بود ...


وسعوا صدوركم