2019-03-08

لماذا رجال الأعمال العرب ... أغبياء ؟


لو أجريت مسح عالمي للبحث عن من هي أكبر شركة عربية عالمية أو من هم أقوى رجال العرب الواصلين إلى الإقتصاد العالمي فستكون النتيجة = لا أحد على الإطلاق ... شركات أجنبية أصولها = ميزانيات الحكومات العربية مجتمعين ورجال أعمال أجانب بيدهم رقاب البشرية من الناحية الإقتصادية ... كل رجل أعمال من هؤلاء العمالقة يشكل بحد ذاته دولة مستقلة ذات سيادة المساس به من المحرمات السياسية التي توفر له غطاء من الأمان ... وكيف لا إذا ما علمتم أن 5 فقط من أقطاب الإقتصاد العالمي بشركاتهم وتجارتهم قد بلغت مجموع تبرعاتهم للفقراء بقيمة تتجاوز أكثر من 39 مليار دينار كويتي = 130 مليار دولار أكرر فقط 5 أشخاص في عام 2017 ... مبلغ = قيمة مجموع كل تبرعات كبار رجال الأعمال المسلمين سواء أعلنوا عنها أم لم يعلنوا فمن المستحيل أن يصلوا إلى هذا الرقم الخرافي ... وإذا ما نظرنا إلى نهج تجار العرب جميعهم فإنهم رغم تنوع تجارتهم إلا أنهم جميعهم متشابهون مقلدون نرجسيون عقلوهم لا تعرف الإبداع على الإطلاق قلوبهم هواء ... يرتعبون من المغامرة وجرأة الإقدام والرعب الفظيع من المغامرة ويبررون ذلك تحت ذريعة الحرص من النصب والإحتيال وجينات الفقر ملاصقة بهم أي فوبيا الفقر والخوف من الخسارة والرجوع إلى نقطة الصفر ؟ 

أتذكر رجل أعمال عربي قبل سنوات برر عدم انتشار رجال الأعمال العرب عالميا بأن الحكومات العربية لا تحمي مواطنيها خارجيا كما تفعل أوروبا وأمريكا والصين ... لكن هذا المتذاكي نسي أن التجارة ليست كذلك ورجال الأعمال الغربيين قوة انتشارهم لم يكن لدولهم أي دخل بل قوة منتجاتهم وجودتها وذكاء انتشارها عبر أكثر من 100 سنة ماضية ... ليخرج الطاووس العربي بنرجسيته المعهودة ليستعرض على السذج من أنه شيئا عظيما وأن الحكومات هي السبب ليصرف النظر عنم حقيقته البائسة بل وحتى الساقطة ... من أن رجال الأعمال العرب 95% منهم ما هم سوى عجول صغيرة ترضع من مناقصات الحكومة البقرة الحلوب وتواطؤ التجار مع الحكومات ومع أبناء الأسر الحاكمة في الوطن العربي ... وأي1ضا لا حاجة لأن أسرد أدلة لأن الشعوب العربية تعرف يقينا هذه الحقيقة ... ولست بحاجة إلى تسطير أسماء الشركات العالمية العملاقة وقيمة أصولها وانتشارها العالمي الأخطبوطي التي دخلت في صراعات مع حكوماتها بسبب الضرائب وماذا فعلت الحكومات لاسترضاء تلك الشركات لما يشكلون من قيمة أساسية في الإقتصاد الوطني ... ولذلك لم أجد رجل أعمال عربي واحد يستحق أن نطلق عليه المبدع الخطير لأن الجميع متشابهون فخرج علينا قبل بضعة أيام أحد رجال الأعمال في الخليج بتصريح ينم عن تفاهة عقلية ... وغرور كما تعودنا عليه فقال : أستطيع أن أشتري أي مشروع في العالم !!! ... فعلا أبله جاهل محدود العقل غرته أمواله فظن أنه يستطيع أن ينافس عمالقة الشركات العالمية وعقله "الترللي" لا يستوعب أنه مجرد نملة مسكينة لا ترى بين عمالقة العالم ... هو نفس الجنون لو قسناه كمثال لو خرج رئيس نادي الكويت "خالد الغانم" أو رئيس نادي القادسية الشيخ "خالد الفهد" فيقول أحدهما "ناديي يستطيع أن يشتري أو ينافس نادي "برشلونه" الأسباني ؟
 
الفن والإبداع يا سادة كيف تحول الـ 20 مليون دينار كويتي إلى 500 مليون دينار خلال أقل من 4 سنوات وكيف تحول الـ 500 مليون إلى 1.5 مليار دينار في أقل من 4 سنوات وكيف تحول الـ 1.5 إلى 6 مليار دينار خلال 4 سنوات وكيف تحول الـ 6 مليار إلى 15 مليار دينار خلال 4 سنوات ... أي قفزات نوعية في سنوات محددة وقليلة بدأ بمبلغ صغير جدا وكيف تحولت من النطاق المحلي إلى الإقليمي إلى العالمية بقوة وثقة وثبات ... وقد يقول أحد العقول السطحية أن هذا الحديث نابع من "هرطقات" كاتب لكن حقائق التاريخ وواقع الأيام أثبت بما لا يدع مجالا للشك من أن فقراء الأرض هم عظمائها الحقيقيون وهم القوة الإقتصادية الحقيقية التي لم يستهدفها أحد بعد بشكل مباشر وفي صميمها ... بل كل عمليات الإستهداف تعاطت مع احتياجات الإنسان ومترفاته وقد نجحوا نجاحا باهرا بهذا الإستهداف فجنوا مئات المليارات ... لكن لا أحد على الإطلاق فهم إلى يومنا هذا كيف يستهدف أحلام الإنسان بشكل مباشر وفي صميمها والتي في غالبها معظمها أحلام متشابهة ... هي الأحلام والأمنيات التي يضحك معظمنا عليها بسخريتنا المعهودة ولم ينتبه أحد قط من أن هناك بوابة كنوز مرعبة لم ينتبه إليها أحد على الإطلاق سواء رجال الأعمال العرب وحتى الأجانب ... وهنا يكمن الفن والإبداع في التعاطي التجاري الذي لم ولن يفهمه رجال الأعمال العرب الذي شعار سوادهم الأعظم هو "عصفور باليد ولا 10 على الشجرة" ... وحتى أمثلتهم غبية كعقولهم التي عميت عن أي تفتق ذهني بعيد النظر وخيال الطموح فلا تجد أحسنهم إلا تاجر عقارات تافه أو تاجر مجمعات تجارية عبيط أو تاجر مناقصات حكومية فاسد ... وخذوا وقيسوا على ذلك لتتضح أمام أعينكم الصورة أن رجال الأعمال العرب يتمتعون بغباء تجاري لا مثيل له على الإطلاق ... ولذلك كانوا ولا يزالوا العرب تابعين في السياسة والإقتصاد لكن يصورون لكم بأن الأرض لم يخلق مثلهم في البلاد والعباد وعلى هذا الأساس يستمر الإستغلال والجشع ألا متناهي الغبـــــاء والسطيحة ؟





دمتم بود ...



وسعوا صدوركم