أخطر أنواع القرارات على مستوى البشرية هو القرار السياسي لأنه دائما
يكون قرار فرد واحد لكنه يحدد مستقبل أمة بأكملها ... وتهديد الأمة ليس مجرد إصدار
قرارات داخلية بل القرار السياسي تكمن خطورته بأنه قد يؤثر على الحالة الإقتصادية
للبلاد والعباد وقد يدمر وقد يطور البلاد ... وبما أنه لا رب العالمين سبحانه ولا
كل كتب التاريخ ولا حتى المقابر أصبحت تشكل رادعا حقيقيا في عقول وقلوب متخذي
القرارات في عالمنا العربي "إلا من رحم ربي" فلا داعي للمجاملات السخيفة
والعواطف السطحية وليكن العقل والواقع على الأرض والصراحة المتجردة من أي نفاق هي
ميزاننا في حديثنا هذا ... إن القيادة السياسية الكويتية قبل الغزو العراقي بأيام
صدت وسخرت من كل الناصحين ورفضت كل التقارير الإيرانية والأمريكية التي أكدت بأن
الغزو واقع وسيحدث ... ناهيكم عن التقارير العسكرية الكويتية التي كانت تنادي وتصرخ
وتؤكد معلوماتها 100% بأن العراق سيغزو الكويت بل السلطات العراقية قبل الغزو
بأسبوعين قطعت الكهرباء وخطوط الإتصالات عن مبنى القنصلية الكويتية في مدينة
البصرة العراقية ... وهناك حكاية وهي رواية من أحد الثقاة "الراحلين" من
المطلعين ساقها لي عل ما أذكر في 1995 بأن رئيسة وزراء الباكستانية الراحلة "بينظير بوتو"
قد وصلتها معلومات مؤكدة قبل الغزو بيومين عن "شبه اقتناع" الحكومة
الكويتية باستدعاء القوات الأمريكية فقامت بزيارة خاطفة سرية إلى عاهل الأردن الراحل "الحسين بن طلال" وأبلغته وهو بدوره أبلغ "صدام حسين" الذي قدّم
وعجل موعد الغزو العراقي على الكويت ... هذا بالإضافة إلى شهادة سفير الكويت في
واشنطن الشيخ الراحل "سعود ناصر الصباح" الذي أدلى بشهادته المتلفزة وقال
نصا "كنت أجلس في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" وكان بجانبي
الخط الساخن وأنتظر رد وزير الخارجية الشيخ "صباح الأحمد" على موافقة
الحكومة الكويتية بموافقتها على استدعاء القوات الأمريكية إلى الكويت والقيام
وخلال أقل من 6 ساعات بإنزال جوي من القاعدة الأمريكية في الأردن إلى الكويت وموقع
الإنزال كان سيكون بين الحدود الكويتية العراقية لكن القيادة السياسية "الشيخ
جابر الأحمد والشيخ سعد" رفضا استدعاء أي قوات أجنبية حتى لا نؤجج الموقف مع
العراق ولا تفشل مفاوضات جدة " انتهت الشهادة ... ووقع الغزو بسبب ضعف القرار
السياسي الكويتي واستهتاره بمسؤلية وطن وشعب والباقي جميعكم تعلمونه فكان الندم
عظيما وحتى بعد تحرير الكويت لم يحاسب أحد على ما حدث وهذا تاريخ موثق ومسجل ؟
أقول ما سبق مع سرد أحداث تاريخية حقيقية وأنا أرى السعودية ذاهبة إلى
المجهول بعد أن تغيرت سياسيا واجتماعيا بشكل مرعب ... والرعب ليس بانفتاح الشعب
فهذا حقه وأمر طبيعي وليس بقيادة المرأة للسيارة فأيضا هذا حقها الطبيعي بل
الصدمات التي كسرت هيبة رجال الدين فيها ... وكيف تحولت مئات وربما آلاف الفتاوي
إلى مجرد أوراق في سلة المهملات وكيف وطأ ارضها شخصيات لم يكونوا يحلمون أن يطؤوا
أرضا عربية مسلمة ... والأخطر أن السعودية قد خدعتنا وفي الأساس هي خدعت نفسها
عندما قامت بغزو اليمن فظننا بثقتنا فيها أن العمليات العسكرية لن تستمر أكثر من 6
إلى 8 أشهر على أبعد تقدير ... لكن الوضع ذهب إلى أكثر من 4 سنوات والمهاجم تحول
إلى مدافع والمدافع أصبح هو من يتعرض للغزو وتضرب مطاراته ومدنه للقصف وأخرا وليس
أخيرا استهدف أكبر مركز نفطي في العالم ... كل هذا كان يحدث ونحن غاضبون ليس على
ما تتعرض له كلا لأن ما أصاب السعودية لا يساوي 1% مما فعلته هي في اليمن ... لكن
غضبنا هو ما تتعرض له السعودية من إهانات الرئيس الأمريكي وإسقاطات علنية دون أدنى
كياسة دبلوماسية على الإطلاق وهذا تعمد مقصود 100% لا يقبل الشك لأنه نفس الرئيس
لا يخاطب دولا وحكومات أخرى بمثل ما يخاطب به السعودية بقلة أدبه ... ورغم ما
تعرضت له الكويت من أذى بالغ جدا من قبل السعودية التي أضرت بالإقتصاد الكويتي عبر
عنادها وصلفها بتوقف إنتاج النفط في المنطقة المقسومة منذ 5 سنوات بخسائر تجاوزت 4
مليار دينار كويتي + تعرض الشعب الكويتي إلى شتائم "على الأقل" بأكثر من
35 ألف تغريدة في تويتر مسيئة للكويت وقيادتها وشعبها سنويا مصدرها السعودية ولا
تزال ويوميا ... ومن يظن أني أتجنى أو أبالغ فليكتب في خانة البحث في تويتر
"الله يرحم صدام" فقط ولينظر بأم عينه كم
الشماتة والشتم والتطاول من سعوديين بنسبة لن تقل عن 90% علينا ... ومع ذلك نترفع
ونتسامى فوق كل ما حدث ويحدث يوميا ... والأخطر فيما يحدث ورصدناه أن هناك من قلب
السعودية هناك من صنع عظمة وهيلمان وخيال من النرجسية المريضة في عقول الكثيرين
فأصبحوا يتحدث السفهاء على مواقع التواصل الإجتماعي وكأنهم رعايا الدول العظمى
الخمس "أمريكا بريطانيا فرنسا الصين روسيا" ... وما يحدث يذكرني بالشعب
العراقي قبل الغزو فوالله كانوا يمشون على الأرض وكأن الله ما خلق سواهم من كم
الغرور والنرجسية والتعالي وكان بعضهم يعتقد أنه أنعم علينا عندما كان يحدثنا
بتواضع ... والشعب السعودي شعب كريم للغاية لكن هناك ما يقارب المليون المنتشرين
على مواقع التواصل الإجتماعي هم الذين دمروا سمعة المملكة بسبب بذاءاتهم وشتائمهم
واستحقارهم للغير واستهزائهم بالدول والشعوب قداهم شرذمة من السفلة وأولهم المجرم
الساقط "سعود القحطاني" ... فهذا يصف دولة بـ "الدويلة" وذاك
يصف شعب بأكمله بأنه لا يشكل حارة صغيرة في وطنه وذاك يصف المسؤلين بأنهم أتفه من
أن يتابعهم وزير الخارجية ... إنحطاط وضيع وسفالة أخلاق إلى القاع كلها حدثت عبر
سنوات أدت إلى أن ينال الشرفاء أذى بسبب سفهاء وطنهم ووصلت بالأمور إلى أن
السعودية أصبح ما لا يقل عن 60% من تحالفاتها السياسية والعسكرية هي تحالفات
إعلامية وورقية لا أكثر ... وعن نفسي أنا غير سعيد بكل ما يحدث للمملكة ولا أتمنى
لها إلا كل خير مثلما أتمنى لإيران والإمارات واليمن وكل دولة على وجه الأرض
باستثناء الكيان الصهيوني اللقيط لكن هل كان الأمر يستحق كل هذا ؟
الحرب الكبرى القادمة
هذه المدونة شاهدة على كم كتبت مؤيدة للسعودية ثم ناصحة ومحذرة لها
واليوم أقولها وبصراحة السعودية ذاهبة إلى النفق المظلم وهي دولة لا تقبل النصيحة
وقد حذرتها مرارا وتكرارا مثلما نصحها وحذرها الآلاف ... حسنا امضوا إلى ما تريدون
وادخلوا الحرب ونفذوا المخطط الصهيوني الأمريكي حسبما أعد لكم وفصّل على مقاسكم ...
لكن انتبهوا ولأخر مرة إن اشتعلت هذه الحرب فلن تعرف السعودية بعدها أي أمن وأمان
ولن تكون حدودها كما تظنون ولا الرياض وجده والمنطقة الشرقية كما تعهدون ...
وأذكركم وأحذركم لا أمريكا ولا حتى كل دول أوروبا بأكملها لو تحالفوا معكم
يستطيعون حسم هذه الحرب لأنها حرب ستمتد لأكثر من مليون كم² ... وستشمل "إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن" مجتمعين
بالإضافة إلى قلب دولتكم في المنطقة الشرقية يمكن وقتها ستكسر شوكة الأغبياء في
مواقع التواصل الإجتماعي ... وسيعلم الجميع وقتها فعليا من كان ينصحهم نصح الأخ
لأخيه وكانوا يشتمونه ويذمونه ويشككون فيه ومن كان يؤيدهم ويطبل لهم وينافقهم ويوم
الجد أدار لهم ظهره ونكرهم وجحدهم ... وأمريكا نصبت لكم فخا عظيما والصهاينة
الأنجاس سيضعون أرجلهم في مدينة رسولنا وأشرفنا عليه الصلاة والسلام بسببكم أنتم
وليس نحن ... واقتصادكم سينهار بنسبة 100% ومشروع نيوم سيكون حبرا على ورق وأوراقه
ستكون كافية لصناعة أكبر مدفئة في تاريخ المملكة وهذه الحرب يا سادة أنتم السبب
الأول والمتسبب الحقيقي فيها بغزوكم لليمن ... وابحثوا واسألوا أنفسكم منذ 100 سنة
لماذا الفاتيكان قبلة المسيحيين يحتفظ بعلاقات سلام وسياسة هادئة ومتوازنة مع
الجميع ولماذا السعودية التي تحتضن قبلة المسلمين تعادي هناك وتحارب هناك وتتدخل
هنا وهناك ؟ ... وعلم السياسة يخبركم أن من يستخدم الأعمال العسكرية سرا وعلنا
يعني أنه قد فشل أو أنه فاشل سياسيا لكن والله إن اشتعلت هذه الحرب لا أمريكا ولا
أنتم من يستطيع إيقافها ... واسحقوا نصف مساحة إيران ودمروها تدميرا موجعا واقتلوا
مئات الآلاف بل والملايين من الأبرياء المسلمين ودمروا طهران فوق رؤوس أهلها ... لكن هل يخبرنا
أحدكم ماذا سيكون حالكم ؟ وكم عدد اللاجئين السعوديين في الكويت وقطر وعمان
والإمارات والأردن أم تحسبون أن شعبكم سيجلس ليواجه الموت المؤكد والصواريخ
الإيرانية والعراقية واليمنية تهدم أسقف المنازل على رؤوس أهاليها !!! ... الحرب
ليست لعبة وليست ضربة خاطفة وخصمكم هذه المرة ليس اليمن الذي دمرتموه وليست سوريا
التي قتلتم شعبه وحولتموه إلى خراب ولا أي مغامرة من مغامراتكم ... هذه المرة تاريخكم كله على المحك
وخريطة دولتكم بأسرها ستتغير فلا الباكستاني ولا المصري سينجدكم لأنكم أنتم من
علمتموهم أن "بخشم الريال" تأتي بمن تأتي ... فاستعدوا لإنفاق أكثر من 800
مليار دولار خسائر مؤكدة ستذوقون مرارة حرقها في أول سنة حرب ضد إيران واستعدوا
لتعويضات "قانون جاستا" الذي تطبخه أمريكا لكم على نار هادئة بتعويضات
لن تقل عن 500 مليار دولار ... واستعدوا لهروب كل رؤوس أموال التجار والمستثمرين
لديكم بخسائر لن تقل عن 1 تريليون دولار في أول سنتين من الحرب أم تحسبون أن
التاجر سينتظر حرق أمواله من أجل سواد عيونكم ... واستعدوا لملايين السيارات التي
لن تجد لها وقودا في أول سنة من الحرب واستعدوا لضرب كل محطات الكهرباء والماء
وجهزوا مقابر مئات الآلاف من الأبرياء ... ونحن في الكويت نعدكم وعد الرجولة
والشرف أننا سنستقبل مواطنيكم بكل محبة وستكون بيوتنا بيوتهم وأموالنا أموالهم وسنكرمهم
أكثر مما أكرمتم مواطنينا أيام الغزو وونعدكم وعد الأحرار لن نعايركم بعدها أبدا مثلما لم
نعايركم أن الكويت هي من احتضنت "عبدالعزيز" مؤسس المملكة لمدة 10 سنوات
و4 سنوات أخرى تموله بالمال والرجال وليس 7 أشهر ظللتم تعايرونا
فيها سنوات طويلة دون أدنى حياء من معظمكم ... وأما في الملفات الخارجية ففي الملف القطري فشلتم وفي الملف السوداني فشلتم وفي اليمن فشلتم وفي ليبيا فشلتم وفي سوريا فشلتم وفي العراق فشلتم وفي تركيا فشلتم بل أعطونا ملف واحد خارجي نجحتم فيه ؟
اعقلوا وتبصروا ثم تبينوا فالأمر في غاية الخطورة والله يشهد على ما
في قلبي ونفسي أني لكم ناصح أمين لكنكم قوم لا تنتصحون ولا تسمعون وكثير منكم لا
يعقلون ... وإن كنتم تعودتم على من ينافقكم ومن يكذب عليكم فما أنا بصاحبكم ولا
أنتم بصاحبي إني أخاف ربي يوم ألقى وجهه الكريم وأعوذ به سبحانه أن أكون من
المنافقين ... وافهموا أن أمريكا تريد المدينة المنورة للصهاينة وتقسيم دولتكم
وحرق كل أموالكم وإفلاسكم وأفيقوا من وهم العظمة فلا أنتم عظماء ولن تكونوا ...
فما سمعنا ولا قرأنا بكل كتب التاريخ أن دولة عظيمة تستنجد بالآخرين وما عهدنا
بتهديداتكم الطويلة إلا أن من يهدد هو في أقصى حالات الضعف لأنه يستخدم الإعلام
لترابط جبهته الداخلية فقط ... العالم بأسره أصبح يعرف قدراتكم والصحف العالمية
قالت فيكم ما لم يجرؤ عربي واحد في كل تاريخ دولتكم أن يقوله فيكم ووقفتم أمام كل
صحف العالم عاجزين متخشبين ... وأمام الحوثيين مستسلمين مشلولين ومغامرة قطر كانت
مغامرة فاشلة بخسائر فادحة وليبيا والصومال والسودان ومصر وتركيا وإيران وكندا
وألمانيا وتوتر مع الكويت وعمان ... وأكثر من 40 دولة لا تهتم لأمركم ولا لشأنكم
ومنها : إيطاليا إيرلندا بلجيكا بلغاريا البوسنة بولندا السويد البرازيل استراليا
فيتنام كوريا الجنوبية وغيرها دولا تقيمون معها علاقات دبلوماسية لكنها لم تندد
ولم تشجب اعتداءات أرامكو أي وكأن ما حدث لكم لم يسمعوا ولم يعلموا فيه !!! ...
لماذا كل هذا وعلى ماذا وهل كل ما تفعلون يستحق كل هذه الخسائر وكل هذه العداوات ؟!!!؟
... متى تفهمون أنكم لا تمثلون أنفسكم بل تمثلون الإسلام بحكم أنكم الدولة التي
تحتضن الحرمين الشريفين ؟ وكيف نفهم الأخرين أن الحرمين الشريفين شيء وسياسة
الدولة السعودية شيئا أخر بالتأكيد سنحتاج لمعجزة حتى يستوعب ويفهم العالم حقيقة
الأمر ؟ ... وربي وما أعبد إن كل من يؤيدكم ويدفع بكم إلى التمادي ما هو لكم بناصح
ولا أمين ولا بمحب بل هو إما جاهل سفيه أو عدو خبيث يضمر لكم الشر والسوء ... لكن
للأسف لن تعرفوا حقيقة كل ما سبق إلا بعد أن يقع الفأس بالرأس وقتها ستذكرون صدق
مقالي هذا وستعرفون وقتها من كان عدوكم وخائنكم ومن كان ناصحكم الأمين ... وأما
الكويت وطني الحبيب الغالي فلا يبرق ولا يسطع شمس النرجسية في عقول سفهائكم بأن
الكويت ستختفي في الحرب القادمة بل الكويت وأهلها وحكامها باقون بخير وأمن وأمان بمشيئة وإذن الرحمن الرحيم لأننا في حربكم لا ناقة لنا فيها ولا جمل ... ولأننا دولة وشعب نعرف حجمنا جيدا في
الميزان العالمي وكما تقولون في مصطلحاتكم الوضيعة "دويلة" صغيرة لكنها
عصية على من يريد بنا الشر والضر وخذوا العراق وطاغيته عبرة وعظة ماذا فعل
بالدويلة الصغيرة وماذا فعلت به الدولة الحقيقية ... وفي الختام أسأل ربي رب
السموات والأرض أن يرزقكم البصيرة والهداية وأن يحفظ أهل السعودية من الكرام
والشرفاء فقط وحصريا من كل أذى وضر وشر وأن يبارك لهم في أموالهم وأرزاقهم وأن
يعينهم ربي على ما ابتلاهم من سفهاء العقول ... وأن يجنب السعودية وإيران وشعبيهما
شرور الحرب وأن يعز ربي الإسلام والمسلمين ويهلك الصهاينة ويخزيهم عاجلا غير آجلا
... من يريد الحرب ها هي ساحاتها مفتوحة ومن يريد السلام فطاولة الحوار السياسي
العميق متوفرة والوسطاء الموثوق فيهم على أهبة الإستعداد لكن إن بدأت الحرب
واشتعلت كن رجلا فيها وامضي فيها ولا تستنجد بالأخرين كعادتك ... ويا هذا إن سحر وكذب الشعراء لا
يصنع نصرا فأفق من أوهامك وترهاتك ؟
دمتم بود ...
وسعوا صدوركم